أيهما أفضل: Microsoft Word أم Google Docs؟
انفرد Microsoft Word لسنوات طويلة جدًّا بموقعه على القمة كأكثر معالج نصوص استخدامًا في عالمنا العربي، لدرجة تعليم مهارات استخدامه في بعض المدارس، واشتراط بعض الجامعات الحصول على دورات تتضمن إتقانه لكي يحصل الطالب على شهادة إتمام دراسته الجامعية.
وبرغم وجود عدد من المنافسين فإنه ظل هو الملك لدينا حتى سنوات قليلة ماضية؛ فلقد جاء عملاق آخر ارتحل إليه عدد لا بأس به من المستخدمين، وهو جوجل دوكس Google Docs. وهذا الارتحال كان بسبب عدد من المزايا التي تناسب العصر الحديث، والتي قدمها الأخير بأفضل شكل. ولكن هل معنى هذا أنه منافس أفضل؟
للإجابة على هذا السؤال سأعقد مقارنة بين الاثنين، وسيكون لك حق تقرير ما هو معالج النصوص الأفضل بناء على احتياجاتك.
السعر
لطالما اضطر المستخدمون للبحث عن نسخ مقرصنة من برنامج مايكروسوفت وورد لارتفاع سعر شرائه، فلو أنك أردت شراءه واستخدامه بصورة قانونية سيكون عليك دفع 2500 جنيه مصري، أو يمكنك الاتجاه لنظام الاشتراكات للحصول على حزمة Office 365 كاملة، ودفع 1200 جنيه سنويًّا/120 جنيهًا شهريًّا لاستخدام فرد واحد، أو 1500 جنيه سنويًّا/150 جنيه شهريًّا لاستخدام يصل إلى 6 أشخاص.
ومن الجدير بالذكر وجود نسخة مجانية أونلاين يمكن الوصول إليها من موقع Office Live، ولكنها تُعتبر نسخة مخففة منه، وتفتقر إلى العديد من المزايا المتقدمة الموجودة بالبرنامج الأساسي، كما أن تجربة استخدامها عمومًا ليست الأفضل، ولكنها بالتأكيد كافية لأداء المهام الخفيفة وقت اللزوم.
في المقابل نجد أن جوجل دوكس مجاني تمامًا بكل مزاياه، ولن تضطر لدفع قرش واحد للحصول على أي خواص خفية أو نسخ أخرى متقدمة. لذلك ففي نقطة السعر يتفوق Google Docs بجدارة.
سهولة الوصول
في Google Docs ستتمكن من التوقف عن العمل في ملف نصي على جهازك لتستأنفه مرة أخرى على جهاز آخر بكل سهولة؛ ذلك لأن المستندات تُحفظ تلقائيًّا في مساحة التخزين السحابي الخاصة بحسابك على جوجل، لذلك فهي سهلة الوصول والمتابعة.
وبعدما كان الأمر يتطلب نسخ الملف أو إرساله عبر الإنترنت أو لاسلكيًّا، فإنك مؤخرًا أصبحت تستطيع عمل المثل في Microsoft Word، ولكنك ستحتاج إلى بضع خطوات إضافية لتتصل بخدمة OneDrive السحابية وتحفظ الملف بها بدلًا من الحفظ على المساحة الداخلية للجهاز.
ولذلك فإنني أرى أن مستندات جوجل تتفوق هذه المرة أيضًا.
الإتاحة
عندما تقوم بتنصيب مايكروسوفت وورد على جهازك فإنه يكون متاحًا لك على نفس الجهاز في أي وقت، تفتحه، وتعمل عليه، وتحفظه، وتنسخه، ولا حاجة لاتصال إنترنت لتنفذ أيًّا مما سبق.
بينما ستواجهك مشكلة في جوجل دوكس، وهي أنك مضطر لوجود اتصال إنترنت ليمكنك حفظ الملف أو نسخه، وإذا أردت العمل أوفلاين فإنك ستعمل من خلال متصفح جوجل كروم حصرًا، وسيظل الملف مشفرًا به لا تستطيع الوصول إليه إلا من هذا المتصفح حتى تتصل بالإنترنت وتقوم بحفظه في المكان الذي ترغب فيه.
وبناء على ذلك، فإن مايكروسوفت وورد يتفوق في نقطة الإتاحة.
تطبيق الهاتف
أعمل على كل من التطبيقين منذ زمن ليس بقليل، وحتى هذه اللحظة فإنني أرى أن تطبيق Google Docs أخف وأسرع وأسلس، فهو خياري الأنسب عندما أريد إنشاء ملف نصي سريع على الهاتف.
ولكن عندما أرغب في إنشاء ملف نصي غني بالتفاصيل ومعقد على الهاتف فإنني أفضل تطبيق Microsoft Word؛ ذلك لأنه يقدم مزايا أكثر في قوائمه مثل إدراج أشكال هندسية ومعادلات وغيرها.
