اضغط إعجاب حتى تصلك «إسرائيل»
باستثمار يقارب عشرة ملايين شيكل يتم اختراق الوعي الفلسطيني والعربي، ليتحول الموقع الأزرق (الفيسبوك)، وعلى غراره (تويتر)، إلى أسلحة موجهة للعقل العربي، في محاولة لتوجيهه والتأثير عليه، بحسب ما صرح به وزير الجيش الإسرائيلي إفيغدور ليبرمان.
ولأن الأمن من أولويات السياسة الإسرائيلية فإن الإعلام الناطق باللغة العربية عنصر مهم لتحقيق ذلك، إذ استطاعت هذه الوسائل الإعلامية أن تصل إلى عدد كبير من مستخدمي وسائل التواصل.
فلو ألقينا نظرة سريعة على صفحات السوشيال ميديا لوجدنا مئات الآلاف من المتابعين الفلسطينيين والعرب لهذه الصفحات. أرقام تثير الدهشة، حيث تعتبر كبيرة مقارنة مع المزاج العربي العام الذي يدعو إلى المقاطعة وعدم التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
ولترسيخ المفاهيم والمصطلحات العبرية يتم إحلال القدس باسم «أورشليم»، وعندما يُنشر خبر عن الضفة الغربية تُسمى «يهودا والسامرة»، فالتهويد هدف مهم للدعاية الإسرائيلية الناطقة بالعربية.
أفيخاى أدرعي
من أشهر الحسابات الشخصية على السوشيال ميديا، أفيخاي أدرعي، «المتحدث بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي». يتجاوز متابعوه على فيسبوك حاجز المليون معجب بالصفحة، ويفوق التسعة آلاف متابع على موقع تويتر، منضما إلى عالم السوشيال ميديا منذ عام 2011، بهدف نشر أخبار الجيش ومحاولة إظهار الوجه الإنساني الآخر له.
ويركز الحساب الشخصي لأدرعي على أخبار الاعتقالات والحملات الأمنية، وتلعب مصطلحاته المستخدمة في الخطاب الإعلامي دورا كبيرا في كسب المواقف أو تبديلها، فعادة ما يصف كوادر المقاومة الفلسطينية بـ «المخربين والإرهابيين»، بينما يصر على تسمية المستوطنين بأنهم «مواطنو دولة إسرائيل»، وذلك كنوع من الرد على أدبيات بعض الدول العربية التي ترفض الإشارة إلى الكيان الإسرائيلي بأنه دولة، حتى بعد مرور عقود على قيامه.
ويقوم الحساب ببث رسائل من شأنها تسليط الضوء على مهارات الجيش الإسرائيلي، وتمجيد إنجازاته وعمليات تطويره، ويقوم بتفعيل بعض الهاشتاجات في هذا الإطار، مثل: #أسبوع_الفضاء_الإسرائيلي، والذي عمد من خلاله إلى إظهار أحدث التجهيزات في سلاح الفضاء، وذلك عبر نشر فيديوهات أو صور لكتائب ووحدات الجيش، والمعدات العسكرية التي تُزود بها القوات.
ويتم المواظبة على توجيه رسائل مفادها التذكير بأن الشعب اليهودي هو شعب عريق ذو تاريخ وتقاليد وأعراف إنسانية، حيث تتكرر الإشارة إلى المناسبات التاريخية والأعياد اليهودية؛ مثل عيد الفصح وعيد الميمونة وعيد الحب العبري.
ويدرك العقل الإسرائيلي الاستخباراتي بشكل جيد أن المدخل إلى صناعة الرأي العام العربي هو الدين، ومن خلاله يمكن النفاذ إلى باقي عوالم شخصية الإنسان العربي، لذا ينشر أدرعي بصورة ملحوظة أحاديث نبوية ومباركة في أعياد ومناسبات خاصة بالمسلمين.
كما يلعب المحتوى النصي لحساب أفيخاي أدرعي على أوتار العاطفة، مثل: مخاطبة العرب بصورة ودية، مُتيحا فرصة التقرب منهم، وذلك بالاستعانة بالأغاني العربية القديمة، وعرض صور لجنود يساعدون امرأة فلسطينية مسنة، والمشاركة في التعزية بموت الفنانين العرب البارزين.
رئيس الوزراء الإسرائيلي
تم تخصيص عدة صفحات على السوشيال ميديا لمتابعة أعمال الجهات السيادية باللغة العربية، منها صفحة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والتي بلغ متابعوها على الفيسبوك نحو 300 ألف، وعلى تويتر الذي انضم له منذ عام 2012 34 ألف متابع.
تتضمن الصفحة متابعة للقاءات ونتائج المحادثات وأبرز التصريحات لرئيس الوزراء نتنياهو، وذلك عبر عرض صور ومقاطع مرئية.
وتتضمن أيضا منشورات الصفحة رسائل خاصة لمتابعي السوشيال ميديا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبر فيديو مصور لا يتجاوز الخمس دقائق في الغالب.
