على نفس الكوكب: 10 أحداث لم تسمع عنها في 2016!
كان العام مليئًا بالصخب، نعم، لكن ثمة ركام تحت هذه النار، نحاول التعرض له في هذا التقرير الموجز، المتضمن لأحداث سياسية لم تأخذ حقها في نشرات الأخبار، ولم يحالفها الحظ الكثير على منصات التحليل.
1. الرئيس الكولومبي يتسلم جائزة نوبل للسلام
تسلم خوان مانويل سانتوس، رئيس كولومبيا، السبت 10 ديسمبر/كانون الأول، جائزة نوبل للسلام؛ تقديرًا لمجهوداته في التوصل لاتفاق سلام مع القوات المسلحة الثورية (F..A.R.C) بعد حربٍ دامت لـ 52 عامًا، خلّفت وراءها ما يقارب ربع مليون قتيل.
وكان لاختياره من بين 376 مرشحًا للجائزة وقع المفاجأة، بعدما رفض الكولومبيون في استفتاء شعبي اتفاق السلام الذي أعده مع المتمردين، وكان الاتفاق يقضي بتحول الجماعة المسلحة إلى حزب سياسي بعد تسليم السلاح تحت إشراف الأمم المتحدة، لكنه أصر على إدخاله حيز التنفيذ متحججًا بأن الرفض الشعبي جاء بفارق ضئيل «بلغت نسبته 50.23%»!.
2. الرئيس الفلبيني يتعهد بالكف عن السباب
الرئيس الفلبيني، في مؤتمر صحفي، الخميس 27 أكتوبر/تشرين الأول 2016
وكان رودريجو دوتيرتي قد أقسم بالكف عن السباب، الذي طال شخصيات دولية أمثال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وبابا الفاتيكان فراشيسكو، و قال إنه إثناء عودته من اليابان على متن طائرته، سمع صوتًا أدرك أنه صوت الإله يأمره بتهذيب أفعاله.
وذكر دوتيرتي أن القسم أمام الرب كالقسم أمام الشعب، وعندما قوبلت هذه الكلمات بالتصفيق من قبل المواطنين قال: «لا تصفقوا كثيرًا، ربما أخرج عن الطريق»!.
3. اتفاق نووي بين اليابان والهند يثير التساؤلات
وقّع شينزو آبي رئيس وزراء اليابان في نوفمبر/تشرين الثاني اتفاقًا مع نظيره الهندي، ناريندرا مودي، يقضي بالشراكة بين البلدين في المجال النووي. الاتفاق الذي لاقى معارضةً واسعة داخلية وخارجية، فاليابان هي البلد الوحيد التي تعرضت لخطر القنبلة والنووية، والهند معلومٌ أنها تعمل على تطوير السلاح النووي، كذلك هي غير موقعة على اتفاقية حظر الانتشار النووي. ويأتي الاتفاق في إطار رغبة اليابان الدفع بقدراتها العسكرية للأمام، في ظل التراجع الأمريكي عن دوره بحمايتها في مواجهة الأخطار الإقليمية.
اقرأ أيضًا:اليابان تذخّر أسلحتها استعدادًا للعهد الترامبي
ويأتي الاتفاق تعزيزًا لتعاون البلدين في السنوات الأخيرة، حيث وقعا في ديسمبر/كانون الأول 2015 اتفاقات بشأن نقل التكنولوجيا والتجهيزات في مجال الدفاع وتبادل المعلومات العسكرية. ويأتي هذا التقارب وسط مخاوف بشأن تعاظم دور الصين في المنطقة.
4. راما ياد: مسلمة أفريقية تترشح لرئاسة فرنسا
راما ياد أو رحمة الله ياد، مسلمة الديانة، أفريقية الأصل، نشأت لعائلة سنغالية، منحدرة من قبيلة مسلمة، هاجر والداها إلى فرنسا عام 1987، لتتم تعليمها الجامعي وقبل الجامعي في باريس.
تزوجت اليهودي جوزيف زيميت، عام 2005، وكان حينها مناضلاً في الحزب الاشتراكي. بدأت راما مسيرتها المهنية مديرة في مجلس الشيوخ الفرنسي عام 2002، وعُينت في لجنة الشؤون الاجتماعية مكلفة بملف التشغيل والتكوين المهني والخارج، تقلدت لاحقًا مناصب عدة؛ منها سفيرة فرنسا في منظمة اليونيسكو من 22 ديسمبر/كانون الأول 2010 إلى 30 يونيو/حزيران 2011.
كانت واحدة من الداعمين لترشح نيكولا ساركوزي في 2007، واختيرت بعدها «عام 2009» وزيرةً في حكومته، للشئون الخارجية وحقوق الإنسان. دب الخلاف بينهما وتركت المنصب.
