خراب الهيكل وشجر الغرقد: أشهر رموز شواهد قبور اليهود
عرف اليهود الرموز الدينية كما عرفتها سائر الشعوب والأديان الأخرى، حتى أصبحت من أهم الملامح المميزة للعقيدة اليهودية، فسنراها في المعابد والمقابر على التوالي، ورغم مكانة الرموز لدى اليهود؛ فإنها تشير إلى تناقض العقيدة، فالوصايا العشر بالتوراة، حرمت صُنع التماثيل وتجسيد الإله في صور الطبيعة، وأكدت مرارًا تحريم صنع التماثيل واستخدامها في المعابد، ففسر حاخامات اليهود هذا التناقض بأنه وإن كانت عقيدة اليهود تنص على تحريم تجسيد الإله في صورة مُعينة، فهي منزهة عن الذات والصفات، إلا أن الرموز والشعارات تساعد على الاستمتاع بالحياة وعلى إدراك العلاقات الإنسانية والأماني وبخاصة إذا كانت على صورة من صور الرموز الدينية[1].
فسنجد في شواهد القبور اليهودية، عديدًا من النقوش والمنحوتات التي ترمز إلى عديد من الأفكار الدينية الخاصة بالفكر اليهودي.
مكانة شواهد القبور
جاء في معجم الوجيز أن المعنى اللُغوي لكلمة «شاهد» هو شهد شاهدة، أي أخبر به خبرًا، أدى ما عنده من شهادة، أو شهد حادثًا أو عاينه، والشاهد أي الدليل، وأقرب المعاني لشاهد القبر هي كلمة «دليل»، فهو يدل على ما يحمله من كتابات عن المتوفى المدفون في القبر.
أما شاهد القبر في اللغة العبرية، فيعرف بكلمة «מַצֵּבָה» وتعني في الأصل عمودًا تذكاريًا، من الجذر «יצב» بمعنى «نَصَبَ»، فورد بالتناخ[2] في سفر التكوين (31: 52)، «וְאֶת־הַמַּצֵּבָ֥ה הַזֹּ֖את לְרָעָֽה» – «وَهذَا الْعَمُودَ إِلَيَّ لِلشَّرِّ»، والعديد من الفقرات التي استخدم بها كلمة «מַצֵּבָה» لتدل على عمود تذكاري، أو شاهد قبر، أو حجر، أو عمود حجري.
استخدم النُصب الحجري في أكثر من مناسبة مثل: تخليد ذكرى حدث معين، كعلامة على عهد قُطع بين طرفين مثل: ما حدث مع «لابان ويعقوب»[3]، أو يُنصب حجر مرتفع كعلامة لمكان مُقدس، يُسكب عليه زيوت الآلهة وهو علامة لتحديد مكان الذي سوف يُبنى فيه بيت الرب (المعبد) مثلما حدث مع يعقوب في سفر التكوين «وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ وَأَقَامَهُ عَمُودًا، وَصَبَّ زَيْتًا عَلَى رَأْسِه،. وَدَعَا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ بَيْتَ إِيلَ»[4]، أو كعلامة لمكان قبر وأداة لتذكر المتوفى، مثلما حدث عند موت رحيل زوجة يعقوب -عليه السلام- في سفر التكوين: «فَنَصَبَ يَعْقُوبُ عَمُودًا عَلَى قَبْرِهَا، وَهُوَ «عَمُودُ قَبْرِ رَاحِيلَ» إِلَى الْيَوْمِ»[5].
