كتاب «المرونة العصبية»: أن تبرمج دماغك كجهاز كمبيوتر
يحكي «روبرت لوك»، مجرم السطو المسلّح، عن تجربته داخل سجن الكاتراز، وخصوصاً داخل غرفة بعينها تعرف باسم «الحفرة المظلمة»، إذ لا وجود فيها لا للضوء ولا للصوت. معزولٌ بالكامل عن العالم الخارجي، وموجودٌ في سجن على جزيرة بوسط الخليج.
قضى لوك 29 يوماً في «الحفرة» التي تُعاقِب المسجون من خلال حرمانه من الشعور بأي مدخلات حسية؛ لا يرى ولا يسمع، فقط عدة أمتار من العتمة التامة.
بعض المجرمين لم يتحملوا الأمر، إذ بدأوا في صدم جماجمهم في الحائط، لكن أدمغة البعض الآخر -ومنهم لوك- وجدت طريقها للتأقلم. فإذا كان لا وجود للعالم فلنصنع نحن واحداً.
في عتمة الغرفة بدأ لوك بالرؤية. لا، لم يتخيّل الأمر، بل ذهب إلى ما هو أبعد من الحلم أو من حلم اليقظة، تحوّلت الغرفة حالكة الظلام إلى عالم آخر، وَلَجه لوك وتجوّل فيه أيضاً، لم تقتصر الهلاوس التي خلقتها الغرفة على التأثير على عينيّ لوك فحسب، بل يذكر أنّه في إحدى تلك الرحلات قام بتطيير طائرة ورقية. بالأخير قال لوك «لقد كان الأمر حقيقياً، لكن كل شيء كان داخل رأسي».
لا نستطيع أن نُكذِّب لوك وزملاءه، لأنهم لم يروا سوى ما أرتهم عقولهم إياه، لقد كان دماغهم مرناً وحاول التأقلم فحسب، وهو ما نسمّيه «المرونة العصبية».
تشكيل الدماغ كصلصال
تعلّمنا في المدرسة أن الأعصاب لا تنقسم، وأن أي خلية عصبية يفقدها الإنسان لا تُعوِّضها أخرى. حسناً، الآن حان الوقت لنُلقي بهذه المعلومة عرض الحائط.
لن ننكر أن العلماء أنفسهم تنازعوا كثيراً حول ما إذا كان الدماغ يُنتِج خلايا عصبية جديدة، وحتى المؤمنون منهم بذلك اقتصر بعضهم على التصديق أنّ الدماغ يخلق وصلات عصبية تشابكية Synapses جديدة بين الخلايا العصبية الموجودة بالفعل، ولا يخلق خلايا جديدة.
وظلّ هذا الأمر هو الشاغل المهيمن على عقول علماء الأعصاب حتى ستينيّات القرن الماضي، حين حُسم أخيراً، وأثبت العلماء قدرة الدماغ على تكوين مسارات عصبية جديدة، إمّا بإنتاج تفرعات جديدة من المشابك العصبية، أو بنمو خلايا جديدة وإضافتها لبقية النسيج.
يفعل الدماغ هذا كله من أجل التأقلم، فالدماغ ليس ذلك العضو الجامد الذي تظن، بل هو مخلوق بالأساس من أجل التكيف على الظروف الجديدة التي يوضع فيها الإنسان، وتوجيه توظيف الخلايا من أجل اتصال أفضل للإنسان بالعالم من حوله.
إذا كنت لا تتخيل كم خدمتنا تلك الوظيفة، فدعني أُقرِّب لك الأمر قليلاً.
شخص كفيف يهزمك في ألعاب الفيديو
في أواخر ستينيات القرن العشرين، طوّر «بول باخي ريتا» جهازاً يُمكِّن مكفوفي البصر من الرؤية عن طريق حاسة اللمس. كان الجهاز مكوّناً عن كرسي مُعدل من الكراسي المستخدمة لعلاج الأسنان، وبه 400 دبوس مُثبتة في مسند الظهر ومتصلة بكاميرا كبيرة تقع خلف الكرسي لتصوير مقطع فيديو.
