مان يونايتد 1-1 ليفربول: كلوب يخرج مجروحًا من عنق الزجاجة
انتهت قمة الشمال الغربي بين ليفربول ومُضيفه مانشستر يونايتد بالتعادل الإيجابي 1-1 في مُباراة كان بطلها الحماس والروح القتالية من الفريقين.
المُباراة كانت تمتلك أهمية خاصة لأسباب عدة، منها أن اليونايتد يمر بفترة صعود في المستوى وفاز بآخر 6 مُباريات في الدوري وبالتالي كان مُهمًا بالنسبة لفريق مورينيو ألا يُفرط بسهولة في الإيجابية التي خلقتها تلك الانتصارات وألا يعود لدوامة الشك مرة أخرى.
كذلك كانت المباراة بالنسبة لكلوب هي الأهم من بين كل نظيراتها بغض النظر عن أهميتها الجماهيرية من حيث كونها ديربي لا يجب أن تسخره، فهي مُباراة إما تجعلك قريبًا من تشيلسي بفارق الـ 5 نقاط أو تزيد الفارق لـ 8، إما أن تجعلك بداخل اللعبة أو تركلك خارجها.
المباراة سبقها تعادل وخسارة لليفربول في كأسي إنجلترا وتعادل قبلهما مع سندرلاند في الدوري. الخسارة في مُباراة كهذه لفريق يورجن كلوب كانت تعني تقريبًا الإعلان الرسمي لعودة ليفربول كما كان المواسم الماضية من حيث عدم الاستمرارية في المنافسة ودخوله الدائرة السلبية المُفرغة من محاولة اللحاق بالمركز الرابع ثم الفشل في تلك المحاولة وهكذا.
المُباراة بين مباشرة جوزيه وترقيع يورجن
بدأ مورينيو اللقاء بدون مفاجآت، 4-3-3 بتواجد هيريرا وبوجبا أمام كاريك ومختاريان ومارسيال خلف إبراهيموفيتش. على الجانب الآخر كان يورجن في مُشكلات كثيرة، كان أشبه بالخياط الذي يُرقّع قطعة ثياب مُهلهلة، فما بين تلقي خبر غياب كلاين المفاجئ قبل المباراة بساعات وهو الظهير الأيمن الوحيد في الفريق، وبين تأخر الفيفا في الرد على مشكلة ماتيب مع الكاميرون وبالتالي استبعاده من المباراة، وهندرسون الذي يلعب بمسكنات الألم، وكوتينيو الذي لم تكتمل لياقته، وماني الذي ترك الفريق ليشارك مع بلاده السنغال في كأس أمم أفريقيا، كل هذا وأنت ذاهب في مباراة على الأقل لا يجب أن تخسرها أمام خصمك التاريخي على ملعبه.
كلوب وضع نفسه ولاعبيه أمام فوهة المدفع، إما أن نحارب فننتصر أو نموت دون أن نُحارب لذلك لم يتردد في وضع «ترينت ألكسندر أرنولد» ظهير أيمن يبلغ من العمر 18 عامًا في أولى مبارياته في البريميرليج وأمام مانشستر يونايتد وفي الأولد ترافورد أساسيًا، كذلك قرر إقحام هندرسون أساسيًا رغم إصابته مُنذ أسبوعين. 4-3-3 بهندرسون وفينالدوم وكان أمامه، وفي الهجوم لالانا وفيرمينو خلف أوريجي.
بدأ ليفربول بمحاولة الضغط على دفاع اليونايتد لإرباكه، ولكن رعونة فيرمينو وأوريجي أهدرت الكثير، كذلك مهارة مختاريان ومارسيال ساعدت كثيرًا على نقل مانشستر من مناطقه إلى مناطق ليفربول. رعونة بوجبا أيضًا كلفت اليونايتد ضربة جزاء أتى منها هدف ميلنر بعد لمسة يد غير مُبررة في منطقة الجزاء.