والجدير بالذكر أن الدفن في الأرض المقدَّسة أرض الميعاد- فلسطين له دلالة خاصة، وهذا أمر منطقي في الإطار الفكر الحِلولي اليهودي[6]، فيوضح لنا دكتور عبد الوهاب المسيري، في موسوعته «موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية» أن مع حلول الإله في الأرض والشعب وعدم تجاوزه لهما، فإن الخلود الفردي يتراجع ويحل محله الخلود عن طريق التوحد مع الأمة والأرض، فإبراهيم اشترى لنفسه قبرًا في فلسطين، ولا يزال كثير من أثرياء اليهود في العالم يشترون قطع أرض في إسرائيل ليُدفَنوا فيها، وجرت العادة خارج فلسطين على أن يُرش على رأس الميت تراب يُحضَر خصيصًا من فلسطين، كما أن حكومة الاحتلال وجهت عنايتها البالغة لنقل رفات معظم الزعماء الصهاينة فور إعلان إقامة الدولة، ولا يجوز إخراج جثة اليهودي المدفونة من الأرض إلا لإعادة دفنها في مدافن العائلة أو في فلسطين، وفي الفلكلور الديني التلمودي، أن جثة المتوفى خارج فلسطين تزحف تحت الأرض بعد دفنها حتى تصل إلى الأرض المقدَّسة وتتوحد معها.
مقابر اليهود في مصر
من أشهر المقابر اليهودية في مصر، هي مقابر اليهود القرائين في حي البساتين ومقابر الربانيين في البساتين، التي تضم مقابر عائلة «حاييم كابوسي» الذي له معبد أيضًا بنفس الاسم، ومقابر حوش عائلة الموصيري.
يذكر لنا بروفيسور «يورام ميطال» أستاذ في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة «بن جوريون» في كتابه «אתרים היהודיים במצריים» الآثار اليهودية في مصر، أن «حاييم كابوسي – חיים כפוסי» كان أحد حاخامات اليهود البارزين، وولد في مصر في النصف الأول من القرن السابع عشر الميلادي، من أسرة هاجرت من إسبانيا عام 1391م، ولكن حاييم كابوسي كان حاخام قبالي يتبع مذهب القبالاه اللوريانية نسبة إلى إسحاق لوريا ويعرف باسم «هاآري هاقدوش» أي الأسد المقدس، وهي تختلف عن القبالاه الربانية.
أما حوش الموصيري – «מוצירי»[7]، فيعود إلى عائلة يهودية ثرية هي «عائلة الموصيري» كانت تعمل بالتجارة، وهي من أصل إيطالي استقرت في مصر في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، ويذكر «شاهين مكاريوس» وهو صحفي وشاعر لبناني، في كتابه «تاريخ الإسرائيليين» حكاية العائلة وتفرعها في مصر.
رموز شواهد القبور اليهودية
هناك عديد من الرموز التي نقشت ونُحتت على شواهد القبور سنوضح هنا بعضًا منها، التي شرحها وعرضها لنا الأستاذ الباحث «جهلان إسماعيل» وهو باحث في وثائق الجنيزا، فعرض في كتابه «الرموز في شواهد القبور اليهودية» وصف دقيق لها، مثل: تابوت العهد فيظهر في بعض شواهد القبور في حوش الموصيري محمولًا على أسد، ويبدو أن تمثيل عناصر مقدسة محمولة على ظهور كائنات مخيفة تعبر عن الحماية، وتابوت العهد هو صندوق يحفظ به التوراة، وله دلالة دينية قوية في الذهن اليهودي.
رمز الأسد
ورد ذكره في عديد من المواضع في التناخ، فنجد في سفر التكوين (49: 9) أن يعقوب -عليه السلام- وصف ابنه «يهوذا» بأنه شبل أسد، واستخدم رمز الأسد أيضًا في تزيين هيكل سليمان كما ورد في سفر الملوك الأول (7: 29 – 36، 10: 19)، فأصبح رمز الأسد يشير إلى يهوذا ونسله.
