سيف الإسلام رئيسًا: هل تعود ليبيا ليوم 20 فبراير 2011؟
أعلن سيف الإسلام القذافي، أحد أبناء الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، ترشحه رسميًا لرئاسة ليبيا، ليقدم إضافة جديدة إلى ما تصفه واشنطن بوست بـ «ديناميكية التوتر» المتصاعدة بشكل متزايد قبل الانتخابات الرئاسية الليبية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر 2021.
مساعدو القذافي الابن في لندن يقولون إن سياسات الرجل وأفكاره مختلفة كليًا عن سياسات والده، وإن ملاحظاته المعلنة خلال حكم والده تشير إلى المدى الذي وصله في الرغبة في التغيير. لكن مقطع الفيديو الذي نشر خلال توقيع سيف الإسلام القذافي لاستمارات الترشح، بلحية بيضاء، وثوب بني تقليدي، تظهره وكأنه أراد أن يظهر بنفس شكل والده بالضبط.
السؤال الآن: هل يحظى سيف الإسلام القذافي بدعم شعبي حقيقي في ليبيا، أم أن الأمر مجرد تضخيم إعلامي غربي؟ لكن من شبه المؤكد أنه يسعى -مدعومًا بمحاولات للتناسي وبعض الحنين إلى ديكتاتورية أبيه- إلى إعادة عقارب الساعة للوراء وصولًا إلى ليلة 20 فبراير 2011، حين كان معارضون ليبيون يتوقعون من «الإصلاحي الشاب» تنحية معمر القذافي.
دكتور القوة الناعمة
ولد سيف الإسلام القذافي في 1972، وتلقى تعليمه الأساسي في طرابلس، قبل أن يتخرج من تخصص الهندسة المعمارية في جامعة الفاتح عام 1992.
بعدها مباشرة انتقل إلى الغرب، فحصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة ولاية كاليفورنيا، قبل أن يحصل على ماجستير ودكتوراه الفلسفة من كلية لندن للاقتصاد، بإشراف نانسي كاترورايت، المصنفة ضمن أكثر عشرة علماء الفلسفة تأثيرًا في العالم، وفقًا لتصنيف عن «The Best Schools».
دكتوراه الفلسفة التي يحملها سيف الإسلام القذافي تحمل عنوان «دور المجتمع المدني في إضفاء الطابع الديمقراطي على مؤسسات الحوكمة العالمية: من القوة الناعمة إلى اتخاذ القرار الجماعي».
في الأطروحة هاجم الدول غير الديمقراطية التي كانت حكوماتها «استبدادية وتعسفية وغير تمثيلية»، مجادلًا بشكل أساسي حول فشل النظام المركزي الذي يعتمده هيكلة الحوكمة العالمية؛ باعتباره «غير ديمقراطي بالدرجة»، متابعًا أن أطروحته «تحلل كيفية إنشاء مؤسسات حكم عالمية أكثر عدلًا وديمقراطية»، مع التركيز على أهمية دور «المجتمع المدني»، مطالبًا بإدخال الممثلين المنتخبين في المنظمات غير الحكومية، بما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الحكم الديمقراطي العالمي.
يضيف سيف القذافي، في أطروحته المؤلفة من 429 صفحة، أنه مهتم «بالاعتماد على أعمال ديفيد هيوم، وجون راولز، ونيد ماكلينين، لاستكشاف الدوافع الأخلاقية والمصالح الذاتية المهمة التي تدفع الأفراد إلى السعي للتعاون بشروط عادلة، إذا كانوا يتوقعون من الآخرين القيام بذلك»، مبديًا دعمه لـ«نظرية العدالة العالمية التي ترفض حدود رؤية راولز للعدالة الدولية بناءً على الشعوب بدلاً من الأفراد»، كما يتبنى «مبادئ ديفيد هيلد العالمية الثمانية لدعم المفهوم والهياكل المحددة الإدارة الجماعية».
الإصلاحي قبل سقوط الأب
لم يشغل سيف الإسلام القذافي أبدًا منصبًا رسميًا، لكنه انشغل بترويج نفسه في الغرب بصورة الإصلاحي ضمن ما توقع المراقبون أنها عملية تجهيز وريث مقبول من الغرب لخلافة معمر القذافي.
