الخطوط العريضة للسياسات الخارجية الأمريكية
||شاء المرء أم أبى تبقى أمريكا مركز الاهتمام العالمي أكثر من أي بلد آخر||
زبغنيو بريغنسكي: رؤية استراتيجية
***
من المؤكد أن صناعة السياسة الأمريكية عملية يشوبها الكثير من التعقيد حيث يساهم فيها العديد من الأطراف الفاعلة بدءا من المكتب البيضاوي والأحزاب وجماعات الضغط السياسي وصولا إلى وسائل الاعلام وأصحاب المصالح الاقتصادية والرأي العام.. هذه العملية رغم ذلك تبقي لها أسس ثابتة في اتخاذ القرار.. سنحاول في هذه الحلقة ضمن سلسلة عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين، إلقاء الضوء على أهم الأطراف المؤثرة في عملية صناعة القرار الأمريكي ودور كل طرف فيها.
(1) الحزب الديمقراطي (باراك أوباما)
يعد الحزب الديمقراطي أقدم الأحزاب الأمريكية؛ وعادة يتبنى الحزب مواقف سياسية تدعم الرخاء الاقتصادي وتدخل الحكومة في السياسات الاقتصادية ويشجع الحزب التوجه الدبلوماسي في حل المشاكل الخارجية بديلا عن التدخل العسكري، ويعد تحيزه للحقوق المدنية والليبرالية علامة مميزة في توجهه الداخلي وفي تدخلاته الخارجية في شئون الدول الأخري.. أما في الخارج فيتعهد الحزب بتقليل التدخل الأمريكي العسكري الغير ضروري ويستبدل به العمل عن طريق المؤسسات الدولية والدبلوماسية الاقتصادية والثقافية.
ويعبر خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تتويجه الثاني عن الخطوط العريضة التي تحكم الحزب في سياساته الخارجية عندما يقول:
||نحن الأمريكيين لازلنا نعتقد أن تحقيق الأمن والسلام لا يتطلب حربا دائمة.. رجالنا ونساؤنا الشجعان في زيهم العسكري لا يمكن مجاراتهم في المهارة والشجاعة.. ومواطنونا الذين يحلمون دائما بهؤلاء الذين فقدانهم يعلمون جيدا الثمن الغالي للحرية.. إن رؤية هذه التضحيات سوف تبقينا متأهبين أبدا أمام هؤلاء الذين يريدون الإضرار بنا. ولكن علينا أن نتذكر أن لنا إرثا من هؤلاء الذين انتصروا بالسلم وليس فقط بالحرب.. الذين حولوا ألد الأعداء إلى أقرب الأصدقاء.. سوف نحمي شعبنا وندافع عن قيمنا من خلال قوة السلاح وقوة القانون.. سوف نظهر الشجاعة اللازمة لحل مشاكلنا واختلافاتنا مع الأمم الأخري بطريقة سلمية ليس لأننا سذج فيما يخص المخاطر التي نواجهها ولكن لأن التدخل العسكري سوف يزيد من الخوف والشك بصورة دائمة||
||سوف تبقى أمريكا حجر الزاوية في كل تحالف قوي، وسوف نعمل على تجديد تلك المؤسسات التي تزيد من قدراتنا على معالجة الأزمات حول العالم لأنه لا أحد حول العالم من مصلحته أن يكون هناك عالم أكثر سلما مثل أمريكا.. وسوف ندعم الديمقراطية من آسيا الى أفريقيا ومن أمريكا الي الشرق الأوسط لأن ضميرنا ومصالحنا يجبراننا على التحرك من أجل هؤلاء الذين يحلمون بالحرية ويجب أن نكون مصدرا للأمل لكل ضعيف وفقير ليس بدافع التكرم والصدقة ولكن لأن السلام يتطلب الحفاظ على مبادئ مثل العدالة والكرامة الانسانية||
لقراءة الخطاب كاملا باللغة الانجليزية
قراءة الخطاب
مبدئيا يتحدث الرئيس الأمريكي عن كون الولايات المتحدة ليست القوة الوحيدة في العالم ولكنها حجر الزاوية لأمن النظام العالمي، مما يعني اعترافه بوجود فواعل أخرى لا تقل أهمية عن الولايات المتحدة ولا يمكن إغفالها. كما أنه يرى أن دور الولايات المتحدة في العالم لا يكون من خلال عزف منفرد ولكنه يراها في إطار أشمل وأعم من خلال المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة والبنك الدولي؛ ويرى أوباما في هذه المؤسسات مصدرا إضافيا لقوة الولايات المتحدة في العالم لا خصما من رصيدها، على عكس سلفه جورج بوش.
