مورينيو يتعجب: لماذا يشيدون بسولشاير لتقديمه نفس ما قدمته؟
كانت هذه المرة الأولى منذ أكتوبر 1996، التي يدخل فيها ليفربول ديربي إنجلترا وهو رائد الترتيب. هل تأثر لاعبو مانشستر يونايتد بذلك؟ هل شعروا بشيء من العار؟ وقف اللاعبون في الممر المؤدي إلى الملعب يتبادلون السلامات والأحضان مع لاعبي ليفربول، لدرجة جعلت روي كين متقززًا.
ربما كان «كين» مبالغًا أو لم يكن صبورًا كفاية حتى نهاية اللقاء، حين بدأت الحرب الباردة بين اللاعبين على تويتر، حيث نشر راتشفورد تلك اللقطة التي سقط فيها فان دايك خلفه، ورد فان دايك بصورته وهو يسقط أحد لاعبي اليونايتد في التحام هوائي مع إشارة لاستعداد فريقه ليوم الأربعاء مع ابتسامة لن يفهمها سوى من يلعب يوم الخميس في الدوري الأوروبي.
في الأخير، كان موقف كابتن مانشستر يونايتد الأسبق محفزًا لإستوديو تحليلي مختلف، فانتازيا لأحداث لم تحدث، لكنها ليست بعيدة تمامًا عن الواقع.
الرأي والرأي الآخر
أنهى مانشستر يونايتد الشوط الأول متقدمًا بهدف ماركوس راتشفورد، الذي نتج عن مخالفة واضحة لصالح أوريجي مهاجم ليفربول. تجاهل حكم الساحة المخالفة، وسارت تقنية حكم الفيديو المساعد على هديه، ليشتعل يورجن كلوب غضبًا خارج الملعب.
استدعى إستوديو شبكة «سكاي سبورتس» روح الحيادية من مصدرها، وقرر مخرج البرنامج «محمد نصر المانشستراوي» مجاملة الضيوف المحسوبين على مانشستر يونايتد – جاري نيفيل، وروي كين وجوزيه مورينيو – عبر فقرة قصيرة من الرأي والرأي الآخر.
الرأي الأول كان قد تم عرضه مسبقًا عبر ردة فعل المدرب يورجن كلوب بعد الهدف، حيث لم يستطع الألماني ضبط أعصابه، واستمر في مجادلة الحكم الرابع مدة طويلة. وحتى يصبح الرأي الآخر أكثر خبثًا، كان مصدره من نفس الفريق المظلوم، نجم ليفربول الغائب بداعي الإصابة، محمد صلاح.
هنا وتعالت الضحكات داخل الإستديو، واستنكر الجميع اعتراض كلوب على تحقيق ما تمناه نجم فريقه. ثم تدخل مقدم الإستديو ليضيف بأن الإنجليز يعشقون التميز دائمًا، ولذلك سيقدمون نسخة متفردة من تقنية الفيديو «The English VAR»، وهي نسخة قادرة على تحقيق التوازن المطلوب للحفاظ على إثارة اللعبة من الإفراط في العدالة.
ولتفادي غضب كلوب وأمثاله، فإن غرفة الـ«VAR» تتواجد بعيدًا في «Stockley Park»، على مسافة 13 ميلاً عن أقرب ملعب مجاور، ومن يقتحمها من غير العاملين سيُطرَد مباشرة، مع أن قطع كل هذه المسافة من الأساس يستحق تكريمًا لا عقوبة، ومع هذا التوضيح انتهت فقرة ما بين الشوطين.
أنا لست «نوكيا»
انتهى اللقاء بالتعادل، قدم مانشستر يونايتد أداءً جيدًا، دفع الجميع للإشادة بالعمل الذي قام به سولشاير، ومورينيو جالس في الإستديو ينظر حوله باندهاش، ويتساءل: لماذا لم أكن أحظى بنفس الإشادة رغم لعبي بنفس الأسلوب؟ فقرر أن يخرج عن صمته ويصارح الإستديو بازدواجيتهم، وكعادته سيتقمص دور المظلوم، ويختار أحدهم لقلب الطاولة فوق رأسه.