في لندن، امتلك منزلًا، والأهم أنه امتلك علاقات ممتدة مع سياسيين بريطانيين، بينهم أعضاء بارزون في العائلة المالكة.
بدا أنيقًا على النمط الغربي، عكس والده الأكثر تمسكًا بالزي التقليدي. تحدث الإنجليزية بطلاقة، وكان ينظر إليه من قبل العديد من الحكومات باعتباره وجهًا إصلاحيًا صديقًا للغرب في ليبيا.
وبصفته رئيسًا لمؤسسة القذافي للأعمال الخيرية والتنمية، ومتحكمًا -بشكل غير رسمي- في صندوق ثروة سيادي بمليارات الدولارات، كان القذافي الابن يملك إمكانية الوصول إلى مبالغ ضخمة، استخدمها لتهدئة العلاقات مع الغرب.
شارك في المفاوضات التي قادت والده للتخلي عن برنامج أسلحته النووية، وساعد في التوسط في إطلاق سراح ست ممرضات بلغاريات اتهمن بتعمد إصابة أطفال بفيروس نقص المناعة البشرية في مستشفى ليبي.
كما تفاوض على تعويض عائلات القتلى في تفجير لوكربي 1988، وهجوم ملهى ليلي في برلين 1986، وقيل إنه شارك في محادثات حول قرار 2009 المثير للجدل بإطلاق سراح عبد الباسط المقرحي، المدان في تفجير لوكربي.
وفي ليبيا، ورغم أنه كان يُنظر إليه لفترة طويلة على أنه الشخصية الأكثر نفوذًا في البلاد بعد والده مباشرة، انحاز غالبًا إلى الإصلاحيين، وبدا مستعدًا لمواجهة والده وجهًا لوجه في محاولة لتطوير القطاع الخاص الليبي الناشئ وفتح وسائل الإعلام. وتحت إدارته، بدأ قطاع النفط في الانفتاح، ووافقت ليبيا على معالجة التدفق المتزايد للمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء عبر البلاد إلى أوروبا.
بعد كل هذه التحركات، رفع الغرب العقوبات الدولية عن ليبيا. ومع بروز القذافي سياسيًا واقتصاديًا، بدت ليبيا مستعدة للشروع في حقبة من التغيير الملحوظ عبر الرجل الذي قدم نفسه في مناسبات أكاديمية عدة أمام الغرب باعتباره إصلاحيًا.
الوجه الآخر: نسخة الأب الروحي
لكن الاستقبال الحار لسيف في الأوساط التجارية والأكاديمية والسياسية المؤثرة في الغرب يُعزى أيضًا إلى التوق في بعض الأوساط لطمع الغرب للوصول إلى الثروة النفطية الليبية.
عمر عاشور، المحاضر في معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكيستر يقول: «لو كانت ليبيا دولة بدون طاقة إنتاجية للنفط، فلا أعتقد أن سيف الإسلام القذافي كان سيقنع الغرب الذي أبعد الجانب الأخلاقي لفترة طمعًا في المصلحة المنتظرة في ليبيا».
مثل باقي أبناء القذافي، عاش سيف حياة امتيازات خاصة. رغم أنه -مثل والده- ادعى أنه ليس لديه منصب رسمي ونفى حصوله على أموال كبيرة، لكن الأدلة ظهرت لاحقًا أنه كان يسيطر على صندوق الثروة السيادي الليبي والمؤسسة الليبية للاستثمار، والتي وصف مصرفي استثماري ليبي مطلع كيفية إدارته لهما قائلًا: «لقد رأيت الأب الروحي. هذا هو تجسيد له في الحياة الواقعية. أدارها وكأنها مزرعته الخاصة. كان هذا أشبه بعملية مافيا».
وقُدرت أصول المؤسسة بحوالي 80-100 مليار دولار، وشملت أسهمًا في نادي يوفنتوس، وعملاق النفط الإيطالي إيني، وبيرسون، مالكة صحيفة فاينانشيال تايمز.
