لا شك أن محبي الشتاء سيغرقون في فرحة عارمة بحلول أغسطس؛ لأن ذلك يعني أن الخريف يقترب شيئًا فشيئًا، كما أن الرطوبة ستنخفض قليلًا، لكن السبب الأكثر أهمية لفرحة أغسطس هو تساقط شهب البرشاويات الرائعة، ورغم أن القمر سيمنع عنَّا بعض الشهب، فإنه سيغرب قبل الفجر بساعة، ما يفتح لنا بابًا للإمساك بالكثير منها.

أهم الأحداث

1 أغسطس

في تمام الساعة 05:12 بتوقيت مصر، يولد القمر الجديد، يعني ذلك فرصة مقدارها أكثر من 12 ساعة قبل غروب الشمس التالي، ما يعني أن 2 أغسطس سيكون غالبًا غرة ذي الحجة.

2 أغسطس

القمر في الحضيض، إنها أقرب مسافة له من الأرض، حوالي 359398 كيلومترًا

3 أغسطس

 

هلال ذي الحجة يقف إلى جوار كوكبة الأسد، للمرة الأخيرة هذا العام يظهر الأسد بعد الغروب مباشرة، يمكن لك ملاحظة مجموعة من نجوم الكوكبة اللامعة، ومع نظارة معظمة يمكن الإمساك بقلب الأسد Regulus ألمع نجوم الكوكبة، والذي يقف على حافة الأفق

5 أغسطس


القمر، بإضاءة 27%، يقف إلى جوار ألمع نجوم برج العذراء Virgo، ويسمى Spica السماك الأعزل، إلى الأعلى كذلك يمكن أن ترى ألمع نجوم كوكبة العوَّاء Bootes، وهو السماك الرامح Arcturus.

7 أغسطس

في تمام الساعة 07:31 يكون نصف القمر مضاء، القمر في التربيع الأول.

 

القمر يقف بين الزبانين، الشمالي والجنوبي، من كوكبة الميزان Libra، يمكن لك عبر نظارة معظمة – في سماء المدينة – تأمل المشهد بشكل أوضح.

9 أغسطس

 

القمر يقف قريبًا جدًّا من ألمع أجرام السماء في تلك اللحظة، كوكب المشتري، في واحد من أجمل مشاهد هذا العام، إلى جوارهما يمكن أن تلقى نجمًا أحمر لامعًا، هذا هو قلب العقرب.

عطارد في أقصى استطالة، يمكن أن تراه مرتفعًا قليلًا عن الأفق قبيل شروق الشمس بحوالي نصف الساعة، إلى جواره يمكن أن تجد عناصر سداسي الشتاء الأشهر وقد ظهرت من جديد، الشعريين وكوكبة الجبار.

 

12 أغسطس

 

واحد من أجمل اقترانات هذا الشهر، حيث يقف القمر إلى جوار كوكب زحل على مسافة قريبة، يلمع زحل باللون المائل للأصفر

في تمام الساعة 04:45، القمر في العقدة النازلة، يعني ذلك أن القمر يقف الآن في نفس المستوى الذي يجمع الأرض مع الشمس.

13 أغسطس

في تمام الساعة 09:00 صباحًا، أوج زخة شهب البرشاويات، يعني ذلك أن الليلة السابقة لها هي أفضل فرصة للاستلقاء والتمتع بالشهب

15 أغسطس

في تمام الساعة 14:29، سيكون القمر في طور البدر، سنراه بعدها بعدة ساعات بحيث يظهر كأنه كاملًا، إلا أنه سيكون في حدود الـ99.8 إضاءة فقط.

17 أغسطس

في تمام الساعة 12:50، القمر يكون في أبعد نقطة له عن الأرض، على مسافة 406244 كيلومترًا، تسمى الأوج.

23 أغسطس

القمر في طور التربيع الأخير، إذا تأملته قليلًا فستجد أنه أشبه بحرف D مقلوب، يحدث ذلك في تمام الساعة 04:56 فجرًا، قارب ذي الحجة على الانتهاء.

24 أغسطس

 

فجرًا، القمر يقف بين الثريا Pleiades والدبران Aldebaran، الأخير هو ألمع نجوم برج الثور Taurus.

26 أغسطس

 

فجرًا، القمر في قلب سداسي الشتاء، وهو شكل ذي 6 أضلاع يشبه حلقة البنزين التي تعلمناها في المرحلة الثانوية.

