شاكيرا أم بيكيه: من يربح أموالًا أكثر من الآخر؟
أعتقد أن سقوطي في شرفة منزل جدتي، ودخولي في غيبوبة وأنا طفل لم أكمل عامين، قد أثر على عقلي وجعلني أفكر في اتجاهات غير متشابهة ومتهورة لربح الأموال.
نشر الحساب الرسمي لوكالة «Oh my goal» الأمريكية سؤالًا منذ أشهر قليلة على تويتر: «من يربح أموالًا أكثر من الآخر، شاكيرا أم جيرارد بيكيه؟». انتهى الاستفتاء بفوز شاكيرا بنسبة كبيرة للغاية تخطت الـ70%.
وبالرغم من صحة توقع الجمهور، فإن قناة على اليوتيوب قامت بنشر تقرير بعدها بأيام مفاده أن الفروق ليست ضخمة كما يظن البعض، بل إن الوضع على وشك التحول خلال أشهر قليلة للغاية ليصير بيكيه هو صاحب الدخل الثروة الأكبر؛ فبيكيه أكثر ثراءً مما تتوقعون بكثير.
أملك ميزانية إسبانيول
ثروتي؟ أعتقد أنني أمتلك ثروة الآن أكبر من ميزانية نادي إسبانيول.
تصريح ساخر يبدو وكأنه انتقام من جماهير إسبانيول الإسباني التي هتفت بيكيه وزوجته في ديربي مدينة برشلونة قبله بعامين. لكن وبالرغم من ذلك يبدو التصريح به جزء كبير من الواقعية. فعندما سأله مقدم البرنامج هل تصل ثروته إلى 65 مليون دولار، استنكر بيكيه الرقم وقال إنها أكثر بكثير.
تقدر مجلة فوربس الأمريكية دخل جيرارد بيكيه السنوي «كلاعب كرة قدم» بنحو 17.7 مليون دولار سنويًا، شاملة راتبه من نادي برشلونة ورعاية شركة نايكي وغيرها من الأنشطة المتعلقة بالمستطيل الأخضر.
لكن ما جعل بيكيه يستنكر أن تُقدر ثروته بـ65 مليون دولار فقط، هو أن دخل كرة القدم لبيكيه يمثل نسبة ليست بالكبيرة من مجموع دخله الكلي كمستثمر إسباني. فالمسمي الصحيح لجيرارد بيكيه يجب أن يكون مستثمرًا إسبانيًا يمارس كرة القدم كهواية موازية لعمله وليس العكس!
لا أفهم التنس لكني أفهم الأموال
أعشق الاستثمار وإطلاق المشاريع الجديدة. لا أستطيع أن أتوقف عن ذلك.
شركات ألعاب إلكترونية، ونظارات، وطعام صديق للبيئة، ومشروبات صحية، كل تلك المشروعات استثمر بها المدافع الإسباني جيرارد بيكيه خلال مسيرته. لكن يبقى مشروعه الأهم هي شركة «كوزموس».
كوزموس هي شركة تم تأسيسها عام 2017. وبالرغم من أنها حديثة العهد فإن حجم استثماراتها قد وصل إلى 15.5 مليار دولار خلال ثلاث سنوات فقط! يشارك بيكيه في إدارة تلك الشركة الياباني «هيروشي ميكاتاني» رئيس شركة «Rakuten» اليابانية للإلكترونيات والراعي الحالي لفريق برشلونة الإسباني.
تعاقدان رئيسيان كانا السبب في بزوغ نجم هذه الشركة سريعًا. أولهما، شراء نادي أندورا الذي يقبع في دوري الدرجة الثالثة الإسباني في صفقة كلفته نحو نصف مليون يورو، بالإضافة إلى ما سيسدده بيكيه من ديون النادي والتي بلغت نحو ربع مليون يورو، وبالطبع تولى الإنفاق عليه منذ لحظة توليه.
أما التعاقد الثاني، والأهم، هو رعاية كأس ديفيز للتنس. كان ذلك التعاقد بمثابة النقلة النوعية في حجم استثمارات المدافع الكتالوني. تعاقد تزيد قيمته على 3.5 مليار دولار لمدة 25 عامًا.
إنه مشروع حياتي الأهم. أكرس له 24 ساعة في الـ7 أيام.
نجح جيرارد في إقناع العديد من أبرز وجوه اللعبة مثل نادال ودجوكوفيتش وأندي موراي للمشاركة في واحدة من أعرق بطولات التنس في شكلها الجديد. كأس العالم لكرة التنس كما سماها في الفيديو التسويقي الذي روّج به لمشروعه الأهم على حد وصفه.
شاكيرا الأغنى لكن إلى متى؟
أعتقد أنك أدركت الآن لماذا حرصت شبكة «Oh my goal» على توضيح الأمر، لتنظر إلى الأمور بشكل سليم وتعلم أن بيكيه اللاعب هو جزء صغير من بيكيه المستثمر. لكن يبقى السؤال الآن: كم تجني شاكيرا سنويًا؟
وفقًا لآخر إحصاء في نهاية عام 2019 تُقدر ثروة المطربة الكولومبية بنحو 350 مليون دولار. ثروة جمعتها من بيع ما يزيد على 70 مليون نسخة من ألبوماتها الغنائية وعقود تحكيم في البرامج الغنائية قيمتها 12 مليون دولار للموسم الواحد بالإضافة إلى رحلاتها الغنائية والتي يبلغ أجرها 4 ملايين دولار كحد أدنى.
حتى كتابة هذه الكلمات تسبق شاكيرا زوجها على سلم الثراء المادي، لكن تقرير «Oh my goal» توقع أن يسبقها بيكيه بحلول عام 2021 بهذا المعدل الجنوني الذي يقفز به منذ عام 2017.
وعلى أي حال سواء سبقها بيكيه أو لم يسبقها، فنحن لا نملك سوى المشاهدة والتعجب. دعني أخبرك أن مجموع ضرائب الزوجين مجتمعين نهاية العام المالي السابق وأن تجاوز 75 مليون يورو، وهو ما قد يتجاوز مجموع الضرائب التي دفعها سكان محافظتك بالكامل!