وبحسب بي بي سي، كانت الطريقة التي عملت بها هيئة الاستثمار الليبية هي أن سيف الإسلام القذافي يبرم صفقات تجارية مبهمة مع أصدقائه فاحشي الثراء في الحفلات الخاصة، ويستخدم أحيانًا وسطاء، ثم يُطلب دفع الأموال المطلوبة دون أي دراسات، دون أن يوقع هو أي وثيقة تستدعي حسابًا مستقبليًا.
هيو مايلز، الكاتب الحائز على عدة جوائز، كتب في بي بي سي: «كان يتنكر في هيئة الحمائم، لكنني لا أعتقد أن هناك حمائم داخل نظام القذافي – بما في ذلك سيف الإسلام».
ثورة.. إعدام.. هروب.. اختفاء
خلال ثورة 2011، خالف سيف الإسلام القذافي كل التوقعات التي مالت إلى اتخاذه موقفًا تصالحيًا، فانحاز إلى والده علنًا، وهدد الليبيين بالفوضى، قبل أن يقول في خطابات لاحقة إن «القتل سيستمر».
ومع اقتراب الثوار من العاصمة، تعهد الابن الثاني من أبناء القذافي التسعة بالقتال حتى النهاية ضد المتمردين، متهمًا إياهم بأنهم «سكريون ومجرمون وإرهابيون».
لكن بعد أن هرب باقي أفراد أسرته أو قُتلوا، ألقي القبض على القذافي الابن في 19 نوفمبر 2011، بعد شهر من وفاة والده، حيث كان مختبئًا بمسقط رأسه في سرت.
انتهى به الأمر محتجزًا في مدينة الزنتان لما يقرب من ست سنوات، وحكمت عليه محكمة في طرابلس غيابيًا بالإعدام رميا بالرصاص، لكن الحكم لم ينفذ، ثم أطلق سراحه وحصل على عفو من حكومة شرق ليبيا لاحقًا.
وتظهر الصور القليلة التي صدرت في السنوات القليلة الماضية أنه فقد بعض أصابعه، فيما تشير روايات إلى أن معتقليه قطعوا الأصابع التي استخدمها في تهديد الثوار.
الحركة الخضراء.. أو «التعري»
ظل سيف الإسلامي القذافي بعيدًا عن الأنظار منذ إطلاق سراحه بالدرجة التي استدعت شائعات حول مقتله، لكنه ظهر فجأة على صفحات نيويورك تايمز في 2021.
تقول الصحيفة إن مراسلها قضى عامين ونصف في الترتيب للمقابلة عبر اتصالات هاتفية مع القذافي الابن. حدثت المقابلة في رمضان الماضي في الزنتان نفسها التي قطع ثوارها أصابعه قبل 10 أعوام. ومنها أعلن أنه يرتب للعودة إلى الساحة السياسية، معلنًا المفاجأة: «الحراس الذين كانوا يعتقلونني قبل 10 سنوات هم الآن حراسي وأصدقائي. لقد تحرروا من وهم الثورة وأدركوا أخيرًا أنني قد أكون حليفهم القوي.
استغل سيف الإسلام فترة الاختفاء في إعادة تنظيم القوة السياسية التي بناها أبوه والمعروفة باسم «الحركة الخضراء» والتي يقول إن بإمكانها أن تعيد للبلاد وحدتها المفقودة.
اختار القذافي شعارًا بسيطًا ومجربًا لحملته، إذ يقول:
تقول نيويورك تايمز إن معظم الليبيين يتفقون مع هذه الرؤية بعد مرور عشر سنوات على حالة النشوة التي صاحبت الثورة، خصوصًا بعد عزوف الممولين الأجانب عن المخاطرة بأموالهم في ظل هذه الأوضاع المتردية، بينما كدّس بعض أمراء الحرب في ليبيا ثروات طائلة.
ورغم اختفاء سيف الإسلام عن الساحة، فإن تطلعاته للرئاسة تؤخذ على محمل الجدّ. فخلال المحادثات التي أسفرت عن تشكيل الحكومة الليبية الحالية، سُمح لمؤيديه بالمشاركة، ونجحوا بمهارة في إلغاء شروط للانتخابات كانت ستحول بينه وبين الترشّح.
وتشير بيانات استطلاعات الرأي المحدودة في ليبيا إلى أن قطاعًا عريضًا من الليبيين -بنسبة 57% في منطقة واحدة- قد عبّروا عن «ثقتهم» بسيف الإسلام.
