دليلك لاستكشاف سماء ليل الوطن العربي – سبتمبر/أيلول 2017
أهلا بكم في فصل الخريف، سبتمبر هو شهر الطقس المعتدل، المدارس، ومربع الفرس الأعظم، يحين الاعتدال الربيعي في الثلث الأخير منه وتعطينا السماء نظرة إلى جانب من المجرة مشحون بالنجوم القريبة والجديدة، العقرب ملك الصيف يتجهز للرحيل، إيذانًا باقتراب أيام الجبّار، لكن الفرس الأعظم هو ملك هذه المرحلة، لكن سبتمبر 2017 هو شهر روعة ما بعد الفجر، دعنا نرى.
أهم الأحداث
4 سبتمبر
القمر في العقدة النازلة، لا يدور القمر في المستوى نفسه الذي يضم الأرض والشمس معًا، بل ينفصل بـ5 درجات تقريبًا للأعلى أو للأسفل. حيث في أثناء دوران القمر يتقاطع مرتين مع مستوى الأرض، مرة في أثناء صعوده، لذلك تسمى عقدة صاعدة Ascending Node، ليبلغ أقصى ارتفاع عنه، وسوف يكون ذلك في يوم 17 سبتمبر المقبل في الساعة 08:28، ثم يعود ليتقاطع مرة أخرى مع المستوى في أثناء نزوله حتى يصل إلى أقل انخفاض عن المستوى، وتسمّى عقدة نازلة Descending Node، وسوف تحدث ليلة الرابع من أغسطس في الساعة 08:41
11 سبتمبر
في تمام الساعة 07:30 صباحًا، عطارد في الاستطالة الغربية Greatest western elongation، ويعني ذلك أنها أفضل فرصة لرصده، قبل شروق الشمس بدقائق قليلة، حيث يوجد عطارد على مسافة 25 درجة تقريبا من الشمس،
11 سبتمبر أيضا
بوجود عطارد Mercury في الاستطالة الغربية الكبرى يمكن لك كذلك رصد مشهد غاية في الروعة قبل شروق شمس الحادي عشر من سبتمبر، اصطفاف كل من الزهرة Venus بالأعلى، ثم نجم قلب الأسد Regulus من كوكبة الأسد والذي خرج لتوه من منطقة الشمس، ثم عطارد المائل للصفرة ثم بالأسفل عند الأفق سيقف المريخ Mars خافتًا ينتظر من يرصده، سوف يكون من السهل التقاط الثلاثة الأولى لكن المريخ سوف يحتاج لبعض الجهد، وربما نظارة معظمة، لا تفوت ذلك المشهد، ويمكن لك رصده بدايًة من يوم 4 سبتمبر لكن بصعوبة وبترتيب مختلف للأجرام.
12 سبتمبر
بعد منتصف الليل، يمكن لك رصد هذا الاقتران البديع بين كل من القمر ونجم الدبران Aldebaran من كوكبة الثور، الدبران هو عملاق أحمر في نهاية عمره، ورغم إضاءة القمر إلا أنه بإمكانك استخدام وجوده لتمييز مجموعة مهمة من ألمع نجوم السماء، بجانب القمر يمكنك رصد القلائص Hyades وهو تجمع نجمي مفتوح يمكن رصده بالعين المجردة، يتكون من حوالي 350 نجما ويبتعد عنا 130 سنة ضوئية تقريبًا، كذلك يمكنك رصد تجمع مفتوح آخر على مقربة من المشهد، إنها الثريا Pleiades
16 سبتمبر
قبل الفجر، نعود من جديد للاصطفاف، حيث سوف يمتد الاصطفاف بحلول منتصف سبتمبر ليصبح شبه متجانس وتتخذ الكواكب الثلاثة أماكن مختلفة، لكن هذه المرة يمكن لك تمييز اقتران المريخ وعطارد، حيث سوف يكونان على مسافة 0.1 درجة فقط من بعضهما البعض.
18 سبتمبر
يبدو أن سبتمبر فعلًا هو شهر روائع ما بعد الفجر، يمكن لك الآن رصد الهلال اللامع مقتربًا للغاية من نجم قلب الأسد Regulus من كوكبة الأسد، ثم بالأعلى على مسافة تقترب من الدرجتين يمكن لك تحديد كوكب الزهرة اللامع، هو ألمع أجرام سماء الليل بعد الشمس والقمر، قلب الأسد هو ألمع نجوم الكوكبة الأسد، وهو ليس نجمًا واحدًا، مع تيليسكوب صغير يمكنك أن تلاحظ توأمه الذهبي الصغير، التوأم في حد ذاته نجمان.
