الأسير نمرود ألوني: جنرال كانت مهمته القضاء على غزة
ضمن عملية طوفان الأقصى خرجت صورة لرجل أبيض الشعر، يرتدي “فانلة سوداء” ونظارة سوداء كذلك، لكنه لا يرتدي بنطالًا. الرجل كان بين جنديّين من المقاومة الفلسطينية، ويبدو أن عملية أسره كانت مفاجِئة له فلم يستطع الاستعداد لها، سواء بسلاحه ليقاوم، أو بملابسه ليخرج بمنظر يليق بمكانته العسكرية.
فالرجل هو نمرود ألوني، ضابط في جيش الدفاع الإسرائيلي برتبة جنرال. والمُكلف بالتحقيق في عملية الجندي المصري محمد صلاح، الذي عبر الحدود وأردى عدداً من الجنود الإسرائيليين. كما أن ألوني له صوت نافذ في ما يتعلق بأي هجوم على قطاع غزة في السنوات الأخيرة.
حصل الجنرال على بكالوريوس القانون من مركز هرتسيليا، ثم على الماجستير في الدراسات العسكرية والأمن القومي من الجامعة العبرية في القدس. ثم حصل على درجة ماجستير أخرى في إدارة الموارد الوطنية من جامعة الأمن القومي بالولايات المتحدة الأمريكية. كما أنه من خريجي برنامج القيادة العليا بجامعة ويكسنر المرموقة.
وُلد ألوني في عام حرب 12 يوليو/ تموز عام 1973، أي قبل حرب أكتوبر/ تشرين الأول بشهور بسيطة. وعندما أتم 19 عامًا التحق بجيش الدفاع. ظل طوال سنواته الأولى في سلاح المظليين. ثم صار قائداً للكتيبة 35 في نفس السلاح. تلك الكتيبة شاركت في أحداث لبنان التي جرت ما بين عامي 1998 و1999.
أداؤه العسكري أهله لمزيد من الترقي داخل الجيش الإسرائيلي حتى صار قائداً لوحدة النخبة داخل سلاح المظلات بين عامي 2001 و2002. كان اسم نمرود ألوني من الأسماء التي تبرز دائماً عند حدوث أي انتهاك أو جولة حربية إسرائيلية على قطاع غزة أو فلسطين عموماً في تلك السنوات.
عام 2005 تمت ترقيته لرتبة مقدم، ثم قائداً لكتيبة الجوالة في سلاح المظليين. وشارك في حرب لبنان عام 2005 بصفته قائداً للكتيبة. بعد حرب لبنان تم تعيينه كقائد فريق في كلية القيادة التكتيكية. وبعدها عاد للحياة العملياتية فأصبح قائد وحدة مجلان لمدة عامين. الوحدة معروفة بمسؤوليتها عن تشغيل الآليات والمنظومات الدفاعية والهجومية، لكن المهم أن يكون ذلك خلف خطوط العدو. كان قائداً للوحدة من 2008 حتى 2010.
في عام 2010 ترقى لرتبة عقيد، فصار قائداً للواء السامرة، وظل في منصبه عامين. كان من الممكن أن يستمر أكثر في هذا المنصب لولا عملية من جنود المقاومة أدت لمقتل 5 مستوطنين قرب نابلس. فاستقال ألوني بزعم التقاعد والتوجه للتدريس. لكنه لم يحتمل الحياة المدنية أكثر من عام، فعاد للجيش قائداً لفرقة النار.
في العام التالي، 2014، عُين قائداً لقاعدة التدريبات العسكرية الإسرائيلية بالجنوب. ثم ترك المنصب بعد عام ليشغل منصب قائد لواء المظليين. عام 2017 جرت ترقيته لرتبة عميد، وتم تعيينه قائداً لقسم التدريب في القوات البرية. استمر في المنصب لمدة عام، ليُكافَأ في نهايته بتعيينه بمنصب الضابط الرئيسي لقوات المشاة في سلاح المظليين.
طوال تلك السنوات كان بعيداً نوعاً ما عن قيادة العمليات المتعلقة بغزة، لكن في عام 2020 عين قائداً لفرقة عسكرية إقليمية تتولى مهمة التصدي والهجوم على غزة، لهذا سُميت فرقة غزة، بالمنطقة الجنوبية. منذ لحظة توليه لمسؤولية قطاع غزة والانتهاكات الإسرائيلية تتصاعد، فقد حمل على عاتقه مسؤولية تأمين المستوطنين اليهود الذين يوجدون في القطاع لأي سبب، أو في محيطه.
وعزّز ألوني فرقة غزة بقوات إضافية من المدفعية والهندسة والمشاة والمدرعات والقوات الخاصة، كل ذلك كي يتمكن من مواجهة المقاومة في قطاع غزة. لكن يبدو أن كل تلك التعزيزات فشلت، ليس فقط في القضاء على المقاومة أو تحجيمها، بل في حمايته شخصياً أثناء وجوده في منزله من أيادي المقاومة الفلسطينية، فقد أصبح أسيرها ضمن عملية طوفان الأقصى. وسيصبح ألوني بذلك عبئاً على جيشه، لأنه سيكون ورقة ضغط كبيرة لصالح المقاومة في أية صفقة لتبادل الأسرى لاحقاً.