حكايات الدور السادس: جماعة الأهرام لـ «التفكير الحُر»
ظهر اسم محمد حسنين هيكل لأول مرة، كرئيس تحرير جريدة الأهرام، في عدد الأول من أغسطس عام 1957، وفي يوم 2 فبراير 1974 ظهر لآخر مرة في «ترويسة» الجريدة، وما بين التاريخيين عاشت أكبر وأقدم جرائد مصر فترة مهمة في تاريخها، مهما كان موقفنا منها، إيجابًا وسلبًا.
ولقد ظل هيكل، بعد خروجه من الأهرام وحتى وفاته عام 2016، فخورًا وشديد الاعتزاز بما حققه في الجريدة، على كل المستويات، الصحفية والمهنية، حيث أنقذها من خسائرها المالية الكبيرة، ومن ثمّ حولها إلى مشروع مالي مربح،حتى وصل توزيعها إلى مليون نسخة (عدد الجمعة الأسبوعي)، واستطاع من خلال تلك الأرباح، ودون مساعدة خارجية، تشييد أكبر وأحدث مبنى لمؤسسة صحفية في الشرق الأوسط، لتصبح في عهده واحدة من أهم 10 صحف في العالم.
كل ذلك يشهد به الجميع لهيكل ولفترة توليه رئاسة تحرير الأهرام، مع الأخذ في الاعتبار- كما يقول البعض- أن ذلك كله أتيح له بسبب علاقته الوثيقة بالرئيس جمال عبد الناصر، والتي مكنته من التصرف في كل أمور المؤسسة دون خوف أو تردد.
أسطورة الدور السادس
ومن بين ما كان هيكل يفخر به دائمًا، خلال عمله طوال 17 عامًا في الأهرام، هو نجاحه في استقطاب عدد كبير من كبار الكتاب والمفكرين في مصر والعالم العربي على اختلاف توجهاتهم السياسية والفكرية، وضمهم جميعًا في مكاتب متجاورة في الطابق السادس من مبنى الجريدة، وكانت تلك المجموعة تضم أسماء رنّانة- مع حفظ الألقاب- مثل: توفيق الحكيم، وحسين فوزي، ونجيب محفوظ، ولويس عوض، وعائشة عبد الرحمن، ويوسف إدريس، ومحمود درويش، وكلوفيس مقصود، وصلاح طاهر، وجمال العطيفي وغيرهم.
وبحسب ما هو معروف فإنه لم يكن مطلوبًا من معظم هؤلاء الكبار إلا «التفكير الحر» في أحوال المجتمع المصري والعربي بكل مستوياته على أن يتقاضوا أجورًا على ذلك، أما إذا كتب أحدهم شيئًا، مقالات أو أي إبداع فإنه يكون حصريًا للنشر في الأهرام، ويحصل على مكافأة منفصلة عليه.
هذا الوضع- كما هو معروف- لم يستطع المفكر الكبير توفيق الحكيم أن يصدقه، عندما عُرض عليه، ولكنه قبله عندما وجد أن هيكل جاد في عرضه، وهكذا ظل في الأهرام من نهاية الخمسينيات حتى وفاته عام 1987، وهو ما حدث مع معظم «زملائه» من الكتاب والمفكرين، كل بحسب ظروفه.
كان الحكيم هو أول المنضمين للأهرام، وكان بمكانته يعتبر «رئيسًا لتحرير الدور السادس»، حيث كان مكتبه يشهد اجتماعات مستمرة بينه وبين المفكرين الآخرين، وساحة حوار- واشتباك- دائم بينهم في كل شيء.
وتوالى بعد ذلك انضمام الباقين على فترات زمنية متباينة.