19 سبتمبر
فجرًا، ما زال الاصطفاف الرائع قائمًا، لكن الكواكب تلعب معنا لعبة تبديل الأماكن، يمكن لك هذه المرة رؤية الزهرة يقف على مسافة قصيرة للغاية – نصف درجة – من قلب الأسد، لاحظ كذلك تغير وضع عطارد بالنسبة للمريخ.
21 سبتمبر
بعد الغروب مباشرة، يمكن لك اصطياد مشهد بديع يقف فيه هلال الشهر الهجري الجديد على مسافة أربع درجات فقط من كوكب المشتري، إلى الأسفل من المشهد يمكن مع بعض الجهد، وربما بنظارة معظمة، أن تلتقط نجم السماك الأعزل Spica من كوكبة العذراء Virgo، إنها آخر مرة سوف نرى فيها المشترى بعد الغروب في 2017
22 سبتمبر
الاعتدال الخريفي Autumnal equinox، بالضبط في الساعة 10:02 بتوقيت مصر تكون الشمس متعامدة تمامًا على خط الاستواء، في تلك اللحظة يتساوى الليل مع النهار في الطول، أهلا بكم في فصل الخريف.
23 سبتمبر
25-27 سبتمبر
القمر يتراقص بين رفيقيه لكل شهر هذه الأيام، إنهما قلب العقرب من كوكبة العقرب وكوكب زحل، يمكن لك كذلك تتبع كل من كوكبة القوس Sagittarius وكوكبة العقرب Scorpius بسهولة
ألمع نجوم الشهر
اسم النجم | الكوكبة | القدر الظاهري | البُعد عن الأرض بالسنة الضوئية | الكتلة المكافئة للشمس | القطر المكافئ للشمس |
Arcturus | العواء | -0.05v | 36.7 | 1.1 | 26 |
Vega | القيثارة | 0.03v | 25.3 | 2.1 | 2.3 |
Altair | العقاب | 0.76v | 16.8 | 1.8 | 1.8 |
Spica | العذراء | 0.98v | 260 | 11 | 7.8 |
Antares | العقرب | 1.06v | 605 | 15.5 | 800 |
Deneb | الدجاجة | 1.25v | 3200 | 20 | 110 |
Regulus | الأسد | 1.36 | 77.5 | 3.5 | 3.2 |
Shaula | العقرب | 1.62v | 700 | 10.4 | 6.2 |
علامات رصدية
تحدثنا كثيرًا عن المثلث الصيفي ونجومه الثلاثة والكوكبات الخاصة بهم، لكن ما زالت هناك فرصة بداخل المثلث الصيفي لتعلم بعض الأشياء المهمة عن ثلاثة كوكبات خافتة بداخل المثلث الصيفي يمكن لك رصدها جميعًا في ليلة حالكة بعينيك، رغم ذلك سوف يكون من الممتع رصدها بنظارة معظمة، ولنبدأ رحلتنا هذه المرة مع كوكبة الدلفين Delphinus، واحدة من أصغر الكوكبات حتّى أنها تأخذ الترتيب 69 من 88 كوكبة في المساحة.
يمكن لك التعرف إلى الكوكبة بسهولة إلى جانب نجم النسر الطائر Altair من كوكبة العقاب Aquila، فقط على مسافة عدة درجات يمكن لك تحديد أربعة نجوم صغيرة تتخذ شكل معين، ذلك هو جسم الكوكبة، النجمان القعود 2 Sualocin والقعود 1 Rotanev هما ألمع نجوم الكوكبة، يكمل الشكل معهما النجمان دلتا وجاما.
