عن التربية فى الحركة الإسلامية (2-2)
إن المنظومات الأخلاقية-الاجتماعية لا تنتقل من خلال التعليم العلماني ولا من خلال الإعلام ولا من خلال الكتب ومصادر الثقافة؛ بل تنتقل بالتربية المباشرة بالقدوة الحسنة.
الحركة الإسلامية والقيادة الاجتماعية (2 -2)
وبدا غباء وقصور نظر الجيوب المسلحة خلال الثمانينات والتسعينيات مُثيرًا للتساؤل. إذ كان حجم العنف المرتكب حينها كافيًا جدًا لنقل السلطة من فلكٍ إلى فلكٍ جديد تمامًا، لكنه كان عُنفًا عشوائيًا اعتباطيًا بغير استراتيجيةٍ واضحة، بل تمكَّنت الدولة من توظيفه لدعم سُلطتها الأمنية. كما كان اندماج الإخوان، وغيرهم من المسيَّسين؛ في اللعبة السياسية انبطاحًا عشوائيًا بغير استراتيجية حقيقية، وهو الحضور الذي استخدمته الدولة لدعم شرعيّة نظامها السياسي المهلهل.
الحركة الإسلامية والقيادة الاجتماعية (1 – 2)
الفصل بين النظر والعمل، بالأصل؛ فصلٌ مدرسيٌّ إجرائيّ. لكنّهُ سمتٌ ملازم لكل الأنساق المعرفيّة الوضعيّة؛ سواء تلك التي انبنت أول أمرها على الوحي الإلهي، أو تلك التي طوَّرها الجدل المادّي بتغييب الوحي. ولزوم هذه الخاصيّة للأنساق المعرفيّة الوضعيّة سببه ليس المكوّن البشريّ مُجرّدًا، بل هيمنة المكوِّن الجدلي حتى على الأنساق ذات الأصل التوحيدي، بتطاول الأمد وتزايُد تشقيق المقولات الجدليّة-المذهبيّة من قلب مقولاتٍ بشرية. لكن العامل الأهم في بروز هذه الإمكانيّة وتفاقُم نتائجها هو صدور التصوّرات الوضعية كافة عن أُطرٍ نظريّة افتراضيّة مجرّدة؛ أُطر عقليّة فقدت صلتها مع الوحي تدريجيًا، أو حتى لم تعرف هذه الصلة أصلًا. وناهيك عن ضَعف أو افتقاد الصلة مع الوحي؛
صعود الدولة ونهاية الدعوة
إن الدولة ليست نهاية الدعوة فحسب، بل إنها قد تطرد للانسلاخ من الملة والمروق من الدين جُملة؛ في سبيل الحفاظ على المكتسبات والمصالح الدنيوية التي تسبغ عليها شرعيّة دينية، وهو تطوّر سوسيومعرفي يحدُث غالبًا بغير وعي، وإن كان مدفوعًا بحرصٍ واضح على ما حُصِّل من متاع. ساعتها تصير الدولة/التنظيم كنيسة حقيقية
الإخوان المسلمون؛ جماعة أم جماعات ؟ (2-3)
توقّفنا في الحلقة الأولى عند أثر الطابع المهني للبنّا والهضيبي الأب والتلمساني في تشكيل بنية وسلوك الجماعة. لكن كل جماعة/حركة من الجماعات الإخوانيّة الثلاث لم تصطبغ بصبغة مرشدها فحسب؛ بل عكست طبيعة الحقبة السياسيّة، وطبيعة العلاقة مع النظام الحاكم. ومن هذا المنظور يُمكننا مثلًا فهم بعض أسباب لياذ الهضيبي وجماعته بالدعوة، ونبذهم للعمل السياسي المباشر. فقد وصمت سياسات الحقبة الناصرية بإثنينية صلبة: إما الخضوع الكامل أو الاستئصال التام.
أزمة القيادة في الحركة الإسلامية
المتتبع لمسيرة الحركة الإسلامية يجد أنها تعاني من مشكلات جدية وخلل واضح في بنائها القيادي. في هذا التقرير نستعرض أبرز هذه المشاكل ومسبباتها.