الأهرام بين نجيب محفوظ ويوسف إدريس
فاتح هيكل- عن طريق مدير التحرير علي حمدي الجمال- نجيب محفوظ في رغبته للانضمام إلى كتّاب الأهرام مبكرًا، ولكن محفوظ كان يتعلل دائمًا بوظيفته، وكان يؤجل الفكرة حتى بلوغه سن المعاش، وهو ما حدث فعلًا في ديسمبر 1971، وقبل ذلك ومنذ عام 1959 ظل محفوظ ينشر إبداعه، من روايات طويلة وقصص قصيرة ومسرحيات، حصريًا في الأهرام، فهل كانت الوظيفة فعلًا السبب في التأجيل أم أن هناك أسبابًا أخرى؟
في أكثر من حوار له صرح محفوظ بأن سبب احتفاظه بالوظيفة وإصراره عليها حتى آخر يوم له في الخدمة هو أنها- إلى جانب الدخل المالي الثابت- كانت تعطيه الفرصة لكي يقترب من نماذج بشرية متنوعة ومتعددة يستطيع من خلالها التقاط أفكارٍ لرواياته، ولذلك فإنه ولمدة 12 عامًا لم يقبل عرض هيكل.
على العكس من ذلك جاء موقف يوسف إدريس، حيث كان هو من عرض نفسه على الأهرام، حيث يقول: «تساءلتُ بيني وبين نفسي من هو رئيس التحرير الذي يقبل نشر كل ما أكتبه وأن يوفر لي الحماية فكان الجواب هو: هيكل وليس غيره، وهكذا ذهبت إليه وطلبت منه الانضمام إلى الأهرام.
قبِلَ هيكل على الفور، وفي يوم 7 أبريل 1969 ظهر اسم يوسف إدريس لأول مرة على صفحات الجريدة وظل فيها حتى وفاته.
ماذا أراد هيكل؟
ظل هيكل طول الوقت- بعد إقالته من الأهرام- يدافع عن تجربته وفكرته، وقد رآها أنها محاولة منه لرعاية الأدب والفن في إطار مؤسسي، وتوفير كل الضمانات المعنوية والمادية لازدهاره.
كتب يقول: «لقد تشرفت بأن الظروف أتاحت لي فرصة جمع رؤوس الفكر والفن في مصر في الأهرام، ولم يكن الهدف هو احتياج صفحات الجريدة لأقلامهم، لكن هدفي كان أبعد، كان حلمي أن ثقة الناس أعطت الأهرام وضع المؤسسة، وهذا يحملها- فوق الدور الصحفي- دورًا آخر أكبر منه قريبًا من مجال اهتمامها».
ومن بين دواعي الفخر والاعتزاز- كما يقول هيكل- أنه لم يحدث أن طلب من أحد ساكني الدور السادس أن يكتب في موضوع معين أو محدد، وكان إذا أراد التحدث مع أحد منهم صعد إلى مكتبه ولا يستدعيه- وهو رئيس مجلس الإدارة والتحرير- إلى مكتبه، وينقل البعض عنه مقولته الشهيرة: «إذا كانت لديك الجرأة لتكتب، فأنا لديّ الجرأة لأنشر».
وكما تقول الوقائع المعروفة والمشهورة فإن الأهرام ورئيس تحريره كانا يقفان مع أي أديب أو فنان يثير إبداعه مشاكل أو اعتراض بعض الجهات، كما حدث مع توفيق الحكيم في روايته «بنك القلق»، والتي انتقدت أجهزة الأمن، أو مع نجيب محفوظ وروايته الأشهر «أولاد حارتنا»، والتي أثارت تحفظ بعض رجال الدين، وكذلك مع صلاح چاهين وبعض رسوماته الكاريكاتورية التي انتقد فيها الشيخ محمد الغزالي.
تجربة أخبار اليوم السابقة
كانت فكرة استكتاب المفكرين والأدباء في الصحف اليومية فكرة قديمة، ولقد شهدت معظم جرائد مصر وجودًا بارزًا لعدد كبير منهم، ومن خلال صفحاتها نشروا إبداعهم وآراءهم وعرفهم جمهور القراء، لكن التجربة الأهم كانت تجربة مصطفى أمين في جريدة أخبار اليوم، التي صدرت في أكتوبر 1944م.
استطاع مصطفى أمين ضمَّ عددًا كبيرًا من الأسماء «الثقيلة» في عالم الفكر والأدب على صفحات جريدته الوليدة، مثل: عباس محمود العقاد وطه حسين وسلامة موسى وتوفيق الحكيم وأحمد الصاوي محمد.