أعلنت راما «21 أبريل/نيسان 2016» عن رغبتها في الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017 باسم الحركة السياسية «فرنسا الجريئة» التي تقول إنها لا يمينية ولا يسارية. وأعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 عن ترشحها لانتخابات 2017 لتكون بذلك أول مرشحة من أصول أفريقية لهذا المنصب في فرنسا، وباشرت الاستعداد لهذا التحدي بحملة اختارت لها نفس عنوان الحركة «فرنسا الجريئة».
5. البديل من أجل ألمانيا ينجح في دخول برلمان برلين للمرة الأولى
في سبتمبر/أيلول الماضي، نجح حزب «البديل من أجل ألمانيا» في الدخول للبرلمان المحلي للعاصمة الألمانية برلين لأول مرة بعد حصوله على نسبة 14.2%، ويأتي هذا الإنجاز في ظل تنامي اليمين الشعبوي عالميًا.
ويأتي هذا الاستحقاق كذلك تتويجًا لمسيرة الحزب هذا العام في اقتحام برلمانيات الولايات المحلية عن طريق صناديق الانتخاب، ففي مارس/آذار تقدم الحزب في ثلاث ولايات «راينلاند بفالز، وسكسونيا الأنهالت، وبادن فورتمبرغ»، ونجح للمرة الأولى في دخول برلماناتها المحلية، كما احتل المرتبة الثانية بانتخابات البرلمان المحلي لولاية ميكلينبورغ شرقي البلاد، في سبتمبر/أيلول، بحصوله على 21.8% من أصوات الناخبين متقدمًا على الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل (19%).
اقرأ أيضًا:الانتخابات الألمانية: يوم أسود للمستشارة ميركل
6. روسيا تضع صواريخها على جزيرتي إيتوروب وكوناشير
تقع جزر الكوريل في منطقة زلزالية بركانية نشيطة، تمتد بين جزيرة هوكايدو اليابانية شمالاً وبين شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، وهي خمسون جزيرة، يبلغ طولها نحو 1300 كيلومتر، وتصل مساحتها مجتمعة إلى نحو 15 ألفًا وستمائة كيلومتر مربع، وتقع تحت حكم روسيا في مقاطعة سخالين، وتنازع اليابان في الجزر الأربع الواقعة في أقصى الجنوب، وتعتبرها جزءًا من أراضيها بموجب «معاهدة شيمودا» التي وقعتها مع روسيا القيصرية 1855.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد نشرت في جزيرتي إيتوروب وكوناشير المتنازع عليهما منظومة صواريخ «بال» و«باستيون» المضادة للسفن، وهو الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الياباني للأسف، معتبرًا التحركات الروسية خرقًا للمفاوضات الجارية بين البلدين بشأن معاهدة السلام التي لم تُوقع منذ الحرب العالمية الثانية، و تجعل روسيا استعادة الجزر الأربعة شرطًا لتوقيع المعاهدة.
7. الحشد الشعبي من الميليشيوية إلى التقنين
البرلمان العراقي أقر بالأغلبية في الـ26 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قانون هيئة الحشد الشعبي، وسط مقاطعة نواب تحالف القوى العراقية السنية، التي عدّت القانون خرقًا للوحدة الوطنية، القائمة على أساس الانتماء للعراق.ونص القانون على أن قوات الحشد ستكون قوة رديفة إلى جانب القوات المسلحة العراقية، وترتبط بالقائد العام للقوات المسلحة.
جدير بالذكر هنا، الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الحشد الشعبي بحق المدنيين السنّة في عملية تحرير الفلوجة، وهو ما أثبتته مذكرة حكومية أعدتها لجنة حكومية شُكلت في 9 يونيو/حزيران الماضي، حيث قتل الحشد الشعبي 49 مواطنًا أثناء تسليم أنفسهم، وبلغ عدد المفقودين من النازحين الذين سلموا أنفسهم للحشد الشعبى 643 رجلًا، بالإضافة إلى عمليات هدم وتفخيخ للمنازل ومساجد السنة وتهجيرهم.
ونظرًا لانتهاكات الحشد الشعبي رفضت العديد من القوى الإقليمية والدولية مشاركتها في عملية الموصل، وأكد العبادي أنها لن تشارك، لكنها أعلنت بالفعل مشاركتها رغم كل هذه الاعتراضات. و جاء القانون تكريمًا لمجهوداتها في حماية التراب العراقي في وجه الدواعش على حد وصف المشرع العراقي.
اقرأ أيضًا:معركة الموصل: القوى العالمية تتصارع هنا
8. الرئيس الطاجيكي يدعو لاستفتاء على بقائه في السلطة مدى الحياة!
طرحت السلطات الطاجيكية في الـثاني والعشرين من مايو/آيار استفتاءً شعبيًا لتعديل 41 مادة من مواد الدستور. بموجب هذه التعديلات التي وافق عليها الشعب، أصبح بإمكان إمام علي رحمانوف أن يبقى في منصبه كرئيس للجمهورية إلى ما شاء الله له أن يبقى، دون التزام بعدد محدد من الفترات الرئاسية، وهو القابع في سدة الحكم من نوفمبر/تشرين الثاني 1994م.
