محمد فراج: بكيت بسبب لحية الشيخ مؤنس ولم نشوه المتدينين
أحد أهم فناني جيله، اجتمع الجميع على موهبته الاستثنائية وقدرته على الإقناع والتميز، فهو مثل الأفعى التي تغير جلدها بحسب الشخصية والعمل الذي ستؤديه هذه المرة، فتارة يكون «رجب الفرخ» المتسول في «بدون ذكر أسماء»، وتارة أخرى يكون «علي الروبي» مدمن المخدرات في «تحت السيطرة»، ثم يكون الدكتور وليد مهران في «سقوط حر»، وبعدها يقدم «سوني» الهاكر في «هذا المساء»، ثم وكيل النيابة، وبعدها قاتل، أدوار كثيرة تلون بها حتى فاجأنا في رمضان 2021، بتقديمه شخصيتين أقوى من بعضهما «الشيخ مؤنس» في «لعبة نيوتن»، وكريم الدمنهوري في «ضد الكسر». هو الفنان محمد فراج، الذي لم يخرج من سباق هذا العام إلا وتاركًا بصمته الخاصة به.
وسط موسم رمضاني مزدحم كان لنا في «إضاءات» هذا الحوار الخاص مع الفنان محمد فراج، في السطور التالية نكشف لكم عن كواليس تجهيزاته لشخصياته الشيخ مؤنس، وكريم الدمنهوري، وجوانب كثيرة في حياته وما ننتظره منه فيما هو مقبل.
بدايةً.. كيف رأيت ردود الأفعال على مسلسل «لعبة نيوتن» وشخصية الشيخ مؤنس؟
سعيد جدًا بردود الأفعال، التي تخطت كل ما كنت أتوقعه، فهي أكثر من رائعة، مع أني من البداية كنت من داخلي واثق ومتأكد أننا سنحقق نجاحًا، بسبب وجود الأستاذ تامر محسن الذي أصبح علامة فى النجاح، والحقيقة أن جميع صناع العمل ليس أنا فقط، بذلنا مجهودًا جبارًا خلال التصوير، وواجهنا الكثير من الصعوبات، التي تستحق أن يصل المسلسل في النهاية لما وصل إليه، وأرى أنه سيخلد في تاريخ الدراما المصرية.
مؤنس تحول في لحظة ما إلى مادة خام الكوميكس على فيسبوك، من خلال جمل على شاكلة «أنا لا أطيق الانتظار، نقيم سنن الزواج». إيه رأيك في ده؟
رأيي أن هذه الكوميكس تدل على النجاح الكبير للمسلسل، والتأثير في الجميع، قد يكون بعضها مبالغ فيه لكن في النهاية هذا هو خيال صانعها، والأمثلة التي ذكرتها وتم استخدامها في الكوميكس أسعدتني كثيرًا، لأنها المرة الأول التي يتم خلالها عمل كوميكس على شخصية أقدمها، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي أصبحوا يستخدمون الكلمات التي أقولها في محادثاتهم، وهذا شيء يدل على النجاح.
وما هذه الصعوبات؟
لقد صورنا مسلسل «لعبة نيوتن» على مدار عامين، وتم التحضير له قبلها بشهور، وخلال هذه الفترة تعرض العمل لمشاكل كثيرة وظروف صعبة، لا يعلمها المشاهدون، بجانب صعوبة الشخصيات سواء «مؤنس» أو «هنا» أو «حازم» أو «بدر»، ننفصل عن شخصياتنا بسبب توقف التصوير، ثم نعود لها، بجانب تركي للحية لمدة سنة ونصف، وواجهت مشكلة في خروجي من الشخصية ورجوعي لها من جديد، وكنت لا أستطيع التعامل بطبيعتي مع من حولي، ومشاهد صعبة تم تصويرها علي مراحل ومواقع تصوير مختلفة، فكان هناك مجهود جبار كي يخرج هذا العمل بهذه الصورة.
