الأقليات: الخاصرة الرخوة لإيران تطيح بعمّة الفقيه
ينطوي التكوين الديموغرافي الإيراني على العديد من القوميات والطوائف الإثنية والمذهبية، والتي تشكل بؤر توتر متفجرة من حين لآخر. وكانت إيران منذ العهود القديمة موطنًا لشعوب عديدة قبل آلاف السنين، لكن منذ عشرينيات القرن الماضي بُني المشروع الفارسي على الحناجر المذبوحة والعظام المتحطمة لنشطاء الشعوب غير الفارسية المغلوبة على أمرها.
لا يمكن الجزم بعدد الطوائف الإيرانية، خاصة أن تعداد الأقليات يعد سلاحًا سياسيًا في منطقة الشرق الأوسط التي تعج بالطموحات الانفصالية. وفيما يلي التوزيع العرقي والديني للأقليات بالمجتمع الإيراني، وفقًا للإحصاءات الرسمية التي نشرتها مركزي الجزيرة للدراسات و المزماة للبحوث.
الطائفية و«انتفاضة ديسمبر»
عاشت إيران منعطفات كبرى في تاريخها، وأتقنت الحكومات المتعاقبة فن البقاء على قيد الحياة، لكن في هذه الجولة شيء ما تغير جذريًا: فالأقلية والأغلبية خرجت في مظاهرات غاضبة، والفقراء اجتاحوا الشوارع، الريف شارك ضجر النخب الحضرية. الآن الجميع في إيران يبدو ساخطًا على نظام الملالي.
«الاحتجاجات التي اندلعت في إيران لها أبعاد عرقية من شأنها أن تسبب المزيد من المشاكل للنظام الإيراني»، هكذا أوضح معهد واشنطن، في تقرير له، السر وراء تنامي الهبة الجماهيرية التي شهدتها البلاد نهاية ديسمبر/كانون الأول 2017، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصًا، واعتقال 1700 آخرين، بحسب تصريحات السلطات.
واندلعت شرارة التظاهرات الأخيرة المناهضة للنظام في المحافظات الحدودية التي تقطنها الأقليات الإيرانية، حيث انطلقت الاحتجاجات من مدينة مشهد، شمال شرق إيران، التي تضمّ شريحة واسعة من التركمان، كمظاهرةٍ صغيرة ضد ارتفاع الأسعار وتفشي البطالة وغيرهما من المظالم الاقتصادية، ومنها امتدت موجة الغضب في طول البلاد وعرضها، وسرعان ما تحولت المطالب لإسقاط رأس النظام مرددين شعارات «الشعب يعيش كالمتسولين.. والزعيم يحكم كالإله»، «الموت للدكتاتور وروحاني».
ونشر برويز سيداجات، الخبير الإيراني البارز، مقالًا قبيل اندلاع الاحتجاجات، محذرًا من قيام النظام بتفريق المواطنين إلى درجة أولى وثانية.
وخلافًا للعقود الأولى في إيران ما بعد الثورة الإسلامية 1979، فإن الأغنياء الآن يتفاخرون بلا مواربة بثرواتهم الفاحشة، في ظل سياسة تقشفية تتعلق بخفض الدعم النقدي المُقدَّم للفقراء، وزيادة أسعار السلع الغذائية وشرائح الضرائب على عامة الشعب، بينما تعتبر الأقليات الفئات الأكثر تضررًا.
وحتى منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان اتفاق السادة الفاسدين على الظهور بمظهر متواضع أمام الكاميرات، حفاظًا على مظهرهم الثوري، بينما يغسلون أموالهم في دبي وتورنتو، مثال ذلك القضية الأكثر شهرة، الخاصة باختلاس محمود رضا خفاري، المدير الإداري السابق لبنك ملي، مئات الملايين من الدولارات، وإيداعها في مصارف كندا.
من ناحية أخرى، هناك نسل الألفية، وهم الشباب الإيرانيون الأثرياء الذين يتصرفون كطبقة أرستقراطية جديدة، لا يدرك الشعب مصادر ثرواتهم، ويقودون أفخم السيارات في شوارع طهران على مرأى من الفقراء، كما يرى الإيرانيون صورًا لأفراد عائلات السلطة وهم يشربون الخمر، وينزلون على الشواطئ في جميع أنحاء العالم، في حين يتم اعتقال بناتهم بسبب خلع وشاح الرأس، ويُحتجز أبناؤهم لشراء الكحوليات، في ازدواجية كاملة للمعايير.
