تقرير مؤشر السلام: هل يرى الإسرائيليون أن هناك انتفاضة ثالثة؟
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
ركّز تقرير مؤشر السلام* لشهر نوفمبر، الصادر عن المعهد الإسرائيلي للديموقراطية، والذي يراقب على نحو منهجي توجهات الرأي العام الإسرائيلي، على ثلاث مشكلات بارزة بشكل مباشر، وهي: الصورة العامة لأعضاء الكنيست، الموجة الجارية من “الإرهاب الفلسطيني”، حسب وصف التقرير، والوضع العالمي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
الصورة العامة لأعضاء الكنيست
تعتبر الصورة العامة لأعضاء الكنيست لدى عامة الجمهور الإسرائيلي حاليًا سيئة. حيث يتفق الجمهور اليهودي على نطاق واسع (80%) على أن مجموعة صغيرة فقط، إن وجدت، من أعضاء الكنيست يمكنهم أن يمثلوا نموذجًا للجمهور فيما يتعلق بسلوكهم الشخصي. وتتفق أغلبية مقاربة (77%) على أن السنوات الأخيرة قد شهدت تدهورًا في جودة أعضاء الكنيست على المستوى الشخصي. وما يسبق يسري على جميع الأحزاب التي تشكل المشهد السياسي؛ فقد تماهى مصوتو الأحزاب مع اتجاهات الرأي العام السابقة، حيث يرى (71%) أن عددًا ضئيلا من أعضاء الكنيست يعملون بجد ويمارسون أدوارهم كما ينبغي. وكما هو متوقع، تبدو الصورة مختلفة قليلًا عندما يتعلق الأمر بسلوك أعضاء الكنيست المنتمين للأحزاب التي صوّت لها المشاركون في هذا الاستطلاع؛ فبشكل عام، تبلغ نسبة الفخورين بسلوك ممثليهم في البرلمان (45,5%)، وهي أعلى بكثير من نسبة غير الفخورين (39%). وقد وجد التقرير بذلك الصدد ثلاثة أحزاب كسرت القاعدة وعبّر مصوتوها عن نسبة استياء تتجاوز نسبة الرضا، وهي: “إسرائيل بيتنا” 62%، و”الليكود” 52%، و”كلنا 51%.
بشكل عام، تبدو الصورة بالنسبة للجمهور العربي مشابهة للجمهور اليهودي. حيث يعتقد 65% أن جزءً ضئيلًا فقط، إن وجد، من أعضاء الكنيست يمكن أن يمثلوا نموذجًا على الصعيد الشخصي، ويُجمع 62,5% على أن السنوات الأخيرة قد شهدت تدهورًا في الجودة الشخصية للأعضاء. أما بالنسبة لتحملهم لمسئولياتهم، فإن النسب تشير إلى صورة سلبية؛ حيث ترى نسبة 44,5% (مقابل 38,5%) أن معظم أعضاء الكنيست لا يكدّون في عملهم ولا يؤدون واجباتهم كما ينبغي. بينما هناك أغلبية أقل قليلًا، من الجمهور اليهودي (51,5%) فخورة بسلوك أعضاء الكنيست الذين صوتوا لهم.
توصيف “موجة الإرهاب” الحالية
تتفق نسبة تتجاوز النصف قليلًا (54%) من الجمهور اليهودي مع مسئولي الأمن في أن الموجة الحالية من “الإرهاب” هي “انتفاضة محدودة”، فهي ليست مجرد تراكم عشوائي للهجمات، وليست أيضًا انتفاضة شاملة، بينما تختلف نسبة 43% مع الوصف الأول.
كما وجد التقرير أن هناك ثلاثة أحزاب، يرفض أغلب جمهورها توصيف “انتفاضة محدودة”، ويبدو أن هذا الموقف المشترك يحمل أسباب مختلفة، تبعًا لتصنيف هذه الأحزاب على الساحة السياسية من اليسار إلى اليمين؛ “ميرتس” (65%)، “البيت اليهودي” (63%)، “شاس” (61%).
موجة عفوية أم مدبرة من القيادة؟
تعتقد أغلبية كبيرة من الجمهور اليهودي (61%) أن الموجة الحالية من الإرهاب قد ظهرت تحت تخطيط وإشراف القيادة الفلسطينية، بينما ترى أقلية (21%) أنها قد نمت بشكل عفوي داخل أوساط الجمهور الفلسطيني. وكشف التقسيم وفق الأحزاب أن أعلى نسب من يعتبرون الثورة عفوية ينتمون إلى مصوتي حزبي “ميرتس” بنسبة 41%، ثم “الاتحاد الصهيوني” بنسبة 37%.
بينما في العالم العربي، يبدو الفارق بين من يعتبرون الهجمات “انتفاضة محدودة” ومن يرفضون ذلك الوصف أضيق؛ حيث يقبله 46%، مقابل 40% يرفضونه. أما بالنسبة للتساؤل حول إن كانت عفوية أم مدبرة من القيادة، فإن موقف الجمهور العربي يعتبر معاكسًا تمامًا للموقف اليهودي، حيث تعتبرها نسبة 59% “انتفاضة شعبية”.