كيف عملت على شخصية مؤنس خصوصًا وأنها بها الكثير من العوامل النفسية الصعبة؟
منذ أن قرأت الورق وشخصية «مؤنس» سيطرت على تفكيري بالكامل، ودخلت في تمرين مطول حتى أتهيء نفسيًا أكثر من شكليًا، وذلك لأن المسلسل به الكثير من المواقف التي تهز الحجر نفسه وتجعله يشعر بها، والسيناريو المكتوب أكثر من رائع، ومؤثر جدًا، بجانب الكاست الأكثر من رائع، فالعوامل الخارجية بأكملها مضبوطة 100%، وكان ليس علي إلا أن أتقي الله في عملي، وأبحث عن ماذا يريده هذا الراجل، وكيف يظهر للجمهور.
ما الذي ساعدك على تجنب الصور النمطية في أداء صورة المتدين؟
بداية الأمر تحدثت كثيرًا مع المخرج تامر محسن بشأن هذه الشخصية، وطلب مني وقتها أن أتخيل شكل «مؤنس» وطريقته وأداءه، وكيف سيكون شكلًا وموضوعًا، من لحية وملابس وصوت ومخزونه المهني، ولغة جسده، وأين كان يدرس، والبيئة التي تربى فيها وكيف أثرت عليه، خصوصًا وأنه محامٍ دولي، وفي نفس الوقت شخص متدين جدًا، فعملت على ذلك، وحقيقي بذلت جهدًا كبيرًا حتى أظهر بهذا الشكل، لذلك كما قولت قبل ذلك أن هذا العمل أعتبره أفضل عمل في تاريخي الفني حتى الآن.
يناقش «لعبة نيوتن» قضية مهمة وهي حياة المغتربين فى أمريكا، وذهاب الكثير من السيدات للولادة هناك من أجل الجنسية، إضافةً للعلاقة بين الحب والرغبة والطمع. كيف ترى هذا العمل؟
قصة مسلسل «لعبة نيوتن» طبيعية رسمها المخرج والمؤلف تامر محسن من حكايات البشر، ويناقش من خلالها قضايا مهمة مثل الحلم الأمريكي الذي يجمع أشخاصًا كثيرين جدًا من كل شرائح المجتمع سواء الغني أو الفقير، المتزوج والأعزب وكل واحد بحسب حياته وتفكيره، وهناك أشخاص مثل «هنا» يحلمون أن يحصل أولادهم علي الجنسية الأمريكية، والطلاق الشفوي أيضًا، أزمة كبيرة يتعرض لها كثير من السيدات، وأمور كثيرة يجهلها الناس، وأهمية قضايا المسلسل ظهرت من خلال حالة الجدل التي حدثت، للدرجة التي جعلت دار الإفتاء تصدر بيان توضح فيه هذا الموضوع، فهذا العمل أهميته ليس فقط في قصته أو التمثيل الجيد، بل في طرحه مواضيع وقضايا تمسنا كنا غافلين عنها، وأراه من أهم الأعمال في مسيرتي الفنية.
يتهم البعض شخصية مؤنس بأنها تشويه للمتدينين، ما ردك على ذلك؟
الشيخ مؤنس المتدين نموذج موجود في حياتنا، وفكرة جعله رمزًا لكل المتدينين ليس صحيحًا، فهو في النهاية مجرد شخص لديه فكر وعقيدة دينية وطريقة في التعامل تخصه هو، تكون من خلال ظروف كثيرة تعرض لها في طفولته وحياته، فلا يجب أن نحكم عليه بمجرد الشكل الخارجي، فهل لأني شخص متدين وبلحية يُغفر لي إطاحتي في الجميع واغتصاب زوجتي مثلما فعل! هذا بالتأكيد جهل وضعف، ومن يفعل ذلك يداري أفعاله وراء اللحية والشكل الخارجي، وبالنسبة لي أعتبره نصابًا محترفًا يمتلك قدرة رهيبة على إقناع من حوله.
