منى زكي: أنا ضحية السينما النظيفة وأفتقد حنان ترك
بدأت خطواتها في الفن مبكرًا منذ كان عمرها 13 عامًا، لتبدأ طريق الفن بخطوات واسعة لتمر من خلاله بجميع مراحل عمرها بداية من المراهقة مرورًا بالشباب وصولًا إلى اكتمال أنوثتها، ليشاركها الجمهور في كل هذه المراحل، لتصبح لدينا نجمة قادرة على التنويع ما بين الأدوار، فهي الابنة البريئة التي ينتظر الزمن أن تضحك لكي تكون الصورة حلوة، وسندريلا جيلها كما يُطلق عليها، وهي شهرزاد في حكايتها، وغيرها الكثير والكثير من الأدوار التي جعلتها في مصاف فنانات جيلها المتألقات حتى وصلت منى زكي إلى الحصول على جائزة فاتن حمامة للتميز عن مشوارها الفني.
ومع الأدوار المختلفة التي قدمتها منى زكي خلال مشوارها الفني المليء بالأعمال والذي اقترب من 30 عامًا، تظل هي صاحبة الحالة الفنية التي صاحبها تميز كبير في هذه الرحلة، والتي فقدت خلال السنوات الأخيرة تواجدها على الساحة، بسبب عدة ظروف، إضافة إلى سنين السينما النظيفة والذي اعتبرته هي قد أضاعت من عمرها الفني كثيرًا من الفرص.
أجرينا في«إضاءات» هذا الحوار الخاص مع الفنانة المصرية منى زكي على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الـ42 بمناسبة حصولها على جائزة فاتن حمامة التقديرية.
هل شعرت أنك حققت ما يكفي للحصول على جائزة فاتن حمامة للتميز من مهرجان القاهرة السينمائي؟
للحصول على تلك الجائزة هناك عدد من الشروط، وهي أن يكون الحاصل عليها صغير السن، وقدم عدداً كبيراً من الأعمال الفنية، ولكني شخصياً، أرى أنه تم تكريمي بشكل مفاجئ لم أكن أتوقعه، ما زال أمامي الكثير والكثير لأقدمه بعد.
تغيبتِ لفترة وعُدتِ .. فما القرارات التي عُدتِ بها؟
الغياب خلال الثلاث سنوات الماضية عن التمثيل جعلني أعود بقرار أنه لا يهم وصول العمل الفني إلى درجة الامتياز، ولكن يمكن تقديم أعمال أقل جودة حتى تستمر مسيرة التمثيل، وأن أقدم أعمالاً فنية عديدة ومختلفة.
القبول بالضعيف من الأفلام يمكن أن يعوضك عما فات من السنوات؟
بالفعل أحاول تعويض ما فاتني من سنوات توقف، ولدي استعداد حاليًا لأن أقدم أعمالًا من الممكن أن تكون ضعيفة.
ما أكثر الأعمال قربًا إلى قلبك؟
أحب جدًا فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»، و«أيام السادات» و«احكي يا شهر زاد»، و«تيمور وشفيقة»، و«دم الغزال»، وقدمت مسلسلاً يشبه السينما أحبه جدًا وهو «أفراح القبة».
هل تشعرين أنك قادرة على تقديم أدوار متنوعة؟
أحاول دائمًا أن أقدم أدوارًا متنوعة، حتى وإن كنت سأقدم ذات المهنة، الأهم هو تفاصيل الشخصية، وليس تكرار الوظيفة على الشاشة.
كيف ترين جيلك من الفنانات؟ وبخاصة بعد غياب البطولات النسائية على الرغم من نجاح تجارب مثل «احكي يا شهرزاد»؟
أرى أننا جيل مظلوم جدًا… فنحن نجد فرص ضئيلة جدًا للتجارب النسائية على شاشة السينما على الرغم من كون المرأة إنسانًا وله نفس المشاعر والأحاسيس والتطورات الإنسانية التي تحدث للرجل، وعلى الجانب الربحي والإنتاجي فالأفلام النسائية تنجح أيضًا، وأكبر دليل على ذلك أعمال ياسمين عبد العزيز، وأنا أيضًا في فيلم «احكي يا شهرزاد».
من أفضل الفنانات في جيلك من وجهة نظرك؟
أرى أن منة شلبي موهبة غير عادية، فهي مميزة شكلًا وموضوعًا، ولم تأخذ فرصتها بعد، وهند صبري ممثلة مثقفة جدًا، ياسمين عبد العزيز لا يوجد مثل طلتها على الشاشة، ومن الشباب يوجد كثير ممن يمتلكن الموهبة، وأفتقد جدًا حنان ترك على الشاشة.