اقرأ أيضًا:الاحتجاجات الإيرانية: حقٌ أم مؤامرة؟
أوضاع بائسة
القمع والتمييز والتفريس، ثالوث انتهجته السلطة الإيرانية -بحسب معارضين- لإحكام سيطرتها على الأقليات التي تقطن الحدود الممتدة لـ 8000 كم مع دول الجوار.
وبينما تؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها لا تفرق بين مواطنيها على أساس القومية أو اللغة أو اللون أو المذهب، لا يتورع النظام عن ممارسة التمييز ضد مواطني الأقليات، وهي سياسة مُحصنة دستوريًا.
ويحوي الدستور الإيراني مواد توصف بـ «العنصرية»، منها المادة 12، التي تنص على أن المذهب الجعفري الاثني عشري هو المذهب الرسمي للدولة، واشترط الدستور على من يتولى الرئاسة أن يكون معتقدًا بالمذهب الرسمي، وهو ما يصادر حق المسلمين السنة.
وتنتهج السلطات الإيرانية سياسة أمنية في التعامل مع ملف الأقليات، حيث عين الرئيس حسن روحاني،علي يونسي، وزير الاستخبارات والأمن القومي السابق، في منصب مساعده الخاص لشئون الأقليات.
وعكفت إدارة البلاد على الزج بنشطاء تلك الأقليات في السجون، وتجري محاكمتهم أمام المحاكم الثورية،فخلال 2013 تم إعدام أكثر من 100 سجين سياسي من البلوش والأكراد والعرب والأذربيجانيين وغيرهم بتهمة تهديد الأمن القومي الإيراني، كما اغتيل رئيس إحدى منظمات الشتات المدافعة عن حقوق العرب في إيران في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
ومن جانبها،نددت الأمم المتحدة، في تقريرها للنصف الأول من عام 2017، بالانتهاكات في إيران، لافتةً إلى استمرار نهج النظام الإيراني في تغيير التركيبة السكانية في محافظات الأقليات ومصادرة الأراضي وبناء مستوطنات لصالح الوافدين ضد السكان الأصليين.
توزيع القوميات الإيرانية
1. الأحواز
قنبلة إيران الموقوتة، انفجارها سيؤدّي إلى فقدان طهران منجم ذهب لا يقدّر بثمن، فمنطقة الأحواز تتربع على أهم الموارد الطبيعية في إيران، وتعتبر مصدر الدعم الرئيسي لاقتصاد البلاد، بينما يعيش سكانها في فقر مدقع.
وتعتبر الأحواز مركز عاصمة خوزستان، جنوب غرب إيران، وتشكل من الناحية الاستراتيجية مفتاح القوة بالنسبة إلى طهران، وفي ذات الوقت يمثل الإقليم للخليج العربي السدّ المنيع في وجه الأطماع الإيرانية.
سياسة السلطات
تتعرض الأقلية العربية بالأحواز للتهميش التاريخي والتمييز، يتمثل ذلك في القيود المفروضة على توفر فرص العمل، والسكن اللائق، والخدمات الاجتماعية، والتعليم.
ومثال على هذه الانتهاكات ما قامت به الدولة بين عامي 2004 و2006 من مصادرة لأكثر من 200,000 هكتار من الأراضي التي تقطنها الأقلية العربية، على خلفية استخدام تلك الأراضي في مشاريع للدولة، بما يشير إلى وجود سياسة تهدف إلى نزع ملكية العرب لأراضيهم، وما يرقى –بحسب مراقبين- إلى إخلاء قسري يجرمه القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وينظر الكثير من العرب في المنطقة لأنفسهم على أنهم تحت «الاحتلال الفارسي»، حيث مارست طهران منهج «التفريس» للإقليم، إذ سعت إلى طمس الهوية العربية وتذويبها وأغلقت المدارس العربية، ومنعت التحدث باللغة العربية واللباس العربي، وتغير أسماء المدن إلى الفارسية.
التحركات الأحوازية
ينشط ممثلو عرب الأحواز إقليميًا ودوليًا من أجل المطالبة باستقلال الإقليم عن الدولة الإيرانية، كان آخر تلك التحركات المشاركة في مؤتمر نظمته المؤسسة العربية الأوروبية بالقاهرة تناول مطالب الأحوازيين ودور الدول العربية في الدفع بهذه القضية نحو واجهة الاهتمام.