حدثنا عن التعاون المتكرر مع المخرج تامر محسن، ولماذا تبدو مختلفًا بشكل خاص حينما تتعاون معه؟
من الممكن أن أقول في الحقيقة إن كافة الأعمال التي نجحت بها كانت بالفعل مع المخرج الكبير تامر محسن، بدايةً، من مسلسل «بدون ذكر أسماء»، مرورًا بـ«تحت السيطرة»، و«هذا المساء»، وأيضًا فيلم «قط وفار»، فجميعها علامات مميزة في تاريخي، ووصلت مع «محسن» إلى أنني أصبحت أفهمه بنظرة العين فقط، ومن حسن حظي أن أوجد معه فى كل عمل يقدمه، وهو يستطيع أن يخرج من أي ممثل تفاصيل لم يكن يتخيلها، وليس أنا فقط، وإذا لم يشعر بأنني أستحق أن أوجد معه في أعماله فلن يكرر هذا الأمر، فالمخرج تامر محسن أحد أشطر المخرجين في مصر، ويهتم بكل تفاصيل العمل، سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
شاركت هذا العام للمرة الثانية مع الفنانة منى زكي بعد «الصندوق الأسود».. ما الفارق بين التعاون في المرتين؟
منى زكي أجمل فنانة عملت بجانبها، فأنا أعشقها كممثلة من قبل أن شارك معها في أي عمل، ومن جمهورها وأشد معجبيها، ولا أقول ذلك من أجل مجاملتها فأنا لا أحب ذلك، ولكنها تستحق أن تكون في مكانة أخرى، وفيما يخص تعاوني معها مرتين، فالأمر لم يكن مرتبًا له، على الرغم من أنه كان حلم حياتي العمل بجانبها. العمل معها ممتع لأنها إنسانة جميلة وشفافة في التعامل، ولديها كم من الاجتهاد والموهبة بشكل كبير جدًا، وتحب أن يظهر العمل وكل الممثلين معها للجمهور بشكل جميل.
هل هي سبب رئيسي وراء نجاح المسلسل؟
بالتأكيد، فنحن نعمل مع منى ذكي، واحدة من أهم 5 ممثلات في الوطن العربي كله، موهبة استثنائية، و«قماشتها» رهيبة، تمتلك عينًا تتحدث وحدها، وتوصل من خلالها ما تريده بطريقة مميزة ، ومجتهدة في كل مشهد تجسده، فنصًا هي ممثلة غير طبيعية «بتموت نفسها في الشغل» وتفعل أي شيء تتطلبها الشخصية في التصوير، «أنا مكنتش بشوف منى زكي أنا كنت بشوف هنا».
إذا عُرض عليك العمل معها مرة أخرى.. هل توافق؟
«على رأسي»، أنا أجري المشوار كله لها، «حد يطول يمثل جمب مني زكي» وحقيقة تقال فإذا لم يكن بجانبي منى زكي وسيد رجب ومحمد ممدوح، فلم أكن سأظهر نهائيًا بهذا الشكل، والفضل الكبير في ذلك يعود للمخرج الكبير تامر محسن.
حدثني عن المباراة التمثيلية بينك وبين محمد ممدوح تايسون، وخصوصًا التي ظهرت قوتها في الحلقة 19؟
تايسون صديق عمري منذ 18 عامًا، مثلنا أمام بعضنا كثيرًا سواء في المسرح أو الجامعة، أو حتى الخارج، يجمعني به كيمياء رهيبة، وكل منا يحب شغل الآخر، وأنا أراه مختلفًا جدًا، وأستمتع بالتمثيل أمامه؛ لأنه حريف ويمتلك حرفية عالية، بجانب موهبته الكبيرة، وأراه من أقوى الممثلين الموجودين على الساحة الفنية الآن، وبتشرف به لأنه صديقي وعشرة عمري وجيل واحد، وحقيقي أي شخص يعمل مع تايسون لابد أن يستمتع .