الحنين إلى الديكتاتورية
في رأي نيويورك تايمز، تُستمَد شعبية سيف الإسلام من مشاعر الحنين إلى ديكتاتورية أبيه، وهو شعور يزداد انتشارًا في ليبيا وفي المنطقة كلها.
تستشهد الصحيفة بملاحظات شخصية لمراسلها في ليبيا، الذي رصد أجهزة التلفاز في الشوارع مثبتة على قناة الحركة الخضراء التي تبث من القاهرة، وشهادة محامية ليبية أخبرته أن عملها غير الرسمي لقياس الرأي العام يشير إلى أن ثمانية أو تسعة من كل عشرة ليبيين سيصوّتون لسيف الإسلام.
يمتلك سيف الإسلام ميزة سياسية أخرى من أن عددًا كبيرًا من الليبيين الآن يعتبرون أن ابن معمر القذافي -نفس الابن الذي توعّدهم في خطابه عام 2011 بسيل «أنهار من الدماء»- هو أطهر مرشّحي الرئاسة يدًا. فجميع المتنافسين السياسيين الآخرين وضعوا أنفسهم موضع الشبهات في الآونة الأخيرة، باستغلال نفوذهم لتحقيق مكاسب شخصية أو بعلاقاتهم مع حملة السلاح الذين اعتُبروا ذات يوم أبطال الثورة.
ووفق الصحيفة، يَعتبر كثيرٌ من الليبيين أن عودة سيف الإسلام هي السبيل إلى إغلاق الباب على عقد ضاع هدرًا، مع أنهم لا يعرفون على وجه التحديد شكل المستقبل الذي قد يحمله لهم.
نقطة ومن أول الثورة؟
ربما يمثل هذا التصور الذي بنته نيويورك تايمز وكأنه لحظة إعادة للزمن إلى 20 فبراير 2011.
قبل هذا التاريخ، كان يفترض أن يصبح سيف الإسلام القذافي وسيطًا للتسوية بين نظام أبيه والمنتفضين ضده؛ خصوصًا بالنظر لصلاته مع معارضين بارزين، وحتى قادة الإسلاميين الذين أخرجهم من السجون بعفو سعى بنفسه إلى إصداره، والأهم: ترحيبه باندلاع الربيع العربي في تونس، والتي اعتبرها كسرًا لخيبة الأمل والإحباط من تباطؤ وتيرة التغيير.
حينها، سافر إلى منزله في لندن، قبل أن يعود إلى ليبيا مع اندلاع الاحتجاجات الأولى، ليكتب خطاب مصالحة يعد بتغييرات جذرية، بحسب رواية أحد أصدقائه المقربين. وعندما أعلنت وسائل الإعلام الحكومية الليبية أن سيف الإسلام سيلقي خطابًا تلفزيونيًّا في 20 فبراير 2011، كان بعض الليبيين يعتبرون أن الخطاب سيكون لحظة انتصار للمعارضة، متوقعين أن يعلن سيف الإسلام تنحي أبيه إيذانًا ببدء عهد جديد من الإصلاحات.
سار الخطاب في اتجاه عكسي. وصف الربيع العربي بـ «عاصفة ديمقراطية» قال إنه كان يتوقعها، لكنه استثنى ليبيا التي اعتبر احتجاجاتها محركة من الخارج؛ محذرًا أن ليبيا ليست تونس ولا مصر، ليغير انطباع الليبيين عنه.
سيف الإسلام القذافي فخور بخطابه اليوم؛ باعتباره تنبأ بما تحقق بالفعل. أن الليبيين أنفسهم باتوا مقتنعين بمحتواه اليوم بعد دمار الحرب الأهلية، وبشخصه باعتباره «الوحيد القادر على تمثيل دولة تجمع كل الليبيين» بعدما غاب مفهوم الدولة منذ 2011 لحساب من يراهم «مجموعة من المسلّحين يرتدون البدلات».