خفْض الحد الأدنى لسن الترشح على ذات المنصب أحد أبرز الأطروحات المتضمَّنة في التعديلات، ليصبح 30 عامًا بدلًا من 35، إذ يُتم الابن الأكبر لرحمانوف عامه الثالث والثلاثين نهاية الفترة الرئاسية الحالية لوالده، والتي مُدتها سبع سنوات، كانت قد بدأت في 2013م لتنتهي في 2020م. بتمرير المادتين جملةً واحدة يحق لرحمانوف طرح نفسه للترشح مرات عديدة وإذا ما مرض أو قرر الاعتزال دفع بولده الأكبر لخلافته على كرسي الحكم.
الأطروحة الثالثة والأهم في التعديلات أوصت بحظر الأحزاب القائمة على أسس دينية، ليُقطع بذلك دابر قوى المعارضة الرئيسية في البلاد والمتمثلة في حزب النهضة الإسلامي. وبذلك تنتهي حقبة تاريخية من النزاع السلطوي والأيديولوجي من عُمر طاجيكستان، كانت قد بدأت مع إعلان الجمهورية الطاجيكية استقلالها بعد تفكك الاتحاد السوفييتي ديسمبر/كانون الأول 1991م.
اقرأ أيضًا:طاجيكستان نحو الاستبداد باستفتاء شعبي
9. جيبوتي للإيجار
كانت البلاد تشهد صراعًا انتخابيًا في أبريل/نيسان الماضي، وكان لافتًا توافق المرشحين الـستة على ضرورة دعم بقاء القواعد الأجنبية، والعمل على جذب مزيد من الدول لبناء قواعدها على الأراضي الوطنية؛ لاعتبارها واحدة من أهم مصادر الدخل القومي.
وتداولت وكالات الأنباء تصريحًا عن المتحدث باسم وزارة الدفاع اليابانية، ينبئ فيه عن نية بلاده استئجار المزيد من الأراضي في جيبوتي؛ لتوسيع القاعدة العسكرية اليابانية المستأجرة في وقت سابق «عام 2011». ويأتي التوجه الياباني مدفوعًا بالرغبة في معادلة المد الصيني في أفريقيا، إذ تستثمر الأخيرة مليارات الدولارات في مشاريع تنموية لدعم البُنى التحتية لبلدان القارة السمراء. حتى أنه في فبراير/شباط شرعت الصين في إنشاء أول قاعدة عسكرية لها خارج الحدود في جيبوتي، وهي قاعدة ساحلية لوجيستية، ومقررًا الانتهاء منها العام القادم.
أوائل ديسمبر/كانون الأول الحالي،أكّد وزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف، موافقة بلاده المبدئية على طلب تقدمت به المملكة العربية السعودية لإنشاء قاعدتها العسكرية في جيبوتي، مؤكدًا أن قيادات عسكرية سعودية أجرت زيارات استكشافية إلى بعض المناطق الجيبوتية التي ستستضيف الوجود العسكري السعودي قريبًا. وتجدر الإشارة إلى أن أهم القواعد العسكرية في جيبوتي القاعدة الفرنسية والأمريكية.
10. لم يعرب أحدٌ عن قلقه إزاء رحيل «بان كي مون»!
كان العام 2016 الأخير لـ «بان كي مون» أمينًا عامًا للأمم المتحدة، الرجل الذي قضى في المنصب 10 سنوات كاملة، منذ يناير/كانون الثاني 2007. ورغم أنه شغل المنصب السياسي الأرفع طيلة هذه الفترة، إلا أن رحيله لم يلق اهتمامًا دوليًا أو شعبيًا، فالرجل لم يكف يُعرب عن قلقه إزاء النوازل التي حلّت ببني البشر دون أن يقدم لها حلولاً!.
ولعل ذلك جلب عليه وعلى هيئة الأمم المتحدة الكثير من اللوم، فهذه منظمة هيومان رايتس ووتش انتقدت كي مون بشدة، في تقريرها السنوي لعام 2010، متهمةً إياه بالفشل في الدفاع عن حقوق الإنسان في الدول ذات «الأنظمة القمعية»؛ ما دفع مكتب الأمين العام للأمم المتحدة للدفاع عنه موضحًا أن بان كي مون استخدم الدبلوماسية الهادئة كما أنه مارس ضغوطًا من أجل وقف هذه الانتهاكات.
فاز بترشيح الجمعية العمومية للأمم المتحدة البرتغالي، أنطونيو غوتيريش، الرجل الذي أنهى مهمته كمفوض أعلى للاجئين في 2015م بعد عمله في وكالة اللجوء الدولية لعِقد من الزمن تقريبًا، غير توليه لرئاسة الوزراء في بلاده قبل ذلك في الفترة من 1996م وحتى 2002م.