الوجه الآخر للنازية: اختراعات أنقذت البشرية من الضياع
لا تمنع طالبًا نمساويًا من ارتياد مدرسة الفن، فقد يكون هذا الأخير هو أدولف هتلر الذي عزف عن الرسم بالفرشات والألوان، ورسم في الحرب العالمية الثانية بألوان الدم والاضطهاد والظلم على قارة أوروبا وأجزاء أخرى من العالم.
لكن هتلر لم يكن سوى نتيجة، ولم يكن سوى ما احتاجته ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى التي بدأتها وخسرتها، التي أثقلت عليها بمعاهدة فرساي، تبعتها أزمة اقتصادية سنة 1929 جعلت البطالة قاعدة والعمل استثناء داخل التراب الألماني.
ورغم كون أدولف هيتلر على رأس الحزب النازي من سنة 1921 إلى نهايته مع نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945، فإنه لم يكن المؤسس الرئيس. فقد تأسس الحزب على يد قفّال في مدينة ميونخ سنة 1919 يدعى أنطون دريكسل (Anton Drexler). وصعد الحزب للقوة سنة 1933 ليكون الحاكم على ألمانيا، وليعلن بداية الرايخ الثالث، ليصبح المسؤول على مصانعها وإنتاجاتها، صبت أغلبيتها في الصناعة العسكرية.
لكن كما الين واليانغ في الثقافة الصينية، هنالك وجه مشرق وخَيِّر للصناعات الألمانية من تلك الفترة التي أسهمت في ما وصل إليه العالم والعلم اليوم، وأخرى لا نزال نلوذ بها في حر الصف وبرد الشتاء. إليك، الخير الذي أسهمت به النازية للعالم.
الصواريخ: من قصف لندن إلى الوصول للقمر
ليس المشي على القمر سوى خطوة صغيرة، مقارنة بالخطوة العملاقة التي خطتها البشرية بذلك الإنجاز. فهو لطاقم أبولو 11 إنجاز حياتي ومدخل للتاريخ من أبوابه الواسعة. ولكنه كذلك حدث بُني في أصله على جثث أزيد من 7000 من النساء والأطفال والجنود في قصف لندن وبلجيكا. كما قاد لهلاك 20 ألف سجين في مخيمات الاعتقال النازية، أثناء عملية البحث والتطوير التي قادها العالم النازي فيرنر فون براون (Wernher von Braun) مع فريق من المهندسين لتطوير الصاروخ الباليستي في-1 (V-1) ومن بعده في-2 (V-2).
ولم يكن لتصل الناسا للقمر، وليخطو نيل أرمسترونغ (Neil Armstrong) على سطحه لو لم يُسَلّم فون براون نفسه للولايات المتحدة الأمريكية مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية. ليتم نقله مع ثلة من المهندسين النازيين إلى أمريكا. ليجدوا أنفسهم جزءًا من برنامج الصواريخ الباليستية الخاص بالجيش الأمريكي.
وفي سنة 1960، لبى فون براون وفريقه نداء ناسا للمساعدة في برامجها الفضائية، وليتغير هدفه الأصلي من مساعدة هتلر على السيطرة على العالم، إلى الوصول لسطح القمر.
قام هذا الفريق بتطوير صاروخ ساتورن-5 (Saturn 5)، المسؤول عن توليد القوة الكافية لإرسال مهمة أبولو 11 من الأرض ومدارها إلى الفضاء. وارتفع ساتورن-5 أو المعروف شعبيًا بصاروخ القمر ب 111 مترًا، وأطلق حين الإقلاع 7.5 مليون باوند من العزم.
لم تقتصر مهمة صاروخ القمر على القمر وحده، بل كان جزءًا في مهمة سكاي لاب (Skylab) من 1967 إلى 1973 لتوصيل وبناء أول محطة فضاء ممولة بالكامل من الولايات المتحدة الأمريكية على ارتفاع 435 كيلومترًا من سطح الأرض.
ويجدر الذكر أن الهبوط على القمر في العشرين من يوليو/تموز 1969 قد غير العالم بطرق لا تزال مستمرة، فهو التذكير بعظمة إمكانيات الجنس البشري. كما غيّر علميًا فهمنا عن كوكبنا الأم، حيت إن العينات التي أخدها طاقم أبولو 11 من سطح القمر، بينت أن التركيبة الصخرية للأرض والقمر أتت من نفس المصدر رغم كون تركيبة القمر جافة مقارنة بالأرض. أدت هذه الملاحظات للوصول إلى نظرية تبين خلق القمر عن طريق اصطدام جسم بحجم المريخ بالأرض في الماضي السحيق.