الشوط الثاني والدكة تحكم
بدأ جوزيه مورينيو الشوط الثاني بإدخال روني بدلاً من كاريك، وبذلك زاد الضغط على دفاع ليفربول وبالتالي تراجع لاعبي وسط ليفربول لاستقبال الضغط وسد المساحات، خصوصًا خلف الشاب أرنولد الذي تفوق عليه مارسيال كثيرًا الشوط الأول.
الشوط الثاني كان مُباشرًا من اليونايتد فبدلًا من مُحاولة الخروج من الضغط عن طريق التمرير وفتح الملعب قرر مورينيو أن يلعب الكرات الطويلة لإبراهيموفيتش، ولكن لوفرين تفوق عليه تفوقًا تامًا حيث فاز بـ 8 صراعات هوائية في المُباراة منهم 5 مع زلاتان.
عندما انتصف الشوط وبعد المجهود الكبير من الفريقين قرر كلا المُدربين إجراء التغييرات، فأقحم مورينيو ماتا بدلاً من مارسيال ثم فيلايني بدلاً من دارميان في إعلان صريح للهجوم واللعب المباشر، كما صرح مورينيو نفسه بعد المُباراة.
بينما كلوب لم يجد سوى كوتينيو ليدخل بدلاً من أوريجي ولم يستطع التصرف وهو يرى هندرسون ولالانا وفينالدوم لا يستطيعون الركض، بالتأكيد 5 مُباريات في 15 يومًا عدد ليس بالقليل، فليفربول هو صاحب الجدول الأكثر ازدحامًا في البريميرليج فانخفض معدل أداء ليفربول وبدأ لاعبو مانشتسر في إرسال الطوليات لمروان وإبرا، وبالفعل من إحدى المحاولات نجح إبرا في تسجيل التعادل.
يورجن كلوب قبل المباراة.
لم يكن يورجن كلوب يُطلق كلمات في الهواء، ولكنه يعلم أن مانشستر يونايتد يتفوق عليه نظريًا في كل مراكز الملعب تقريبًا والمُهمة هي عدم إظهار هذا الفارق، وقد نجح في تحقيق ذلك.
أرقام المباراة
أعلى من قام بتدخلات في الفريقين 5.
ثاني أعلى من قطع كُرات 3.
أكثر من صنع فرصًا باللقاء 5.
ثاني أكثر من راوغ باللقاء 2.
عندما يكون هناك لاعب وسط هو أكثر من صنع فرصًا وأكثر من قام بتدخلات على الخصم فلا يسعك سوى أن تُعطيه لقب رجل المباراة.
تمريرات بول بوجبا في المباراة.
أسوأ لاعب في اللقاء: بول بوجبا،
تسبب في ضربة جزاء،
نسبة تمريرات صحيحة 71%،
عدد صناعة الفرص 0.
عِند غير مُبرر
ليفربول يُعاني من نقص حاد في عدة مراكز من الظهيرين وبدلاء لوسط الميدان والجناح، وكلوب يُصر على عدم إبرام أي تعاقدات في الشتاء. لقد نجا اليوم لكن لن ينجو كثيرًا خصوصًا في تلاحم المُباريات وامتلاك الخصوم قوائم لاعبين أكبر بكثير.
ماذا تعني النقطة لكلوب ومورينيو؟
كلاهما لا يستطيع أن يقول إنه راضٍ بالتعادل ولكن سيناريو اللقاء سيجعل مانشستر أقرب للسعادة نوعًا ما، لكن بالنظر لجدول الترتيب لم يتغير شيء تقريبًا، فالفارق اتسع بين تشيلسي وليفربول إلى 7 نقاط وظل كما هو بين ليفربول ومانشستر 5 نقاط، وبالتالي فالنقطة ليست مكسبًا لكلا المُدربين ولكن المكسب الحقيقي في عدم الخسارة التي وإن حدثت لأحدهما كفيلة بأن تُنهي موسمه مُبكرًا.
مانشستر يونايتد الآن لا يمتلك أي إصابات أو غيابات ولكن كلوب يمتلك تقريبًا نصف الفريق الأساسي غائب لأسباب مُختلفة، وبالتالي هو خرج من الأولد ترافورد مثل المُحارب الذي نجا من الموت ولكنه مليء بالجروح التي يجب أن تُداوى سريعًا.