اشتراك Netflix أم Apple TV+ أم Disney+: كيف تختار الأنسب؟
كان لدي تخوف يبدو منطقيًّا منذ تم الإعلان عن تجهيز إطلاق خدمة Disney+ وسحب جميع إنتاجات ديزني من منصة Netflix لتكون حصرية على منصتها الخاصة. هذا التخوف هو عودتنا خطوات إلى الوراء بعدما قامت Netflix بتيسير توفير المحتوى الترفيهي المرئي عند الطلب بطريقة مشروعة بعد سنوات من المعاناة مع قرصنة المحتوى، وقد زاد القلق أكثر بعدما فاجأتنا شركة أبل بإطلاق منصتها الخاصة Apple TV+ هي الأخرى.
فالآن قد انتشر الاشتراك في حسابات نتفليكس فردية أو جماعية بين الأصدقاء أو أفراد الأسرة، يدفع أحدهم أو يشتركون جميعهم في دفع مبلغ الاشتراك الشهري معقول التكلفة للاستمتاع بالمحتوى، فيلقى المبدع أجره، ويستمتع المتلقي في الوقت نفسه، الجميع رابح في تلك الصفقة.
أما في حال تعدد المنصات واحتكار كل منها لبعض الأعمال والتعامل مع شركات إنتاج بعينها، سيؤدي ذلك إلى عجز المشاهد المسكين عن الاكتفاء بمنصة واحدة، وفي الوقت نفسه لن يستطيع الكثيرون أن يشتركوا في أكثر من منصة، فهي تكلفة إضافية لا داعي لها على الإطلاق وسط ضروريات الحياة الأخرى.
مما سيؤدي في النهاية إلى ابتعاده عن كل تلك المنصات المتناحرة على إفراغ جيبه، وشراء راحة باله بالتحميل والمشاهدة المجانية غير القانونية، والتي رغم توفيرها الظاهر إلا أنها تنطوي على تكاليف باهظة سواء بالخسائر التي سيتحملها العاملون في صناعة المحتوى مما يؤثر على إنفاقهم في الإنتاجات القادمة، أو المستخدم نفسه الذي يعرض جهازه وبياناته للخطر بسبب زيارة مواقع غير موثوق فيها والتحميل منها.
ولكن بعد التفكير مليًّا في الأمر، وجدت أنه ليس بهذا السوء، فالجانب الإيجابي الدائم والمعروف من تعدد المنافسين هو محاولة كل واحد منهم تقديم الأفضل للتغلب على الآخرين، والأفضل هذا يتضمن جودة المحتوى والمميزات المصاحبة له، وكذلك تخفيض الأسعار كلما أمكن، وهذا كله في صالح المشاهد.
وفي الوقت نفسه سيكون على المستخدم التخطيط لما يريد مشاهدته، بحيث يمكن أن يغير اشتراكه من إحدى المنصات للأخرى لمشاهدة الإنتاجات الحصرية عليها في شهر معين، ثم العودة مرة أخرى لمنصته المفضلة في الشهر الذي يليه.
إذن فلقد حللنا الأمر ووجهناه لصالحنا في النهاية، بقي فقط أن تعرف ما الذي يفرق بين ثلاثتهم لتعلم متى سيكون عليك الاتجاه لكل منصة، وأيهم ستكون المفضلة لديك، وهذا ما سنستعرضه معًا تاليًا.
1. منصة Netflix
تعتبر نتفليكس هي المنصة الأقدم بينهم، وهي ذات الباع والخبرة الطويلة مع المستخدم، مما يجعل مكتبتها زاخرة بالأعمال العديدة، سواء من إنتاجاتها الغزيرة التي بدأتها في السنوات الأخيرة حول العالم، أو من مكتبة الأفلام والمسلسلات التي حصلت على حق عرضها.
الجانب الذي يؤخذ على عدد لا بأس به من إنتاجات نتفليكس هو الاستسهال في الإنتاج، ويتضح ذلك في المؤثرات البصرية أو في اختيار القصص وحبكاتها الضعيفة، ولكن هذا لا يمنع من وجود إنتاجات ضخمة تفادت تلك المشكلات ولاقت نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا مثل مسلسلات Stranger Things، Money Heist (La Casa De Papel)، Black Mirror، Dark، وغيرها.
