دليل المصادر الموثوقة لمتابعة تطورات وتوصيات فيروس كورونا
في الوقت الذي أصاب فيه الهلع أرجاء الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي مع انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم؛ تتناثر الأخبار الملفقة والمنشورات التي تهدف لجمع أكبر قدر من الإعجاب والمشاركة والزيارات، وتجد رواجًا بين العامة من المستخدمين رغم عدم دقة معلوماتها، فيختلط الصالح بالطالح ولا يتم التمييز بينهما وسط حالة التخبط والخوف المهيمنة.
هذا الأمر كان متوقعًا وحذر الكثيرون من حدوثه من قبل حتى أن يبدأ هذا الذُعر العام، ولكن الكل يتحدث، الكل يشارك، الكل يدلي بدلوه؛ تتفاوت المعلومات بين هذا وذاك، تختلف الأرقام بين هنا وهناك؛ لذا وجب حصر بعض المصادر الموثوقة والهامة التي توفر لنا معلومات دقيقة ولحظية عن هذا الوباء وآخر مستجداته والإرشادات الصحيحة اللازمة للحد من انتشاره والقضاء عليه.
1. جوجل
هل تجد أنه من الساخر أن تعتمد على جوجل كمصدر للمعلومات الموثوقة المتعلقة بهذا الصدد لمجرد أنه محرك بحث سيأتي بالمعلومات من أي مصدر يتلاعب بالكلمات المفتاحية بطريقة ماهرة؟ ربما تكون على صواب في بعض الحالات، ولكن بالتأكيد ليس في حالة فيروس كورونا المستجد!
ذلك لأن جوجل قد تعاونت مع أهم المنظمات العالمية المعتمدة والرسمية وأكثرها موثوقية لتقدم لك بطاقات مخصصة يمكنك الاعتماد على المعلومات المفيدة الواردة بها باطمئنان. هذه البطاقات محدثة على مدار الساعة بآخر التعليمات والمستجدات، وكلما وجدت جوجل فكرة لبطاقة جديدة فإنها تضيفها على الفور.
تظهر تلك البطاقات عند بحث المستخدم بكلمة مفتاحية متعلقة بفيروس كورونا صاحب الاسم المختصر «كوفيد-19»، فكما ترى عندما بحثت بكلمة «كورونا» ظهرت بطاقة لأهم المعلومات المتعلقة بالفيروس، تليها بطاقة أخرى تحمل إرشادات للسلامة، وبعدها بطاقة عبارة عن خريطة للمناطق المتأثرة بالوباء حول العالم، وأخيرًا بطاقة تعريف بأعراض الإصابة بالفيروس.
ولقد شددت جوجل على تصفية المحتوى الخاص بهذه الأزمة العالمية على جميع خدماتها، وإزالة كل ما يمكن أن تعتبره معلومات مغلوطة سواء في نتائج محرك البحث أو مقاطع فيديو يوتيوب أو حتى خدمة الخرائط وتطبيقات أندرويد على متجر جوجل بلاي.
2. منظمة الصحة العالمية
تعتبر هي المصدر الأهم التي تستقي منها جميع الجهات معلوماتها عن فيروس كورونا المستجد، ذلك لأن لديها قاعدة بيانات ضخمة لكل شيء متعلق بالوباء بداية من أصله وتاريخه وحتى آخر أخباره وإرشادات التعامل معه، وأهم ما في الأمر هو أن موقع منظمة الصحة العالمية يقدم خدماته بالعديد من اللغات ومن ضمنها اللغة العربية، لذلك سيكون أهم مصدر في متناولك بدون عوائق تذكر.
في هذا الرابط ستجد معلومات عامة عن فيروس كورونا، وآخر المستجدات والأخبار العالمية بشأنه، وأهم الأسئلة الشائعة حوله، وإرشادات لتجنب الإصابة به أو المساعدة على انتشاره. أما هذا الرابط فهو مخصص للنسخة الحالية من الفيروس بالتحديد «كوفيد-19» وستتعرف أكثر من خلاله على طرق الحماية منه، وتصحيح لمفاهيم مغلوطة وشائعات تدور حوله، كما ستجد قسمًا خاصًا بالأسئلة المتكرره عنه، ونصائح للسفر في حال ما إذا كنت مضطرًا لذلك، وأيضًا آخر الأخبار العالمية المتعلقة به.
