10 أحداث فلكية هامة تراها بعينيك في 2018
يمكن القول إن 2018 هي سنة مميزة مقارنة بـ 2017، فنحن أمام زخات شهب لامعة يتخطى عدد الشهب خلالها الـ 100 ولا يمنع القمر روعتها، وخسوف كلي عظيم يرى في الوطن العربي، مع مجموعة هامة من الاقترانات والأحداث الأخرى.
ورغم أن هناك ثلاثة كسوفات جزئية في 2018، إلا أننا بالوطن العربي لن نرى أيًا منها. ينقصنا فقط كسوف بديع وتكتمل أحلامنا بسنة غير مسبوقة، لكن ذلك للأسف لن يحدث قبل عامي 2020 و 2022، حيث سوف نحصل على كسوفين جزئيين. أما في 2027 سوف نحصل على كسوف كامل جنوب مصر والوطن العربي، ويُرى بنسبة 97% تقريبًا في كل مصر.
خسوف شبه ظل وآخر دموي رائع
1- يشهد الوطن العربي، ومصر خاصة، خسوفين خلال 2018، يُرى الأول في 31 يناير، ولا يظهر كاملًا الوطن العربي، حيث يُرى جزئيًا بصوة أكبر كلما اتجهنا شرقًا (الخليج العربي)، وفي مصر لن نرى إلا دخول القمر في شبه الظل Penumbra لمدة نصف ساعة مع شروق القمر، ولا يرى أبدًا بعد مصر غربًا إلى المغرب، ويستمر هذا الخسوف لمدة ثلاث ساعات وثلث.
2- أما أهم حدث فلكي في 2018 فهو الخسوف الدموي العظيم الذي سوف نراه في 27 يوليو، حيث يبدأ الكسوف في تمام السابعة وربع بتوقيت مصر، ويبلغ ذروته في العاشرة والثلث، سوف يستمر الخسوف لمدة ست ساعات وربع، وسوف يستمر القمر في منطقة ظل الأرض (دموي اللون) لمدة ساعتين إلا ربع، وهي فرصة مناسبة للغاية كي تلتقط عددًا رائعًا من الصور وتشارك العائلة والأحباء هذا المشهد البديع.
كما تلاحظ في هذه الصورة من وكالة ناسا، سوف يمر القمر تقريبًا في منتصف ظل الأرض (المنطقة الحمراء)، ما يعطيه الفرصة للبقاء لمدة أطول في مرحلة الخسوف الكلي (الدموي) ليصبح واحدًا من أطول الخسوفات. كذلك أود منك أن تراقب الرموز (U وP)، لأنها سوف تشير إلى ما يمكنك أن تراه في بلدك من هذا الكسوف في الخريطة التي تقع بالأسفل، في مصر، السودان، والخليج العربي يظهر الخسوف بالكامل من أول حتى آخر لحظة له، لكن مع التوجه غربًا إلى المغرب يصبح جزئيًا.
زختي شهب رائعتين
تحدث الزخات الشهابية حينما تمر الأرض في بقايا مذنب أو كويكب ما، في أثناء دورتها حول الشمس، يشبه ذلك أن تكون مسافرًا بسيارتك على طريق ما فتدخل في بعض الدخان، تدخل تلك البقايا للغلاف الجوي بسرعات عالية تصل لـ 70 كيلو في الثانية، فتحترق حينما تحتك بالغلاف الجوي، وتظهر كشهب. ورغم أن أول زخّات 2018، الرباعيات في يناير Quadrantids، سوف تترافق مع القمر البدر، ما سوف يمنعنا من رؤية شهبها اللامعة، والتي قد تصل إلى 120 شهابًا في الساعة، إلا أننا على موعد مع زخّتين رائعتين في 2018 يترك القمر خلالهما السماء مبكرًا جدًا فتبقى متجهزة لاستقبال الشهب بأعداد مهولة 80 – 120 شهابًا في الساعة الواحدة.
3- الزخة الأولى هي البرشاويات Perseid Meteor Shower، حيث تعتبر الليلة، بداية من 2 فجرًا حتى شروق شمس 12 أغسطس، هي ذروة تلك الزخة الشهابية. رغم ذلك، في الليالي المحيطة بذلك الموعد يمكنك رؤية شهب بعدد جيد، يمكن لك أن ترى حتى 120 شهابًا في الساعة لتلك الزخة تحديدًا في المناطق النائية، وفي المدينة قد ترى 20 شهابًا في الساعة، سوف يساعد غروب القمر مبكرًا على مشاهدة عدد أكبر من الشهب، مصدر هذه الزخة هو بقايا المذنب سوفت تتل.