ومن الطريف أنه وجّه الدعوة كذلك إلى نجيب محفوظ، لكنه اعتذر بحجج ثبت فيما بعد أنها واهية، وأما السبب الحقيقي هو أن جريدة أخبار اليوم كانت تتخذ موقفًا معارضًا تجاه حزب الوفد وزعيمه مصطفى النحاس.
وكان مصطفى أمين يقدر هؤلاء الكبار تقديرًا ماديًا كبيرًا، ولكن معظمهم كان يكتب مقالات دورية منتظمة، على العكس من هيكل في الأهرام الذي لم يطلب من أحد كتابة مقالات بصفة منتظمة في الشئون الجارية، وإنما كان طلبه- فقط- هو التفرغ التام للفكر والإبداع، وكذلك إتاحة الفرصة للقاء أكبر عدد ممكن من المبدعين في كل المجالات والأجيال.
الوجه الآخر من الحقيقة
مع كل ما قدمه وأتاحه محمد حسنين هيكل لساكني الدور السادس في الأهرام من تقدير ومكانة، ورغم كل ما قاله عن تلك التجربة، فإن ذلك لم يمنع أن بعض هؤلاء الكبار كتب في مناسبات مختلفة مقالات يمكن اعتبارها دعائية للنظام ولعبد الناصر.
فمثلًا في عام 1964 وفي مناسبة تحويل مجرى نهر النيل لبناء السد العالي، كتب توفيق الحكيم مقالًا طويلًا، نشر في الصفحة الثالثة من الأهرام عن ذلك الحدث تحت عنوان: «إني أرى»، يُشيد فيه بمشروع السد.
وفي مناسبة عيد ثورة يوليو الثالث عشر في 1965م، كتب لويس عوض مقالًا بعنوان: الثقافة والثورة، وكله تمجيد في كل ما قدمته الثورة للثقافة دون أي نقد، بالمقارنة مع العهد الملكي.
كذلك نشر نجيب محفوظ قصة قصيرة له، على صفحتين كاملتين، بعنوان: «ثلاثة أيام في اليمن»، تمثل دعاية مباشرة لحرب اليمن التي استنزفت كثيرًا من موارد مصر دون حسم أو انتصار.
هيكل يرفض نشر روايتين لمحفوظ
على الرغم من كل الاحتفاء الذي تعامل به هيكل مع نجيب محفوظ، ونشر كل إبداعه على صفحات الأهرام، فإنه رفض نشر روايتين له، وهما: المرايا والكرنك، حيث نشرت الأولى في مجلة الإذاعة والتلفزيون، والثانية في مجلة الشباب.
وفي حوار محفوظ مع رجاء النقاش، صاحب كتاب «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ»، فإن هيكل لم يوضح لمحفوظ سبب رفض نشر رواية «المرايا»، وأما بالنسبة لرواية الكرنك فيقول، إن هيكل تصورها هجومًا على فترة حكم عبد الناصر، وأكثر من ذلك تحدث مع توفيق الحكيم عنها، بحسب ما ذكر محفوظ، باستنكار حيث قال: «شوف نجيب باعت لي إيه؟!».
أزمة كتاب عودة الوعي
كان هيكل- كما تفاخر دائمًا- عندما يريد مناقشة أحد من ساكني الدور السادس في الأهرام يذهب إليه ولا يستدعيه إلى مكتبه، ولكن مرة واحدة حدث أن قام باستدعاء توفيق الحكيم نظرًا لحساسية الموضوع الذي أراد التحدث معه فيه، كانت هذه المرة في عصر السادات وليس عبدالناصر.
وكان الرئيس السادات قد أخبر هيكل أن الحكيم كتب كتابًا يهاجم فيه عبد الناصر وأرسل إليه صفحات منه، ونفى هيكل علمه بأمر ذلك الكتاب، واستدعى الحكيم ليسأله، الذي نفى تمامًا الأمر، وعندما أظهر له الصفحات التي بحوزته قال الحكيم إنها مشروع غير مكتمل كتبه لنفسه وليس للنشر، وهنا غضب هيكل واعتبرها نوعًا من «الخيانة» من صديق، ثم حدثت بينهما شبه قطيعة، خصوصًا في فترة ما بعد خروجه من الأهرام.
