دليلك لاستكشاف سماء ليل الوطن العربي — يوليو/تموز 2020
حسنًا، ها هو الصيف يحط علينا بكامل تلابيبه، هذا العام يبدو أن معدلات درجات الحرارة أقل من العام الفائت، مما يعطينا بعض الراحة في أثناء تخطينا لجائحة هي الأخطر على هذا الكوكب منذ مائة سنة، لكن بجانب الحرارة، فإن سماء الصيف قادرة أيضًا على فعل نفس الشيء، امتاعنا.
أهم الأحداث
2 يوليو
القمر يقف أعلى قلب العقرب Antares، ألمع نجوم برج العقرب Scorpius، وهو عملاق أحمر هائل الضخامة يُعتقد أنه قد ينفجر قريبًا، خلال عدة آلاف، أو ربما ملايين، من السنوات.
4 يوليو
في تمام الساعة 5:18 فجرًا، بتوقيت مصر، يكون القمر في العقدة النازلة، ويكون في العقدة النازلة، القمر لا يدور على الأرض في نفس المستوى، بل يصعد قليلًا عنه، في أثناء دورته، ثم ينخفض قليلًا، ويلتقي مع مستوى الأرض مرتين كل شهر قمري: الأولى هي العقدة النازلة، والثانية، هي العقدة الصاعدة، وتكون الأخيرة يوم 18 يونيو في تمام الساعة 14:33.
الأرض – في تمام الساعة 15:00 – تكون في أبعد نقطة لها عن الأرض، إنه الأوج على مسافة 1.01669 وحدة فلكية، هل تلاحظ أن ذلك يحدث في الصيف بينما درجات الحرارة في شمال العالم في قمتها؟ ذلك لأن المؤثر الرئيسي في الطقس هو ميل الأرض.
5 يوليو
خسوف قمري شبه ظل يرى جزئيًا في الجانب الغربي من الوطن العربي.
5 يوليو
القمر يقف إلى جوار المشتري، يكون الكوكب العملاق ألمع أجرام السماء في تلك الفترة من الليل.
6 يوليو
القمر يستكمل قفزاته ليقف إلى جوار زحل، ترى الثلاثي – المشتري ثم زحل ثم القمر – في خط واحد بوضوح بعد منتصف الليل.
10 يوليو
قبل الفجر، مشهد بديع يستحق بعض التركيز، حيث يمر القمر بين علامتين من علامات الخريف الأشهر، وهما نجما فم الحوت Fomalhaut من كوكبة الحوت الجنوبي والضفدع Diphda من كوكبة قيطس.
12 يوليو
فجرًا باتجاه الشرق، القمر يقف بجانب المريخ في مشهد بديع حقًا، الكوكب الأحمر سوف يستمر في امتاعنا طوال الصيف.
في تمام الساعة 21:27 يكون القمر في الأوج، إنها أبعد نقطة له عن الأرض، على مسافة 404201 كيلومترات.
16 يوليو
شرقًا بعد الفجر، القمر يقف إلى جوار الثريا Pleiades، بالأسفل في المشهد يمكن أن تلاحظ الدبران Aldebaran والزهرة (الأكثر لمعانًا في كل السماء في تلك الفترة)، المشهد هو الأروع هذا الشهر.
17 يوليو
القمر يقف إلى جوار الزهرة والدبران في مشهد بديع بنهاية شهر ذي القعدة.
19 يوليو
باتجاه الشرق، قبيل الشروق بلحظات، الهلال الرفيع جدًا بإضاءة 3% فقط من سطحه يقف أعلى عطارد الذي برز لتوه من خلف الشمس.
20 يونيو
يولد القمر الجديد في تمام الساعة 19:33 بتوقيت مصر، مما يعني استحالة رصده بعد الغروب بالطبع لأنه سيكون إلى جوار الشمس، يعني ذلك بالتبعية أن 21 يوليو هو المتمم لذي القعدة، و22 يوليو هو أول أيام ذي الحجة.
22 يوليو
لحظة الغروب مباشرة، يمكن أن ترى هلال ذي الحجة الرفيع جدًا إلى جوار قلب الأسد أو المليك Regulus، ألمع نجوم كوكبة الأسد Leo، وهي كوكبة ربيعية رئيسية تودعنا في يوليو حيث يسيطر الصيف.
