رئيس جديد لكوريا الجنوبية: حليف لكوريا الشمالية وخصم لواشنطن
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
يسلط هذا التقرير الضوء على رئيس كوريا الجنوبية الجديدة، مون جيه إن، والتحديات التي تواجهه داخليًا وخارجيًا. ويبرز التقرير الذي نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) حقيقة أن انتخاب مون يعيد الليبراليين إلى سدة السلطة ويؤسس لخلاف محتمل مع الولايات المتحدة، على خلفية البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
ويشير إلى أن مون (64 عامًا)، وهو ابن للاجئَيْن من كوريا الشمالية، يواجه تحديات للحد من قوة الأعمال التجارية الكبرى ومعالجة الانتهاكات التي كشف عنها مع سقوط سلفه، على الصعيد الداخلي.
ويرى التقرير ضرورة أن يحقق الرئيس الجديد نجاحًا في وعوده باتخاذ نهج جديد تجاه كوريا الشمالية بالتزامن مع إحداث توازن في العلاقات مع الولايات المتحدة والصين، مشيرًا لـ «النهج التصالحي» الذي ربما ينتهجه الرئيس الكوري الجنوبي الجديد مع جاره الشمالي، حتى وإن حثت الإدارة الأمريكية العالم على زيادة الضغوط على بيونج يانج.
ويستدل في ذلك الصدد بزعم مون، بأن اعتماد واشنطن على العقوبات وأسلوب الضغط لم يعد فعالًا وأن الوقت قد حان للحوار والانخراط مع كوريا الشمالية، وهو التوجه الذي تفضله الصين. كما أنه طالب بإعادة النظر في مسألة نشر البنتاجون لنظام ثاد الدفاعي المضاد للصواريخ بكوريا الجنوبية وهي الخطوة التي نددت بها الصين في وقت لاحق.
كذلك أعلن مون بأنه سيكون رئيسًا لكل مواطني بلاده، وأنه سيعمل مع الخصوم السياسيين لإنشاء دولة يسودها العدل والتفكير السليم. وعلى عكس أسلافه، فإن مون لن تكون لديه فترة انتقالية لمدة شهرين وسيتولى سدة السلطة مباشرة اليوم الأربعاء.
وفيما يتعلق بموقفه تجاه كوريا الشمالية، يشير التقرير إلى الاختلاف بين موقفه وموقف سلفيه المحافظين، اللذين كانا يميلان لإظهار عدم جدوى أي شيء تجاه بيونج يانج سوى العقوبات.
وعلى الرغم من التناقض الغريب في موقفه، والذي أدان على إثره النظام الدكتاتوري الوحشي لكوريا الشمالية خلال حملته الانتخابية، فإنه دعا بلاده لاحتضان شعب كوريا الشمالية لتحقيق إعادة التوحيد السلمي. وحتى يتحقق ذلك الأمر، أقر مون بضرورة الاعتراف بكيم جونج أون حاكمًا لكوريا الشمالية والحوار مع بيونج يانج، مع التأكيد على أن تهدف العقوبات إلى إعادة كوريا الشمالية لطاولة المفاوضات.
وينسب التقرير لديفيد ستروب، المدير السابق للشئون الكورية بوزارة الخارجية الأمريكية، تحذيراته من الخلافات بين الولايات المتحدة ورؤساء كوريا الجنوبية على خلفية قضية كوريا الشمالية وقضايا أخرى، معتبرًا أن تلك الخلافات قد تؤدي لتنامي السخط الشعبي تجاه واشنطن وسول.
الصين، على الجانب الآخر، من المرجح أن ترحب بانتخاب مون، والذي ربما يسهل عليها الأمر لتفادي ضغوط واشنطن باتخاذ موقف صارم تجاه كوريا الشمالية والتأكيد على زعم بكين بضرورة تعاطي واشنطن مع المخاوف الأمنية لكوريا الشمالية.
كما ينقل التقرير عن محللين قولهم، إن فوز مون قد يخفف من حدة المواجهة مع كوريا الشمالية، ما يدفع واشنطن وبيونج يانج للتوقف وتقييم آثار الحكومة الجديدة في سول على سياستهما. كما تعكس وجهة نظر مون في كوريا الشمالية توجه الرئيسين الليبراليين اللذين تولا سدة الرئاسة في الفترة ما بين عامي 1998 و2008، واللذين اتبعا السياسة المعروفة بـ «الشمس المشرقة» مع الجار الشمالي.
وشملت تلك السياسة محادثات دبلوماسية ولم شمل الأسر ومشروعات اقتصادية مثل منطقة كايسونج الصناعية في كوريا الشمالية، إلا أن العام 2006 شهد زوال ذلك العصر مع أول تجربة نووية لبيونج يانج.
وينقل التقرير عن منتقدين قولهم إن أي جهود لمون لإحياء سياسة «الشمس المشرقة»، ربما عن طريق إعادة فتح مجمع «كايسونج» الذي أغلقته سابقته بارك جون هاي، سيمنح بيونج يانج شريان الحياة للحد من اعتمادها الاقتصادي على الصين ما يضعف نفوذ بكين ويعزز من قبضة الرئيس كيم.
ويعتبر التقرير أن مسألة منظومة ثاد الأمريكية تعد اختبارًا آخر لمون، والتي إن حاول إلغاءها فإن ذلك قد يوتر تحالفه مع واشنطن ويعطي انطباعًا بخضوعه لضغوط بكين. وقد يكون ذلك قاتلاً – على حد وصف الصحيفة – سياسيًا، حيث ينتاب الأطياف السياسية القلق من أن تتعامل بلادهم بمزيد من الاحترام تجاه القوى الكبرى.
ومع اعتراف مون بتعقيد التحديات التي تواجهه، فإنه لا يزال حريصًا على التأكيد أنه عندما وعد بإعادة النظر في نشر منظومة ثاد، فإنه لم يعني بالضرورة إلغاء نشرها. وفي حين أن مون قد أكد أنه ينبغي على بلاده ألا تقول لا لأمريكا، فإنه قد شدد في الوقت نفسه على أن أية مبادرة دبلوماسية تجاه كوريا الشمالية سترتكز على التحالف بين كوريا الجنوبية وأمريكا. كما أنه عبّر عن امتنانه للولايات المتحدة لحمايتها كوريا الجنوبية من الشيوعية ودعمها من أجل التحول والانتقال إلى ديمقراطية مزدهرة.