4- والزخة الثانية هي التوأميات Geminids في ديسمبر، في 2017 كان أروع زخة، وشاهدها الملايين في أنحاء العالم، وهي واحدة من أهم وأمتع زخّات الشهب طوال العام، حيث يمكن لك، في مكان ناءٍ، أن ترى حوالي 100 شهاب في الساعة، وفي المدن قد ترى حتى 10-20 شهابًا في الساعة حسب الإضاءة، يساعدنا في 2018 أيضًا كـ 2017 أن القمر سيغرب قبل منتصف الليل بساعتين ليفتح فرصة رائعة بين 12 – 6 صباح يوم 14 ديسمبر لرؤية الكثير من الشهب.
اقترانات مع النجوم
5- طوال العام، ما عدا شهري أغسطس وسبتمبر، سوف يقترن القمر على مسافات، في الغالب، قريبة جدًا من نجم المليك (قلب الأسد) Regulus، ألمع نجوم كوكبة الأسد، وأحد أشهر رفاق القمر والذي قد يحتجب خلفه في بعض الأحيان، فمثلًا في 5 يناير و1 فبراير و1 مارس و28 أبريل يقف القمر على بعد درجة واحدة فقط من النجم اللامع، بعد ذلك، خلال الشهور التالية، تصل تلك المسافة إلى حدود الدرجات الثلاثة، كذلك فإن أحد اهم الاقترانات في 2018 هو وقوف الزهرة بجانب قلب الأسد يوم 9 يوليو على مسافة أقل من درجة.
أما الدبران فسيقترن كثيرًا – ربما أفضل من المليك – مع القمر في 2018، لكن أفضل تلك الاقترانات ستكون في يناير وفبراير ومارس، حيث يتواجد القمر على مسافة أقل من درجة واحدة فقط، والدرجة، لمن لا يعرف، هي المسافة بين جرمين سماويين، ويمكن قياسها بشكل كروكي عبر مد أصابعك أمامك للسماء، فالدرجة الواحدة مثلاً هي ما يغطيه إصبع الخنصر الخاص بك في السماء، استخدم الشكل المرفق للتعرف على بقية الدرجات وكيفية قياسها.
اقترانات مع الكواكب
6- لنبدأ بالزهرة، حيث لن نتمكن من رؤيته بعد غروب الشمس بوضوح إلا في أوائل مارس 2018، ويبدأ ظهوره باقتران مميز جدًا مع عطارد يوم 4 مارس، ثم مع القمر بنفس الشهر على مسافة تقترب من الدرجات الأربع، وخلال 2018 لن يكون الزهرة على مسافة قريبة جدًا من القمر إلا في شهر يوليو مرة واحدة، لكنه يقترب على مسافة صغيرة جدًا من نجم السماك الرامح في اقتران مميز يوم 14 نوفمبر، يستحق أن ننتظره.
7- أما عن المشتري فيقترب كل شهر -تقريبًا- مرة من القمر، لكنه لا يتخطى حاجز الثلاث درجات طوال 2018، ولا يُرى في اقتران مميز حقًا إلا مع عطارد في 20 ديسمبر حول العاشرة مساءً بتوقيت مصر.
8- من جهة أخرى فإن زحل سوف يكون أكثر روعة في 2018، حيث يعاود الظهور من جديد فجر أواخر يناير 2018، وسوف تكون أفضل اقتراناته مع القمر في ديسمبر وأبريل 2018، وخلال مارس وأبريل 2018 سوف يقترن الرباعي (المشتري، قلب العقرب، المريخ، زحل) بشكل يومي في مشهد بديع.
9- في النهاية نصل إلى المرّيخ، ويكون أفضل اقتراناته في 2018، بجانب الرباعي اللامع بالأعلى، في 16 نوفمبر 2018، حيث سيقف على مسافة درجة واحدة فقط من القمر.
أكبر قمر في 2018
10 – القمر العملاق هو ظاهرة يقترن فيها طور البدر من القمر مع وجود القمر في الحضيض الخاص به، فيظهر القمر أكثر لمعانًا بقيمة 30% وأكبر حجمًا بقيمة 14%، وأقرب صورة لتحقق هذا الشرط الفلكي سوف تحصل فجر يوم 2 يناير 2018 حيث يصل القمر للحضيض في تمام الساعة 11:54 مساءً يوم 1 يناير (على مسافة 356566 كم من الأرض)، ويتكون البدر الكامل في تمام الساعة 04:24 فجر يوم 2 يناير، وهذا هو القمر العملاق الوحيد في 2018 فاستمتع به.
كانت تلك، في المجمل، هي أهم وأجمل الأحداث الفلكية المتوقعة في 2018، يمكن لك رؤيتها جميعًا بالعين المجردة، بالطبع نأمل أن تحدث بعض المفاجآت الحلوة؛ كأن ينفجر أحد النجوم مثلًا، أو أن ترتفع عداد الشهب في زخّة ما لأرقام خرافية لسبب ما، كما حدث أكثر من مرة قبل ذلك، أو حتى أن تزورنا أي من تلك الكائنات الفضائية التي نحتمل وجودها، فلقد مللنا وحدتنا.