26 يوليو
بعد الغروب، القمر يمر بين السماكين، الرامح Arcturus والأعزل Spica، الأخير يقترب من القمر كل شهر لأنه قريب من دائرة البروج وهو ألمع نجوم برج العذراء Virgo.
29 يوليو
مرة أخرى، القمر يقف أعلى قلب العقرب، استخدم تلك الفكرة لفهم كيف يمكن أن يتم القمر دورة كاملة كاملة داخل شهر ميلادي، من نفس النقطة إلى نفس النقطة.
ألمع نجوم الشهر
| اسم النجم | الكوكبة | القدر الظاهري | البُعد عن الأرض بالسنة الضوئية | الكتلة المكافئة للشمس | القطر المكافئ للشمس |
| Arcturus | العواء | -0.05v | 36.7 | 1.1 | 26 |
| Vega | القيثارة | 0.03v | 25.3 | 2.1 | 2.3 |
| Altair | العقاب | 0.76v | 16.8 | 1.8 | 1.8 |
| Spica | العذراء | 0.98v | 260 | 11 | 7.8 |
| Antares | العقرب | 1.06v | 605 | 15.5 | 800 |
| Deneb | الدجاجة | 1.25v | 3200 | 20 | 110 |
| Regulus | الأسد | 1.36 | 77.5 | 3.5 | 3.2 |
| Shaula | العقرب | 1.62v | 700 | 10.4 | 6.2 |
أطوار القمر يوليو 2020
أوضاع الكواكب في يوليو 2020
- عطارد: يظهر واضحًا في الأيام الأخيرة من يوليو، قبيل الشروق مباشرة أعلى الأفق بمسافة يسيرة.
- الزهرة: يسيطر يوميًا على السماء الشرقية بعد الفجر إلى الشروق.
- المشتري: تراه في السماء طوال الليل تقريبًا.
- زحل: أفضل أوضاعه في يوليو حيث يكون في التقابل يوم 20 يوليو.
- المريخ: يلمع بلونه الأحمر الرائع في سماء بعد منتصف الليل كل يوم.
مشهد مميز لشهر يوليو
أهم مشاهد يوليو الفلكية هذا العام ستكون لا شك تلك الرقصة البديعة بين الزهرة والدبران في سماء الليل فجرا، تبدأ الرقصة من أول يوم في الشهر حيث يكون الدبران لامعًا باللون الأحمر أسفل الزهرة، ثم يقتربان شيئًا فشيئًا ليحققان أفضل تقارب حول 12 و13 يوليو، ويصعد الدبران للأعلى فيما بعد ذلك وتزداد المسافة بينهما شيئًا فشيئًا حتى يبتعدا تمامًا، في أغسطس يشتمر الزهرة في المضي قدمًا برحلته داخل سداسي الشتاء الرائع.
علامات رصدية
في يوليو يتخذ المثلث الصيفي موضعًا متميزًا في السماء قبل انتصاف الليل، ويمكن لك استخدامه من أجل التعرف على مجموعة واسعة من كوكبات سماء الليل في يوليو.
لكن دعنا نتعرف أولًا على المثلث الصيفي، وهو مجمة Asterism (شكل مميز يربط مجموعة من النجوم)، تربط بين النجوم الثلاثة الألمع في ثلاثة كوكبات:
«القيثارة – Lyra» ونجمها الألمع «النسر الواقع – Vega»..
«الدجاجة – Cygnus» ونجمها الألمع هو «الذنب – Deneb»..
«العقاب – Aquila» ونجمها الألمع «النسر الطائر Altair.»
1- الآن ابدأ من ذنب الدجاجة وانطلق بشعاع يمر عبر قاعدة المثلث ليقطع نصف السماء تقريبًا، هنا سوف تلتقي بقلب «العقرب – Antares» ألمع نجوم «كوكبة العقرب – Scorpius».
بجوار العقرب يمكن أن تتعرف على باقي كوكبات دائرة البروج بداية من «العذراء – Virgo»، «الميزان – Libra»، إلى اليمين غربًا، ثم «القوس – Sagittarius» و«الجدي – Capricornus» و«الدلو – Aquarius»… إلخ.
2- في المسافة بين المثلث الصيفي والعقرب يمكن لك كذلك أن تتأمل «الحواء – Ophiuchus»، وهي كوكبة بروجية تقف الشمس بها نحو 13 يومًا فقط، توجد بين العقرب والقوس، ألمع نجومها هو رأس الحواء.