ألم تخف من تقديم شخصية مثل مؤنس المليئة بالتناقضات التي قد تجعل الجمهور يكرهك؟
نهائيًا بالعكس، فأنا ليس لدي أي جوانب من هذه، فأنا أحب تقديم أي شخصية تعرض عليّ وتستفزني، ففي نهاية الأمر أنا ممثل، والجمهور كان يكهرني ولكنه تعاطف معي في بعض الأوقات أيضًا.
محمد فراج خائن في العملين.. ألم تخف من التشابه في هذا الأمر ولو قليلًا؟
أنا لا أعتبر «مؤنس» خائنًا نهائيًا؛ لأنه يحب «هنا»، هو شخص متزوج وقع فى حب أخرى، واعترف بحبه لها وتزوجها، فلا يعتبر خائنًا، بينما «كريم» طلب من عشيقته «مايا» أن تظل علاقتهما فى السر دون أن تعرف زوجته «سلمى» إلى أن اكتشفت خيانتهما، وبالتالي فإن «كريم» هو فقط النموذج الخائن.
كريم الدمنهوري أو مؤنس.. شخصيتان بهما الكثير من التناقضات يحبان ويخونان في نفس الوقت ويفعلان عكس ما يقولان.. كيف ترى هذه التناقضات وهل قابلت شخصيات حقيقية تأثرت بها في تجسيد الشخصيتين؟
الشخصيتان موجودتان في حياتنا، ومن الممكن أن يكون أي إنسان يحمل في حياته تناقضات، فكريم يدل على الرجل الشرقي الذي يحلل لنفسه كل شيء، وإذا تعرض لنفس الشيء من أحد آخر يرفضه ويعترض، وهذا ليس غريبًا فهو تناقض طبيعي. ومؤنس شخص متدين ولكن ما مر به في حياته ترك أثرًا بداخله، بجانب حبه الكبير لهنا، وهذه المرة الأولى التي أقدم فيها هذه الشريحة، وكان لدي شغف الدخول لهذه المنطقة الجديدة عليّ، وفي النهاية الشخصيتان مختلفتان عني شكلًا ومضمونًا.
في الكثير من المشاهد تعتمد على النظرات من دون أن تتكلم وأحيانًا تفعل أمور عكس مشاعرك ورغباتك وهذا يصل جيدًا للمشاهدين.. فكيف ترى ذلك وكيف تختار أن تؤدي بهذا الشكل؟
عندما أشعر بالشخصية وكل كلمة تخرج منها وردود أفعالها؛ فتأتي أوقات لا أشعر بما أقوم به، وأوقات كثيرة أكون مثل المتوحش ، وخصوصًا مع شخصية مثل «مؤنس» فله لغة جسد وملامح وردود أفعال خاصة به، وفي النهاية أنا «بني آدم» وممثل، فمثل هذه الشخصيات تحتاج إلى مجهود جبار، فعندما كنت أنتهي من المشاهد الصعبة التي بها شحنات ضغط كبيرة، كنت أتعب جدًا، وأشعر بأن رأسي «بتزن» ولا بد وقتها أن أبعد عن كل من حولي؛ لأنني لا أكون في وعيي، وفي حالة شديدة من العصبية، وأوقات أضطر إلى أن أضع رأسي في ثلج، حتى أخرج من الحالة التي وصلت لها.
وإذا نظرنا لشخصية مثل «مؤنس» فمن المستحيل مثلًا إذا تعرض لأي أذى في الشارع أن يتحدث مع أحد، أو أن يعاتب الرجل الذي أذاه؛ لأنه من وجهة نظره أنه لا يجب أن ينزل لهذا المستوى، رجل يتعامل بناءً على فكره ومنصبه و ثروته، فلذلك يضطره أحيانًا إلى كتم مشاعره وأحاسيسه، لدرجة أحيانًا تجعله أقرب لتشويه وجهه على أن يتكلم، فكل هذه عوامل نفسية عملت عليها خلال رسمي للشخصية ساعدتني على إخراج هذا الرجل بهذا الشكل .