قلتِ في أحد اللقاءات: إنك كنتِ ضحية السينما النظيفة… ما تعليقك على ذلك؟
مع بداية ظهور جيلنا، بدأ المنتجون في تصدير لقب السينما النظيفة له، وكنا غير متفهين لذلك المعنى، لنكتشف مع الوقت أنه لا يوجد سينما نظيفة وسينما غير نظيفة، وأن الموضوع أكبر وأهم من ذلك، وأنه لا بد أن يكون هناك مشاهد لا بد أن تؤدى بشكل معين حتى تصل إلى الجمهور، وأن هناك مشاهد يمكن أن تتم تأديتها بشكل مقزز، ومن الممكن أيضًا أن تظهر بشكل لائق، وكنت أتمنى لو أننا تربينا على أيدي منتجين لم يصدروا لنا تلك المعاني التي أضاعت مني الكثير من الفرص.
ألم تسعي إلى العالمية… أم لم تشغلك على الإطلاق؟
كنت منشغلة بتربية 3 أبناء، إلى جانب عملي كممثلة، وهذا كان أمرًا مهمًا جدًا بالنسبة لي، وأعتقد إن لم تكن لدي تلك المسئوليات لكنت سعيت إلى الوصول إلى العالمية.
ما دور السوشيال ميديا في حياتك… وكيف تتعاملين معها؟
لم أكن من المتفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها أصبحت شيئًا مهمًا جدًا، وقمت بالتعاقد مع إحدى الشركات لتتولى هذا الأمر.
ما دورك تجاه المجتمع المدني وكيف تخدمينه؟
علمني الفن بالأساس أن أكون أكثر إنسانية، وبعدها قررت أن أستخدم شهرتي في مساعدة الناس بشكل عام، وأشارك في العديد من مبادرات المجتمع المدني، فكانت مبادراتي مثلًا مع منظمة اليونيسيف،حيث نتشارك العديد من الأفكار معًا، ونعمل على تنفيذها.
وكانت بدايتي في هذه الحملات مع التوعية على الرضاعة الطبيعية، لأن فقدانها يؤذي الأطفال ويجعلهم يفقدون المناعة بشكل عام، وجاء بعدها كيفية التعامل مع الأطفال، وأنا شخصيًا تعلمت كيف أتعامل مع أبنائي وأصبحت أفضل في تربيتهم، ثم شاركت أيضًا في التوعية ضد التنمر.
علق كثيرون على تشجيع أحمد حلمي لكِ .. ما ردك على ذلك؟
لم أكن لأتخيل حياتي من دون وجود أحمد حلمي بها، ولم أكن لأشعر بالسعادة والأمان اللذين أشعر بهما حاليًا.
ما أعمالك المقبلة؟
أقوم بالتحضير لفيلم مع المخرج هاني خليفة، والمؤلف محمد رجاء، ومن إنتاج محمد حفظي، وهو يحمل قصة نسائية، وأقوم حاليًا بتصوير مسلسل «تقاطع طرق» مع محمد فراج ومحمد ممدوح وعدد من النجوم.
ما فيلمك المصري المفضل؟
«الزوجة الـ13»، للفنانة شادية ورشدي أباظة، فهو السبب الأول في حبي للتمثيل، وهذا العالم، وبخاصة أنني كنت أشاهد الفيلم في طفولتي، وكنت في حالة من الانبهار به، فكيف للمرأة أن تُصلح حال الرجل الذي تحبه وتحافظ عليه بهذا الشكل.
بعد تكريم الكاتب الكبير وحيد حامد، علق البعض أن الفارق بين جيل سينما وحيد حامد التي نجحت بقوة في الثمانينيات وأوائل التسعينيات وسينما جيلك، هو فارق حرية مناقشة الأوضاع الاجتماعية ونقدها، ما رأيك في ذلك؟
أرى أنه ما زال هناك مناقشة للأوضاع الاجتماعية ولكن أصبحت مناقشة الموضوعات تتم بشكل مختلف، الآن أصبحت القضايا النفسية لها تأثيرها أيضًا على الساحة بشكل كبير، وهذا أمر جيد جدًا.
ما رأيك في المقارنة التي تتم بين فيلم «الباب المفتوح» لفاتن حمامة، وفيلم «تيمور وشفيقة»، والتي لم تكن في صالح الفيلم الأخير بالتأكيد، وبخاصة حين مناقشة الأمر من جانب نسوي؟
فاتن حمامة من أهم الفنانات في مصر، وقدمت العديد والعديد من الأفلام المهمة والتي كان منها ما غير قانون الأحوال الشخصية وهو فيلم «أريد حلًا»، وبالطبع «الباب المفتوح» كان من أهم الأعمال التي ناقشت حياة المرأة، ولكن «تيمور وشفيقة» ناقش العلاقة بين الرجل والمرأة بشكل كوميدي ليس إلا، إضافة إلى أن هناك بالفعل الكثير من النماذج التي تشبه تيمور وشفيقة في الحياة.