30 أغسطس

القمر في الحضيض مرة أخرى

ألمع نجوم الشهر

النجم القدر الظاهري المسافة (بالسنة الضوئية) الكتلة (مكافئ للشمس) الكوكبة القطر (مكافئ للشمس)
Arcturus -0.05v 36.7 1.1 العواء 26
Vega 0.03v 25.3 2.1 القيثارة 2.3
Altair 0.76v 16.8 1.8 العقاب 1.8
Spica 0.98v 260 11 السماك الأعزل 7.8
Antares 1.06v 605 15.5 العقرب 800
Fomalhaut 1.17 25.1 2.1 الحوت 1.8
Deneb 1.25v 3200 20 الدجاجة 110
Shaula 1.62v 700 10.4 العقرب 6.2

مشهدان مميزان لشهر أغسطس

لابد أن الظاهرتين الفلكيتين الأكثر أهمية في أغسطس هذا العام هما موعد عيد الأضحى وشهب البرشاويات:

متى يكون عيد الضحى هذا العام؟

في شهر رمضان الفائت اختلفت المنطقة العربية حول موعد عيد الفطر، فكان الثلاثاء 4 يونيو في بعض الدول، مثل الإمارات والسعودية وقطر، وكان الأربعاء 5 يونيو في دول أخرى مثل مصر والأردن، لكن هذا الاختلاف لن يمر لعيد الأضحى، وذلك لأن الدول العربية اتفقت من جديد في غرة شهر ذي القعدة، حيث أتمت الدول التي كان عيدها الثلاثاء شهر شوال 30 يومًا وأتمته الأخرى 29 يومًا فقط، أي أن فارقًا مقداره يوم كامل كان قد ظهر في شوال، وتمت تكملته في ذي القعدة لتعود الدول العربية للاتفاق من جديد.

بالنسبة لذي الحجة، سيقف القمر إلى جوار الشمس مجددًا في تمام الساعة 5:12 فجرًا بتوقيت مصر في الأول من أغسطس، وستخرج كل الدول العربية للبحث عن الهلال بعد غروب نفس اليوم، ويعني ذلك أنه سيمكث في السماء بعيد الغروب مسافة ليست بطويلة، حوالي نصف ساعة، لكنها رغم ذلك كافية لكي يُرصد الهلال بوضوح في التلسكوبات.

يعني ذلك – غالبًا – أن هناك اتفاقًا سيحدث بين الدول العربية حول موعد غرة ذي الحجة، والذي سيكون الثاني من أغسطس 2019، ما يعني أن العيد سيكون يوم 11 أغسطس، كل عام أنتم بخير.

متى يمكن أن أرى شهب البرشاويات؟

البرشاويات في أغسطس (Presides) هي واحدة من أروع الزخات التي يمكن لك أن ترصدها، تبدأ من 17 يوليو حتى 24 أغسطس، وتصل للأوج في الليلة بين 12 – 13 أغسطس، منبع الزخة هو كوكبة برشاوس، ورغم أن عدد الشهب في الساعة هو حوالي 80 – 100 فإنها الزخة الأشهر، حيث تتميز بالطقس المصاحب لها، إنه الصيف وإجازاته، مما يتيح لنا سهولة الرصد والسهر في طقس معتدل. البرشاويات هي الأفضل على الإطلاق في سماء الوطن العربي وننتظرها من عام لعام.

هذا العام، يعيض القمر في طول الأحدب المتزايد رؤية الكثير من الشهب، لكن رغم ذلك يغرب القمر حوالي الساعة 02:00 صباحًا ما يترك لنا ساعتان تقريبًا للتمتع بأكبر عدد ممكن من الشهب.

لحسن الحظ، تلك ظاهرة لا تحتاج لأدوات معقدة كتلسكوبات أو نظارات معظمة، كل ما تحتاجه هو أن تبتعد عن التلوث الضوئي قدر الإمكان، كلما اقتربت من مراكز المدن قل عدد الشهب التي يمكن لك رصدها بشكل درامي، فإذا كانت الزخة ذات معدل يقترب من 120 شهابًا في الساعة فإن رصدها داخل مدينة كالقاهرة لن يعطيك أكثر من 10 – 20 شهابًا، إن كنت محظوظًا. لذلك فإن الخروج للمناطق النائية، القرى مثلًا عند الأقارب، أو الرحلات الصحراوية، سوف يكون حلًّا مثاليًّا. 