3. مواقع وحسابات مصرية
إن كنت تقطن في مصر فستلاحظ المجهود الكبير المبذول من الهيئات الحكومية المصرية لمكافحة انتشار الفيروس والقيام بالدور التوعوي قدر الإمكان، والذي يمكن أن يستفيد منه أشقاؤنا من الدول العربية الأخرى كذلك، فعبر متابعتك للقنوات الإلكترونية لعدد من تلك المؤسسات ستجد كل ما تحتاجه لمعرفة آخر أخبار الجائحة محليًا وعالميًا، بالإضافة إلى الإرشادات الوقائية اللازمة.
من تلك القنوات ستجد حسابات وزارة الصحة والسكان المصرية على فيسبوك وتويتر، وكذلك هذا الموقع الإلكتروني الذي خصصه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار لنشر المعلومات الصحيحة واللازمة في هذا الصدد، ومن النقاط الإيجابية هو وجود حساب تويتر من منظمة الصحة العالمية خاص بمصر.
أما بخصوص القرارات والشؤون المحلية المتعلقة بانتشار الفيروس مثل إعطاء إجازات رسمية أو مدّها أو منع التجمعات وغيرها، فيمكنك متابعة ذلك عبر حساب رئاسة مجلس الوزراء المصري على فيسبوك والذي حاول البعض إنشاء حسابات مزيفة تحمل ذات الاسم ولكن سارعت رئاسة الوزراء بإصدار بيان ينفي تدشين أي من تلك الحسابات.
4. عداد World O Meters
من أدق العدادات لعرض إحصائيات حية ولحظية عن الكثافة السكانية حول العالم، ولقد تم التصويت عليه كأحد أفضل المرجعيات المجانية على الويب من قبل جمعية المكتبات الأمريكية American Library Association، وهي أقدم وأكبر جمعية مكتبات في العالم. كما تم استخدامه رسميًا من قبل في مؤتمر للأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والعديد من المؤتمرات والمتاحف الأخرى.
أصدر عداد World O Meters قسمًا خاصًا للإحصائيات الخاصة بانتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم، فيواجهك في البداية إجمالي أعداد حالات الإصابة بالفيروس عالميًا، ثم إجمالي الوفيات وإجمالي حالات الشفاء، بعدها يتم استعراض أرقام ورسوم بيانية هامة محدثة باستمرار، ومن أهم الأقسام هو جدول حالات الإصابة في كل دولة على حدة.
لم يكتفِ العداد بالأرقام، بل أرفق كذلك مقالات توعوية وآخر تحديثات وأخبار عن الجائحة وكلها من مصادر رسمية وموثوقة تمام الثقة، كما يتتبع أهم التصريحات والقرارات بهذا الشأن في العديد من بلدان العالم.
5. مركز مكافحة الأمراض واتقائها
هي مؤسسة فيدرالية تابعة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية وتهدف لحماية الصحة والسلامة العامة داخل أمريكا وخارجها. يمتاز الموقع الرسمي لها باحتوائه على مجموعة كبيرة من الإرشادات المخصصة لفئات متنوعة من الناس، نعم، هي موجهة بشكل أساسي للمواطن الأمريكي ولكن أغلبها إرشادات تصلح للجميع.
تتضمن الصفحة التي خصصها الموقع لفيروس كورونا المستجد أقسامًا واضحة ومقسمة بشكل جيد مثل طرق الوقاية، وما الذي عليك فعله لو شككت بأنك قد أصبت بالفيروس، ومعلومات عن أعراض الإصابة، وكيف تتجنب الإصابة لو كنت كبير السن أو لديك مشاكل صحية أو ذا مناعة ضعيفة، وأيضًا كيف تحمي عائلتك من خطر العدوى.
وتستمر الأقسام المفيدة باستعراض حالات أخرى مثل الطرق السليمة للوقاية في حالة السفر أو المدرسة أو العمل أو المنظمات والتجمعات المختلفة. ثم تجد بعدها قسم آخر الأخبار وخريطة انتشار المرض داخل الولايات المتحدة (والتي ربما لن تكون ذات فائدة جمة لنا كمستخدمين عرب).
