معاناة داخل الحزب الجمهوري وصراع ضحيته ترامب
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
بهذه الكلمات استهلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية مقالها، الذي تناولت خلاله ما أسمته بـ «الحرب الأهلية» بين الحزب الجمهوري وترامب على خلفية رفض الحزب لمشروع قانون الرعاية الصحية بديلًا عن مشروع أوباماكير.واعتبرت الصحيفة أن رفض الجناح اليميني المتطرف داخل الحزب لإخضاع برنامج أوباماكير للتصويت، قد خذل ترامب وتسبب في هزيمة للحزب الذي لطالما كان في حالة حرب.وتساءلت الصحيفة عما إذا كان ترامب سيتنازل عن السلطة للجناح المناهض للمؤسسة داخل الحزب الجمهوري، أم أنه سيسعى لوسائل أخرى لإنجاح حكمه من خلال تشكيل تحالف مع الديمقراطيين.ونسبت الصحيفة إلى النائب الجمهوري عن ولاية أوكلاهوما – توم كول – قوله: «إنها مشكلة حقيقية داخل حزبنا، الأمر الذي سيتطلب من ترامب أن يتعامل معه للمضي قدمًا». وتابع كول: «أعتقد أن ترامب قد فعل الكثير، فقد التقى العشرات من الأعضاء وقام بتسوية الكثير من الخلافات، لكن في النهاية ثمة مجموعة من الأشخاص داخل الحزب لن يوافقوا على أي شيء».وفيما تسيطر عليه مشاعر الغضب والتعطش للانتقام، يبدو ترامب عازمًا على تجاوز هذه الهزيمة على أمل حشد دعم كافٍ لتمرير قوانين إصلاح ضريبي وتخصيص تريليون دولار للبنية التحتية، وهو القانون الذي قد يستقطب دعمًا كبيرًا من الديمقراطيين، لكنه قد يعمل على تقسيم الحزب.وذكرت الصحيفة أن رينس بريبوس رئيس موظفي البيت الأبيض كان له نصيب الأسد في اللوم حيال فشل مشروع القانون، حيث إنه كان يقوم بتنسيق الإستراتيجية القانونية الخاصة بالقانون مع باول ريان رئيس مجلس النواب. ونوهت الصحيفة عن أسف ترامب وفريقه من إحالة صياغة قانون الرعاية الصحية إلى ريان، حيث شبّه أحد مساعدي ترامب ذلك الأمر بقيام مطور بالمخاطرة بكل ما يملك للحصول على عقار دون إجراء معاينة دقيقة.وفي حديث أجرته صحيفة نيويورك تايمز مع ترامب، أكد أن حالة اهتزاز أصابت الإدارة جراء رفض مشروع القانون، وأن المشكلة تتمثل في الانقسامات بين الجمهوريين نظرًا لاختلاف آرائهم وأفكارهم وتوجهاتهم. لكن مستشاري ترامب كانوا أكثر واقعية، على حد وصف الصحيفة، حيث قال كبير مستشاريه ستيف بانون: «إن قرار ترامب بسحب مشروع قانون الرعاية الصحية يُعد هزيمة مطلقة قد تلحق أضرارًا جسيمة برئاسته».ولفتت الصحيفة إلى أن بانون ومدير الشئون القانونية لترامب مارك شورت ضغطا عليه كثيرًا لإجراء تصويت عام داخل الحزب لإظهار الرافضين للقانون والذين قضوا على فرصة ظهور قانون الرعاية الصحية للنور. ورأت الصحيفة أن تلك الأزمة تكشف عن حالة انقسام شابت الكيفية التي تعامل بها قادة ترامب في الحرب الأهلية في معركة قانون الرعاية الصحية، الأمر الذي لا يبشر بالخير في أية معارك سياسية قادمة.
اقرأ أيضًا:جاريد كوشنر: رسول ترامب لإحلال السلام في الشرق الأوسط تحدثت الصحيفة أيضًا عن جاري كوهين، كبير المستشارين الاقتصاديين لترامب، والذي أوكِل إليه دور كبير في رعاية مشروع القانون من جانب البيت الأبيض، إلا أن البيت الأبيض اعترف لاحقًا أن كوهين لم يحسن التعامل مع المحافظين المتعصبين. ونقلت الصحيفة عن شخصين تحدثا إلى جاريد كوشنر صهر ترامب وأحد مستشاريه قولهما: «إنه كان يعتقد أن دعم مشروع القانون كان خطأً».وما زاد من غضب ترامب، بحسب جمهوريين مقربين من البيت الأبيض، هو وجود كوشنر في رحلة أسرية بولاية كولواردو طيلة الأسبوع الماضي وعدم عودته إلى واشنطن حتى يوم الجمعة الذي شهد سحب الجمهوريين لمشروع قانون الرعاية الصحية لترامب.ومع انتهاء تلك العاصفة، عاد ترامب ليلقي باللائمة في فشله على الديمقراطيين، الذين هم خارج السلطة، على الرغم من أنه رفض مقترحاتهم بالتفاوض حول صفقة بين الحزبين لحل أوجه القصور في مشروع أوباماكير مع الاحتفاظ بحمايته للمرضى الفقراء والطبقة العاملة. وأشارت الصحيفة إلى أن الجمهوريين يُنسب لهم الفضل الأكبر في هزيمة ترامب، إلا أن الأخير ألقى كعادته باللائمة على الديمقراطيين وذلك خلال تدوينة له السبت الماضي قال فيها: «أوباماكير، سينهار وسنتجمع كلنا ونبني معًا قانون ضمان صحي رائع من أجل الشعب. لا تقلقوا».