«الطائرة الشبحية F35» آخر ما وصل إليه الطيران الحربي
حلت طائرة لوكهيد مارتن الجديدة F35 ضيفًا ثقيلًا على منطقتنا العربية، حيث تم توريدها للكيان المحتل لتمثل نقلة نوعية جديدة للطيران الإسرائيلي، فهي أول طائرة شبحية يمتلكها الكيان الصهيوني، إذ تم حظر تصدير F22 رابتور خارج أمريكا البلد المصنع لها.
تنتمي F35 إلى الجيل الخامس للطائرات (تصنيف يحدد قدرات الطائرات، من حيث القوة والحمولة ونوع الإلكترونيات المصاحبة لها منذ اختراع المحرك النفاث وحتى الآن)، وهذ الجيل يضم الطائرتين العاملتين الأكثر تقدمًا في العالم F35 و F22 رابتور، والروسية تحت التطوير T50 باك فا، والمقرر تسليمها للجيش الروسي في العام المقبل.
الطائرة الجديدة F35 ذات مقعد واحد، وتتمتع بقدرات على التخفي، وهي تأتي في ثلاث نسخ حسب مكان وظروف التشغيل؛ فهناك النموذج F-35A للإقلاع والهبوط الاعتيادي من المطارات الحربية المعتادة، والنموذج F-35B للإقلاع القصير والهبوط العمودي، والنموذج F-35C للخدمة على حاملات الطائرات.
وعلى الرغم من أنها تم تسليمها بعد الموعد المحدد لها وكثرة الجدل حولها، تمثل مواصفات هذة الطائرة (حيث أنها لم تستخدم في حرب فعلية بعد)، نقلة نوعية في مجال الطيران الحربي، لما تحتويه من تكنولوجيات متطورة، والتي سنستعرض أهمها في السطور القادمة.
التخفي عن الرادار
تكمن أهمية الرادار في الإنذار المبكر عن وجود قوات معادية، سواءٌ في الجو أو فوق سطح البحر، مما يعطي القوات المدافعة الوقت اللازم لاتخاذ الإجراءات المتبعة، سواء كانت بصد الهجوم أو الفرار من قوات العدو.
وتعتمد فكرة الرادار على إرسال موجات كهرومعناطيسية في مدى الموجات الميكروئية (موجات تشبه إلى حد كبير تلك المستخدمة في أجهزة الميكرويف المنزلية)، تنتشر هذة الموجات في الفضاء بسرعة الضوء وتنعكس على الأجسام فترتد إلى قاعدة الرادار، وبحسابات فيزيائية بسيطة لزمن الارتداد يمكن تحديد موقع الأجسام وسرعتها بسهولة.
تعتمد الطائرة في التخفي عن الرادار على التصميم الخارجي للجسم، حيث يقوم الجسم بتشتيت موجات الرادار نظرًا لانحناءاته ووجود مخازن السلاح والوقود بداخل بَدن الطائرة، مما ينتج عنه بصمة رادارية صغيرة، بالإضافة لاستخدام مواد لها القابلية على امتصاص أشعة الرادار.
البصمة الحرارية الصغيرة
يقوم المحرك النفاث بحرق الوقود، ما يعطي الطائرة قوة الدفع اللازمة لطيرانها وكذلك الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل أجهزتها الإلكترونية. ينتج حرق الوقود واحتكاك جسم الطائرة بالهواء طاقة حرارية يمكن الكشف عنها عن طريق كواشف الأشعة تحت الحمراء، ما يمكّن دفاعات العدو من رصد الطائرة واستهدافها.
تعتمد طائرات الجيل الخامس على بعض التكنولوجيات لتقليل هذه الانبعاثات، كأن تستخدم الهواء في تبريد العادم قبل خروجه من بدن الطائرة، حيث يمر جزء صغير من الهواء الداخل للمحرك بغرفة الاحتراق ويتم خلطه مع الهواء البارد لتقليل درجة حرارته.
خوذة الطيار المتطورة
تعتمد هذه الطائرة خوذة متطورة، مزودة بشاشة عرض تعرض بارامترات الطيران الأساسية؛ كسرعة الرياح والارتفاع والمخاطر والاتجاهات .. إلخ. وكذلك تم وصل هذة الخوذة بست كاميرات موزعة حول بدن الطائرة، تمكنه من الرؤية حتى من خلال جسد الطائرة، وكذلك تعرض له بيانات الأهداف المعادية مما يقلل زمن الاستجابة ويحسن من التهديف بشكل كبير .
قدرة الطائرة على حمل الأسلحة
تمتلك الطائرة ست نقاط تحميل بالإضافة إلى مخزن الأسلحة الداخلي، وتستطيع حمل الكثير من الأسلحة سواء كان داخل أو خارج البدن، وذلك حسب نوع المهمة الموكلة إليها، ويمكن تلخيصها في الصورة الآتية.
المضادات المحتملة
وكما هي عادة البشر دائمًا، ما إن يتم ابتكار سلاح جديد حتى يهرع الجميع لتطوير أسلحتهم ومضاداتهم لمواجهة هذا التطور في سباق تسليح محموم بلا نهاية. وعلى الرغم من كل هذه الإمكانيات تبقى الطائرة قابلة للإسقاط، وذلك إذا ما اعتمدت دفاعات العدو تقنيات رصد جديدة للتتبع وتطوير قدرات الرصد والرادرات. وكذلك قدرات الصواريخ المتتبعة ومقاومتها للتشويش الإلكتروني الموجود على الطائرة.
ولا يسعنا هنا إلا أن نُذكّر أن أول إسقاط لطائرة شبحية في يوغسلافيا عام 1999 كان بصاروخ SA-3 streaking روسي الصنع، باستخدام رادار قديم نسبيًا. لذلك فلن يتم الجزم بكل هذة التقنيات المتاحة لدى الـF35، المنضمة حديثًا لأسطول الجو الإسرائيلي، إلا حالما يتم استخدامها أمام عدو يمتلك المقومات التكنولوجية لإسقاطها.