ويعتبر القمر أرشيف الأرض خارجه، كونه من نفس فترة تكوُّن الأرض ومن نفسه كذلك. وبهذا مولت عينات برنامج أبولو بصفة عامة وأبولو 11 بصفة خاصة العلم للخمسين سنة التي تلت النزول على القمر، ولم يكن ليحدث هذا لولا صواريخ فون براون.
البحر: طوربيدات وصواريخ مضادة للسفن
لم تقتصر الصناعات النازية على الصواريخ التي تضرب قاع بريطانيا، بل أيضًا على الطوربيدات التي تغرق سفنها في قاع المحيط الأطلسي.
طوّر النازيون والحلفاء بصورة متوازية الطوربيدات الصوتية، التي على عكس التقليدية تستعمل هذه الأخيرة السونار أو الموجات الصوتية لتتبع سفن العدو بصورة مستقلة.
مكّن هذا الاختراع من تَمييل كفة حرب المحيط نحو غواصات يو (U-Boats) النازية بعد أن دخلت طوربيدات (G7es T-5 Zaunkönig) الخدمة في أغسطس (آب) سنة 1943. ورغم عيش هذه الطوربيدات لمدة قصيرة فإنها كانت ضرورية لكي يطور الحلفاء (The Foxer) المضاد الإلكتروني المصمم لإنتاج ضوضاء خادعة للطوربيدات الصوتية.
كما طوّرت البحرية النازية الصواريخ المضادة للسفن، والتي بيّنت عن مقدرتها ضد العدو بين 1943و1944. قبل أن تقوم الدول الأخرى بتطوير نسختها الخاصة منها، فبينما تميزت النسخة النازية باستخدام موجات الراديو للتوجيه، استخدمت الدول الأخرى كأمريكا وروسيا تقنيات للتوجيه من قبل الرادار والأشعة تحت الحمراء وحتى التوجيه اليدوي قبل الإطلاق.
أما اليوم، فهذه التقنيات والمعدات شهدت تطورًا مهولًا، حيت جربت روسيا في مارس/ آذار سنة 2020 صاروخًا مضادًا للسفن تفوق سرعته سرعة الصوت.
أول طائرة نفاثة في العالم
بأمر من وزير طيران الرايخ الثالث، وبمعادلة صعبة تجمع بين السرعة التي لا تقل عن 840 كيلومترًا في الساعة، والطيران لمدة لا تقل عن الساعة بتلك السرعة. ظهر مشروع سمي (Projekt 1065) أو مشروع «مشروع 1065» الذي أنتج طائرة مقاتلة سميت ميسرشميت مي 262 (The Messerschmitt Me 262).
جربت مي 262 للمرة الأولى في 1941، ولم تدخل الخدمة الفعلية بسبب مشاكل تقنية حتى عام 1944. اعتبرت الميسرشميت مي 262 وحشًا في السماء -رغم قصر مدة خدمتها- بـ542 إسقاط لطائرات العدو. لم يتمكن الحلفاء من مجابهتها في السماء، فلم يكن لديهم حل سوى استهدافها بالقنابل والغارات على الأرض.
بعد نهاية الحرب، استقطبت عدة دول المهندسين والعلماء المسؤولين عن صنع أول طائرة ذات محرك نفاث في العالم، وأدمجتمهم في برامجها الجوية.
كما صمّم النازيون في أوائل الأربعينيات طائرة مروحية ذات مقعد واحد، تعمل بالدوران وتستعمل شفرة متشابكة لم يتم إعادة صنعها حتى نهاية الحرب، سميت (The Flettner Fl 282 Kolibri) أو الكوليبري. وعلى عكس الطائرات المروحية من تلك الفترة التي تحتاج للصيانة بعد كل 25 ساعة تحليق، احتاجت الكوليبري إلى الصيانة بعد 400 ساعة من الطيران ما ميّزها عن كل الطائرات المروحية من تلك الفترة التاريخية.
استُعملت كوليبري لفترة قصيرة في الحرب كطائرة استطلاع وللتعرف على الغواصات وكذلك النقل بين السفن، وذلك من سنة 1941 إلى نهاية الحرب. وبسبب هذه النهاية والقصف المستمر لمصانع إنتاجها لم ينجُ من نوع هذه الطائرات سوى ثلاث قطع.
بديل للأفيون، واكتشافات طبية أخرى
طور أطباء تابعون لشركة الأدوية (I.G. Farbenindustrie AG) في سنة 1937 مسكن الميثادون (Methadone) كبديل فعال وحل لأزمة نقص الأفيون التي واجهة ألمانيا في خضم الحرب. الميثادون مسكن ألم ينتمي لعائلة الأفيونات، ويستعمل لعلاج أنواع الألم الشديدة والمتوسطة عن طريق تثبيط مستقبلات الألم في الجهاز العصبي.
