تسريب مكملين: عائلتا «الصياح» و«العوابدة» على خط النار
كان هذا هو الحوار الذي دار بين أحد المخبرين المدنيين الذين يعملون لصالح الجيش المصري – وفق روايات البعض – وبين أحد الأفراد الذي ظهرت عملية إعدامهم ميدانياً في الفيديو الذي قامت ببثه قناة «مكملين» الفضائية.
وفيما يلي بعض الملاحظات حول اقتران اسم عائلتي الصياح والعوابدة بما يجري على أرض مدينة رفح في سيناء على مدى السنوات السابقة.
عائلة الصياح
هي واحدة من عائلات مدينة رفح المصرية في سيناء، تنتمي إلى قبيلة الرميلات. وقد ارتبط اسمها مؤخراً بالعديد من الحوادث التي جرت في سيناء، خاصة ضمن جهود «مكافحة الإرهاب» هناك. وفيما يلي استعراض لأبرز ما ورد حولها خلال السنوات الماضية.
البداية كانت في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، عندما دارت خلافات ثأرية بين عائلة الصياح وعائلة الشاعر في رفح، والتي امتدت لأشهر لتشهد سقوط العديد من الضحايا، حيث قامت عائلة الشاعر بتنفيذ حكم الإعدام في أحد أفراد عائلة الصياح بتهمة قتل ابنها، وقد صدر حينئذ بيان يفصل أركان الحكم ودوافعه، دون أن يكون هناك رد فعل من الدولة المصرية، والتي تدخلت لاحقاً لإنهاء الخلافات بين الطرفين.
وبعد ذلك سرعان ما ورد اسم عائلة الصياح في العديد من الأخبار المتعلقة بعمليات الجيش المصري في رفح، أو أخبار أخرى تتعلق بمقتل أو اختفاء أحدهم في ظروف غامضة:
ففي يوليو/تموز 2015، عرض الجيش المصري صورة طفل على أنه إرهابي، وقد تم التعرف على هذا الطفل لاحقاً وتبين أنه «معتز الصياح»، من عائلة الصياح.
وفي يناير/كانون الثاني 2016، شيع أهالي رفح 5 أطفال سقطوا بعد سقوط قذائف مدفعية على منزلين بحي أبو دياب وآخر بحي الرسم غرب مدينة رفح، وذلك بعد أن قصفت قوات الجيش المصري منازل لعائلة الصياح، مما أدى لمقتل 5 أطفال وإصابة 7 آخرين من نفس العائلة.
وفي مارس/آذار 2016، تم الكشف عن اختفاء قسري لشاب من مدينة رفح، خلال سفره للقاهرة، ويُدعى هذا الشاب «محمد عايد» من عائلة الصياح، وكان يقطن حي الإمام علي، خلف مركز شباب مدينة رفح.
وفي يونيو/حزيران 2016، نشر المرصد السيناوي لحقوق الإنسان أسماء 28 مواطنًا من أبناء رفح تعرضوا للاختفاء القسري بعد اعتقالهم على يد قوات الأمن، بينهم «أحمد سلمان غنيم الصياح»، وهو المختفي منذ منتصف 2014.
عائلة العوابدة
تسكن في مدينة رفح المصرية، وهي واحدة من عائلات قبيلة الرميلات أيضا.
بجانب ورود أسماء أشخاص ينتمون إلى هذه العائلة بين قادة تنظيمات تكفيرية – وفقاً لروايات الجيش المصري – ترد أسماء أشخاص آخرين من بينهم ضمن قائمة الإعدامات التي تقوم بها «التنظيمات الإرهابية» في سيناء بتهمة التعاون مع الأجهزة الأمنية والعسكرية المصرية هناك.
ففي مارس/آذار 2015، قُتل المواطن «سالم زايد» من عائلة العوابدة برصاص الجيش أثناء عودته من رعي أغنامه بالقرب من منطقة سادوت غرب رفح، حيث أطلق الجيش عليه النار بشكل مباشر ومن دون أي إنذار مُسبق ما أدى لمقتله في الحال.
وفي يونيو/حزيران 2015، ورد أن قوات الجيش المصري، المتمركزة بكمين سادوت جنوب مدينة رفح، أطلقت النيران على سيدة تنتمي لعائلة العوابدة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2015، أفادت مصادر قبلية وشهود بمقتل 3 مواطنين برصاص الجيش، من بينهم «أحميدان عابد» (70 عاماً) من عائلة العوابدة بمنطقة سادوت غرب رفح.
فهل ترتبط عائلتي الصياح والعوابدة بالعمليات الإرهابية في سيناء؟ أم أنه يتم الزج بهما في هذه الدائرة؟ أم إن كل هذه الحوادث هي محض مصادفة؟