كما يتحدث أوباما عن الولايات المتحدة كمصدر للأمل للعالم أجمع؛ وهذا يتضمن بالطبع رؤيته الذاتية لنفسه كأول رئيس أمريكي من أصل أفريقي.
ولكن ماذا عن المخاطر؟!
رغم التوجه الواضح لأوباما بعيدا عن الحرب كما رأينا في قراره بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق، إلا أنه يؤكد أن أمريكا سوف تبقى متأهبة ضد هؤلاء الذين يريدون الإضرار بمصالحها؛ ويقصد هنا تحديدا الجماعات الارهابية مثل القاعدة و(دولة الإسلام في العراق والشام).
وكما تحدث أوباما عن استخدام القوة مع (الإرهاب) فقد أصر أيضا علي الحل السلمي للخلافات مع الأمم الأخرى.. هنا يمكننا أن نرى تفريق أوباما بين المخاطر التي تمثلها الجماعات الارهابية والتي تستدعي حلولا عسكرية وبين المخاطر التي تمثلها بعض الأمم الأخري والتي يري أنها لا تستدعي تدخلا عسكريا. حيث يظهر أوباما تأكيدا مستمرا على أنه لا يري أي أمة في العالم مصدرا للخطر.
يؤمن أوباما أيضا أنه في عالم اليوم، ربما يكون من الضروري استخدام القوة؛ لكنه يميل إليها بصورة أقل من سلفه جورج بوش ويزيد اعتماده على الدبلوماسية و الحوار جنبا إلى جنب مع القوة.
2-الحزب الجمهوري (جون ماكين)
يمثل جون ماكين رؤية المحافظين الجدد للإمبراطورية الأمريكية حيث يقول في خطابه:
||دائما ما كنا قادة العالم.. وعند وقت الضرورة اخترنا القوة المسلحة اللازمة لحماية الحرية.. دائما ما كنا نقود من الأمام.. إن هذا ما يجعل أمريكا ما هي عليه الآن؛ أمة مميزة.. إنها المسئولية التي قبل بها وحملها أجيال من الأمريكيين||
||إننا الآن نواجه بمخاطر وتحديات أكثر تعقيدا مما قابلناه في حياتنا كلها||
||لا يمكننا أن نقبل أن نترك حلفاءنا وأصدقاءنا من أمريكا اللاتينية إلى آسيا، ومن أوروبا إلى الشرق الأوسط، وخصوصا إسرائيل، ليشككوا في قيادة أمريكا.. لا يمكننا أن نقبل باعطاء حكومات روسيا والصين أن يقرروا كيف ندافع عن مصالحنا وقيمنا حول العالم||
||إن الحاجة إلى القيادة الأمريكية يزداد في عالم اليوم.. الناس يريدون المزيد من أمريكا.. وفي كل مكان أذهب اليه يخبرني الناس أنهم ما يزالون يؤمنون بأمريكا||
||لا يمكننا أن نتحمل اقتطاع 500 بليون دولار من ميزانيتنا الدفاعية كما لا يمكننا أن نتحمل أن يحل جدول زمني سياسي محل استراتيجيتنا العسكرية||
لقراءة الخطاب كاملا باللغة الانجليزية
وهذه رؤية أكثر شمولية تؤمن بدور إلهي لأمريكا في العالم ومسئوليات واسعة تعتمد على القوة العسكرية كخيار أول. يري جون ماكين العديد من التحديات التي تواجه أمريكا في العالم منها الأمم التي سماها جورج بوش محور الشر، إضافة إلى الجماعات الارهابية؛ كما يبدي التزاما أكثر تجاه أمن إسرائيل من الديمقراطيين. كما يبدو أكثر عدوانية تجاه روسيا والصين وحليفاها إيران وبشار الأسد.
***
لفهم أعمق للسياسة الخارجية الأمريكية نحتاج أن نرسم إطارا توضيحيا لها يشمل الأهداف المطلوب تحقيقها على مستوى الأمن القومي.. فما هي هذه الأهداف؟!
هناك أربعة أهداف رئيسية يمكن أخذها كنموذج أو كإطار لمحاكمة السياسة الأمريكية إليه.. هذه الأهداف هي: القوة – السلام – التنمية – المبادئ.
هذه الأهداف هي ما يسعي إليه أي صانع للسياسة الخارجية الامريكية أو متخذ للقرار، حيث يراعي أن تنضبط قراراته بتحقيق هذه الأهداف الأربعة.
(1) القوة:
تضع الولايات المتحدة تحقيق القوة على رأس أولوياتها لتستطيع الدفاع عن نفسها ضد العدو الخارجي، ورد العدوان، وامتلاك نفوذ على الدول الأخرى ووفقا لحكمة ثيوثيديدس: (القوي يفعل ما يمتلك القوة لفعله، والضعيف يتقبل ما عليه أن يتقبله!).
