ستار لينك: إيلون ماسك يبدأ سباق إتاحة الإنترنت فضائيًا
أعلنت شركة SpaceX عن تجهيزها لإطلاق أول 60 قمرًا اصطناعيًا كجزء من مشروع «ستارلينك – Starlink» المكون من حوالي 4425 قمرًا اصطناعيًا من المفترض إطلاقها. تعتبر هذه المرحلة الأولى من الشبكة الفضائية حول الكرة الأرضية لتوفر خدمات الإنترنت بشكل مختلف تمامًا من حيث جودة الخدمة والأسعار عن خدمات الإنترنت التقليدية. كما تعتبر مهمة Starlink هي أثقل حمولة يتم إرسالها من خلال شركة SpaceX على الإطلاق، حيث يبلغ ثقل الحمولة حوالي 18.5 طن.
شاهد البث المباشر للإطلاق اليوم من هنا:
كانت شركة SpaceX قد أطلقت قمرين اصطناعيين تجريبيين Titan A/B في بدايات عام 2018. ساعد هذان القمران في إمداد الشركة بقدر كبير من المعلومات التي أفادت مشروع Starlink قبل إطلاقهما. وعلى الرغم من تأكيد إيلون ماسك أن هذه الأقمار الستين هي النسخة النهائية للإنتاج، فإن مديرة العمليات بالشركة جويون شوتويل صرحت بأنها لا تزال نماذج اختبار وليس نماذج نهائية تمامًا، وأن هذه المجموعة ستكون بمثابة عرض توضيحي لإيضاح مخطط النشر لباقي الأقمار والبدء في تجميع الشبكة الكاملة سويًا، بتكلفة تقديرية تبلغ حوالي 10 مليارات دولار.
تحتاج الشركة لست مهام أخرى قبل أن يتمكن Starlink من توفير تغطية إنترنت قوية ومتماسكة لمساحات صغيرة من العالم، وقدتحتاج إلى 12 عملية إطلاق قبل أن تتمكن الشركة من توفير تغطية لجزء كبير من سكان العالم وفقًا لما قاله إيلون في إحدى تغريداته على تويتر.
بناءً على ذلك،تخططالشركة بعد حصولها على موافقة لجنة الاتصالات الفيدرالية على إطلاق 1584 قمرًا على ارتفاع 340 ميلًا (550 كم)، وإطلاق 2825 قمرًا على بعد حوالي 690 – 850 ميلًا (1110 -1325 كم)، ونصف إجمالي هذا العدد من الأقمار البالغ عددها 4409 ستم إطلاقها خلال الست سنوات القادمة.
صراع الكبار في سوق الإنترنت الفضائي
يعد إطلاق المجموعة الأولى من مشروع Starlink مثيرًا للغاية ليس فقط لإيلون ماسك وشركته، ولكن للعديد من الشركات المنافسة أيضًا التي كانت مترقبة لما حدث.
OneWeb
تعتبر شركة OneWeb أكبر منافس لشركة SpaceX في ذلك القطاع، إذ أطلقت الشركة منذ حوالي ثلاثة أشهر عدد ستة أقمار اصطناعية من إجمالي 650 قمرًا كمرحلة أولى وذلك بعد أربع سنوات من التطوير الدائم وبتمويل يصل إلى 2 مليار دولار. تسعى الشركة إلى إطلاق 900 قمر يحيطون بالكرة الأرضية بأكلمها على بعد 1100 كيلومتر، مما سيوفر تغطية كاملة تقريبًا للإنترنت في أي مكان على الأرض. وفي الآونة الأخيرة حصلت الشركة على تمويل بقيمة 1.2 مليار دولار جديد وذلك لبدء الإنتاج الكمي، وتنفيذ خططها الطموحة.
لكن طبقًا لمقارنة بحثية من معهد ماشاتشوستس للتكنولوجيا في شهر أغسطس 2018، أظهرت المقارنة أن الخدمة التي ستنتج عن شركة SpaceX ستكون أفضل بما يزيد على الضعف عن الخدمة التي ستقدمها شركة OneWeb، ولكن ذلك اعتمادًا على عدد المحطات الأرضية التي ستنشئها SpaceX حيث تعتمد بشكل رئيسي كفاءة منظومتها على هذا العدد لتعمل بكامل قدرتها.
Amazon
لا يقف جيف بيزوس صاحب شركة Amazon متفرجًا في مثل هذه الحالات، إذ قدمت شركة أمازون أوراقها للحكومة الأمريكية لطلب الموافقة على مشروع كويبر Kuiper الذي يهدف إلى نشر 3236 قمرًا اصطناعيًا في مدار منخفض لتوفير خدمة إنترنت عالية الجودة للمجتمعات التي تفتقر لذلك في جميع أنحاء العالم. تخططالشركة أن يكون 784 قمرًا منهم على بعد 590 كم تقريبًا، و1296 قمرًا آخر على ارتفاع 610 كم، و1156 قمرًا على ارتفاع 630 كم.