3- الآن لنجعل من النسر الطائر بكوكبة العقاب نقطة انطلاقنا، وهنا لدينا خطان للسير؛ الأول عبر نجم ذنب الدجاجة (لنلتقي بكوكبة «قيفاوس – Cepheus») والثاني عبر نجم النسر الواقع (لنلتقي بالشكل الرباعي المميز لكوكبة «التنين – Draco».
4- ما زال لدينا رباعيان أكثر ضخامة، إلى يمين (غرب) المثلث الصيفي سوف تلتقي بالشكل الرباعي المميز لكوكبة الجاثي، «هرقل – Hercules»، ثم إلى اليسار أحد أهم كوكبات فصل الخريف القادم («المربع الأعظم – Great Square Of Pegasus»)، لكنك لن تتمكن من رصدها بوضوح إلا بعد انتصاف الليل في يوليو.
علامات تلسكوبية
هناك الكثير من المتعة التي تنتظرنا في شهر يوليو، بتلسكوب صغير يمكن لك رصد عدد من أجرام مسييه السهلة:
دعنا الآن نتعرف على أحد أشهر وأروع المشاهد السماوية، التي يمكن التقاطها بتلسكوب متوسط إلى كبير في المسافة بين كوكبة السلوقيان Canes Venateci وذيل الدب الأكبر، إنها مجرة الدوّامة Whirlpool Galaxy، وهي مجرة حلزونية تقع فقط على بعد 30 مليون سنة ضوئية من الأرض، تسمى كذلك M51 وNGC5194.
تعد تلك المجرة منطقة غنية بالانفجارات النجمية، 3 مستعرات عظمى خلال 17 سنة، آخرها كان SN 2011dh في 2011، ويرى الفلكيون أن رفيقتها القريبة للغاية التي تظهر معها في الصورة NGC5195 أو M51b هي السبب في ذلك النشاط بتأثيرها الجذبوي.
كما تلاحظ، فإن المجرة الرفيقة بدأت بالفعل في جذب إحدى الأذرع الحلزونية بالفعل، تسبب ذلك التأثر بين المجرتين في حث مجرة الدوّامة على تصنيع العديد من النجوم الجديدة بسبب المادة والحركة التي تقدمها رفيقتها، تلاحظ ذلك في هذا اللون الأحمر المشتعل في أذرع المجرة في صورة التلسكوب هابل الرائعة والمرفقة بالأسفل.
المجرتان تندمجان معًا ببطء شديد، ما يحدث هنا هو ما سوف يحدث لمجرة درب التبانة بعد حوالي 4.5 مليار سنة من الآن، فمجرة المرأة المسلسلة (أندروميدا) الجارة الأقرب لنا تتقدم إلينا، لكن الفارق أن اصطدام درب التبانة بأندروميدا سوف يحدث كحرف X بالإنجليزية، أقصد أنهما سوف تلتقيان بمستويات شبه متعامدة على بعضها، بينما مجرة الدوّامة، كما نرى، تلتقي رفيقتها بالمستوى نفسه.
حكايات النجوم
بالنسبة للأسطورة المصرية القديمة، كانت للشمس – المتمثلة في «رع» – كل يوم رحلتين، تركب خلال كل منهما واحدًا من مراكب الشمس، الأول يأخذها من الشروق إلى الغروب، كانت رحلة بسيطة عبر نهر صاف، تساعدها في أثناء تلك الرحلة ثلاثة مفاهيم، «المعرفة» و«السلطة» و«السحر»، لكن حينما تنزل الشمس تحت الأفق تكون الرحلة محفوفة بالمخاطر، عبر نهر رملي يحتاج لبذل الكثير من الجهد من أجل الحركة فيه، خاصة مع الظلام الدامس!
الآن، نعرف أن الشمس هي أقرب النجوم لنا، رغم ذلك لا نتمكن بعد من فهم كيفية عملها بشكل كامل، نعرف أنها نجم تسلسل رئيس متوسط العمر، تمثل فقط 7.5% من النجوم التي نراها، يعني ذلك أن واحدًا من كل ثلاثة عشر نجمًا تراها في السماء، هو كالشمس. نعرف كذلك أنها نجم أبيض اللون مائل للأصفر، لكن اللون الأصفر الواضح الذي نراه، أو الأحمر الخاص بالغروب والشروق، يحدث بسبب تأثيرات الغلاف الجوي على الضوء الصادر من الشمس ناحيتنا.