النجمة الرباعية
ظهر منقوشًا على شاهد قبر في حوش موصيري، ويعود ذلك الرمز إلى حضارات بلاد الرافدين، فكانت ترمز إلى إله «شِمِش» أي الشمس، وترمز أيضًا إلى مفتاح معرفة سر الكون. وبالطبع لم تخل شواهد القبور عن نقش النجمة السداسية أو نجمة داود، فهو شكل هندسي يتكون من مثلثين أضلاعهما متساوية، أحدهما موضوع فوق الآخر بصورة عكسية، بحيث ينتج عن ذلك شكل نجمة ذات ست زوايا وستة مثلثات صغيرة، أي لدينا 12 نقطة، وترمز بذلك إلى عدد أسباط بني إسرائيل الاثني عشر وأنهم في وحدة وتماسك دائمًا.
رمز الدائرة
ترمز في المعتقدات اليهودية إلى الكون الذي لا تحده بداية ولا نهاية، وترمز أيضًا إلى الشمس والقمر اللذين يرمزان إلى الديمومة أو الأبدية، وبلا شك فرمز الدائرة منتشر في عديد من الحضارات القديمة وثقافات بلدان آسيا فالهند والتبت عرفتها باسم «ماندالا» وهي كلمة «سنسكريتية بمعنى الدائرة، وتعبر عن العلاقة بين الإله والإنسان والقوى الخفية التي تحكم الكون، والنظر إليها على حد قولهم يبعث الراحة والطمأنينة في النفس، ومن أشكال الماندالا الهندية دائرة بداخلها نجمة سداسية والتي اقتبسها اليهود ووظفوها لما يناسب فكرهم، فالدائرة ترمز إلى الكون، والنجمة السداسية إلى أسباط بني إسرائيل الاثني عشر، فيكون المعنى النهائي أنه لا يستحق الحياة في هذا العالم سوى الشعب اليهودي «المختار» وبقية البشر «גויים – جوييم» أي أغيار، وظهرت الدائرة على شواهد القبور إما مستقلة أو بداخلها النجمة السداسية.
رمز السرير
شيد اليهود بعض مقابرهم على شكل سرير، وجاء ليرمز إلى راحة المتوفى، مثلما يستخدم في الراحة الإنسان الحي، فاقتبسوا تلك الرمزية من سفر التكوين (48: 1-2) «فحين حضر يعقوب الموت، تشدد وجلس على السرير».
رمز الكتاب
بُنيت بعض شواهد القبور على شكل كتاب مفتوح، ويرمز على حسب اعتقاد اليهود الربانيين إلى كتاب الحياة الذي يسجل فيه الرب في رأس السنة العبرية، أعمال كل إنسان يهودي وبموجبه يحكم عليه إما بالموت أو الحياة، وبينما يرمز شكل الكتاب المفتوح عند اليهود القرائين إلى المقرا أو التناخ (العهد القديم)، تيمُنًا بما جاء في سفر التثنية (31: 26) «خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت الرب ليكون شاهدًا عليه»، ويعبر على أن المتوفى كان حافظًا للتوراة ومتمسكًا بها حتى آخر لحظة من حياته.
رمز الماء
يظهر رمز الماء على شواهد القبور اليهودية، على شكل موجة، والماء عنصر مقدس عند اليهود فقد ورد في سفر التكوين (1: 2) «روح الرب ترف على وجه المياه»، وورد في سفر إرميا (2: 13) أن الرب ذاته مثل ينبوع حي: «تركوني أنا ينبوع المياه الحية، ليحفروا لأنفسهم آبارًا»، والماء رمز التطهر والطهارة، ولكي تتطهر من النجاسات عليك أن تغتسل في «מִקְוֶה»، وهو حوض طهارة مليء بالماء مخصص فقط لطقس التطهر.
رمز الأفعى
ظهر على بعض شواهد قبور الأطفال، ويعبر عن دعاء الوالدين للطفل بأن يبدلهما الرب خيرًا منه؛ لأن الأفعى ترمز للتجديد من منطلق أنها تقوم كل سنة بتغيير جلدها بآخر جديد، وتبدو في الصورة كأنها مخلوق جديد تولد من الرماد داخل المحرقة المتمثلة على شكل بوتقة، ولها العديد من التفسيرات اللاهوتية الأخرى الخاصة بالنبوءات آخر الأيام.