يجلس الشخص المكفوف على الكرسي مع تحريك الكاميرا ببطء باستخدام مقبض، ومن ثَمَّ تتحول الصورة الموجودة على الكاميرا إلى نمط من الاهتزازات على مصفوفة الدبابيس، الأمر أشبه بأن أقوم بإشعارك باهتزاز في أربع نقاط على نفس المسافة من بعضها لتخبرني بأنك للتو شعرت بمربع، وعلى نفس المنوال وبعد تدريبٍ مُكثّف تجاوز العشر ساعات، تمكّن الخاضعون للتجربة من تأويل المشاهد البصرية المختلفة؛ ابتداءً من الخطوط الرأسية والأفقية، ووصولاً حتى التعرف على بعض الأشخاص من ملامح وجوههم.
لا يختلف المبدأ الذي استخدمه ريتا عن طريقة برايل كثيراً، إذ تعتمد طريقة برايل بالأساس على مبدأ «تقاطع الأنماط» التي تؤدي إلى تحويل معلومات حاسة ما إلى حاسة أخرى، كأن نعبر عن الرؤية باستخدام اللمس أو السمع.
لنفهم الأمر دعونا نتخيل أن المراكز في الدماغ عبارة عن مجموعة من الموظفين تعمل لدى مكتب يسمى «مكتب الحواس»، وأن المدخلات الحسية كالضوء (بالنسبة للعين) والصوت (بالنسبة للأذن) هي الملفات التي تعمل عليها هذه المراكز، فإذا كان الشخص كفيفاً فسيكون موظف القشرة البصرية لا ملفات أمامه، لكنه شخص ودودٌ جداً سيعرض على مركز السمع واللمس المساعدة فيعطيانه بعضاً من الملفات لديهم سيبدأ في العمل عليها، ومع الوقت سيصير خبيراً في أمورها، وإذا حدث شيءٌ لملفات اللمس أو السمع سيتأثر عمله هو الآخر.
إذا قمنا بالتأثير على نشاط القشرة البصرية لدى شخص مُبصر، سنثبط الرؤية لديه، لكننا لو فعلنا الأمر ذاته لشخص كفيف، فسيؤدي ذلك إلى إعاقة إحساسه باللمس. إذ لا تُعالج معلومات اللمس وحدها لدى الكفيف في القشرة البصرية بل والمعلومات السمعية كذلك، فمن خلال التعويض الحسي ذاك ومع قدر هائل من التدريب، قد يتمكن الشخص الكفيف من التنقل بسهولة عبر إصدار أصوات من جسده كنقرة لسانه أو حركة قدمه وتتبع الصدى العائد في إدراك الجوانب المادية لمحيطهم، وإذا كان بارعاً كفاية فقد يفعل أشياء أشد تعقيداً من ذلك، مثل ركوب الدراجات أو أن يقوم بهزيمتك في ألعاب الفيديو.
دماغ كامل أم مجرد لوحة مفاتيح؟
ساد اعتقادٌ بين العلماء أن الدماغ يتكون من مناطق تشريحية متمايزة، تختص كل منها بوظيفة معينة، وبناءً على هذا قسّم عالم تشريح عصبي ألماني يُدعى «كوربينيان برودمان» القشرة المخية إلى 52 منطقة، مُرقّمة في تصنيف سُمّي باسمه لا يزال يستخدم حتى اليوم.
في تصنيف برودمان تستقبل المناطق 1 و2 و3 المعلومات الحسية من سطح الجلد، وتمثل المنطقة 17 القشرة البصرية الأساسية، وهكذا.
تتمتع القشرة الدماغية بقدر كبير من المرونة. صحيح أن هناك تموضعاً للوظائف الدماغية، لكنه ليس بالصرامة التي توقعها العلماء في البداية.
