ع الدكّة: مانشستر سيتي – ريال مدريد؛ طريق مختصر
منذ عدة أشهر، لم يكن أشد المتفائلين من جمهور الفريقين يتوقع وصول أي منهما لقبل نهائي البطولة الأغلى، ناهيك عن وجود أحدهما في النهائي بالطبع.
شمالًا يستعيد «السيتيزنز أجويرو» الذي ينافس على لقب الهداف رغم غيابه لنصف الموسم، يتخلصون من «ديميكيليس»، ويتخطون الآتين من عاصمة النور بقيادة «دي بروين» أحد أخطر صناع اللعب في القارة.
ربما يتفق كثيرون على أن النسخة الحالية من البطولة مختلفة نوعًا ما عن سابقتها، إذ يبدو كأن طرفي تلك المواجهة قد سلكا طريقًا مختصرًا لقبل النهائي. فبينما كان مارد «بافاريا» وخصمه الأتليتي يطيحان بطرفي النهائي الماضي، كان باريس سان جيرمان هو أقوى اسم وقع في طريق الثنائي؛ الفريق الذي تزداد لا منطقية ترشيحه للبطولة – من الأساس – عامًا تلو الآخر.
صُنع في مانشستر
لا يمكنك أن تخطىء محاولة السيتي استنساخ نموذج برشلونة، بداية من الإدارة التي استعانت بأحد أفضل مديريه الرياضيين تشيكي برجرستين ومديره المالي فران سوريانو، ووصولًا لطريقة اللعب المفتوح المعتمد على الاستحواذ والضغط والسيولة وتراكم الخطوط وتقاربها.
هيليكوبتر بيلليجريني
عانى الشيلي طيلة الموسم من أثر الإصابات الفادح على خياراته في الخطوط الثلاثة، فأجويرو وكومباني وتوريه من أفضل لاعبي العالم في مراكزهم، حتى مع حالة الإيفواري البدنية المتردية هذا الموسم، واضطرار بيلليجريني للاعتماد على بدلاء سيئين أو غير مؤثرين كويلفريد بوني، ديميكيليس وديلف لم يكن إلا بسبب غياباتهم الطويلة.
ورغم ما سبق تبقى أزمة مدرب المواطنين في مهبط طائراته أو المراكز H في تشكيلته. الأطراف وقلب الوسط بتقدم أعمار لاعبيهم لم يعودوا قادرين على مجاراة النسق البدني المطلوب لنجاح طريقة اللعب من صعود وارتداد سريع وصناعة فرص وضغط عالٍ من الأمام؛ ما أظهر السيتي عاجزًا عن فرض حصاره المحبب على الخصم وتدوير الكرة بضغط كاسح حتى التسجيل كما هو معتاد، وإن فرضه كان بلا فاعلية في كثير من المرات أو قتله بطء الارتداد أمام الهجمات المعاكسة.
جوهرة مانشستر
ما سبق يجعل الشيلي المخضرم مجبرًا على وضع تشكيلة أكثر اتزانًا في مواجهة الميرينجي، ومن يقدر على منحه التوازن المنشود غير الفيل العاجي؟.
البدء بثنائي ارتكاز خلف توريه من فيرناندو وفيرناندينيو في مثلث مقلوب يحرر الإيفواري من الحاجة لقطع الملعب بطوله في كل هجمة كأي Box to Box تقليدي؛ ما يمنحه رفاهية التأخر في الارتداد وتوفير جهده من جهة، ويتيح له التمركز كقاعدة الماسة الهجومية، فيتمكن من تمويل ثلاثي الهجوم بالبينيات مباشرة أو إطلاق لجام الجناحين – سيلفا/نافاس ودي بروين – على الأطراف، قبل الانضمام للأرجنتيني في العمق كمهاجم ثانٍ لحظة انطباق الماسة على خط واحد انتظارًا للعرضية، التكتيك الهجومي المفضل للشيلي ولاعبيه، وكأنهم ينفذون ثنائية One Two بعيدة المدى.
المزيد من الكلاسيكو
زيزو لن يفكر كثيرًا، فالأرجح أن مواجهة الصورة لن تختلف كثيرًا عن مواجهة الأصل، ربما يسعى لمباغتة أصحاب الأرض بضغط سريع مبكر لخطف هدف غالٍ خارج ملعبه، ولكنه لا يحتاج للمخاطرة في انتظار مباراة العودة في البرنابيو، خاصة في ظل حالة دفاعه المهتزة أمام ثلاثي مهاري سريع ومتربص كدي بروين، أجويرو وسيلفا/نافاس.
القليل من دانيللو
روشتة زيدان سهلة وقابلة للتنفيذ:
1- مشاركة فاران بغض النظر عن رفيقه.
2- غياب دانيللو بأي ثمن حتى لو كان المعوض أربيلوا.
3- استخدام مودريتش في الضغط المبكر على توريه لعزل هجوم السيتي قدر الإمكان.
4- إمالة كازيميرو جهة اليسار لالتقاط الكرات المرسلة في المساحة خلف مارسيلو المتقدم وحرمان دي بروين النشيط من التمويل اللازم.
طول وعرض
أمام ثنائي سريع متميز في الالتحامات كمانجالا وأوتاميندي، تعد أفضل فرص الملكي هي استغلال خط هجومه المثالي الذي يبدو كمجموعة من الأبطال الخارقين، فكل من أعضاء البي بي سي يمتاز بالسرعة، إجادة إرسال العرضيات، والقوة والطول اللازميْن لتحويلها لأهداف، وكأن الثلاثي يتواصل على ملعب آخر في مستوى أعلى من أي خط دفاع يجابهه. ورغم أن زيزو لم يستغل تلك الظاهرة النادرة الاستغلال الأمثل بعد، إلا أنها قد تكون مفتاحه لفوز – قد يكون عريضًا – على مواطني مانشستر، خاصة في ظل ضعف التغطية المباشرة والعكسية لدى ظهيري طرف السيتي في الهوائيات، وتحديدًا أليكساندر كولاروف الذي سيتولى رقابة الويلزي.
الخرائط الحرارية لتشكيل الفريقين الأساسي في آخر مبارياتهما في دوري الأبطال
شأنه شأن أي من كبار القارة، فالميرينجي غالبًا ما يلعب على نقاط قوته لا نقاط ضعف خصمه، فلا أنسب من أن يتلاقى هذا وذاك، لذا على زيدان أن يوفر الحماية الدفاعية اللازمة لأبرز ممري العرضيات في فريقه مارسيلو وبيل بكل من كازيميرو وكارباخال على الترتيب.
فصعود الظهير البرازيلي الفعّال يمنح اللوس بلانكوس الأفضلية العددية اللازمة في منطقة جزاء الخصم بانضمام رفيقه على الجناح رونالدو كمهاجم إضافي في العمق بجانب بنزيما، ويعظم من فرص الاستفادة من عرضياته الخطيرة.
متعة مضمونة
أفضل ما في تلك المواجهة هو أن الحديث التكتيكي والفني لن يفسد متعتها؛ لأننا بصدد لقاء بين فريقين لا يجيدان الدفاع بقدر إجادتهما للهجوم وتسجيل الأهداف، يقودهما مدربان يملكان من الكبرياء ما يمنعهما من تأجيل الحسم أو انتظار ركلات الترجيح في الإياب، على عكس الطرف الآخر من معادلة قبل النهائي الذي سيجمع أقصى يمين اللعبة مع أقصى يسارها.