وثائق نازية: أيها الألمان، لا تشتروا إلا من اليهود!
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
خلفية
نُشر المقال التالي في 10 ديسمبر 1928، في صحيفة «دير أنجريف» – التي أسسها وزير الإعلام النازي جوزيف جوبلز في برلين عام 1927.
وقد كتب جوبلز هذا المقال خلال موسم التسوق لعيد الميلاد، ليُقدم فيه اقتراحًا ساخرًا بأن يشتري الألمان من اليهود فقط. والعنوان مقتبس من الشعار النازي المعروف:
أيها الألمان، لا تشتروا إلا من اليهود!
لأن اليهودي يبيع لكم السلع الرخيصة والرديئة، بينما يضع الألماني سعرًا مناسبًا للبضاعة الجيدة.
لأن اليهودي يغشكم، بينما الألماني يتعامل معكم بنزاهة وأمانة.
لأنكم تستطيعون شراء جميع أنواع القمامة من اليهود، ولكن الألمان لا يبيعون لكم في الغالب إلا السلع ذات الجودة العالية.
لأن اليهود إخوانكم في الدم والألمان أعداء شعبكم.
لأن اليهودي ينفق عليكم بعرق جبينه، بينما الألماني كسول ولا يصلح لشيء.
لقد وقف اليهودي بجانبكم على جبهة الحرب لأربعة أعوام كتفًا بكتف، وخاطر بحياته من أجل عظمة ألمانيا ورفعتها، بينما كان الألماني يولي الأدبار هاربًا من المواجهة.
لقد مات اليهودي حتى تحيا ألمانيا.
أين عساك أن تجد يهوديًا لم يخسر كل شيء أثناء الحرب والثورة، وأين عساك أن تجد ألمانيًا لم يصبح أكثر ثراء وغطرسة؟ أليس صحيحًا أن الألمان هم من دقوا أطراف المسيح على الصليب؟ وأن اليهود هم من حولوا تعاليمه عن المحبة إلى واقع؟
لا تشترِ إلا من محلات اليهود. فماذا يعني التاجر الألماني الصغير بالنسبة لك؟ عليه أن يذهب إلى فلسطين وأن يبيع بضاعته هناك. فهو لا ينتمي إلينا هاهنا في ألمانيا!
لقد تعبنا من هذه الثرثرة المستمرة عن الأعمال التجارية الصغيرة التي تنهار، فمحلات اليهود تنعم بالرخاء والازدهار، وجميع أنواع القمامة الرخيصة متوفرة بها. وهذه الأماكن موجودة على كل ناصية، وأضواؤها تلمع في الليالي المظلمة، وتلمع أشجار عيد الميلاد في الواجهات الزجاجية، وتحوم الملائكة فوق بحر من الأعمال الفنية الرخيصة، والأطفال يضحكون ويصفقون، بينما يقف التاجر اليهودي الطيب يفرك يديه بسعادة.
فأين عساك أن تجد تاجرًا ألمانيًا كريمًا ونشيطًا بهذا الشكل؟ ماذا تعني بأن على الألماني أيضًا أن يكسب قوت يومه؟ لماذا؟ من يظن نفسه؟ عليه أن يشعر بالراحة مثل بقيتنا. فلماذا ينبغي أن يحظى بعض الألمان بحياة أفضل من بقيتنا؟ فهذا هو حق اليهود في ألمانيا في واقع الأمر، فلماذا توجد الجمهورية إذن إذا لم يكن ذلك لمصلحة اليهود؟
لقد أعلن ستمائة عمل تجاري صغير إفلاسهم بسبب محلات اليهود خلال موسم عيد الميلاد في برلين وحدها!
هل ما زال هناك عدد كاف من الألمان في الأرجاء؟ لا تنزعج، ففي العام القادم سيكون العدد الموجود أقل من ذلك، ولم يعد يوجد الكثير من الأعمال في ألمانيا لتعلن إفلاسها، وهكذا ينبغي للأمر أن يكون، أن تكون ألمانيا لليهود! فهذا هو ما حاربنا من أجله وبذلنا له الدماء، وسننفق كل ما نملك من مال للوصول إلى تلك الغاية.
لننصب شجرة عيد الميلاد، ولتفرحي يا بنت صهيون! فالألمان الطيبون يصنعون أغلالهم بالأموال التي كسبوها بكدهم، فالرأسمالي اليهودي سيستخدم تلك الأموال ليضع الألمان في الرق الأبدي، من ذا الذي يرفض أن يساعد في إنجاز أعمال الخير العظيمة ليهود العالم؟ فلماذا نملك أعناقًا إذن إن لم تكن لارتداء أطواق العبودية فيها؟
لقد كانت ألمانيا معروضة للبيع لمدة عشرة أعوام، فمن ذا الذي لا يريد أن يساعد في ذلك؟ هل تساءل أي شخص إذا كانت تلك اللعبة الموضوعة تحت شجرة عيد الميلاد قد أتت من «تيتز» اليهودي أم من «مولر» الألماني؟ سيصبح اليهودي أكثر بدانة بفعل الأموال التي تعطونها إياه، بينما يتضور الألماني من الجوع، وإن يكن! فلتسطع الأنوار على اليهود، وليتخبط الألمان في غياهب الظلمات، فهذا ما يريده إله اليهود، وما يريده خادمه الخانع «هيلفردنج» وزير المالية، فالملكية الخاصة سرقة، طالما أنها ليست ملكية اليهود، فيجب ألا يملك النبلاء قرشًا واحدًا، وأن تذهب كل الأموال إلى البنوك والبورصة والمحتالين أصحاب المحلات التجارية.
عيد الميلاد هو عيد المحبة، لماذا لا نحب اليهود المساكين؟ بل لماذا لا نجعلهم أثرياء؟ أحبوا أعداءكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم!
متى كان اليهودي ليس عدوًا لنا؟ متى كان لا يكرهنا ويظلمنا ويلعننا ويبصق علينا؟ من ذا الذي يطالبنا بشكل غير إنساني بأن نتعامل مع اليهودي وفق القانون الذي يتعامل معنا به: العين بالعين والسن بالسن؟
لقد جاء الطفل الذي سنحتفل بمولده في غضون أيام إلى العالم برسالة المحبة، ولكن المسيح الذي كان يُعلّم الناس المحبة لم يستطع أن يتعامل دائمًا بالمحبة، فعندما رأى الصيارفة اليهود في المعبد، أخذ سوطًا وأخرجهم من المعبد.
أيها الألمان، لا تشتروا إلا من اليهود! فلنترك مواطنينا يتضورون جوعًا، ولنذهب إلى المحلات اليهودية خاصة في عيد الميلاد، فكلما زاد الظلم الذي تنزله بشعبك، عجّل ذلك من اليوم الذي يأتي فيه رجل يأخذ السوط ويخرج الصيارفة من معبد أرض آبائنا.