تترابط المسارات العصبية في الدماغ، ومن ثَمَّ يمكنها أن تؤثر في بعضها البعض، تختص كل منطقة حسية بشكل أساسي في معالجة المعلومات الحسية الواردة من عضو حسي واحد، لكن بعض خلاياها -وتسمى مناطق الارتباط- تخلط أنواعاً عدة من المعلومات في عملية تسمى «تكامل الحواس المتعددة»، وتعتبر القشرة البصرية أقوى دليل على ذلك.
فالقشرة البصرية لدى الشخص الكفيف، حين لا تحصل على المعلومات الحسية التي من المفترض أن تعالجها، يمكنها أن تبدّل الأدوار وتعالج نوعاً آخر من المعلومات الحسية، كاللمس والسمع، أو حتى غير الحسية مثل اللغة، الأمر الذي يفسّر تفوق فاقدي البصر في اختبارات الذاكرة اللفظية.
الظاهرة السابقة تُسمى «تأثير مكجورك»، وهي توضِّح كيف تتكامل الحواس بطريقة سهلة، فلو جلست يا صديقي أمام مقطع فيديو لشخص ينطق الحرف G مُركّب عليه صوت شخص آخر ينطق الحرف B فسوف تسمع أنت حرف الـD، وذلك لأنّ دماغك لم يعتمد فقط على حاسة السمع من أجل السمع بل واستخدام البصر كذلك.
مثال بسيط آخر، وضع العلماء نوعاً من الكحوليات عديمة اللون، وقاموا بتلوينه بالأحمر ليبدو مثل نوع آخر أمام مجموعة من الزبائن في مطعم، فعرّف الناس المشروب على أنّه كحول أحمر، ما يعني أنّ حواسنا تعمل سوياّ وليست بمعزل عن بعضها البعض.
الفتاة التي ترى الروائح
يختلف «تأثير مكجورك» الذي يصف تداخل الحواس عن حالة عصبية أخرى تُعرَّف باسم «تراكب الحواس/ الحس المرافق»، وفيها تُعالج المعلومات الحسية الخاصة بحاسة ما في منطقة خاصة بحاسة أخرى.
إذا عدنا لمثال «مكتب الحواس»، فسنجد أنّ موظفاً ما قد جلس على المكتب الخاص بزميله، كأن يجلس موظف رؤية الألوان على مكتب موظف إدراك حروف اللغة، فيخلق هذا لنا أحد أنواع التراكب الحرفي، وهو التراكب الحرفي/اللوني، الذي عُرف عن الفيزيائي الشهير «ريتشارد فاينمان»، فقد كان كل حرف من الأبجدية يولّد لديه الإحساس بلون معين، فيرى حروفاً ملونة حين ينظر إلى المعادلات.
نوعٌ آخر كان لدى الفنان «فاسيلي كاندينسكي»، الذي كان يشعر بأحاسيس صوتية استجابةً للألوان، حتى إنه ذات مرة حاول خلق مُكافئ بصري لإحدى سيمفونيات بيتهوفين في لوحاته.
تناول البعض هذا الأمر فنيّاً، إذ دارت الدراما الكورية المُسمّاة «الفتاة التي ترى الروائح» عن هذا الموضوع بشيء من الخيال. «الحس المرافق» ليس نادراً، بل ينتشر لدرجة كبيرة نسبياً، فمن بين كل مائة شخص يَختبِر شخصٌ على الأقل هذه الحالة، وقد تكون أنت أحد هؤلاء.
فكّر في الأمر؛ ألا يثير مثلاً يوم الثلاثاء في نفسك شعوراً بلون معين؟
هل يمكن استخدام 100% من قدرات أدمغتنا؟
إذا قاد التدريب الصحيح، الشخص الكفيف، إلى استخدام أمثل لحواسه السليمة، هل يمكن أن يعطينا ذلك الأمل من أجل ترويض دماغنا كما جهاز الكمبيوتر؟
في الواقع، الإجابة هي نعم.