تدعم نتفليكس إنشاء أكثر من بروفايل على نفس الحساب، لكي يستطيع أكثر من فرد الاستفادة منه وكل شخص يحتفظ بتفضيلاته والمقترحات التي تُبنى عليها. كما يمكن تفعيل خاصية الـ Kid Mode والتي تعرض على البروفايل الإنتاجات المناسبة للأطفال فقط وتحجب عنهم إنتاجات أخرى تتسم بالعنف والجرأة ولا تناسب سنهم، فتجد 4 مستويات سنية متاحة يمكنك الاختيار منها: للأطفال الصغار – للأطفال الكبار – للمراهقين – للبالغين.
تعمل منصة Netflix على كل أنظمة التشغيل تقريبًا، فبالطبع تستطيع المشاهدة من أي متصفح إنترنت، كما أن لها تطبيقًا على أندرويد وتطبيقًا iOS، وتدعم أيضًا منصات الألعاب Playstation و XBOX One، بالإضافة إلى منصات التلفزيونات الذكية Android TV و Apple TV وغيرها، وبكل تأكيد تدعم البث على أجهزة Chromecast من أي منصة مما سبق ذكرهم، والتحميل داخل التطبيق للمشاهدة بدون إنترنت في أي وقت.
أما عن التسعير، فإن لديك 30 يومًا للتجربة المجانية شريطة تسجيل بطاقة الائتمان الخاصة بك، ولن يخصم منها أي مبلغ إلا بعد انتهاء الـ 30 يومًا، ويمكنك الإلغاء في أي وقت قبل موعد سحب المبلغ والاستمرار بالاستمتاع بباقي الشهر المجاني. ولو أعجبتك المنصة واخترت الاستمرار فيها، فستجد هناك ثلاث خطط سعرية متاحة للاختيار بينها:
- الخطة الأساسية: بسعر 7.99 دولار شهريًّا، وهي خطة ضعيفة لا يُنصح بها إلا لأصحاب الإنفاق المحدود والأجهزة المتواضعة، حيث لا تدعم العرض بجودة HD، ويمكن لشخص واحد فقط المشاهدة في وقت معين، أي لا يمكن أن يشاهد شخصان من جهازين مختلفين في الوقت نفسه. ولكنها تدعم العمل على أي أجهزة مدعومة ومشاهدة كل المحتوى المعروض، ويمكنك إلغاؤها في أي وقت لتستمتع بنفس الشهر حتى موعد التجديد القادم.
- الخطة القياسية: هي الأشهر بين الثلاث الخطط وتأتي بسعر 9.99 دولار شهريًّا، وتتفق مع الخطة الأساسية في كل المزايا ما عدا بعض المميزات الإضافية مثل إمكانية العرض بجودة HD (و Full HD كذلك)، وتدعم أن يشاهد شخصان على الأكثر من جهازين مختلفين في الوقت نفسه.
- الخطة المميزة: لأصحاب الأجهزة المتقدمة بسعر 11.99 دولار شهريًّا، حيث إنها بالإضافة للميزات السابقة، تدعم العرض بجودة UltraHD، وتسمح باستخدام 4 أشخاص لـ 4 أجهزة في الوقت نفسه.
ملحوظة: يمكنك الدخول بنفس الحساب على عدد غير معلوم من الأجهزة بدون مشاكل في أي خطة سعرية، ولكن القيود فقط تنطبق على عدد الأجهزة المسموح لها بالعرض في الوقت نفسه.
2. منصة Apple TV+
نعي جيدًا أن أبل لا تقدم أي منتج أو ميزة قبل التريث والتيقن من أنه سيكون على المستوى المطلوب، لهذا هي عادة متأخرة في تقديم المزايا الموجودة لدى منافسيها، ولكنها عندما تقرر أن الوقت قد حان لإطلاقها تجدها بأفضل شكل، ويمكن الاعتماد عليها بكل طمأنينة.