يمكن تلخيص مهام المدير الرياضي في أنه حلقة الربط بين القرارات الرياضية والمالية، بما يضمن سير الفريق وفقًا للإستراتيجية والأسلوب المتفق عليهما، مع تجنب المخاطر المالية. ويتم ذلك بالإشراف على الفريق الأول وفريق الشباب، وربطهما بفرق العمل والكشافة داخل النادي. وكلما كان المدير خبيرًا، كلما استطاع دعم المدير الفني وإرضاء الملاك بنفس الوقت.
الانتقال من مويس لفان خال لمورينيو يعبر تمامًا عن نقيض ما سبق، لذا، اختيار «إد وودوارد» نائب المدير التنفيذي – لتحميله المسئولية يبدو مناسبًا الآن، وطرحه اليوم أفضل من طرحه وقت إقالة الـ«سبيشال وان».
سبورة التحليل
انتهى مورينيو من خطبته، واستعاد هدوءه بعد أن مر الدور على زملائه الآخرين، ثم أتى دوره لتفسير بعض مما حدث في المباراة على الشاشة المخصصة، لنحظى أخيرًا بشيء حقيقي بعيد عن الفانتازيا. يمكن تلخيص الفكرة الرئيسية لهجوم كبيري البريميرليج، مانشستر سيتي وليفربول حول كلمة «Pinning opponents» أي تثبيت لاعبي الخصم.
والمقصود بذلك هو استخدام لاعبي خط الهجوم في حجز أكبر عدد ممكن من مدافعي الخصم ومنعهم من مساندة خط الوسط، وعليه فإن الفريق يحصل على زيادة عددية في مناطق التحضير، وبعدها يتسنى للفريق خلق المساحة المطلوبة. مثلاً، عندما يلعب الخصم برباعي في الخط الخلفي، فإن ثلاثي الهجوم يكون كافيًا لحجز الرباعي.
جوارديولا يستخدم جناحيه للبقاء على الخط الجانبي، ومهاجمه لحجز قلبي الدفاع، مما يمهد لدي بروين ودافيد سيلفا ذلك الفراغ على جانبي «Zone 14»؛ أما كلوب فيستخدم فيرمينو لحجز قلبي الدفاع أو عمل زيادة في نصف الملعب، ويدفع بجناحيه صلاح وماني للداخل، لتمهيد جانبي الملعب من أجل صعود الظهيرين، أرنولد وروبيرتسون.
لكن مع لجوء الخصم للعب بخماسي في الخط الخلفي، وفي حالة ليفربول، يصبح الخصم أقدر على مواجهة ظهير ليفربول مبكرًا مع الحفاظ على الزيادة العددية للمدافعين. إذا أضفنا جودة خط وسط ليفربول المحدودة في صناعة اللعب، مع تنظيم وبراعة لاعبي اليونايتد في التطبيق، تصبح النتيجة: عطل أهم أسلحة كلوب.
تدخل كلوب بالتغييرات التي تؤيد مبدأ الـ«pinning». فعندما تحول إلى 4-2-4، تم تعليق خط دفاع اليونايتد كاملاً (4 مهاجمين ضد 5 مدافعين) وبدأ أرنولد وروبيرتسون في الظهور من جديد.
بقي أخيرًا كيفية لدغ ليفربول، وهي التفصيلة التي قدم أوناي إيمري أول بروفة لتنفيذها، وتبعه فيها سولشاير، وتتلخص في مهاجمة المساحات التي يتركها ظهيرا ليفربول. بإمكانك مشاهدة لمسات نيكولاس بيبي وأوباميانج المركزة على طرفي الملعب، وملاحظة تطابقها مع لمسات ماركوس راتشفورد ودانيال جيمس.
ما فعله إيمري وسولشاير رغم تواضع ما يقدمانه إجمالاً قد يمثل بداية صداع تكتيكي جديد في رأس ليفربول-كلوب. لا أحد يدري مدى تأثير ذلك الصداع على سير الموسم، لكن الأكيد أن ما تبقى من إرث فيرجسون ما زال يحفظ لليونايتد ماء وجهه أمام الريدز تحديدًا. أما عن الفانتازيا، فأغلب الظن أنها ستظل حاضرة حتى يعود اليونايتد للطريق الصحيح.