وبينما يحاول سيف الإسلامي القذافي الإيحاء بأنه تغير ونضج بعد كل ما رآه وأصبح مؤهلًا لوراثة الحكم التي تأخرت 10 سنوات، يصر مراسل نيويورك تايمز على أنه «لا يزال نفس الشخص الذي ينقصه النضوج كما كان قبل عشر سنوات. لم يتعلّم شيئًا من السنوات الطويلة التي قضاها في البريّة».
الغريب أن القذافي لا يحمل أي انتقادات لعهد والده الذي استمر 40 عامًا، باستثناء بعض السياسات الاشتراكية في الثمانينيات، التي يقول إنها ربما تكون قد خرجت عن مسارها، لكن والده أدرك ذلك وصحّح الوضع.
حتى الكتاب الأخضر، يقول إنه حمل رؤى سابقة لعصرها يتبناها الغرب نفسه اليوم.
عقبات قائمة أمام الترشح
سيف الإسلام القذافي قدم أوراق ترشحه في مدينة سبها الجنوبية؛ لأنه لا يزال مطلوبًا في طرابلس، وقد يتعرض لمحاولة اعتقال إذا ظهر علانية هناك، بسبب صلاته بعمليات مجموعات المرتزقة الروسية فاغنر.
حنان صلاح، الباحثة في شؤون ليبيا في هيومن رايتس ووتش، قالت إن خطوة ترشيح سيف الإسلام القذافي تظهر إلى أي مدى وصلت الفوضى في ليبيا؛ حيث كان يفترض أن تعتقله قوات الأمن فور وصوله إلى مركز الترشح في سبها.
وطلب محمد غرودة، وكيل النيابة في مكتب المدعي العام العسكري في طرابلس، من المفوضية الوطنية العليا للانتخابات «إيقاف ترشح كل من سيف الإسلام معمر القذافي لحين امتثاله للتحقيق».
كما أنه مطلوب من محكمة الجنايات الدولية وفق مذكرة توقيف صادرة في 2011 بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية تشمل القتل والاضطهاد، ولم يتضح على الفور ما هو تأثير مذكرة المحكمة الجنائية الدولية على أهلية القذافي للترشح.
إقرار ترشح سيف الإسلام القذافي نفسه غير مؤكد؛ إذ حذفت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات المعلومات القائلة إنه كان لا يزال يسعى للحصول على الترشيحات المطلوبة (5 آلاف).
داخليًا، لم يخاطب القذافي طلب الشعب الليبي بشكل مباشر بعد. لكن مجلس أعيان وحكماء مصراتة ذا الثقل السياسي والعسكري الكبير، أعلن رفضه القاطع لترشحه دون ذكر اسمه؛ باعتباره «استخدم القوة المفرطة ضد الشعب الليبي، ويواجه أوامر اعتقال صادرة بحقه من السطات القضائية المحلية ومحكمة الجنايات الدولية بسبب الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها ضد الليبيين».
كذلك، ستقاوم تركيا، التي تملك قوات على الأرض، انتخابه. ولا يزال الموقف الأوروبي مجهولًا. لكن الأمر قد يتطلب دعمًا خليجيًا، وضغطًا سعوديًا على فرنسا، وهذه تحديدًا هي العقبة الأهم؛ التوافق مع مرشح واحد لنفس المعسكر.
قد يكون من بين المرشحين الآخرين للرئاسة الجنرال خليفة حفتر، الذي لم يعلن الترشح، لكنه استقال من منصبه لتحقيق شرط عدم شغل منصب رسمي قبل الانتخابات بثلاثة أشهر. وربما أيضًا رئيس الوزراء المؤقت الحالي، عبد الحميد الدبيبة، رغم وجود خلاف حول ما إذا كان منصبه الحالي يمنعه من القيام بذلك.
يقدم وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا نفسه كذلك على أنه مرشح تسوية ويحظى بدعم دولي قوي، كما يخطط رئيس البرلمان عقيلة صالح للترشح.
ماري فيتزجيرالد، الباحثة غير مقيمة في معهد الشرق الأوسط، تقول إن ترشح سيف الإسلام القذافي «يضيف طبقة أخرى من التعقيد لعملية انتخابية متنازع عليها بشدة بالفعل» إذ قد يخشى المرشحون المحتملون تقسيم الأصوات، بما سيعيد تشكيل التحالفات في الأسابيع المقبلة.