شجرة الغرقد
شجرة الغرقد هي شجرة العوسج إذا نمت، وهي شجرة كثيرة الشوك، ويقول النووي، إن شجر الغرقد هو شجر كثير الشوك معروف في بيت المقدس، واسمه بالعبرية «ימלוח»، واسمه العلمي «Lycium shawii roem» وأما عن أسمائه المتداولة فهن: «العوسج – الغرقد – سحنون – شجرة اليهود»، ويعود إطلاق ذلك الاسم الأخير عليه، لما ورد في حديث الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-[8] ويظهر هذا الرمز منقوش على بعض شواهد قبور اليهود القرائين الذين تأثروا بالثقافة الإسلامية، تأكيدًا لما ورد بالحديث.
الجرس
ظهر رمز الجرس على بعض شواهد القبور اليهودية، بخاصة قبرا «فيتا موصيري ونسيم موصيري»، ويبدو أن لذلك صلة بالأجراس الصغيرة التي كانت معلقة بأذيال الكاهن الأكبر «هارون»، التي صنعت بأمر الرب؛ لتنبئ عن تحرك الكاهن وهو في حضرة الرب في قدس الأقداس في هيكل سليمان في عيد الغفران كما ورد في سفر الخروج (28: 33 – 35).
وأرجع السير «جيمس فريزر» وهو بروفسور الأنثروبولوجي أسكتلندي صاحب الكتاب الشهير «الغصن الذهبي»، عادة وضع الأجراس إلى طرد الأرواح الشريرة الحاسدة التي تقبع عند باب المعبد، فقد كان شائعًا في العصور القديمة حتى عصرنا هذا في بعض الثقافات أن الشياطين والأرواح تهرب عند سماع صوت ينبعث من معدن سواء أكان هذا الصوت صوت صليل من الأجراس الصغيرة أو قعقعة متواصلة طنانه تنبعث من الأجراس الكبيرة، وبعد خراب الهيكل وضعت أجراس صغيرة على صناديق حفظ لفائف التوراة لتنبئ عن حركة الأسفار أثناء تداولها في المعبد.
خراب الهيكل
يعتقد المشاهد لهذا النصب أن العمود مكسور، ولكن بالنظر لكل من الشريط الذي يرمز إلى وشاح التوراة وإكليل الغار اللذين يمران فوق الجزء الذي يبدو كالمكسور، يتضح أن الكسر صورة وهمية، وهي أحد العناصر التي ترمز إلى ذكرى خراب الهيكل الأول على يد نبوخذ نصر 586 ق.م، والثاني على يد تيتوس 70 ميلاديًا.
بات هذا الأثر من مظاهر التقوى عند اليهود، الذين ما فتئوا أن يتركوا أثرًا معيبًا في مواضع بادية للعيان من منشآتهم؛ لكي يذكرهم بخراب القدس[9]، ويحفزهم على إعادة بناء الهيكل، وهذا يرتبط عند بعض اليهود بمجيء المسيح المخلص الخاص بهم. موجودًا في كل من حوش الموصيري، ومقابر حاييم كابوسي.
رمزية الأرقام
تتألف كتابات بعض شواهد القبور من عدد معين من السطور، يرمز عددها إلى طرف خفي ما، وهذا يتضح في بعض شواهد القبور بصورة جلية التي يظهر فيها مدى إصرار الكاتب على بلوغ عدد سطور معين، ففي تلك الشواهد كان من مقدور الكاتب تقليص عدد تلك السطور بدمع بعضها في البعض، ولوجود مساحات تسمح بذلك على الشاهد، ولكنه لم يفعل بغية الوصول إلى عدد بعينه؛ لأن الأرقام في اليهودية لها مغزى عميق وخفي، فهي تحمل في وجودها رموزًا خفية، وتعبر عن مفاهيم فريدة من نوعها، ولذا يحرص اليهودي على تعليم أطفاله دلالة الأرقام ورموزها منذ نعومة أظفارهم، في ما يلي ما ترمز إليه أعداد السطور في شواهد القبور:
إذا تكون الشاهد من ثلاثة سطور؛ فهي ترمز إلى الآباء الثلاث: «إبراهيم – إسحاق – يعقوب»، وإلى عدد المرات التي يمتثل فيها ذكور بني إسرائيل أمام الرب كل عام في أعياد الفطير أي الفصح، والأسابيع والمظال.