لذلك سأترك لك الحكم في هذه النقطة لتقرير أيهما أنسب لك.
واجهة الاستخدام
تتميز واجهة استخدام مستندات جوجل بأنها بسيطة وواضحة، فلن تضل طريقك لتصل إلى ما تريد وخصوصًا في القائمة الأساسية اعتيادية الشكل، والمقسمة إلى أقسام واضحة تحتوي على كل ما تريد.
أما واجهة استخدام مايكروسوفت وورد فهي أكثر تعقيدًا، فعندما تقوم باختيار عنصر من عناصر القائمة الأساسية ستجد أمامك أقسامًا أخرى كثيرة ربما تتأخر بسببها حتى تصل إلى ما تريد بالضبط، هذا إن وصلت من هنا ولم تضطر إلى فتح نافذة جديدة تحتوي على المزيد من خواص أحد أقسامها.
وهنا يكون التفوق مستحقًّا لمستندات جوجل.
المزايا
النقطة السابقة ليست وليدة الفراغ، بل هي نتيجة لكثرة الخواص والمزايا والتخصيص المتقدم الذي يقدمه Microsoft Word للملف النصي، فهو يحتوي على كومة من المميزات التي تجعله – في نظري – أقوى معالج نصوص متقدم في العالم، وهذا ليس بمستبعَد على برنامج بعمره، ولا بسعره!
وعلى الجانب الآخر نجد أن Google Docs يقدم مزايا كثيرة، ولكنها لا تقارن في العدد مع غريمه، ولكن يحسب له وجود متجر لإضافات كثيرة تزيد من مزاياه وخواصه، وهناك متجر كذلك لمايكروسوفت وورد، ولكنه ليس بغنى متجر جوجل.
وهنا أرفع راية التفوق لمايكروسوفت وورد بكل اطمئنان.
التعاون
في جوجل دوكس ترى التغييرات التي يقوم بها الآخرون لحظة بلحظة أثناء عملك معهم على نفس الملف، مهما كانت مواقعكم المختلفة حول العالم.
بينما في مايكروسوفت وورد لن تراها حتى تضغط على زر الحفظ إلا في حالة استخدام تطبيق الهاتف أو نسخة الويب (وليس دائمًا أيضًا).
الأمر نفسه ينطبق على التعليقات، فهي ممتازة في مستندات جوجل، ولكنها تحتاج إلى تطوير أكثر وفعالية أكبر في التزامن لدى مايكروسوفت وورد.
وهنا لا أجد مفرًّا من إعلان تفوق جوجل دوكس.
التدقيق الإملائي
كشخص لغته الأم هي اللغة العربية، وبصفتي أعمل في مجال كتابة وتحرير المحتوى بنفس اللغة، فإنني أهتم جدًّا بأدوات التدقيق الإملائي لأنها تساعدني على تجنب الأخطاء غير المقصودة، وتساعدني في مراجعة أعمال كتاب آخرين.
وهنا يجب ِأن أقول إن التدقيق الإملائي العربي في Microsoft Word يتفوق بفارق هائل عن التدقيق في Google Docs. فهو قد تعلم منا على مدى سنوات وسنوات من اعتمادنا عليه، تطور لدرجة فهم بعض القواعد النحوية مثل العلاقة بين العدد والمعدود على سبيل المثال.
أما التدقيق في مستندات جوجل فهو ليس أقل جودة فقط، بل أحيانًا يكون كارثيًّا! فهو لا يكتفي بتجاهل أخطاء واضحة للعيان، ولكنه يشير إلى كلمات صحيحة على أنها كلمات خاطئة!
وحتى يتم تطوير التدقيق الإملائي العربي في جوجل لدرجة مقبولة، فإن النتيجة محسومة هنا لصالح مايكروسوفت وورد.
التحديثات
لو قررت شراء نسخة مايكروسوفت وورد فإنك ستلتزم بالنسخة التي ابتعتها وبتحديثاتها، بينما لو أصدرت الشركة إصدارًا جديدًا فلن يحق لك استخدامه قانونيًّا. ولو قمت بالاشتراك في حزمة Office 365 فإنك لا تزال تحتاج إلى تحميل التحديثات حتى تتفعل لديك على الجهاز.
ولكن عندما نتحدث عن جوجل دوكس فإنه Web-based في الأساس، مما يعني أن التحديثات ستتم على خوادم جوجل وستراها في لحظتها على متصفحك بدون الحاجة إلى تحميل التحديث على جهازك.
وهذه النقطة ترجح كفة التفوق إلى مستندات جوجل بالطبع.
والآن، وبعدما أشرت للجوانب العديدة التي يتفوق في بعضها Microsoft Word ويتفوق في البعض الآخر Google Docs، حان لنا أن نعرف ما هو معالج النصوص المفضل لديك منهما؟ ولماذا؟