ورغم وجود الأمم المتحدة أو القانون الدولي، ولكن أيا من هذا لا يمثل دستورا حقيقيا للعلاقات الدولية. لذلك تعد القوة هي العامل الأهم الذي يحكمها.
ويشمل عنصر القوة في العلاقات الدولية: حالة الحرب أو التدخل العسكري المحدود، وحالات الدفاع ورد العدوان أو العمليات العسكرية السرية.
(2) السلام:
القوة في عالمنا من وجهة النظر الواقعية ليست مشكلة تحتاج للقضاء عليها وإنما واقع نحتاج لتنظيمه.
يهدف السلام إلى تقليل وتنظيم عملية الصراع لا إنهائه، وتلعب المؤسسات الدولية عاملا رئيسيا في ذلك. إننا عندما نتحدث عن السلام لا نتحدث عن عالم مثالي؛ ولكن من وجهة النظر الواقعية فإنه يوجد الكثير لفعله لتقليل فرص الحروب وزيادة فرص السلام. ويشمل ذلك الدبلومساية التي تعرف بأنها (إدارة المشاكل الدولية عن طريق التفاوض). وتمارس الدبلوماسية يوما بيوم أو من خلال القمم المختلفة. وتعد وزارة الخارجية الأمريكية هي المحرك الرئيسي للسياسة الخارجية الأمريكية. أما على المستوي الدولي فهناك الأمم المتحدة والبنك الدولي ومؤسسة الصحة العالمية وغيرها من التحالفات الدولية أو المؤسسات الإقليمية.
(3) التنمية:
يعد الدافع الاقتصادي من أهم أهداف السياسة الخارجية الأمريكية؛ فكثيرا ما تتحرك السياسة الخارجية وفقا لحاجة اقتصاد أمريكا وحلفائها، سواء لحماية تدفق البترول أو لتأمين مصالح الشركات العابرة للقارات. ويرجع الاهتمام بالجانب الاقتصادي إلى القرن الماضي؛ ففي القرن 19 كان 70% من الاتفاقيات التي وقعتها أمريكا في مجملها اتفاقيات اقتصادية وتجارية؛ وتمثل التجارة اليوم 30% من مجمل الدخل القومي الأمريكي.
(4) المبادئ:
والمقصود هنا القيم والأفكار والمثل التي تمثل الرأسمال الرمزي للولايات المتحدة الذي تدافع عنه كـ الحرية و الديمقراطية و الكرامة الانسانية.
الحقيقة أن هذه المبادئ قد عظمت من جاذبية الغرب في أثناء الحرب الباردة ودفعت الاتحاد السوفييتي إلى مواقع الدفاع. ومع نهاية الحرب الباردة وجدت أمريكا نفسها في حالة ترابط مع هذه المبادئ. ويمكننا هنا الحديث حول عدة مدارس منها: المدرسة المثالية في السياسة الخارجية ويطلق علي هذه المدرسة مدرسة السلام الديمقراطي التي تؤمن بأن فرص نشوب الحرب بين دلوتين ديمقراطيين أقل ما يمكن.
يمكن هنا الإشارة إلى عدة مقتطفات تمثل إيمان رؤساء أمريكين بالحلم الأمريكي وما تمثله أمريكا للعالم كقول جون كينيدي:(ندفع أي ثمن ونتحمل أي عبء للدفاع عن الحرية)، ووصف رونالد ريجان الاتحاد السوفييتي بـ (إمبراطورية الشر) كما قال جورج بوش عن حربه على العراق أنها (حرب صليبية).
***
صحيح أنه من الصعب الالتزام بتحقيق هذه الأهداف بصورة كلية؛ لذا يكون هناك اتجاهان رئيسيان: إما اطار يشمل تحقيق الأهداف كلها بصورة متكاملة، وهذا إطار مثالي، ولكنه نادر الحدوث؛ أو إطار آخر يشمل تقديم التنازلات عن بعض الأهداف لتحقيق أهداف أخرى وفقا لأهميتها، وهذا إطار أكثر احتمالية لكنه يثير بعض الإشكالات.
وسوف نعطي بعض الأمثلة لفهم أشمل لهذه القضية:
المثال الأول: خطة مارشال 1947:
تعد خطة مارشال من أبرز النجاحات الأمريكية في تحقيق أهداف سياستها الخارجية بصورة تكاملية. هدفت خطة مارشال إلى إعادة إحياء الاقتصاد الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية عبر ضخ الأموال والاستثمارات الأمريكية. وفي الحقيقة كانت خطة مارشال رافعة كبيرة للاقتصاد الأمريكي الغير متضرر من الحرب؛ فقد مكنت هذه الخطة الولايات المتحدة من زيادة تأثير الدولار في العالم ومن تشغيل اقتصادها وزيادة نسبة إنتاجها وصناعتها. فقد قدمت أمريكا لأوروبا 13 مليار دولار بما يعادل الآن 120 مليار دولار. وهدفت هذه الخطة إلى رفع حواجز التجارة بين القارتين ومنع تقدم الشيوعية في أوروبا.
