ضغوط وسائل التواصل الاجتماعي: متى يجب الابتعاد عنها؟
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
أدى الانتشار السريع لمنصات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية إلى خلق بيئة متوفرة دائمًا. لقد أحيا نقاشات حول الحمل الزائد من المعلومات وأثار أسئلة أساسية حول كيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا.يتمثل نهجٌ أفضل في معرفة كيف تريد أن تعيش، ومن ثم تحدد كيفية ملائمة كل هذا الاتصال الذي أتاحه الإنترنت في حياتك. ابدأ بزرع اليقظة تجاه وسائل التواصل الاجتماعي – أي، استخدم دفترًا لبضعة أيام لملاحظة أوقات استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي، سبب استخدامها، والشعور الناتج عن استخدامها.
إيجابيات وسلبيات وسائل التواصل الاجتماعي
على الجانب الإيجابي، تمكّن وسائل التواصل الاجتماعي المستخدمين من أن يكون لهم صوت، أن يصنعوا محتوى، وأن يتمكنوا من الوصول إلى والاتصال بأشخاصٍ ومعلومات بطرق لم تكن متاحةً لهم من قبل. وعلى الجانب السلبي، وسائل التواصل الاجتماعي قوية جدًا.وكمعظم الأدوات القوية، يمكن استخدامها بشكل سيء. يجب أن نفهم وسائل التواصل الاجتماعي، كيفية عملها، جاذبيتها وأوجه قصورها، حتى نتمكن من اتخاذ خيارات ذكية وآمنة.يتطلب استخدامها بشكل جيد: 1) فهم مخاطرها، 2) تحمل المزيد من المسؤولية عن سلوكنا على الإنترنت، و3) تطوير التنظيم الذاتي حتى يدعم سلوكنا أهدافنا.
ماذا يكمن وراء التخلي عن مواقع التواصل الاجتماعي؟
أحيانًا ما يكون ذلك جذابًا، أي التخلي عن مطالب التكنولوجيا الاجتماعية المستمرة طوال الوقت. ولا يمثل الخروج من الشبكة وتحاشي المجتمع ككل مفهومًا جديدًا. ففي عالم متصل شبكيًا، يعد مسح جميع حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي طريقةً لتجنب “الضغط”. كما أنه يُبعد ضرورة تطوير ضبط النفس والتنظيم الذاتي الهامين لاستخدام هذه الأداة القوية لتحقق استفادتك القصوى منها. بالنسبة للأشخاص الذين يشعرون بعجزهم عن مقاومة إغراءات المنصات الاجتماعية والإنترنت (التي تثير دوافع غريزية مثل الفضول، الاتصال الاجتماعي والمقارنة الاجتماعية)، فإن الانفصال يشبه ألا تكون موجودًا أبدًا حول الأشياء التي تشعر بأنك لا تستطيع السيطرة عليها. السؤال هو – عمَّ تتخلى؟ لا يبدو الخيار منطقيًا ما لم تحدد أولًا أهدافك وأولوياتك – أي، الأمران ذاتهما الضروريان كخطوة أولية في التنظيم الذاتي.
هل يعد التخلي عن وسائل التواصل الاجتماعي ممكنًا؟
أيٌ من يقلع عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي سيضطر لاتخاذ قرارٍ بصدد موضع الحدود التي تفصله عن التكنولوجيا. هل الإقلاع عن كل شيء يشمل الهواتف؟ الألعاب؟ البريد الإلكتروني الضروري للعمل؟ أم أنك تتحدث عن فيسبوك فقط؟ يتمثل المفتاح في معرفة المناسب لك، وتصميم استخدامك على ذلك الأساس. إن كنت تضيع الكثير من الوقت في استخدام فيسبوك وتويتر، ضع حدًا لاستخدامك أو اقلع عن استخدام الموقع.سيكون هناك دائمًا بعض الأشخاص الذين ينجذبون إلى النقيض، في حال استخدام أو عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. لكن التأثير الصافي للتكنولوجيات الاجتماعية كان إيجابيًا جدًا عبر عدد من المجالات بسبب القدرة على الوصول إلى المعلومات والإنتاجية. لا بد من إدراك أنه أيًا كان ما تفعله، يتعلق الأمر باختياراتك الشخصية، وليس القوة الغامضة لوسائل التواصل الاجتماعي.
