سوق القمامة الخفي؛ عن إعادة التدوير في مصر
ظهرت إعادة التدوير كنوع من التقاليد العريقة فى مصر القديمة. حيث تُظهر إحدى الجداريات المُكتشفة في تل العمارنة أحد الأمثلة التي تدل على ميل المصرى القديم لإعادة استخدام كل ما هو مُتاحٌ حوله؛ فعندما مات الملك إخناتون تم تدمير ذكرى عائلته على الحجر الذي يذكر ملوك مصر القديمة ويدعو لعبادة الإله آتون. وتم إعادة استخدام هذا الحجر لاحقا ليكون أساسا لمُلك الملك مرنبتاح. إلا أنه في العصر الحديث تم كشف هذا التزييف الفجّ في تاريخ واحد من أهم ملوك مصر الفرعونية. ويخبرنا التاريخ أنه ربما كان قدماء المصريين أول من عرفوا عملية إعادة التدوير،بإعادة استخدام أوراق البردي وكذلك المصنوعات الذهبية. كما قاموا بإعادة استخدام الأكفان في أوقات الأزمات الاقتصادية.
الماء؛ سر الحياة، أم سبب الفناء؟
تبعا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 1.8 مليار إنسان على الأقل يستخدمون مصدرا ملوثا لمياه الشرب، كذلك تستمر التفاوتات الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية الحادة في الازدياد، ليس فقط بين الريف والحضر لكن داخل المدن نفسها في كثير من الأوقات، حيث تكون فرصة المواطنين الذين يقطنون المناطق الأقل دخلا في الحصول على مصدر آمن لمياه الشرب أقل من أقرانهم في المناطق الأعلى دخلا، وفي المجمل يعاني حوالي 2.8 مليارا من البشر من ندره المياه لمدة شهر واحد على الأقل من كل سنة.
هل تستحق مشكلة التلوث أن نصاب بالفزع؟
تابعت على مصر في الآونة الأخيرة موجات من الأمطار تسببت في الكثير من الخسائر سواء على مستوى الممتلكات أو الأرواح. وتعالى الحديث حول البنية التحتية العشوائية ومدى عدم قدرتها على الصمود أمام جرعة أعلى بقليل من المعدلات المعتادة للمطر في مصر –وكأن مصر تمتلك مناعة ما ضد التغيرات المناخية التي يمر بها الكوكب بأكمله- وهى التي يجب أن تكون قادرة على التصدي لأحوال جوية أكثر تطرفا بمراحل، و كذلك عدم توافر نظم طوارئ لمعالجة الموقف المتفاقم ناهيك عن حماية السكان من الموجات المستقبلية. ولكن، إذا نظرنا للأمر بشكل أكثر عمقا فسنجد أن علاقتنا بالطبيعة أكثر تعقيدا من الخسائر المباشرة رغم فداحتها، فهناك الكثير من المشاكل التي تعمل بأسلوب طويل المدى جاعلة من ذاتها مؤثر قوى و خفي عن أعين الناس حتى تكشف عن نفسها في صورة إحصائيات لمرضى الكبد أو السرطان أو غيرها. لنلق نظرة على ما يعنيه التلوث فعلا وكيف يمكنه أن يؤثر في بلدان لا تمتلك الوعي أو الاهتمام أو الهيكلية لمجابهته.