علي مستوي القوة فقد ساهمت في زيادة النفوذ الأمريكي في القارة اقتصاديا وعسكريا، كما أدت إلى تراجع المد الشيوعي في غرب أوروبا.
وعلى مستوي السلام فقد ساهمت في زيادة الاستقرار السياسي والاستقرار الاقتصادي الذي كان في مهب الريح نتيجة الفقر والدمار.
وعلى مستوي التنمية ساهمت في النهوض بالاقتصاد الأمريكي؛ فقد زادت نسب الصادرات الأمريكية إلى القارة.
وتعتبر أيضا نوعا من التماهي مع المبادئ الأمريكية في دعم الديمقراطيات الناشئة ومواجهة المد الشيوعي.
المثال الثاني: جواتيمالا 1954:
في 1954 في جواتيمالا عقدت انتخابات حرة فاز بها الرئيس ماربينز الذي كان رئيسا وطنيا يرتبط بعلاقات جيدة مع الاتحاد السوفيتي. وكان من ضمن الخطوات التي قام بها، تأميم الشركات الأمريكية العاملة في البلاد ومن ضمنها شركة الموز التي امتلكت مساحات شاسعة من الأرض لزراعة الموز (الشركة المتحدة للفواكه)، واستولي أربينز على أراضي الشركة بهدف توزيعها على فقراء البلاد.
(أغلفة كتب عن الانقلاب العسكري في جواتيمالا)
كان من نتائج توجهاته الاقتصادية وتقاربه مع السوفييت أن عملت المخابرات الأمريكية مع عناصر من الجيش الجواتيمالي بهدف الانقلاب على الرئيس. وتم لهم ما أرادوا بالانقلاب عليه وتأسيس ديكتاتورية عسكرية.
هنا فضلت أمريكا تحقيق القوة بمنع التواجد السوفييتي في حديقتها الخلفية وتحقيق التنمية الاقتصادية بالمحافظة على استثمارات الشركات الأمريكية في البلاد، على التحقق بمبادئها ودعم الاختيار الحر للشعوب ونقدت كثيرا من تلك المبادئ.
المثال الثالث: حرب العراق 2003:
يعد مثال الحرب على العراق من أبرز الأمثلة على النقاش الدائر حول السياسة الخارجية الأمريكية ومدى نجاحها في تحقيق الأهداف المطلوبة. وعندما نأتي إلى العراق يزيد الجدل كثيرا بين الديمقراطيين والجمهوريين حول مدى صحة قرار الحرب والخطوات التي قامت بها الولايات المتحدة لإسقاط صدام حسين. كما يزيد الجدل حول تأثير الحرب على أمريكا على مستوى الأهداف الأربعة المطلوب تحقيقها للسياسة الأمريكية.
الرأي الأول (الجمهوريين):
علي مستوى القوة ساعدت الحرب على زيادة النفوذ الأمريكي بإقصاء صدام وتعيين حكومة موالية لأمريكا، وساعدت على زيادة السلام بإنهاء الخطر العدواني الذي يمثله صدام حسين تجاه حلفاء أمريكا المقربين في المنطقة، وعلى مستوي التنمية فقد ساهمت في تأمين إمدادات النفط، وعلى مستوي المبادئ فقد جلبت الديمقراطية إلى بلد في قلب الشرق الأوسط كالعراق.
الرأي الثاني (الديمقراطيين):
ساهمت الحرب الأحادية على العراق في تجريد الولايات المتحدة من شرعية سياستها الخارجية حتى بنظر الأصدقاء. كما أنها جلبت الكثير من الخسائر إلى القوة الأمريكية سواء البشرية أو الاقتصادية. وفي النهاية لم تؤدي إلى تحقيق السلام؛ فما تزال إلى الآن تدور رحى الحرب الأهلية. وعلى مستوى التنمية، فقد تكلفت أمريكا 3 تريليون دولار من اقتصادها نتيجة انخراطها في الحرب. وكان هناك انتهاك للمبادئ الأمريكية في التدخل في شئون الدول الأخرى بطريقة عسكرية، وفرض حصار على شعب أعزل، وتدمير للبنى التحتية.
المصادر:
2- American Foreign Policy: The Dynamics of Choice in the 21st Century – BRUCE W.JENTLESON
3- آفاق العصر الأمريكي :السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد، جمال سند السويدي
4- رؤية استراتيجية، زبغنيو بريغنسكي