يُستعمل اليوم الميثادون في تقليل أعراض الانسحاب التي تواجه المدمنين عن الهروين، كما يوصف من قِبَل الأطباء لعلاج بعض الأمراض العصبية. وكسائر الأدوية من هذه الفئة، يستعمل الميثادون كذلك من قبل المدمنين كنوع من المخدرات، فكل شيء إن أخد أزيد عن حده ينقلب ليصبح إدمانًا، ففي سنة 2015 كان الميثادون المسؤول الرئيسي عن 3300 وفاة في أمريكا وحدها.
وفي الطب، كان العلماء الألمان النازيون أول من حذّر من أخطار الأسمدة الكلورية على الصحة، وأول من ربط بين الأسبست وسرطان الرئة.
الأسبست أو الحرير الصخري (Asbestos)، نوع من أنواع المعادن التي تستخرج من مناجم خاصة تنتمي لزمرة التريموليت، وتختلف تركيبة الأسبست حسب كمية الماغنسيوم، الحديد، الصوديوم، الأكسجين، والهيدروجين بها.
ويستعمل الحرير الصخري في البناء، وصناعة المنتجات المقاومة والواقية من الحرائق. كما يستعمل في صناعة كوابح السيارات وعزل الكابلات والأسلاك والألواح الكهربائية.
وتكمن خطورة الأسبست في التعرض لغبار أليافه، خصوصًا في أماكن العمل، حيت صنف من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان كمادة مسرطنة. إذ إن تراكم ألياف الحرير الصخري في الرئة يؤدي إلى الإصابة بالسرطان أو داء الأسبست.
وفي تقرير آخر للوكالة الأمريكية لحماية البيئة، وجدت أن استهلاك مياه الشرب التي تحتوي على الأسبست يؤدي إلى الإصابة ببعض أنواع سرطان الجهاز الهضمي. إلا أن صحة الدليل في هذا التقرير ليس قاطعًا، ولم تصنف منظمة الصحة العالمية المياه التي تحتوي مادة الأسبست بصفة متوسطة ضمن ما يشكل خطرًا على صحة الإنسان.
أول حاسوب قابل للبرمجة
بين أول حاسوب في التاريخ، الذي اخترعه شارل باباج (Charles Babbage) في ثلاثينيات القرن 19، وآخر إصدار من الماك بوك بكل ما يُختزل فيه من تكنولوجيا، نجد سلسلة حواسيب الزي (The Z-series Computers).
حواسيب (زي-1)، و(زي-2)، و(زي-3)، و(زي-4)، هي حواسيب ميكانيكية حرة البرمجة، وضع تصاميمها كونارد زوس (Konrad Zuse) بين 1935 و1936، وبناها بين 1936 و1938 في غرفة معيشة والديه. يزن حاسوب (زي-1) ما يقارب 1000 كيلوجرام، ويتكون من أزيد 20 ألف قطعة متحركة، كما أنه يحتوي على كل مكونات الحاسوب المعاصر من ذاكرة ووحدة تحكم ومعالجات. كما تتم برمجته وإدخال المعطيات في ذاكرته أو تحميلها عن طريق شريط خاص.
وقد يتساءل المرء كيف لحاسوب بهذا الحجم أن يخرج من غرفة معيشة والدي زوس نحو مختبر ما أو قاعدة عسكرية نازية ما.
للأسف، حاسوب (زي-1) لم يرَ النور قط، حيت دُمِّر في غارة للحلفاء على برلين في ديسمبر 1943 مع مخططات التصميم الخاصة به.
ولم يكن حظ (زي-2) أحسن من حظ (زي-1)، فرغم التطور الذي رآه (زي-2) بإدخال دارات التتابع الكهربائية عليه فقد تعرض للتدمير كذلك خلال الحرب. والأمر سيان مع (زي-3) الذي لم يتم تقبله من قبل القادة النازيين كونه «غير ذي نفع للحرب»، وتعرض للتدمير كذلك في ديسمبر 1943 خلال غارة للحلفاء.
لكن كان لنسخة (زي-4) قليل من الحظ، إذ تمكن مخترعها من نقلها من برلين نحو قرية في الألب تسمى هينتريستاين (Hinterstein)، في فبراير/ شباط سنة 1945. لتكون في سنة 1950 أول حاسوب الكتروني تجاري.
وفي سنة 1989، تمكن كونارد زوس من إعادة بناء الحاسوب الأصلي (زي-1)، بعد أربعين سنة من اختراعه بغرض الحفاظ على جزء من تاريخ البشرية.
