عرَّفهم الإمام علي رضي الله عنه في نهج البلاغة فقال:
وليس لهؤلاء خصومة مباشرة مع من يخرجون عليه، ويطالبون بعزله، أو سفك دمه. ولكنه التحريض الضخم الذي ينتج عنه جرائمهم، مع اقتناعهم ساعتها بأنهم يُؤدون واجبهم. يقول العقاد:
ويمتاز اليهود عبر تاريخهم بصناعة وإخراج الغوغاء، واستخدامهم في أغراضهم المشبوهة. يقول «محمد أحمد الراشد»:
ويحفظ لنا التاريخ الدور الذي قام به اليهودي «عبد الله بن سبأ» في استخدام الغوغاء للتخطيط للفتنة زمن خلافة عثمان رضي الله عنه والانقلاب عليه وقتله. يقول الطبري في تاريخه:
وكان رجاله كل سارق وقاطع طريق ومفسد نالته عقوبة من أحد الولاة. يقول العقاد:
وقد أورد ابن الأثير في الكامل وصف السيدة عائشة الدقيق لهؤلاء بالغوغاء. قال:
والعجيب أن هؤلاء القتلة الغوغاء يعتقدون أنهم يقتلون باسم الله، وفي سبيل الله. يقول ابن الأثير:
فكم من شباب ضاعوا، ومجتمعات خربت، وبلاد دُمرت بصيحة.. «لله» ؟! وكذبوا على الله! فالله لا يأمر بالفحشاء ولا بالمنكر، ولو صدقوا لقالوا مثل ما قال ابن الحمق مستدركاً: «ست لما في الصدر»!
وفي إيران تشير الوثائق إلى أن الاستخبارات الأمريكية والبريطانية استخدمت الغوغاء ودعمتهم في تنظيم الاحتجاجات المناهضة لحكم «محمد مصدق» حتى أسقطوه، وقد انتخبه الإيرانيون عام 1951م، وكان من أولى خطواته تأميم صناعة النفط، التي كانت آنذاك تحت سيطرة البريطانيين؛ مما ساهم في تقوية مواقع الشاه «محمد رضا بهلوي» الذي كان قد فرّ من إيران بعد الصراع مع مصدق، لكنه عاد إلى البلاد بعد إسقاط الحكومة ولم يترك السلطة حتى ثورة عام 1979م.
وفي مقتل مدير سجن الباستيل دولوني على يد الغوغاء، يقول «غوستاف لوبون»:
والطائفية أخت الغوغائية، بل هما وجهان لعملة واحدة. وأثرها مدمر في الأمم. والحروب الأهلية والاقتتال الداخلي بين أبناء الوطن الواحد، إحدى تجلياتها، وهي ملعونة، وملعون من أيقظها وأشعلها، حتى وإن نُسبت زوراً وبهتاناً إلي الله، والله منها براء. وما يفعله الغوغاء الطائفيون في سوريا والعراق واليمن من مجازر ومذابح، ما هي إلا البغضاء من أفواههم وما تُخفي قلوبهم الضالة أكبر!
وفي مصر قامت مجموعة من الغوغاء عُرفت بـ «حركة تمرد» انكشف فيما بعد زيفها وتمويلها، ومن يقف خلفها، واتضحت أهدافهم، وظهر مكرهم! وما خرجوا إلا لحرث الأرض أمام الانقلاب، وتمهيد الطريق للقضاء على التجربة الديمقراطية الوليدة، وأصبحوا القاطرة التي سحبت الوطن إلي التخلف، والظلام، والفساد؛ بعدما دفعته أمواج ثورة يناير إلي الأمام خطوات نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وإن لم يأخذ العقلاء على أيدي الغوغاء، لغرقت سفينة الوطن ومن فوقها الجميع. يقول النعمان بن بشير: «يا يأيها الناس: خذوا على أيدي سفهائكم قبل أن تهلكوا». فالحكم لا يكون على العمل بعد وقوعه، بل على الشروع فيه، والقانون إنما هو قانون العاقبة دون غيره، بل على توجيه النية إليه كما في حديث السفينة. إن كلمة «الخرق» الذي اقترحه سكان أسفلها، لا تحمل في السفينة معناها الأرضي، بل معناها البحري، فلفظة «أصغر خرق» ليس لها إلا معنى «أوسع قبر» في قاع المحيط المظلم، لو تُرك هذا الخرق الصغير وشأنه.
مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.