هل سيصبح الخروج من الشبكة اتجاهًا؟
تُرضي وسائل التواصل الاجتماعي احتياجاتٍ نفسية رئيسية وتقدم فوائد اجتماعية واقتصادية أكبر جدًا من أن يصبح الخروج من الشبكة شائعًا. وبينما تصبح وسائل التواصل الاجتماعي أكثر عاديةً وأقل لمعانًا، سيكون لدى الناس الخبرة الكافية ليكونوا أكثر تفكرًا بشأن ما يستخدمونه وأوقات وكيفية استخدامهم له. فمن الطبيعي تجربة الأشياء الشائعة والجديدة من أجل فهمٍ أفضل لما تفعله – هكذا نعرف كيفية استخدامها. يصل الناس إلى نقطة الانعكاس، وهو ما يقود الكثير من الحديث عن الانقطاع القصير عن وسائل التواصل الاجتماعي والانسحاب الكامل منها. الانسحاب أسهل من التوصل إلى حلٍ حيث يلائمك بعض الاستخدام فقط، لكنه مكلف.
البعض عليه أن يتجنب وسائل التواصل الاجتماعي؟
الأشخاص المتمتعون بمستوى متدنٍ من الاعتزاز بالذات، سيطرة ضعيفة على الانفعالات أو ميل نحو الإدمان يجب أن ينتبهوا لاستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي – لكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يعد موقعًا واحدًا فقط من بين مواقع كثيرة ستظهر فيها السلوكيات الإشكالية. على خلاف مخاوف الكثيرين، لا تجعل وسائل التواصل الاجتماعي أحدًا أكثر انطوائيةً أو انعزالًا اجتماعيًا.في الواقع، يمكنها أن تفعل العكس عبر توفير القدرة على الوصول إلى الأشخاص والموارد. الأشخاص الذين لديهم مشكلات مع وسائل التواصل الاجتماعي – سواء أكانت الخوف من أن يفوتك شيء، المقارنة الاجتماعية السيئة، الحاجة المستمرة للدعم أو الاستخدام المفرط – سيكون لديهم مشكلات مشابهة في جوانب أخرى من حياتهم.بدلًا من تجنب وسائل التواصل الاجتماعي، من الفعال أكثر تحديد المشكلات السلوكية وتعلم مهارات لمعالجتها والتعامل معها، مثل تحديد أهداف، التنظيم الذاتي، وضبط النفس. تعد هذه المهارات مهاراتٍ حياتية أساسية، يمكن تحويلها إلى مجالات أخرى وتكون عادة عوامل حاسمة في نجاح الحياة – على الصعيد المهني والشخصي. في الواقع، قد يكون الاستخدام الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي مؤشرًا للنجاح في المستقبل في ضوء الحاجة لضبط النفس ووضع الأهداف المنطويين عليه.
كيف يمكننا بناء علاقات صحية مع وسائل التواصل الاجتماعي؟
نعم! الأمر متعلق بالكامل يتحقيق التوازن. تعني العلاقة الصحية بوسائل التواصل الاجتماعي التعامل التكنولوجيا مثلما نتعامل مع الأشياء الأخرى التي نريد السيطرة عليها وأن نجعلها ملائمة لنا: أي، ننتبه لما نفعله وسبب فعلنا له. يمكنك أن تطلق على ذلك «يقظة وسائل التواصل الاجتماعي». عبر التفكير بشأن أهدافٍ، يمكننا تقييم كيفية دعم سلوكياتنا أو إعاقتها لتحقيق تلك الأهداف، مثلما نفعل، على سبيل المثال، مع خطط اللياقة البدنية والحمية الغذائية.يمكن للاحتفاظ بدفتر يوميات لوسائل التواصل الاجتماعي، كدفتر للطعام أو سجل للتمارين، وملاحظة متى ولماذا تستخدم التكنولوجيا وعواطفك أو حالة الاحتياج في وقت الاستخدام أن يكون كاشفًا جدًا – خصوصًا حين تقييمها بالنسبة لأهدافك. كما تجبرك هذه العملية أيضًا على توضيح وتصور أهدافك – وهو عنصر رئيسي آخر للنجاح.