6. جامعة جونز هوبكينز للطب
يقدم موقع الجامعة خدمة مميزة للغاية، وهي عبارة عن خريطة حية وتفاعلية لمواقع وحجم انتشار الفيروس عالميًا حسب كل دولة، ويرفق مع الخريطة إحصائيات وبيانات تفصيلية ورسوم بيانية للتوضيح، أما الخريطة نفسها فيمكنك تغيير طريقة عرضها لتتناسب مع ما تريد الوصول إليه ومعرفته بالضبط.
لا يكتفي موقع جامعة جونز هوبكينز للطب بالخريطة الحية فقط، بل خصص قسمًا به أحدث أخبار الوباء ومعلومات وإرشادات للوقاية وأهم الأسئلة الشائعة.
7. وزارات الصحة في البلدان العربية
لكي تتابع آخر الأخبار المحلية لفيروس «كوفيد-19» عن كثب، يُنصح بمتابعة الجهات الحكومية في بلدك وتصريحاتها مهما كان موقفك منها، فغالبًا هي الجهة الوحيدة المعتمدة والمنوطة بإصدار التقارير الرسمية التي يمكن الاعتماد عليها، ولا توجد -على قدر علمي- أية جهة أخرى تستطيع الإتيان بأرقام أدق وأكثر موثوقية.
ولكن ما لاحظته هو فقر الكثير من المواقع الحكومية من حيث متابعة الأخبار ووضع الإرشادات اللازمة حسب الوضع الراهن -هذا إن كانت تعمل من الأساس- ذلك لأن اعتمادهم ينصب على التوعية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي في العادة.
فمثلًا إذا كنت سعوديًا سيكون من المفيد أن تتابع حساب وزارة الصحة السعودية على موقع تويتر لتقديمها تلك الخدمات بكفاءة، وإذا كنت إماراتيًا فإن حساب وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية على تويتر سيفي بنفس الغرض، وعلى هذا المنوال تبدأ البحث عن حسابات وزارة الصحة الفعالة في بلدك على شبكات التواصل الاجتماعي.
8. الصفحات الحكومية في البلدان العربية والأجنبية
متابعة تطورات وباء كورونا لا تقتصر على الجانب الصحي فقط، بل على الأحوال الداخلية للدول وقطاعاتها المتأثرة أيضًا؛ فإن قرارات مثل فرض إجازات إجبارية، أو غلق منشآت ومحال تجارية، أو منع السفر لدول معينة، أو تعليق السفر نهائيًا، كلها من الأمور التي تتطلب متابعة جهات خارج نطاق الصحة.
وأنسب جهات تتابعها بدون الانسياق وراء الشائعات المُغرضة أو التي تهدف لإثارة الجدل والانتشار فقط هي الصفحات والحسابات الحكومية على الشبكات الاجتماعية -لنفس السبب السابق الخاص بعدم تحديث المواقع الإلكترونية في الأغلب- مع مراعاة التأكد من أنها الصفحات الرسمية فعلًا وليست صفحات تستعير الاسم، مثل حسابات مجالس رئاسة الوزراء أو حسابات الوزارات نفسها، وذلك حسب التشكيل الحكومي في كل بلد، ومثال على ذلك حساب مكتب الاتصال لحكومة الإمارات على تويتر.
ولكننا لا نتحدث في هذا الجزء عن البلدان العربية فقط، لأنه ربما يكون هناك من يخطط لسفر ما في الوقت الراهن لظروف قهرية، ساعتها سيصبح من المهم متابعة الحسابات والمواقع الحكومية للدول المراد السفر إليها لمعرفة تلك المعلومات، وإذا كان لا يزال متاحًا إمكانية دخول أراضيها من الأصل، ومثال على ذلك غرفة الأخبار في موقع الاتحاد الأوروبي.
وأخيرًا، رغم الإجراءات الوقائية التي بدأت العديد من دول العالم في اتخاذها، ورغم تصاعد الأمل في التغلب على الفيروس قريبًا بعد التجربة الصينية، إلا أننا لابد وأن نلتزم الحذر ولا نطلع إلا على المصادر الموثوقة والرسمية حتى لا نقع في فخ الشائعات والتصرفات الخاطئة التي ربما تنقلب علينا في أي وقت.