المخاوف المتعلقة بالأمن الشخصي
يعتبر مدى خوف الجمهور الإسرائيلي من موجة العنف الجارية هو أحد المحاور الهامة لهذا الاستطلاع. فيكشف التقرير عن تخوف أغلبية واضحة من الجمهور اليهودي (67%) من تعرضهم، أو تعرض أحد المقربين لهم، للأذى بسبب الموجة الجارية، وهي نسبة أعلى إلى حد كبير من قرينتها في تقرير الشهر الماضي (57%). يعني ذلك أن استمرار الهجمات قد يتسبب في تدهور الشعور بالأمن الشخصي. إلا أنه على الجانب الآخر، تستمر قطاعات واسعة من الجمهور في عدم خوفها على سلامتها أو سلامة أحبائها، حيث بلغت النسبة في نوفمبر 30%، بالمقارنة بـ 41% الخاصة بالشهر الماضي. بينما تراجعت نسبة من يخشون على سلامتهم أو سلامة أحبائهم، وسط الجمهور العربي، من 78% الشهر الماضي إلى 65% الشهر الحالي.
هل يضع السلام نهاية للإرهاب؟
من منظور بعيد الأجل، هناك اتفاق واسع وسط الجمهور اليهودي (71%) على أن توقيع اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني لن يضع حدًا لـ “الإرهاب الفلسطيني ضد اليهود”، على حد وصف التقرير. بينما يتميز حزب “ميرتس” بأن أغلبية المصوتين المنتسبين له (81%) يعتقدون أن اتفاق السلام سيضع نهاية للإرهاب. وعلى الجانب الآخر، يحمل الجمهور العربي وجهة نظر معاكسة تمامًا؛ حيث يعتقد 72% أنه في حال توقيع اتفاقٍ للسلام سيتوقف الإرهاب.
حق الارتفاق كعلاج للعنف
رغم عدم توحد مواقف الجمهور اليهودي بشأن اقتراح القادة العسكريين توفير حقوق الارتفاق الاقتصادية للجمهور الفلسطيني وتدعيم الآليات الأمنية الفلسطينية بهدف مجابهة الموجة الحالية من “الإرهاب”، تبدو المعارضة لتلك المقترحات واضحة.
حيث تعارض نسبة 42% من الجمهور كلا الاقتراحين، بينما تؤيد نسبة 20% تقديم حقوق الارتفاق الاقتصادية، ولكنها تعارض تقوية الآليات الأمنية، وتدعم نسبة 8% تعزيز الآليات الأمنية، مع معارضتها لتوفير حقوق الارتفاق الاقتصادية. وتدعم نسبة 21% الاقتراحين.
ورغم وجود معارضة أكبر وسط الجمهور اليهودي لتعزيز آليات الأمن الفلسطينية، المنطوية على رفض تقديم الأسلحة للفلسطينيين، بالمقارنة بتقديم حقوق الارتفاق الاقتصادية للشعب الفلسطيني ككل، لا يعتبر أي من الاقتراحيين مقبولًا بشكل خاص على الصعيد الشعبي.
ورغم رفض نسبة كبيرة (واحد من كل أربعة أشخاص تقريبًا) من الجمهور العربي للإجابة على السؤال، أو إنكارها معرفة الإجابة، ما يجعل قياس توزع الآراء أصعب، تعتبر النسبة الأكبر مؤيدة للاقتراحين (36%).
حجم تأييد داعش داخل العالم الإسلامي
ترى أغلبية الجمهور اليهودي أن معظم مسلمي العالم لا يدعمون أفعال داعش. بينما يبدو توزع الآراء حول درجة دعم عرب إسرائيل للتنظيم متطابق تقريبًا؛ حيث يعتقد أغلبية الجمهور اليهودي أن معظم عرب إسرائيل لا يدعمون داعش. بينما تَرِد الاستثناءات بذلك الصدد لدى المُصوِتين من أحزاب “التوراة اليهودية” (64%)، “شاس” (56,5%)، و”إسرائيل بيتنا” (55%)، حيث تعتقد تلك الأغلبية داخل هذه الأحزاب أن معظم عرب إسرائيل يدعمون داعش.
وتزيد لدى الجمهور العربي نسبة من يعتقدون أن أغلبية المسلمين في العالم لا تدعم داعش عن إجمالي نفس النسبة لدى الجمهور اليهودي، حيث تبلغ (87%) بالنسبة للعرب بوجه عام، وتبلغ نسبة من يحملون ذات الاعتقاد تجاه موقف عرب إسرائيل (89%).
فرص القضاء على داعش
يرى حوالي نصف الجمهور اليهودي (49,5%) فرصًا ضئيلة لنجاح القوى الغربية والعربية المحاربة لداعش في القضاء على التنظيم في الأجل المنظور. بينما تعتقد نسبة أصغر قليلًا (45%) أن فرص القضاء عليه كبيرة. كذلك تعتبر أغلبية واضحة (58%) أنه حتى في حال القضاء على داعش، لن يَضعُف الإسلام المتشدد الذي يمثله التنظيم. وعلى الجانب الآخر، تعتبر الآراء لدى الجمهور العربي معاكسة؛ حيث تُقدّر أغلبية (61%) أن فرص هزيمة الغرب لداعش مرتفعة، وتعتقد نسبة (55%) أن هزيمة داعش ستُمثل أيضًا ضربة قاتلة للإسلام المتشدد الذي يمثله التنظيم.