ومن المقرر أن يتقدم فريق من نشطاء الأحواز بطلب إلى تركيا لفتح الأرشيف العثماني والحصول على الوثائق والمخاطبات التي أبرمت من قبل حاكم الأحواز الشيخ خزعل مع الدول الغربية، والأمر ذاته سيتم مع بريطانيا ليكون الملف جاهزًا لتقديمه إلى المؤسسات الدولية الخاصة للبت في الوضع القانوني للإقليم الأحوازي.
وداخلياً، واجه عرب الأحواز النظام في إيران عدة مرات، منها احتجاجات 2005 و2011، كما تخلل تلك الاحتجاجات أعمال مقاومة مسلحة، حيث أعلنت «كتائب أحرار الأحواز»، في أبريل/نيسان الماضي، مسئوليتها عن انفجار أحد خطوط أنابيب النفط في منطقة العميدية، وتبنى المتمردون الوطنيون الذين تقودهم حركة «النضال العربي لتحرير الأحواز» القيام بـ 20 عملية مسلحة في عام 2012، وست هجمات ضد البنية التحتية للطاقة عام 2013.
2. الأكراد
يعتبر الأكراد ثالث قومية تعيش في إيران بعد الفرس والأذريين، يسكنون في منطقة كردستان منذ قرابة أربعة آلاف سنة، ويحظى الكرد بعمق إقليمي، حيث يُشكّلون التركيبة الأساسية من السكان في أربع دول، إيران والعراق وتركيا وسوريا، ويعتنق السواد الأعظم منهم المذهب السني الشافعي.
الأقلية الكردية موزعة في أربع محافظات من أسوأ المدن وأقلها تنمية على الصعيد الاجتماعي، وهي: كردستان وكرمانشاه وإيلام وأذربيجان الغربية. ويعتبر الشعب الكردي من أفقر الشعوب في الداخل الإيراني، وقد انتشر بشكل متزايد معدل البطالة، وعمليات تهريب المخدرات.
سياسة السلطات
تباينت علاقات الأقلية الكردية مع سلطات طهران على مدى السنوات الأخيرة، حيث كانت تكتسي الثبات والاستقرار فترة حكم الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، والتي دامت ثماني سنوات؛ بسبب حرص الحكومة الإيرانية على إلحاق الأكراد بمناصب حكومية. وشهدت هذه الفترة انخفاضًا كبيرًا في أعمال الشغب والاضطرابات، مع ارتفاع نسبة الحريات في الصحافة والمطبوعات الكردية، بالإضافة إلى زيادة الأحزاب والمراكز الثقافية الكردية.
ولكن هذه السياسة لم تستمر في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، فكانت العودة لعمليات الاعتقال في الأوساط الكردية، وشملت أئمة المساجد ورجال الدين؛ مما شجع بدوره مطالبتهم بالاستقلال والانفصال عن الدولة. ويعتبر أحد أبرز العمليات ضد الكرد عام 1989 عندما تم اغتيال الزعيم الكردي الدكتور عبدالرحمن قاسملو، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني بالعاصمة النمساوية فيينا، فيما تؤكد بعض التقارير أن «نجاد» كان أحد القائمين على اغتيال قاسملو.
ويحاول روحاني تحسين وضع الأقلية الكردية، ففي 2015 كشفت إيران عن أوّل كتابٍ باللغة الكردية سيتم اعتماده للدراسة في مدارس الأكراد، لكن مع ذلك لا يزال الناشطون الكرد يتعرّضون للاضطهاد.
التحركات الكردية
للكرد الإيرانيين تجربة تاريخية في إقامة حكم مستقل، ألا وهي دولة «مهاباد» التي لم تدم إلا فترة وجيزة، ولكنها كانت كافية لتلهم الشعور الكردي بالاستقلال.
وحاول الأكراد رفع مستوى حريتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية، من خلال أعمال المقاومة المسلحة، ولكن دون فاعلية كبيرة. وفي مايو/أيار 2017، استأنف حزب كومالا اليساري، بعد 25 عامًا، كفاحه المسلح ضد الحكومة المركزية في طهران.
وقبل يوم واحد فقط من بدء احتجاجات ديسمبر/كانون الأول الماضي أعلن قائد الحزب الديمقراطي الكردستاني استئناف نشر ميليشيات البشمركة المسلحة في الأجزاء الشمالية والشمالية الغربية من إيران، تمهيدًا لتصعيد الحزب عدوانه ضد قوات الأمن الإيرانية.
