آخرها الضرب بالحذاء.. 5 سقطات للشيخ «ميزو» قبل الحكم بسجنه
5 سنوات مع الشغل والنفاذ، عوقب بها الشيخ محمد عبد الله نصر، أو «الشيخ ميزو» حسبما يلقب في وسائل الإعلام، بتهمة ازدراء الأديان، وهي أقصى عقوبة في أخطر اتهام، بات يفجر جدلا كبيرا، بسبب انتشاره بشكل مخيف خلال السنوات الأخيرة، وبعيدا عن شرعية التهمة المطعون في صحتها؛ والمغضوب عليها من التيارات الليبرالية والعلمانية، وحتى بعض التيارات الإسلامية الوسطية.. يفرض السؤال نفسه: هل كان يستحق محمد عبد الله نصر معاقبته بهذه القسوة؟
أولا.. ماذا يعني تجديد الخطاب الديني؟
يرى محمد عبد الله نصر، أنه رمز تنويري لهذا العصر، ودائما ما يستبق لفظ «تجديد الخطاب الديني» كل لقاءاته التليفزيونية، التي تنتهي بمأساة في الغالب، ما يجعل اللفظ مشوشا في الأذهان، ويمكننا هنا اللجوء للمؤسسة التي ينتمي إليها عبد الله نصر «الأزهر»، وتحديدا دار الإفتاء، وجاء الرد واضحا من الشيخ شوقي علام، مفتي الجمهورية، بعد البلبلة التي أثارها ميزو ومن هم على دربه، خلال السنوات الماضية، وعرّف مصطلح التجديد قائلا:
ويتابع مفتي الجمهورية: التجديد الذي نذهب إليه ونقصده هنا هو ذلك التجديد الذي جاء انطلاقًا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها»؛ وقد ذهب العلماء إلى أن المقصود بالتجديد هنا هو تعليم الناس دينهم، وتعليمهم السنن، ونفي الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من خلال تمييز الصحيح من الضعيف من أحاديثه، والقضاء على البدع وإحياء السنن.
وعليه فالمقصود بالتجديد في الخطاب الديني هو تجديد الفهم الديني، الذي أنتجه العقل الإنساني على مدى عقود من الزمان من خلال قراءته وفهمه وتأويله وتفسيره للنصوص الدينية، وليس المقصود منه النيل من الثوابت أو تجديد هذه النصوص بالحذف أو الإضافة أو التغيير أو ما شابه ذلك.
هل اتبع «ميزو» منهج الأزهر في رؤيته التنويرية؟
لم يتبع عبد الله نصر في أسلوبه لتجديد الخطاب الديني إلا «كوميديا إغريقية» يراها هو نظرية الصدمة لتحطيم الأصنام الفكرية، التي يتبعها المسلمون ويغرقون في عبادتها والإخلاص لها.
1ـ «المهدي» خرافة ونجحت في تحطيم أصنامكم
نصّب «ميزو» نفسه في غفلة من الزمن مهديا منتظرا، ليقلب العالم العربي والإسلامي رأسًا على عقب، وما هي إلا ساعات، ليظهر مستخفا بعقول الجميع، ويؤكد أنه سعى لفضح خرافات في كتب التراث، لا أصل لها؛ وإلا فهو بنفسه باسمه المهدي المنتظر، وعلى الدنيا كلها مبايعته، وتقديم فروض الولاء والطاعة له.
2.ـ «خلافات السبوبة» تنتهي بضربه بالحذاء
دائما ما تحفل لقاءات عبد الله نصر الإعلامية بحالة من الإثارة، المثيرة للضحك والبكاء في نفس الوقت، فطريقته في التعبير عن أفكاره تجبر غالبية من يناظره، إما أن يسخر منه، أو أن يتطاول عليه، أو أن يضربه بالحذاء.
في مقطع أسطوري، حاز أكثر من 3 ملايين مشاهدة رفع الشيخ جمعة محمد علي، الداعية الإسلامي، الحذاء لمحمد عبد الله نصر بأحد البرامج، ردا على اتهامات مغلقة من نصر لجمعة بتلقيه أموالا في قلب ميدان التحرير، أثناء أحداث 30 يونيو/ حزيران، وترك نصر مقعده مغادرًا البرنامج، وخرج بعض العاملين خلف الكاميرات، ليؤكدوا أن «ميزو» أمسك بشاكوش في كواليس البرنامج، وهدد به جمعة ردا على الإساءة له على الهواء.
3.ـ عمرو الليثي ينهي الحلقة لتطاول «ميزو» على علماء الأزهر
وفي مناظرة أخرى مع الإعلامي عمرو الليثي، والدكتورة سعاد صالح، اعترض عبد الله نصر على حديث أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر عن كيفية إثبات الزنا بطريقة ساخرة، ما دعا عمر الليثي إلى التهديد بإنهاء الحلقة ردا على تطاول «ميزو» المتواصل على الدكتورة سعاد صالح، وعلماء الأزهر الذين أجروا مداخلات تليفونية، لاستعراض زيف رؤى عبد الله نصر، ووصلت السجالات للتشكيك في شهادته العلمية وانتمائه للأزهر.
4 ـ مبروك عطية يعلمه درسا في «النحو» على الهواء
أما الدكتور مبروك عطية، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الإزهر والداعية الشهير، فاختار أن يجري اختبارا سريعا لعبد الله نصر في اللغة العربية، وحاول عطية من خلاله توضيح فقر «ميزو» في النحو، ما يعني أنه غير مؤهل أصلا للحكم على دلالات ألفاظ القرآن الكريم.
وفي سجال طويل شرح مبروك عطية نقاط ضعف ميزو، واقترح عليه بطريقته الساخرة أن يعود لـ «كي جي تو» حتى يتعلم من جديد، ليبتعد عما أسماها «الهمبكة» التي يثيرها في وسائل الإعلام.
5 ـ توني خليفة يرفض تأويل عبد الله نصر لـ«النصوص الدينية»
ولم تقف سلسلة المواقف المحرجة التي تعرض لها محمد عبد الله نصر عند ذلك، بل تعرض للوم من المذيع اللبناني الشهير توني خليفة، بعدما حاول «نصر» خلال مناظرته مع الشيخ سيد زايد، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، شحن المذيع الذي يعرف هويته الدينية جيدا، عبر طرح أحاديث عن السبي وملك اليمين وجعلها محور النقاش، فاضطر توني خليفة لتوقيفه، واتهمه بتأويل النصوص وتوجيهها، فاضطر عبد الله نصر إلى الانسحاب من الحلقة، متهما الإعلام المصري بمحاربة الإسلام والمسلمين.