بيان توفيق الحكيم: المعركة الكبرى مع السادات
طوال سنوات طويلة ظل ساكنو الدور السادس في الأهرام يلتقون ويتحاورون مع أنفسهم أو مع غيرهم من القامات الفكرية والثقافية في العالم، وظلوا كذلك ينشرون إبداعهم على صفحات الجريدة- في عدد الجمعة الأسبوعي بالتحديد- وعلى الرغم من بعض الأزمات التي تعرضوا لها بين الفترة والأخرى، مثل أزمة رواية «بنك القلق» للحكيم، أو أزمة روايتي «أولاد حارتنا» و«ثرثرة فوق النيل» لنجيب محفوظ،فإنها كانت أزمات عابرة، استطاع هيكل- بصلته المباشرة مع جمال عبد الناصر- أن يحتويها، رغم غضب بعض مؤسسات الدولة منها، حتى كان يوم من أيام يناير عام 1973، حين وجد هؤلاء الأدباء والكتاب أنفسهم في معركة شبه مباشرة مع رئيس الجمهورية بنفسه.
في ذلك الوقت كانت الجامعات والمعاهد المصرية تموج بحركة طلابية صاخبة، مطلبها الأساسي هو إعداد الدولة للحرب، بعد ست سنوات من هزيمة 67، ورغم وعود السادات المتكررة لشن الحرب لتحرير الأرض، فإن شيئًا لم يحدث.
وبلا شك كان المثقفون- وفي طليعتهم الأدباء والمفكرين- يتفاعلون مع الحركة الطلابية تأييدًا ومساندة، ومن هنا فكر البعض في كتابة مذكرة تُوجه إلى القيادة السياسية يشرحون فيها موقفهم من الوضع العام في البلد.
وبالفعل اجتمع كثيرون منهم في الدور السادس في الأهرام، وكتبوا ما يشبه بيانًا بموقفهم، وكان أبرز الموقعين عليه: توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف السباعي وأحمد بهاء الدين ويوسف إدريس، وأرسلوه إلى رئيس مجلس الوزراء ومجلس الشعب وقيادات الاتحاد الاشتراكي، ورؤساء تحرير الصحف.
لم يكن في نية الموقعين على ذلك البيان نشره في الصحف بشكل علني، ولكن الذي حدث هو أن نسخًا منه سُربت للخارج ونشرتها بعض الصحف اللبنانية، وهنا كانت الكارثة.
اعتبر السادات أن البيان يمثل جريمة من جرائم الأمن الوطني، وعلى الفور أصدر قرارًا – بصفته رئيسًا للاتحاد الاشتراكي المالك للصحف المصرية – بفصل بعض الموقعين عليه من عضوية الاتحاد، وهو ما يعني حرمانهم من العمل في الصحافة، وبنقل البعض الآخر لوظائف في شركات القطاع العام بعيدًا عن الصحافة.
لم تتضمن قراراته «الرؤوس الكبيرة»، مثل الحكيم ومحفوظ والسباعي، ولكنه أخذ في مجالسه الخاصة يهاجمهم، خصوصًا الحكيم، والذي اعتبره المحرض الأول على البيان، ووصفه بـ«صاحب القلب الأسود» و«القلم الذي يقطر حقدًا وسُمًا».
وتدخل محمد حسنين هيكل، ورفض تنفيذ قرار نقل بعض الصحفيين من الأهرام، وهو ما سبب غضبًا من السادات عليه، والذي كانت علاقته به متوترة آنذاك فازدادت توترًا.