سوف تحتاج لشيء تستلقي عليه بحيث تواجه أكبر مساحة ممكنة من سماء الليل، فعلى الرغم من أن هدفك سوف يكون مركز الزخة الشهابية، فإن الشهب في كل الأحوال سوف تنتشر في كل السماء بحيث يكون ذيل الشهاب دائمًا متجهًا ناحية مركز الزخة، وللتعرف على الكوكبة مركز الزخة يمكنك أن تعتمد على تطبيق مثل “سكاي ماب”، أو فقط ارفع رأسك للأعلى فوقك تمامًا.

الكواكب في سماء أغسطس 2019

عطارد: يشرق عطارد قبيل الشمس بدقائق خلال أغسطس، أفضل موعد لرؤيته هو 9 أغسطس حيث يشرق في تمام الساعة 03:52 بتوقيت مصر، بعدها يتأخر موعد شروقه شيئًا فشيئًا حتى يدخل مع الشمس، ولا يمكن أن نراه لبقية الشهر.

الزهرة: لا يمكن تقريبًا أن نرى الزهرة لهذا الشهر، حيث يشرق مع الشمس فجرًا لكنه يغرب بعدها بحوالي عشر دقائق إلى ربع ساعة، ما يجعل رصده صعبًا جدًّا.

المشتري وزحل: ما زال صديقانا في فترة التقابل تقريبًا، يمكن لنا طوال الليل – حتى اقتراب الفجر – أن نرى كلًّا منهما، بحلول نهاية الشهر يتغير موعد غروبهما، فيصبح غروب المشتري حول 23 مساءً، وزحل حول 1 صباحًا.

المريخ: لا يمكن بسهولة أن نرى المريخ لهذا الشهر، حيث يشرق مع الشمس فجرًا، لكنه يغرب بعدها بحوالي ثلاثة أرباع الساعة، لكن حجمه الصغير في السماء يجعل من رصده صعبًا جدًّا.

سماء الليل في أغسطس 2019

في أغسطس تكتمل السيطرة للمثلث الصيفي، لذلك سيكون نقطة انطلاقك، وهو يربط بين ثلاث كوكبات: الأولى هي كوكبة القيثارة (نجمها الألمع هو النسر الواقع Vega)، والثانية هي كوكبة الدجاجة (ذنب الدجاجة Deneb )، والثالثة هي كوكبة العقاب (النسر الطائر Altair )، والأسماء – كما ترى – ذات أصول عربية، حتى «Vega» نفسه هو نوع من النحت من لفظة “النسر الطائر”، يتميز هذا الثلاثي بلمعانه الشديد مقارنة بالنجوم المجاورة؛ لذلك يمكن رصده بسهولة.

 

يفتح المثلث الصيفي بابًا لرصد كامل كوكبات سماء الليل بالصيف، فعلى بُعد حوالي 95 درجة جنوب المثلث (اتَّبع الخريطة المرفقة) سوف تلتقي قلب العقرب Antares، ألمع نجوم كوكبة العقرب Scorpius، الذي سمِّي كذلك بسبب لمعانه باللون الأحمر، فكأنه ينافس لمعان المريخ، والممثل لإله الحرب آريس Anti-ares في الأسطورة القديمة.

إلى جوار العقرب توجد كوكبة القوس، وتسمى أيضًا كوكبة الرامي، ويمكن كذلك أن تصل لها بمد الخط بين ذنب الدجاجة والنسر الطائر.

من جهة أخرى، ما زال بالإمكان أن تستخدم المثلث الصيفي للوصول إلى مربع كوكبة هرقل الشهير، ويسمى كذلك حجر الأساس (Keystone)، وكذلك بعض الأشكال المشابهة من بعض الكوكبات المجاورة كالتنين Draco أو قيفاوس (الملتهب) Cepheus.

بتأمل المنطقة بين كوكبتي القوس والعقرب، فنحن ننظر تجاه مركز مجرتنا “درب التبانة”، في هذه المنطقة تتراكب أحزمة المجرة فوق بعضها البعض لتجعلها المنطقة الألمع في سماء الليل من حزام المجرة، لذلك يكون هدف المصور الفلكي الذي يود تصوير حزام المجرة هو تلك المنطقة في المركز؛ لكي يتمكن من جمع أكبر كمية ضوء ممكنة فتظهر صور حزام المجرة الشهيرة والتي تملأ وسائل التواصل الاجتماعي.