الميكروسكوب الإلكتروني
على عكس المجاهر الضوئية التي ما إن تتجاوز قدرة تكبيرها 2000 مرة حتى تصبح الصورة المنتجة غير واضحة أو ضبابية، فإن المجاهر الإلكترونية تقوم باستعمال حزمة من الإلكترونات التي تتميز بقصر طولها الموجي بدلًا من شعاع الضوء المرئي الذي تستعمله المجاهر التقليدية. وأتى اختراع المجهر الإلكتروني بكثير من النفع للبشرية، إذ مكن من جعل الفيروسات مرئية من قبيل شلل الأطفال، وبالتالي دراستها وعلاجها. ورغم كون مجاهر اليوم الإلكترونية في غاية التعقيد، فإنها مبنية على نموذج عالم فيزياء ومهندس كهرباء من ألمانيا النازية.
اخترع أول نموذج للمجهر الإلكتروني سنة 1931 من قبل عالم الفيزياء أرنست روسكا (Ernst Ruska) والمهندس الكهربائي ماكس كنول (Max Knoll)، اللذين عملا معًا في جامعة برلين. كان هذا الجهاز قادرًا على التكبير 400 ضعفٍ، ومكّن من بيان الإمكانية الحقيقة للميكروسكوبات الإلكترونية. وفي 1933 تكمن روسكا من تطوير مجهر قادر على الإتيان بصورة عالية الدقة مما كان ممكنًا بالمجهر الضوئي. في 1937 انضم بودو فون بوريس (Bodo von Borries) وهليموت روسكا (Helmut Ruska) للفريق، وذلك من أجل الإتيان بطرق عملية لاستعمال هذا الاختراع من قبيل معاينة العينات البيولوجية وغيرها.
مكنت أعمال روسكا في السنوات اللاحقة من تطوير كل من المجهر الإلكتروني الماسح من قبل مانفرد فون أردين (Manfred von Ardenne)، وإنتاج وتسويق المجهر الإلكتروني سنة 1938 من طرف شركة سيمينز شوكرتويرك (Siemens-Schuckertwerke).
مشروب حلال، وآخر حرام
“مصنوع من بقايا بقايا الطعام»، هكذا وصف ماكس كيث (Max Keith) مشروب فانتا المرطب الذي طور خلال فترة الحرب العالمية الثانية في ألمانيا النازية. فبسبب الحظر التجاري الذي فرضته أمريكا على ألمانيا، أتى معه نقص مهول في بعض الأغذية والمكونات التي كان من بينها مكونات صنع مشروب كوكا كولا.
لكن رئيس شركة كوكا كولا في ألمانيا لم يستسلم للوضع، وأراد أن ينتج منتجًا بديلًا يُسوق محليًا. وهو ما أتى على شكل مشروب مصنوع من بقايا التفاح المتبقية من صنع عصير التفاح والمتبقية من مصل اللبن.
أما الاسم فهو مشتق من كلمة (Fantasie) الألمانية التي تعني الخيال، وأتى الاسم بعد أن أمر كيث بائعًا يدعى جو نيب (Joe Knipp) بأن «يستعمل خياله» ليأتي باسم للمنتج.
أما اليوم فإن فانتا تعتبر علامة تجارية تابعة لكوكا كولا مصنفة في المرتبة التاسعة ضمن قائمة أكتر المنتوجات بيعًا في الولايات المتحدة الأمريكية التابعة لكوكا كولا.
أما المشروب الآخر، فهو كحول ييغرميستر (Jägermeister) الذي اخترع من طرف كورت وويليام ماست (Curt and William Mast) سنة 1934، وقدم للسوق الألمانية في صفة مشروب لهضم الطعام سنة 1935. ويتكون هذا الأخير من 56 نوعًا من الأعشاب، والفواكه، والجذور، والتوابل.
كورت الذي كان منذ صباه ناشطًا في السياسة، قام بالانضمام للحزب النازي سنة 1933، ورغم إنكاره أي انتماء له بعد الحرب، فإن تسمية نفسه «رفيق الحزب» وشراءه أراضي المضطهدين من اليهود خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي تشير لولائه ولربما حتى عشق للنازية.
وأخيرًا، رغم المجازر التي تسبب فيها النازيون بصفة عامة وهتلر كقائد وقدوة لهم بصفة خاصة، فإن الآلات التي اخترعوها لا تستطيع التفريق بين الخير والشر، لكن الإنسان المُسَيّرَ لها يستطيع. فالصواريخ في يد النازيين قتلت الأبرياء، لكنها وبسبب رؤية الرئيس الأمريكي كينيدي (john f kennedy) أخذت بالإنسان نحو القمر. والطائرات النفاثة تستطيع أن تقتل كذلك أو أن تأخذك من بلدك نحو البلد الذي تود قضاء إجازتك به، لتشرب صودا فانتا ولربما تقود سيارة فولكسفاكن بيتل (Volkswagen Beetle)، فهي أيضًا من صنع ألمانيا النازية. وقد تتساءل عما حل بالنازية بعد أن انهارت وخسرت الحرب؟ ستجد إجابتك في ماذا حدث للنازيين بعد سقوط النازية؟