في ذلك الوقت- كما يقول هيكل- قام بترتيب رحلة عاجلة تمتد شهرًا إلى شرق آسيا، تفاديًا منه لأي صدام مع الرئيس، وفي محاولة لتهدئة الأمور معه، وبعد عودته استطاع ترتيب لقاء خاص في استراحة القناطر الخيرية بين السادات وتوفيق الحكيم، ونشر خبر اللقاء- مع صورة لهما- في الصفحة الأولى من الأهرام، وتحسنت الأمور بعض ذلك، وفي سبتمبر من نفس العام، وقبل أسابيع من حرب أكتوبر، أصدر الرئيس عفوًا عن كل من وقعوا على البيان وأعادهم إلى أعمالهم.
زمن ما بعد هيكل
تولى الكاتب الصحفي الكبير علي أمين منصب رئيس تحرير الأهرام بعد أيام قليلة من إقالة هيكل، وظل في منصبه شهور قليلة، وكانت فترة من أصعب فترات الجريدة الأكبر في مصر، حيث تعامل معظم الصحفيين بالشك والريبة معه خصوصًا بعدما بدأ في محاولة تغيير شكل وتبويب الجريدة، وهو ما دعاه إلى الاعتماد على قلة قليلة منهم، وفي نفس الوقت- كما يظهر من أرشيف تلك الفترة- أنه لم ينشر أي نص إبداعي لأي أديب من أدباء الدور السادس على صفحات الجريدة.
في تلك الفترة أيضًا تقدم لويس عوض بطلب إجازة من وظيفته كمستشار ثقافي للأهرام وذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليقوم بالتدريس في إحدى جامعاتها، وهو ما يفسره بأن ظروف المؤسسة كانت متخبطة للغاية، ولم يكن مستعدًا للدخول في معارك جانبية مع أحد.
وبعد علي أمين تولى أحمد بهاء الدين مسئولية تحرير الأهرام، وكما يذكر في كتابه «محاوراتي مع السادات»، أنه طلب- ليوافق على تولي المنصب- أن يتضمن قرار تعيينه نصًا صريحًا لمسئوليته الكاملة والمباشرة عن كل إصدارات المؤسسة.
وبكل تأكيد فإن اختيار بهاء قوبل بارتياح وطمأنينة من كل العاملين في الأهرام، صحفيين وكتابًا، وبدأت الجريدة تستعيد كثيرًا من طابعها المعروف، وبدأت الأسماء الغائبة تظهر على صفحاتها، مثل لويس عوض وحسين فوزي ولطفي الخولي، وإن كان ذلك لم يمنعه من رفضه نشر رواية «الحب تحت المطر» لنجيب محفوظ، وبرر ذلك بأن الرواية تتعرض لبعض الأمور العسكرية.
ومع أنه حاول القيام بتغيير شبه جذري في شكل الجريدة وتبويبها، مثل إلغاء الملحق الثقافي والأدبي من عدد يوم الجمعة ليكون يوم الخميس، وتقليل حجم نشر الأعمال الأدبية لحساب المقالات والتحليلات السياسية إلا أنها كانت فترة هادئة في تاريخ الأهرام.
وبعد اعتذار بهاء عن الاستمرار في منصبه، بحجة متاعبه الصحية، اختار السادات الكاتب والأديب الأشهر إحسان عبد القدوس رئيسًا لمجلس الإدارة، ولم تتح الفرصة لعبد القدوس أن يفعل شيئًا في الأهرام، فسرعان ما رحل وجاء بدلاً منه الأديب المعروف يوسف السباعي، وهنا جاء التغيير الأكبر في دور أدباء الدور السادس واستمر بعده لسنوات طويلة، فقلد طلب السباعي منهم كلهم كتابة مقالات أسبوعية تحت عنوان ثابت هو: «من مفكرة… »، وكان رأيه أنه لا يجوز أن يكون صفوة المفكرين والأدباء في الجريدة ولا تستفاد منهم، بعيدًا عن إبداعهم الأدبي والفكري.
في تلك الفترة كذلك انضمت أسماء جديدة إلى الدور السادس، مثل: ثروت أباظة وزكي نجيب محمود ومحمد حلمي مراد وغيرهم، ليظل دومًا ذلك الدور شاهدًا على قامات كبار تجاورت في