أوفير جندلمان
لم تختلف أهدافها كثيرا عن صفحة أفيخاي، حيث تسير في نفس الاتجاه، لكن أفيخاي «عسكريا»، وجندلمان «سياسيا»، حيث يسعى جندلمان إلى نقل تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي، وأيضا نقل لقاءاته وزياراته الخارجية.
إسرائيل تتكلم بالعربية
صفحة دشنتها وزارة الخارجية الإسرائيلية على فيس بوك كمصدر للمعلومات عن دولة إسرائيل، يبلغ عدد متابعيها 900 ألف متابع، وتركز بصورة أساسية على العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، في محاولة لإثبات أن الكيان الصهيوني جزء من المنطقة، وأن الدول العربية لا مشكلة لديها في التعاون مع إسرائيل.
حيث تسلط المنشورات الضوء على الروابط الثقافية بين إسرائيل والدول العربية، منها ترحيب الفنانين المصريين بإذاعة المسلسلات المصرية على قنوات إسرائيلية، كما فعلت قناة 33 الإسرائيلية الناطقة بالعربية.
ولأن اللغة من أسس الهوية المجتمعية للشعوب، تحرص الصفحة على عرض فيديوهات تعليمية للغة العبرية. كما تستخدم «الإنفوجرافك» بشدة مع عرض الأرقام والنسب والإحصائيات لاستعراض منجزات إسرائيل، كنسبة النمو والازدهار، ونسب سعادة الإسرائيليين مقارنة بشعوب الدول الأخرى.
وتواظب الصفحة على تجميل الصورة الإسرائيلية، وذلك بعرض آخر الاختراعات في إسرائيل، وكيفية تعامل الحكومة الإسرائيلية مع الأقليات والجنسيات المختلفة.
كما تهدف الصفحة لتعريف المواطن العربي على إسرائيل عن كثب، فتعرض الصفحة تراث إسرائيل وأبرز علماء وحاخامات اليهود، وتنشر صورا وفيديوهات لأبرز الأماكن السياحية فيها، وأشهى أنواع الأطعمة في مطاعم إسرائيل.
إسرائيل في مصر
هي صفحة تديرها السفارة الإسرائيلية في مصر، وتهتم بالعديد من الجوانب، أهمها الجديد في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، حيث أبرزت الصفحة أزمة الغاز الإسرائيلي، نظرًا لتداخل المصالح المصرية والإسرائيلية بشأن آبار الغاز الموجودة في المتوسط، زاعمة التطبيع بين البلدين.
وتهتم الصفحة، بإبراز الجانب الاجتماعي لدى إسرائيل، حيث تنشر بعض العادات والتقاليد الإسرائيلية في المناسبات المختلفة، وأوضاع الجالية المصرية، وعرض حوارات مع حاخامات يرووا تاريخهم في مصر.
كما تهتم الصفحة بالتقارب المصري الإسرائيلي في المجالين السياسي والثقافي، منها عرض أبرز الاتفاقيات بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة مثل اتفاقية «الكوبز» للتجارة الحرة، كما استشهدت الصفحة بوجود إسرائيل على رفوف مكتبات معرض الكتاب الدولي في القاهرة، كتعبير عن عمق الروابط بين البلدين.
إسرائيل في الأردن
تحاول الصفحة نشر ما يُسمى بتراث إسرائيل ومعلومات عنها وعن مدنها. كما تحرص الصفحة على تقوية العلاقة بين البلدين عبر تهنئة ملك الأردن عبد الله الثاني، بمولده، وأيضا تركز على الجوانب الإيجابية لاتفاقية السلام على المستوى الاقتصادي، مثل خلق منطقة التجارة الحرة مع عمّان.
قف معنا بالعربية
لم يجد الإعلام الإسرائيلي حرجا في إعلان أهدافه بشكل مباشر، حيث خاطب المواطن العربي بشكل مباشر قائلا «قف معنا».
وفي هذا الشأن تم تخصيص صفحة تحمل ذات الاسم، وتُعرِّف نفسها بأنها منظمة غير ربحية، هدفها تثقيف الأفراد حول العالم عن إسرائيل والشرق الأوسط، وبلغ عدد متابعيها 107 آلاف متابع.
تتناول الصفحة العديد من الجوانب، منها مهاجمة حركة حماس، والزعم بأنها المسئولة عن تردي أوضاع غزة، وعدم وصول العلاج لسكان القطاع، وذلك بنشر صور تبرز معاناة الغزاويين.
وتعتمد الصفحة على اللعب على العواطف بنشر صور لجنود إسرائيليين يساعدون أطفالا ومسنين عرب، وأطباء إسرائيليين يقدمون العلاج لسكان غزة.
إسرائيل بدون رقابة
تتناول الصفحة أخبارا وتقارير تغطي معظم اهتمامات وجوانب المجتمع الإسرائيلي، كما تشمل أقسام المنوعات، وتناقش قضايا السياسة الداخلية والخارجية.