3. البلوش
على حافة الهضبة الإيرانية يقع إقليم سيستان-بلوشستان في جنوب شرق إيران، تقطنه القبائل البلوشية منذ قديم الزمن، وتبلغ مساحة الإقليم (70 ألف ميل مربع)، أغلب السكان على المذهب السني، ولهم امتداد جغرافي وقومي في شرق باكستان.
تعد سيستان-بلوشستان المحافظة الأكثر فقرًا وحرمانًا في إيران، وقد عانت في السنوات الأخيرة من الجفاف الشديد والظروف المناخية القاسية، التي وضعت مزيدًا من الضغوط على الموارد المحدودة. وبحسب التقييم القطري للأمم المتحدة، تحتل بلوشستان أسوأ المؤشرات في إيران من حيث: معدل الأمية، والتي تزيد بست مرات عن المتوسط الوطني، ومعدل البطالة الذي يبلغ 40%، حسب إحصاءات 2010.
سياسة السلطات
تدعي أقلية البلوش أن هناك سياسة رسمية لإضعاف الأقليات العرقية في إيران من خلال تجريدهم من أراضي أجدادهم، حيث تعرض العديد من منازل للهدم، ومثال ذلك ما حدث في ميناء شاباهار حين تم إخلاء السكان قسرًا في إطار مشاريع وزارة الإسكان والتنمية الحضرية.
وفي المقابل،عين روحاني، في ديسمبر/كانون الأول 2013، في مفارقة نادرة، سامية بالوشزاهي، وهي امرأة سنية تنتمي إلى الأقلية البلوشية محافظًا لإحدى المدن الإيرانية. وبالرغم من تلك الخطوات البطيئة، تشير تقارير وزارة الشئون الاجتماعية الإيرانية إلى تدهور الأوضاع في المحافظة، حيث إن بلوشستان تعتبر الأعلى انتشارًا للمخدرات.
التحركات البلوشية
مع استمرار الرفض الإيراني لكل مطالب تلك الأقلية، نشأ صراع بين المقاومة المتمثلة في حركة «جند الله» التي تأسست في 2002 وحكومة إيران. وكان من أهم عمليات جند الله محاولة اغتيال الرئيس الإيراني في أثناء زيارته بلوشستان عام 2005، كما نفذت تفجيرات في زاهدان أعوام 2005 و2009 و2010.
وأعدمت الحركة شهاب منصوري، ضابط المخابرات الإيراني الذي كانت قد أسرته عند حدود إيران مع باكستان في 2006، بالإضافة إلى تبنيها اغتيال 12 من الحرس الثوري عند طريق «كرمات-بام» في العام نفسه. وكان إعدام طهران لـ عبدالمالك ريجي مؤسس «جند الله» في 2010 إيذانًا بأفول الحركة وظهور تنظيم «جيش العدل» في 2013، الذي اتخذ من باكستان مقرًا له، والذي واصل عمليات المقاومة بين التفجير والقتل ضد السلطات.
وفي يناير/كانون الثاني 2017 نفذ جيش العدل عملية ضد القوات الإيرانية في ضواحي مدينة سرباز في بلوشستان، مما أسفر عن مقتل ضباط كبار في الحرس الثوري الإيراني.
4. الأذريون
هم أتراك إيران، ويعتبرون أكبر قومية غير فارسية في البلاد، تضم حوالي ثلث السكان، يسكنون في شمال غرب إيران، ويدينون بالمذهب الشيعي، ولهم امتداد قومي وجغرافي مع جمهورية أذربيجان.
احتجاج السكان الأذريين آخذ في الارتفاع منذ منتصف التسعينيات، في مدن تبريز وأورميا وأردبيل، من أجل تحرير القومية الأذربيجانية، والتي قوبلت بقمع السلطات.
5. التركمان
لدى القومية التركمانية في شمال شرق إيران امتداد جغرافي وقومي مع دولة تركمانستان، يسكنون في محافظات أذربيجان وكلستان وخراسان الشمالية، معظمهم من المسلمين السنة أتباع المذهب الحنفي.
6. اللريون
قومية تعيش في غرب وجنوب إيران، وعلى عكس باقي الأقليات،القومية اللرية في جناس مع المركز الإيراني من النواحي المذهبية واللغوية. وتنقسم إلى لر الكبرى تعيش في محافظات كهكيلوية وأصفهان، ولورستان، بينما لر الصغرى تعيش في محافظات لرستان، إيلام، كرمانشاه، همدان.