عليك الآن الاعتراف أنّ أول ما تبادر إلى ذهنك التطبيقات والألعاب التي تزعم أنّها تقوي الذاكرة، تزيد التركيز… إلخ. أتعلم أنّ منتجات تدريب الدماغ تلك صارت صناعةً تُقدّر بملايين الدولارات في الولايات المتحدة؟ يتهافت على تلك الألعاب الذهنية كبار السن بخاصة، إذ يزعم بعضها أنّها تقلل من خطورة الإصابة بألزهايمر وأمراض الدماغ الأخرى، لكن الأبحاث التي تثبت فوائد الألعاب الذهنية لا قيمة لها على الإطلاق، حتى إنّ شركة التدريب العقلي الكائنة في سان فرانسيسكو قد دفعت في 2015 مبلغ مليونيّ دولار تعويضاً عن خداع العملاء.
إذن خرجت الألعاب الذهنية من السباق، فماذا يتبقى لنا؟
لا بد وأنّك سمعت عن «فينياس غيج»، مراقب السكك الحديدية في فيرمونت. حسناً لو لم تسمع به فلتصغِ إليّ جيداً.
كان غيج في فترة دوامه حين اشتعل إصبع ديناميت، ملقياً بمسمار نفذ عابراً جمجمة غيج، ومطيّراً جزءاً منها أمام دهشة زملائه.
حسناً لم يمت غيج، ولكن بعد شفائه بفترة لاحظ أصدقاؤه تغيراً في طباعه، بعد أن كان طيباً مرحاً صار مُوبِّخاً أنانياً مزاجياً متردداً. إن التغيير التشريحي الذي حدث في دماغ غيج قد أنتج تغييراً في سلوكه وطباعه، ولمّا كان الأمر يسير في كلا الاتجاهين، فصدّق أو لا تصدق إن تغييرك لسلوكياتك يُنتج تغييراتٍ في تشريح دماغك، وعلى هذا الأساس يمكننا تدريب الدماغ.
وجد باحثون عام 2004 أن أدمغة البشر ثنائيي اللغة تشهد زيادة في كثافة المادة الرمادية الموجودة في الدماغ والمسئولة عن تعلم المفردات ودمج المعلومات، إضافة أن لها أيضاً آثار وقائية عصبية، إذ تقلّل من احتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر، كذلك أوضحت دراسات التصوير العصبي أن أدمغة الموسيقيين شهدت زيادة في الألياف المسئولة عن عملية تنسيق حركة الأطراف، أي أنّ أي مهارة يمارسها الإنسان تؤثر في تشريح دماغه، مما يزيد من قدرته على استخدام حواسه، لذا ربما كانت مقولة «التكرار يعلّم الحمار» وصفاً كوميدياً دقيقاً جداً، وإن كان غير مقصود للمرونة العصبية التي يتصف بها الدماغ.
الجانب المظلم من المرونة العصبية
ليست كل مرونة عصبية يكتسبها الدماغ محمودة العواقب، يأتي الإدمان مثالاً قوياً على الأمر، فالعقاقير المُدمنة حين تدخل إلى الجسم تستولي على نظام المكافأة الموجود في المخ، ولأنها أقوى من المكافآت الطبيعية فإنها تحفز إنتاج كمية أكبر من هرمون الدوبامين، الهرمون مسئول عن السعادة.
في البداية يتعاطى الإنسان تلك المواد من أجل تأثيرها المبهج، لكن مع تكرار تعاطيها تبدأ أعراض الانسحاب في الظهور، مما يضطر الشخص إلى تناول قدر أكبر والدخول في دائرة مفرغة تجعل منه مدمناً، ولأن مسار المكافأة يحوي كذلك مناطق مسئولة عن الذاكرة والوظائف التنفيذية، فتقوم المادة المدمَنة بتوجيه كلتا الوظيفتين لصالحها، فتسيطر على ذاكرة المرء وتربطها بالسعادة بحصوله على المادة، كما تقوم بالتأثير على قراراته التنفيذية فيسعى لتسهيل حصوله على المادة المخدرة مُجدداً.