لذلك عندما أطلقت منصة أبل تي في بلس فإنها كانت قد أعدت عدتها جيدًا وأتت بمحتوى قوي رغم قلته الشديدة، فحتى لحظة كتابة هذه السطور لا يوجد سوى 11 عملًا تم إنتاجه فقط على المنصة، وهو عدد قليل للغاية مقارنة بأي منافس، ولكن تقييمات الأعمال الحالية مرتفعة جدًّا في مواقع تقييم الأعمال الفنية ولاقت استحسانًا من الجمهور، بالإضافة لتنوعها الشديد لترضي كل فئات الجمهور، كما وعدت أبل بزيادة الإنتاجات شهريًّا.
تفتقر منصة Apple TV+ لميزة إنشاء بروفايل لكل مستخدم للأسف، ولا أعلم إذا كانت تخطط لإضافتها مستقبلًا أم لا، لعل ما جعلها تؤجل توفيرها هو عدم وجود وفرة حالية من المحتوى التي ستخصص لكل مستخدم حسب تفضيلاته.
أما وضع الرقابة الأبوية Parental Controls فيمكن تفعيله من إعدادات الحساب لو كنت ستجعل طفلك يشاهد من متصفح الإنترنت، وستختار تصنيفات الأفلام والمسلسلات المسموح بعرضها. بينما في تطبيق الهاتف فالأمر معقد قليلًا، حيث ستذهب إلى تطبيق الإعدادات، وتختار منه Screen Time، ثم تضغط على Content & Privacy Restrictions، ومنها Content Restrictions، ثم تختار التصنيف المناسب الذي تريد أن تسمح بعرضه.
وعلى سيرة التطبيق، نرى هنا جانبًا سلبيًّا آخر (ولكنه متوقع من أبل)، وهو أن المنصة لا تدعم العرض إلا على نظام iOS (آيفون وآيباد وآيبود)، وعلى جهاز Apple TV، وجهازين آخرين غير مشهورين في العالم العربي، وبالطبع أجهزة ماك، ومتصفحات الإنترنت من موقع المنصة الرسمي.
لذلك فإن أجهزة أندرويد خارج اللعبة وهو مما يثير حفيظة شريحة عريضة من مستخدمي هذا النظام، ولكن يمكنهم المشاهدة من خلال متصفح الإنترنت على هواتفهم، وستعمل الخدمة بكفاءة، ولكنها بالتأكيد ستفتقر إلى ميزة مهمة وهي التحميل للمشاهدة بدون إنترنت والتي لا تتوفر إلا على تطبيقات المنصة.
وبالنسبة للتسعير فهناك 7 أيام للتجربة المجانية، يمكنك أن تلغيها وقتما تشاء قبل السحب من بطاقة ائتمانك بعد انتهاء اليوم السابع، ولكي تلغي الاشتراك من المتصفح ستذهب إلى إعدادات حسابك من المنصة، وفي نهاية الصفحة ستجد قسم Subscriptions، فقم بالإلغاء من هناك. أما التطبيق فستضغط على حسابك، ومنه اختر Manage Subscriptions، ثم اختر Apple TV+ وألغِ من هناك.
أما لو أردت الاستمرار فهنا تأتي الأخبار السارة، حيث تقدم أبل خطتين فقط للتسعير، خطة شهرية بقيمة 79.99 جنيه مصري شهريًّا (4.99 دولار)، وأخرى سنوية بقيمة 799.99 جنيه مصري شهريًّا (49.99 دولار)، وهي القيمة الأرخص بين المنافسين، وهذا الاشتراك يوفر لك العرض بجودة UltraHD ودعم مشاهدة 6 أشخاص من الحساب نفسه في وقت واحد على أجهزتهم المختلفة.
وأخيرًا، فهناك عرض لفترة محدودة وهو اشتراك لمدة عام مجانًا في خدمة Apple TV+ لو قمت بشراء جهاز آيفون أو آيباد أو آيبود لمسي أو Apple TV أو ماك جديد من بائع معتمد، بشرط أن يكون تاريخ الشراء من بعد 10 سبتمبر 2019.
