قصة قصيرة

إنها قصة مؤلف شاب لا يُجيد شيئًا غير الكتابة، وربما لا يعرف شيئًا غيرها، ولكنه غير قادر على إثبات موهبته، فكل ما يكتبه يُمحى على الفور، كأنه غير مرئي.

حين انقطع دَفق الصور في ذهنه فتح عينيه على مشهدٍ غريبٍ، عن يساره تمتد ثلاث طرقٍ مبلطةٌ بحجارة سوداء، وعن يمينه تنزلق ثلاث طرقٍ مبلطةٌ بحجارة بيضاءَ.

ظلّت الفيزياء معزولة في ذهن بطلنا عن باقي انطباعاته وأفكاره. تعيش في وجدانه يستمتع بوجودها وبالتفكير فيها وبتأملها ويمنحه تناسقها متعة ينقلها لتلاميذه

تغيّر صديقه بالكامل عن الشخص الذي كان قبل فجر 8 يونيو 1967، وترسّخ في ذهن صاحبنا اعتقاد بأنهم قد وُلدوا مرة أخرى في هذا الصباح.

في صالة مستشفى الدلتا يجلس خائفًا، مرتبكًا، يحاول أن يُخمِّن ملامح الطفل القادم، ويُفكِّر في الموت الذي كان ينتظره في نهاية ذلك الحب، ماذا لو تم؟

يبدو أننا في ساحة الأقصى ... إنها مليونية التحرير بالقدس ... ومن بعيد بدت القبة الذهبية لمسجد «قبة الصخرة» كشمس في سماء من البشر.