شاهد قبر مكون من أربعة سطور؛ يحمل العدد إشارة خفية إلى اسم الرب «يهوه» المكون من أربعة حروف «יהוה»، وإلى أصناف النباتات الأربعة المستخدمة في طقوس عيد المظال، وترمز إلى أمهات بني إسرائيل الأربعة: «سارة – رفقة – ليئة – راحيل».
شاهد القبر المكون من ستة أسطر، يرمز إلى عدد النفخات التي تُنفخ في البوق أو الشوفار بالعبرية، في عيد رأس السنة العبرية، وإلى أيام العمل الست، وإلى سترة الكاهن الأكبر التي كانت تزين بمجموعتين من الحجارة الكريمة قوام كل منها ستة أحجار، ومجموعها اثنا عشر عدد أسباط بني إسرائيل.
يستمر العد إلى أن نصل إلى عدد سطور ثمانية عشر سطرًا، ولكل مما تم عدهم له معنى ورمز، ولكن سنكتفي فقط بسرد مما سبق، والرقم ثمانية عشرة هو رقم الحظ في اليهودية فوفقًا بحساب الجمل فالرقم في الأبجدية العبرية يتمثل في حرفين «חי»، التي تعني «حي أو يعيش»، لذلك يعتبر رقم الحظ بها هو وكل مضاعفاته.
- رشاد الشامي، الرموز الدينية اليهودية.
- هي الكلمة العبرية للكتاب المقدس الخاص باليهود وهو العهد القديم.
- سفر التكوين (31: 44 – 45).
- سفر التكوين (28: 18 – 19).
- سفر التكوين (35: 20).
- هو ثالوث حلولي مكون من الإله والأرض والشعب، فيحَل الإله في الأرض لتصبح أرض مقدسة ومركز الكون (أرض الميعاد)، ويحل في الشعب ليصبح شعبًا مختارًا ومقدسًا وربما أزليًا، ولهذا يسمى الشعب اليهودي ب עם הקודש الشعب المقدس، עם העולם الشعب الأزلي، עם הנצח الشعب الأبدي.
- تنطق الصاد في العبرية «تس» ولكن تكتب مجازًا في بعض الأحيان صاد لو عُربت.
- «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فينطق الشجر والحجر ويقول يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا شجر الغرقد فإنه شجر اليهود».
- وقد أراد فقاء اليهود أن تظل ذكرى خراب الهيكل عالقة في أذهان اليهود ولا تنسى أبدًا، فأفتوا بأن يتعين عليهم القيام في مناسبات الأفراح بما من شأنه التذكير بخراب الهيكل، على سبيل المثال: عند طلاء المنزل تترك فوق مدخله بقعة بدون طلاء مساحتها ذراع X ذراع تذكيرًا بالخراب، وتكتب في بطاقة دعوة الفرح الفقرة التالية «إن نسيتك يا أورشاليم تنسى يميني ويلتصق لساني بحنكي، إن لم أذكرك إن لم أفضل أورشاليم على أعظم فرحي»، ويقول العريس بترديد هذه الفقرة عند كسر كأس النبيذ، فضلًا عن قيامه بوضع قليل من الرماد في موضع لبس التفلين أثناء الصلاة، إحياء لذكرى خراب الهيكل.