تسعى شركةفيسبوك هي الأخرى لدخول عالم الإنترنت الفضائي، إذ أسست شركة صغيرة تسمى Pointview Tech، تقوم بتطوير قمر اصطناعي جديد يحمل اسم Athena الذي يتساوى في الحجم والثقل مع القمرين الاصطناعيين الخاصين بشركتي SpaceX و OneWeb؛ لكنه أسرع بعشر مرات من أقمار Starlink الخاصة بشركة SpaceX.
كيف يعمل الإنترنت الفضائي؟
تختلف تقنية عمل الإنترنت الفضائي بكل تأكيد عن خطوط الهاتف وكذلك كابلات الإنترنت الأرضية. وتتكون المنظومة من مجموعة أجزاء وهي:
- قمر اصطناعي ثابت في مدار الأرض الجغرافي المتزامن Geostationary satellite، والذي يدور حول الأرض بنفس سرعة دوران الأرض حول نفسها مما يجعله ثابتًا في موضعه بالنسبة إلى الأرض، ويغطي بذلك نفس المساحة من الأرض طوال الوقت. ثانيًا محطة استقبال أرضية تابعة لمركز الخدمة المزود للإنترنت، وثالثًا طبق للقمر الاصطناعي مثبت خارج منزلك.
يوفر القمر الاصطناعي اتصالات بيانات ثنائية الاتجاه، وعند رغبتك للدخول على موقع ما، يقوم الحاسوب بإرسال إشارة إلى الطبق خارج منزلك من خلال المودم، ليقوم بإرسال هذه الإشارة إلى القمر الاصطناعي الثابت الذي يقوم بدوره بإرسالها لطبق آخر بمحطة الاستقبال الأرضية التابعة لمركز خدمة الإنترنت.
يقوم مركز خدمة الإنترنت من إيجاد الموقع الذي تبحث عنه ليعيد إرساله إلى القمر الاصطناعي الذي يرسلها إلى الطبق الخاص بك، ثم لحاسوبك. ورغم المسافة الضخمة التي تقطعها الإشارة الخاصة بطلبك ذهابًا وإيابًا فإن كل هذا يحدث خلال أجزاء من الثانية.
مميزات وعيوب الإنترنت الفضائي
توجد العديد من المميزات التي تجعل من الإنترنت الفضائي سيكون مفضلًا عند البعض:
الإتاحة
واحدة من أهم مزايا الإنترنت الفضائي هو توفره بأي مكان، كونه وسيلة مناسبة لتوفير الخدمة بالأماكن التي تفتقر لكابلات الإنترنت كونها مناطق نائية جدًا أو لرفض الشركات المزودة للإنترنت لرؤيتها أن الأمر غير مجز ماديًا لمد خطوط إنترنت بهذه المنطقة.
أسرع من الإنترنت الهاتفي
على عكس الاعتقاد السائد بأن الإنترنت الفضائي يتسم بالبطيء، فالإنترنت الفضائي ليس بطيئًا على الإطلاق، وإنما يمكن مقارنته بالإنترنت الأرضي، فوفقًا لشركة HughesNet يمكن للإنترنت الفضائي أن يكون أسرع بخمسين مرة من الإنترنت الهاتفي. وطبقًا لمخططات شركة SpaceX، فإنها تسعى إلى أن توفر سرعات عالية جدًا وبأسعار تقارب أسعار الإنترنت الحالية رغم تكلفة إنشاء البنية التحتية لهذا النظام بأكمله من إطلاق للأقمار الاصطناعية، ومحطات استقبال أرضية، وأطباق مختلفة على المنازل التي ستشكل تكلفة أولية للفرد أيضًا.
أما عن بعض العيوب، فمنها تأثر الإشارات بالعوامل الجوية؛ ففي حالة أصبح الطقس سيئا قد يؤثر ذلك على قوة وسرعة الإشارة المرسلة أو المستقبلة مما يؤثر بشكل عام على جودة الإنترنت، بجانب الاحتمالات الموجودة بحدوث عطل ما بالطبق الخاص بك الباعث والمستقبل للإشارات مع القمر الاصطناعي.
يؤكد لنا ما يطرأ على سوق الإنترنت الحالي بأن هناك تغيرات قوية ستحدث خلال السنوات القليلة القادمة، كما سيتأثر سوق الشركات المزودة للإنترنت الحالية كنتيجة لظهور منافسين أقوياء بخدمة إنترنت عالية الجودة التي عملوا على تطويرها خلال السنوات الماضية لتكون بمثابة الخدمة الأفضل التي تقدم للمستهلكين.
فهل ستقرر يومًا ما أن تنتقل للإنترنت الفضائي إذا توفر في بلدك؟