مثال آخر على الجانب المظلم من المرونة هو الألم. إن تنشيط النهايات العصبية الموجودة تحت سطح الجلد والمسئولة عن استشعار الألم له وظيفة تنبيهية للإنسان، كي يتلافى مصدر هذا الألم، ولكن تكرار تنشيطها يتسبب في حساسية مفرطة للنسيج التالف، فيبدأ الإنسان التي حدثت لديه مرونة عصبية في الشعور بالألم من محفزات عادية لا تسبب ألماً لدى الإنسان العادي.
مجدداً، يكمن الحل في الحب
خُلِق الدماغ من أجل التعلّم والسمو، لا من أجل أن نبقيه على وضع الصمود وحسب. إنّ الدمار الذي يُخلّفه البشر على كافة الأصعدة يترك ندوباً في نسيج الدماغ. الحروب وإساءة معاملة الأطفال كلها من الأسباب التي تحوّل طريق الدماغ إلى الصمود عوضاً عن الازدهار.
أظهرت دراسة أُجريت على الفئران في عام 2004 أنّ الفئران الصغيرة التي تلقت رعاية جيدة من أمهاتها، حيث قامت أمهاتها بالاهتمام بها -جسدياً وذهنياً- فكانت ترضعها بوتيرة أكثر وتلعقها على نحو متكرر، تلك الفئران أفضل في التعامل مع التوتر والمواقف المخيفة في البلوغ، متفوقة على نظيراتها ممّن لم تتلقَ نفس الرعاية.
نفس الأمر ينطبق على أطفال البشر، كما في الدراسات التي قامت على الأطفال المُهمَلين في ملاجئ رومانيا الفقيرة، الذين عانوا بسبب الإهمال من مشاكل في الذاكرة والتركيز، ناهيك بدراسات تصوير الدماغ التي أوضحت ارتباطات مُحدّدة بين الفقر وبنية الدماغ وعمله.
صحيح أن نفس الدراسات لم تصل إلى سببية العلاقة بينهما، لكن يعود ذلك إلى تعقّد تلك العلاقة، فالدماغ أعقد من أن نعزو سبب تغييرات تشريحيته إلى سببٍ واحد، لكن بعض النتائج الأخرى حتميّة، فالفقر في الطفولة يُسبِّب لدى الطفل التوتر المزمن لاحقاً في حياته.
إذا تعرف أو كُنتَ شخصاً عانى في طفولته من سوء المعاملة التي نتج عنها مشاكل نفسية كالقلق والاكتئاب، فدعني أزّف إليك هذا الخبر السعيد؛ إن كل التدهورات التي حدثت في دماغك أو دماغ أحبّتك ممّن لاقوا طفولة صعبة يمكن عكسها!
نعم تماماً كما قرأت، يمكن عكسها ولو جزئياً، الدماغ مرنٌ جداً ولم يَفُت الأوان بعد لاستبدال تاريخ المعاناة ذاك بسعادةٍ تفوقه، فالأطفال ممّن تعرضوا للتبني من قبل أسرة داعمة قلّت لديهم حدة الاضطرابات التي سببتها طفولتهم.
لا أحد كبير على التعافي، مهما كان ما مررت به فلن يدوم، كل هذا الحزن والقلق سيختفي. يوماً ما ستُصادِف أشخاصاً يحبونك، ووقتها يُدرك دماغك أنّه لم يعد بحاجة إلى كل هذا القلق، ويُغيِّر تركيبته ويطفئ وضع الصمود أخيراً. يوماً ما ستتعافى وترى الحياة كما لم ترها من قبل، وحتى يحدث ذلك أرجوك ألّا تكون سبباً في معاناة جديدة لإنسان جديد. لا تُحضر إلى العالم أطفالاً لن تقدر على كفايتهم مادياً وشعورياً. إن جُلّ ما يُميِّز إنسانيتنا هو الحب. ستصادف الكثير مما يؤذيك على طول الطريق، لكن احرص دوماً ألّا تتأثر. حافظ دائماً على تقديمك للحب، إنّه ما يبقيك إنساناً.