النجم ألفا من الكوكبة مكون من 7 نجوم، اثنين منها مزدوجين حقيقيين والبقية ضوئية Optical، يسمى كذلك سوالوسين Sualocin نسبة إلى الفلكي الإيطالي Niccolò Cacciatore نيكولا كاكياتوري وهو ما يعني باللاتينية نيكولاس Nicolaus، لكن إن دققت قليلا سوف تجد أن اسم الكنجم هو «نيكولاس» معكوسة، النجم بيتا «القعود 1» يحمل اسم عائلة نفس الرجل، Venator، لكنه كذلك معكوس Rotanev أما عن زيل الدلفين Deneb Delphinum فهو ذا تسمية عربية كما نرى، وهو عملاق أبيض إلى أزرق يقع على بعد حوالي 360 سنة ضوئية منّا.
النجم بيتا من الكوكبة (القعود 1) هو كذلك نجم مزدوج يدور مع رفيق مره كل 26 سنة تقريبًا، ويقدر العلماء عمر هذا النظام بحوالي ملياري سنة، أما عن النجم جاما فهو مزدوج كذلك، يعتقد العلماء أن هناك كواكب تدور حوله، لكنه تلك الفرضية لم تتأكد بأي نوع من الرصد إلى الآن، كل نجوم الكوكبة تلمع حول القدر 4 مما سيجعله صعبًا في اصطيادها في سماء المدينة، لكن الشكل المميز لها يمكن التقاطه كاملا بنظارة معظمة.
علامات تيليسكوبية
لنبدأ بأهم أجرام مسييه لسماء الليل في شهر أغسطس، بالنسبة للتجمعات المفتوحة فيمكن لك التقاطها بسهولة عبر تيليسكوب بسيط، أما التجمعات العنقودية فتحتاج لتيليسكوبات متوسطة وكبيرة، استخدم برنامج Stellarium لايجادها أو ربما يمكن لك مراجعة هذا المنشور الهام والذي يرشح لك أطالس لكل المستويات.
النوع | الكوكبة | الجرم |
تجمع عنقودي | القوس | M22 |
تجمع عنقودي | الدلو | M2 |
تجمع عنقودي | السلوقيان | M3 |
تجمع عنقودي | هرقل | M13 |
تجمع عنقودي | هرقل | M92 |
تجمع عنقودي | الحوّاء | M12 |
تجمع عنقودي | الحوّاء | M10 |
سديم منتشر | القوس | M8 |
تجمع مفتوح | القوس | M25 |
تجمع عنقودي | القوس | M22 |
تجمع عنقودي | العقرب | M4 |
تجمع مفتوح | العقرب | M6 |
تجمع مفتوح | العقرب | M7 |
تجمع عنقودي | الحية | M5 |
ما يمكن أن يلفت نظرنا في كوكبة الدلفين هو تجمعان عنقوديان كلاهما مذكور في أطلس كالدويل، وهو قائمة قام بجمعها باتريك مور لتكون مكملة لأطلس مسييه، التجمع الأول هو NGC 6934 (Caldwell 47)، وهو تجمع كبير نسبيًا تجده بسهولة بجانب النجم أبسيلون من الكوكبة، يبتعد عنا 50 ألف سنة ضوئية ويمكن فقط التقاطه عبر تيليسكوب متوسط أو كبير حيث إن قدره الظاهري هو 8.83، أما التجمع الآخر فهو NGC 7006 (Caldwell 42) وهو يتخطى حاجز الـ130 ألف سنة ضوئية بعدًا عنّا، يتواجد بعيدًا في هالة مجرتنا، يقترب التجمع من النجم جاما ويمكن لك اصطياده عبر تيليسكوب كبير فقدره 10.6.
حكايات النجوم
ترتبط كوكبة الدلفين بعدة حكايات في الميثولوجيا القديمة، أشهرها هي أن بوسايدون «إله البحر» أرسل بالدلفين رسولا الى أمفتيريت، واحدة من حوريات البحر، ليحضرها إليه لأنها رفضت تودده، على العكس من أخواتها اللائي سعدن بذلك، أثار ذلك انتباه بوسايدون وقرر إحضار تلك الحورية التي رفضت تودد إله، حينما وجدها الدلفين هدأ من روعها وخفف قليلًا عنها فوافقت أن تذهب معه، عندما عادت الحورية إلى بوسايدون وقع في حبها وتزوجها، إنها عادتنا كبشر وهي أيضًا عادة آلهة جبال الأوليمب، أن نحب من لا يرغب بنا، قرر بوسايدون رفع الدلفين للسماء تكريمًا له بسبب نجاحه في المهمة.