3. منصة Disney+
نأتي هنا لمكتبة من أكبر مكتبات السينما، صاحبة أضخم الأعمال الفنية وأكثرها تكلفة وأبدعها في المؤثرات البصرية، الخصم الذي يمكن أن يهدد بالفعل عرش نتفليكس لباعه الطويل في عالم الفن السابع وغزارة أعماله، وهي ديزني بلس.
تمتلك منصة Disney+ حق عرض كامل أعمال شركة ديزني، وبيكسار، ومارفل، وStar Wars، وNational Geographic، لذلك فهي لديها الكثير بالفعل من الأعمال المحبوبة على نطاق عالمي لتدعمها أمام المنافسين.
وتدعم المنصة التشغيل على جميع المنصات مثلها مثل نتفليكس بدون قيود، وهذا يعني أن التحميل متاح عبر تطبيق الخدمة على أي نظام تشغيل لاستمتاع بالمشاهدة بدون إنترنت في أي وقت، كما يمكن البث عبر Apple TV أو Chromecast بحُرية.
مثلها مثل سابقتها، تقدم منصة Disney+ فترة تجريبية مجانية لمدة 7 أيام، وبعدها يمكن الاشتراك بمبلغ 6.99 دولار شهريًّا، أو 69.99 دولار سنويًّا، وتوفر محتوى بجودة UltraHD و4 أجهزة للعرض في الوقت نفسه، وبهذا السعر وهذه المكتبة تكون منافسًا شرسًا سيفرض نفسه بقوة على الساحة.
نعلم جيدًا أنه من الصعب أن تجد في محتوى ديزني أو أي من الشركات الأخرى المذكورة في منصتها ما يمكن أن يسيء لأي فرد من أفراد الأسرة، بالطبع هناك حالات شاذة مثل إيحاءات أفلام Deadpool أو دموية فيلم Logan، ولكنها حالات تُعتبر نادرة جدًّا، لذلك فأنا أعتقد بعدم أهمية وجود وضع خاص للأطفال أو للرقابة الأبوية، ولكني لا أعلم إن كانت موجودة أم لا في الواقع؛ لأنني لم أجرب الخدمة بنفسي للأسف، وهذا سببه هو الخبر المؤسف التالي.
الخبر السيء لمحبي ديزني وباقي الشركات المذكورة – وخاصة المحبين من المنطقة العربية – هو أن المنصة غير متاحة إلا في عدد محدود من الدول (6 دول فقط حتى الآن)، وستتوفر في 5 دول أخرى بنهاية مارس عام 2020، أما خططها للتوسع في بقية دول العالم فبحسب تصريحات الشركة فإنها ستستغرق حوالي عامين لتنتشر بالتدريج، ولنا أن نتوقع أن الدول العربية ستكون في ذيل القائمة كالعادة.
الخلاصة
يتضح لنا من السرد السابق لكل منصة من الثلاث أنه بالنسبة لك كمستخدم عربي فإن منصة نتفليكس لا تزال هي الخيار الأمثل للاعتماد عليه بصورة مستمرة، وبين الحين والآخر يمكنك الانتقال لمدة شهر للاستمتاع بالمحتوى الجديد الذي تقدمه منصة أبل تي في ثم العودة من جديد إلى نتفليكس حتى يتجدد المحتوى في أبل بصورة كافية مرة أخرى.
أما ديزني بلس، فهي للأسف خارج حسابات المستخدم العربي حتى إشعار آخر بعد فترة ليست بالقليلة، إلا لو استطعت استخدام المنصة عبر خدمة VPN قوية تزيف موقع جهازك ليكون من ضمن الدول المدعومة، أما لو كنت لا تستطيع فعل ذلك فلتتناسها واعتبرها غير موجودة.
وأخيرًا، إن كنت مهتمًّا بمحتوى عربي أكثر من الأجنبي وتبحث عن منصات بها أعمال عربية كثيرة أو مسلسلات تركية وهندية مدبلجة وما شابه ذلك، فسيكون عليك التوجه إلى تطبيقات أخرى مثل Wavo و Shahid و… ولكن هذا مقال آخر.