ربيت لحيتك خصيصا لـ«لعبة نيوتن» ثم اضطررت لحلقها خلال تصوير والاستعانة بأخرى صناعية فما السبب؟
أطلقت لحيتي كما قلت سابقًا بالفعل لمسلسل «لعبة نيوتن» لمدة سنة ونصف؛ لتأجيل تصوير المسلسل، ووقتها لم أكن أعرف كيف ستسير الأمور، ومع الوقت أصبحت حياتي على المستوي الشخصي والمهني متوقفة؛ بسبب هذه اللحية، خصوصًا وأن شكلي أصبح يخص اتجاهًا واحدًا وهو الشيخ السلفي، وعلمت أنه تم تجاهلي في الكثير من الأعمال بسببها، وعندما علمت بأن «لعبة نيوتن» هذا السباق الرمضاني رضيت تمامًا، وقولت إنها ستفيدني أكثر في الشخصية، حتى عرض علي فيلم «أهل الكهف»، ولأنني لم أكن متخيلًا أن تصوير المسلسل سيستمر كل هذه الفترة، فعندما بدأنا تصوير الفيلم حلقت لحيتي بالاتفاق مع المخرج تامر محسن؛ وهو نفسه رأى أن الأمر «طول جدًا»، وقال لي إنه لا يريد أن يضرني أكثر من ذلك، وعندما كنت أحلقها بكيت، خصوصًا وأنها كانت بالنسبة لي أمر مهم جدًا مهنيًا ونفسيًا.
واضطررت بعد حلاقتها إلى أن أستعين بلحية صناعية شبيهه، لاستكمال الأحداث، وأحمد الله على أن مساحة التصوير في «لعبة نيوتن» باللحية الصناعية لم يكن كبيرًا، فصورت نحو 15 يومًا فقط.
هل تعاطفت مع مؤنس أثناء قيامك بالدور؟
لا، فأنا ضده تمامًا، وكان يؤثر عليّ بالسلب، و«تعبني» جدًا.
ننتقل إلى مسلسل «ضد الكسر».. ما الذي جذبك إليه، ولماذا قررت أن تشارك به بجانب «لعبة نيوتن»؟
«ضد الكسر» لم يكن في الحسبان بالنسبة لي، ولم أكن أعلم أن نيللي كريم تشارك هذا العام بمسلسل جديد، حتى تواصل مع المنتج جمال العدل منذ 4 أشهر تقريبًا، وطلبني في العمل، فاعتذرت عنه، فطلب مني قراءة الدور ثم أحدد، وعندما قرأت السيناريو وجلست مع المؤلف والمخرج والأستاذ جمال، وجدت أن الشخصية بها تحد في صالحي، وهي أنني سأقدم شيئًا في هذا السيزون لم يقدمه أحد من قبل، وشخصية كريم وجدتها صعبة، يمكننا وصفه بأنه «شايف حياته وصاحب علاقات نسائية متعددة ثم تتحول حياته»، فقررت أن أوافق في النهاية لأنني أحب هذا النوع من التحديات.
تتعاون مع الفنانة نيللى كريم للمرة الرابعة، ما الجيد وما السيئ في تكرار التجربة مع نفس البطلة؟
لا يكون هناك أمر سيئ إذا كنت تكرر التعاون مع بطل أو بطلة تحبها، وشاطرة، مثل نيللي كريم أو منى زكي، واللتان تختلفان عن بعضهما تمامًا في طريقة الشغل، فهذه مدرسة، والأخرى مدرسة أخرى، أما تعاوني مع نيللي كريم لأربع مرات، فمسلسل «تحت السيطرة» كان بداية تعرفي عليها، على الرغم من أنني لم أمثل معاها أي مشهد، وفي العام التالي مباشرة 2016، قدمت معها «سقوط حر» ثم في رمضان 2018 قدمت «اعترافات خوخة» المسلسل الإذاعي، وهذا العام «ضد الكسر»، وأنا وهي أصدقاء وأحبها جدًا، وهي شخصية لذيذة ولا تأخذ الحياة على محمل الجد.