أما في الشمال فيمكن لك أن تراقب الثنائي البديع: الدب الأكبر وذات الكرسي، وكلاهما يمكن استخدامه للإشارة إلى النجم القطبي:

  1. من النجمين الرئيسيين لمجموعة النجوم التي تشبه المقلاة من جسم الدب الأكبر، سوف تمد شعاعًا بسيطًا ليتقابل مع نجم آخر، ليس لامعًا كفاية لكنه الألمع في تلك المنطقة، هذا هو النجم القطبي Polaris، ويعني ذلك أنك تنظر الآن باتجاه الشمال الجغرافي للأرض، إلى يسارك الغرب وإلى يمينك الشرق وفي الخلف تمامًا يقع الجنوب.
  2. تتبع النجوم الخمسة الأساسية لكوكبة «ذات الكرسي»، والتي تصنع معًا حرف W بالإنجليزية، من الفتحة الأوسع للحرف مد خطًّا يمر بمنتصف قاعدتها حتى تصل إلى ألمع نجوم تلك المنطقة، إنه النجم القطبي.

تتسيد ذات الكرسي السماء في الخريف، لو خرجت في أي من المساءات الخريفية فستجدها فوق رأسك، وفي الربيع تكون السيادة للدب الأكبر، لو خرجت في أي من المساءات الربيعية فستجدها فوق رأسك، أما في الشتاء والصيف فنراهما معًا في اتجاهي الشمال الشرقي والشمال الغربي.

علامات تلسكوبية لشهر أغسطس

النوع الكوكبة الجرم
تجمع عنقودي القوس M22
تجمع عنقودي الدلو M2
تجمع عنقودي السلوقيان M3
تجمع عنقودي هرقل M13
تجمع عنقودي هرقل M92
تجمع عنقودي الحوَّاء M12
تجمع عنقودي الحوَّاء M10
سديم منتشر القوس M8
تجمع مفتوح القوس M25
تجمع عنقودي القوس M22
تجمع عنقودي العقرب M4
تجمع مفتوح العقرب M6
تجمع مفتوح العقرب M7
تجمع عنقودي الحية M5

على الرغم من أن هناك الكثير من الروائع، فإن أغسطس لا شك هو شهر النظارات المعطمة، حيث يمكن خلاله أن تراقب جزءًا رئيسيًّا من السدم المظلمة واللامعة في حزام المجرة، والذي يبدأ من مركز المجرة، يقع تحديدًا بين كوكبتي «العقرب – Scorpius» و«القوس – Sagittarius»، ثم يبدأ وهج الحزام في الخفوت؛ حينما ننطلق من كوكبة «الترس – Scutum» مرورًا بالمثلث الصيفي، بعد ذلك يخفت الحزام بدرجة أكبر حينما نمر بـ «كاثيوبيا – Cassiopeia» و«حامل رأس الغول – Perseus»، ثم أعلى كوكبة «الجبَّار – Orion» نزولًا إلى نصف سماء الليل الجنوبي بداية من كوكبة «وحيد القرن – Monoceros»، ثم أعلى الشعرى اليمانية من كوكبة «الكلب الأكبر – Canes Major»، يمر بعد ذلك أعلى كوكبة «القاعدة – Carina»، ثم «الشراع – Vela»، ثم «الصليب الجنوبي – Crux»، و«قنطورس – Centaurus»، حتى نعاود من جديد النظر إلى مركز المجرة، الأجزاء التي تبدأ من القاعدة إلى قنطورس لا نراها في الوطن العربي لأنها تقع جنوبنا أسفل الأفق.

حكايات النجوم

في الأسطورة القديمة، كان هناك نوعان من القنطور، وهو مخلوق أسطوري له جسد حصان وجذع ورأس إنسان: النوع الطيب، والنوع العنيف. القناطير العنيفة تدعى القناطير الجنوبية. حينما مر هرقل بـ «فولوس»، أحد تلك القناطير، عرض أن يعطيه بعض الخمر، لكن حينما فتح فولوس قارورة الخمر جذبت رائحتها شديدة الجمال بقية القناطير الجنوبية فتقاتلوا مع هرقل في معركة تاريخية للحصول عليها، لكنه قتلهم جميعًا ما عدا واحدًا فقط، ورُفِعَ للسماء كمثال على القناطير العنيفة، تلك هي «كوكبة القوس». كذلك رُفع واحد من القناطير الطيبة ممثلًا عنها، إنها كوكبة «قنطورس»، لا تُرى بوضوح في الوطن العربي، حيث تقع أقصى جنوبنا.