الأقليات المذهبية والدينية في إيران
السنة
تعتبر الطائفة السنية من أكبر الأقليات في إيران؛ حيث تُشكّل 10% من مكونات الشعب الإيراني، وتتكون من قوميات الكردية والبلوشية والتركمانية.
وتعتبر المناطق التي يسكنها أهل السنة في إيران من أشد المحافظات فقرًا وترديًا في الناحية التنموية، كما أن البطالة في هذه المناطق تعتبر الأعلى نسبةً، ومعدل التنمية الاقتصادية هو الأدنى، يضاف إلى ذلك أن سياسة الدولة الإيرانية في تلك المناطق هي الأكثر تشددًا. و تمنع السلطات بناء أي مسجد للسنة بالعاصمة طهران رغم وجود معابد لديانات غير سماوية.
ويُذكر أن السنة وجهوا كتلتهم التصويتية لصالح التيار الإصلاحي، على غرار التأييد الواسع للرئيس الأسبق خاتمي، كذلك فإن الرئيس الحالي حسن روحاني فاز في انتخابات 2013 بفضل دعم الطائفة السنية.
المسيحيون
تحتضن إيران 600 كنيسة على الأقل، منها كنيسة القديسة ماري في تبريز العائدة إلى القرن السادس، كما أن محافظة أذربيجان الغربية تحتضن دير القديس تداوس. ويوجد المسيحيون في محافظات أصفهان، طهران، وأذربيجان الغربية، ويشكل الأرمن غالبية المسيحيين في إيران وعددهم يصل إلى 300,000.
وعلى الرغم من أن «الردة» لا تعتبر جريمة في القانون الإيراني، يمكن أن يواجه المسيحيون -ومعظمهم من المتحولين عن الإسلام- حكم الإعدام. وحاليًا، يترقب مائة مسيحي إيراني هارب إلى الخارج مصير العودة مرة أخرى إلى إيران، بعد رفض الولايات المتحدة طلب اللجوء السياسي.
البهائيون
لا تزال الحكومة الإيرانية ترفض السماح للطائفة البهائية بممارسة الشعائر الدينية علنًا. ويتعرض أتباع تلك الطائفة للحبس، حيث كانت السلطات قد اعتقلت في يناير/كانون الثاني 2012، أكثر من 80 بهائيًا بينهم سبع قيادات حُوكِموا بالسجن 20 عامًا.
وكانت السيدة جينوس نعمة محمودي، مواليد 1929، تنحدر من عائلة مرموقة تضم كتابًا وباحثين، ولديها إنجازات في مجال الأرصاد الجوية، أعدمها النظام الإيراني، برفقة زوجها مقدم البرامج الشهير؛ لانتمائهما للطائفة البهائية.
اليهود
على الرغم من العداء القائم بين إيران وإسرائيل، فإن «الشعب الإيراني الأقل تطرفًا تجاه السامية في الشرق الأوسط»، استناداً إلى الإحصاءات الأخيرة التي أجرتها منظمة «مكافحة التشهير» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها. و قدمت حكومة روحاني، العام الماضي، نحو نصف مليون دولار لبناء المستشفى اليهودي في طهران.
الزرادشتيون
قبل الفتح الإسلامي اعتنق الإيرانيون الديانة الزرادشتية، كما أن ثقافة إيران تمثل خليطًا بين التقاليد الزرادشتية والإسلامية، ولا تزال بعض التقاليد الزرادشتية موجودة في البلاد حتى اليوم، منها النوروز أو رأس السنة الفارسية، وهو يوم مقدس لدى أتباع الزرادشتية. ويتمركز الزرادشتيون في العاصمة طهران ومحافظة يزد.
المندائيون
أصغر مكوّن في إيران، هم أتباع «النبي يحيى بن زكريا»، محنتهم مع الدولة الدينية أن ديانتهم غير معترف بها. والمندائيون في إيران اليوم لا يزيد عددهم على بضعة آلاف، أغلبهم ينتمون إلى القومية العربية. ولا تملك تلك الطائفة حق تسمية أبنائها في إيران وفق ديانتهم ولغتهم، في حين يتناقص عدد هذا المكون العريق باطراد، حيث هاجر أغلبهم إلى أوروبا وأستراليا وكندا.