تظهر كضيف شرف فى «الاختيار2».. كيف ترى العمل ومشاركتك فيه، وما رأيك في زيادة ظهور ضيوف الشرف بشكل عام في الدراما الرمضانية؟
الصراحة أنا وافقت على الظهور في الجزء الثاني من مسلسل «الاختيار» دون تفكير، لأنني تمنيت المشاركة في جزءه الأول، ولكن الظروف لم تسمح، وعندما أخبرني المخرج بيتر ميمي أنه يريدني أن أشارك في هذا الجزء قبلت على الفور، ولم أكن أعرف أنه مشهد واحد، لكني لم يكن لدي مشكلة، بخاصة وأنه مشهد مع الفنان الكبير كريم عبد العزيز، وكنت في غاية السعادة؛ لأنني أحب هذا الرجل جدًا منذ أول عمل جمعنا فيلم «فاصل و نعود»، فهو من أجدع وأكثر الفنانين اجتهادًا في جيله.
هل هناك أي فرق في التعامل معه؟
على الرغم من مرور 11 عامًا على التعاون الأول بيننا لكن لم أشعر بأي اختلاف في المعاملة معه، فهو شخصية جميلة، ومتواضع في عمله، ويعرف قيمته جيدًا جدًا، وقيمة المهنة التي يمتهنها ويعطيها حقها كثيرًا.
إذا كان هناك جزء ثالث من مسلسل «الاختيار» ستختار شخصية إرهابي أم ضابط؟
لن أختار، فعلى حسب الشخصية والدور الذي أشارك به.
ولكن هل الشخصيات الشريرة تعطي مساحة كبيرة للفنان في إخراج قوته التمثيلية؟
أعتقد أن هذا الأمر لديه علاقة قليلًا بقدر الممثل، فأنا منذ أن جسدت أدوار الشر عشقتها، ولكن هذه مجرد حواديت، أما مسلسل «الاختيار»، من وجهة نظري لا يستطيع أحد أن يختار أي شخصية تقدم لأنها شخصيات حقيقية.
كيف يعمل محمد فراج على تطوير نفسه في التمثيل؟
على حسب الشخصية التي تعرض علي، فكل شخصية ولها أسلوب في التحضير لها، وأحب جدًا أن أسمع مزيكا، وأمارس لعب اليوجا، وأشاهد الكثير من المسرحيات والأفلام حتى أتعلم منها وتفتح لي مدارك جديدة عني، فهي بالنسبة لي عالم آخر أسافر إليه من وقت إلى آخر.
ما الأعمال الذي ننتظرها منك فيما هو مقبل؟
في السينما أعمل حاليًا على فيلم «أهل الكهف» وسأستأنف تصويره بعد العيد مباشرةً، ومن المفترض أن يعرض في صيف 2022، والعمل حقيقي مفاجأة؛ فيحتوي على مخرج ومؤلف وكاست متميز جدًا، ومنتج جريء، والفيلم لم يقدم في مصر من قبل، «شغل من بتاع بره .. فيلم هوليودي».
هل محمد فراج أصبح قريبًا من البطولة الأولى؟
لا أفكر في البطولة المطلقة بهذه الطريقة إذا اقتربت أم لا، خصوصًا وأن هناك أعمالًا كثيرة تعرض عليَّ لخوض البطولة المطلقة، ولكني أرفضها حتى لا أستعجل فيها، وفي النهاية أي ممثل لا يستطيع أن ينكر بأنه يتمنى تقديم عمل من بطولته، وأنا أحاول أن أتأنى حتى تكون العناصر مكتملة، لأن العناصر إذا كانت مكتملة وأنا مقتنع بها وأكون على قدر المسئولية سأنجح بالتأكيد.
أخيرًا.. ما المسلسلات التي تتابعها، وما المسلسلات التي أعجبتك في رمضان 2021؟
أنا أتابع «لعبة نيوتن» و«ضد الكسر» بالتأكيد، وأيضًا «الاختيار 2».