ليست كلينتون: لماذا كان بيرني ساندرز قادرًا على هزيمة ترامب
في ذروة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والإعلان عن فوز دونالد ترامب بمنصب الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة، نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تقريرًا، تتحدث فيه – وكأنها تشير بأذرع الاتهام إلى جمهور الناخبين للحزب الديموقراطي الأمريكي – بأن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت «بيرني ساندرز» كان المنافس الأجدر بالحصول على بطاقة ترشح الحزب؛ لأنه كان قادرًا بحق على هزيمة ترامب.
يُفتتح التقرير بواحدة من تصريحات ساندرز، منافس هيلاري كلينتون الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية، عندما ظهر في 29 مايو/أيار 2016 على شاشة محطة NBC، حيث قال: «في الوقت الراهن، في كل استطلاع رأي رئيسي، أو على المستوى الوطني، أو على مستوى الولايات، تم خلال الشهور أو الأسابيع الست الأخيرة، يتضح أننا كنا قادرين على هزيمة ترامب بهامش كبير من الأصوات مقارنة بوزيرة الخارجية كلينتون».
ويُظهر التقرير أن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الاشتراكي وعمدة «برلنغتون» السابق عن هذه الافتراضات، التي يبدو أن أنصاره كانوا يؤمنون بها تمامًا.
ويعتقد أنصار ساندرز والاشتراكية الديموقراطية أن وسائل الإعلام قد ساعدت كلينتون كثيرًا، وبطرق غير نزيهة أو ديموقراطية، على الفوز ببطاقة ترشح الحزب الديموقراطي على حساب مرشحهم.
يقول التقرير إن مسيرات وتجمعات أنصار ساندرز في كافة أنحاء البلاد كان يملأها الحماس والإثارة، الأمر الذي افتقده أنصار كلينتون، والذين انتخبوها بناءً على حساباتهم بأنها المرشح الأفضل، ولكنهم افتقدوا شعور العاطفة نحوها، والتي كان يكنها أنصار ساندرز له، ومن قبله أنصار أوباما.
وهناك سلسلة من استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن ساندرز بما كان لديه من برنامج قوي، كان يمتلك فرصة أفضل للتغلب على ترامب، فهو من دعا إلى مجانية التعليم الجامعي، ورفع كافة الديون عن الطلاب، وتوفير خدمات صحية وطنية مجانية، وتوفير الأموال الطائلة التي يتم إنفاقها على توجهات سياسية غير مُبررة، إلى جانب معالجة معضلات عدم المساواة العرقية التي يعاني منها المجتمع الأمريكي؛ وبذلك يكون برنامج ساندرز مناقضًا تمامًا لما ينوي ترامب تنفيذه خلال فترة رئاسته.
في 15 مايو/أيار 2016، أجرت كل من وكالة NBC وصحيفة وول ستريت، استطلاع رأي أشار إلى أن كلينتون تتفوق على ترامب بفارق ثلاث نقاط، لكن ساندرز كان يتفوق بفارق 15 نقطة.
أمّا استطلاع CBS الإخبارية وصحيفة نيويورك تايمز، الذي تم إجراؤه في 3 مايو/أيار 2016، أشار إلى تفوق كلينتون بفارق ست نقاط عن ترامب، لكنه أشار إلى تفوق ساندرز عن ترامب بفارق 13 نقطة.
أمّا فوكس نيوز فأشارت إلى أن كلينتون متراجعة أمام ترامب بفارق ثلاث نقاط، لكن ساندرز متفوق على ترامب بفارق أربع نقاط.
وعقب الإعلان عن فوز ترامب، ازداد حديث الرأي العام، في الأوساط المؤيدة لساندرز، عن رغبتهم في ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2020، وهو الأمر الذي ربما يكون صعبًا نسبيًا؛ لأن ساندرز حينها سيكون عمره 78 عامًا.