دروس «إسرائيل» المستفادة من الحرائق الأخيرة
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
بتلك الكلمات استهل مائير ألران، المسئول السابق بوزارة الدفاع الإسرائيلية، مقاله، والذي سلّط خلاله الضوء على الدروس المستفادة من الحرائق الأخيرة.
يقول ألران: «تنجم تلك الظاهرة المتنامية عن التغير المتسارع للمناخ العالمي، إذ تشير أرقام صادرة عن لجنة الإطفاء والإنقاذ بإسرائيل لوقوع أكثر من 28 ألف حريق داخل إسرائيل خلال عامي 2014 و2015».
ويضيف أن تسعة أشخاص قُتِلوا جراء الحرائق التي شهدها عام 2015، و35 آخرون قد قُتِلوا خلال عامي 2013 و2014، بواقع 18 و17 على الترتيب. على الرغم من ذلك يُعد هذا المعدل من الوفيات السنوية جراء الحرائق منخفضًا مقارنة باليونان والولايات المتحدة وهولندا.
ويؤكد ألران أن تعدد الحرائق ينبغي أن يثير المناقشات العامة ويجدد المناقشات المهنية، وأن يؤول لاتخاذ قرارات على صعيد المنظومة حول قدرات إسرائيل للتجاوب بنجاح مع الكوارث الطبيعية، لافتًا إلى أن العديد من النتائج في ذلك السياق تستند جزئيًا على الدروس المستفادة من بلدان أخرى.
ويذكر ألران بأن آخر الكوارث الطبيعية التي شهدتها إسرائيل كانت الهزة الأرضية العنيفة التي تعرضت لها في 11 يوليو/تموز عام 1927، وأسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص.
وينوه بأن الجاهزية الممنهجة للتعامل مع الكوارث الطبيعية مثل الهزات الأرضية أو التسونامي داخل إسرائيل «غير جيدة»، حيث يُعد منخفضًا مقارنة بالوعي والتأهب حيال الاضطرابات الأمنية الخطيرة والتي تكون أكثر شيوعًا وأقل ضررًا.
ويشدد ألران على ضرورة اتخاذ استعدادات كافية لأية حوادث خطيرة غير متوقعة، إذ تسلط حوادث الحرائق الأخيرة الضوء على الحاجة إلى تعزيز الاستعدادات لسيناريوهات متنوعة تختلف عن تلك التي تمت مواجهتها في السابق، وهذا التعميم يكون ساريًا للمخاطر التي هي من صنع الإنسان والكوارث الطبيعية.
ويشدد ألران على ضرورة وجود قدر كبير من القوات المدربة والمعدات الخاصة للتجاوب مع الحرائق المتعددة، لاسيما إذا استمرت لفترة كبيرة من الوقت، وللوفاء بهذه الاحتياجات ينبغي تشكيل وحدة احتياط من رجال الإطفاء ما سيسهل التعامل مع تلك الحرائق الأكثر خطورة.
شيء آخر يراه الكاتب ضروريًا؛ ألا وهو المهارات المهنية العالية والتعاون الأفقي، وهي الأمور التي تشكل المفتاح لنجاح إدارة الكوارث الجماعية.
ويعيد ألران إلى الأذهان حرائق غابات جبل الكرمل والتي راح ضحيتها 44 شخصًا، إذ يشير إلى أن ضعف المهارات المهنية والتعاون الأفقي كان مميزًا للتعامل مع تلك الحرائق، مؤكدًا في الوقت نفسه حدوث تحسن كبير في ثلاثة جوانب في مجال إطفاء الحرائق.
أول تلك الجوانب بحسب ألران هو أن نظام إطفاء الحرائق يخضع لثورة لا زالت تجري على صعيد التنظيم والعمليات والمعدات، وثانيها هو وجود تحسن في التنسيق والتعاون بين هيئات الاستجابة لاسيما بين الشرطة وهيئات إطفاء الحرائق، وثالثها هي آلية تلقي المساعدات من هيئات الإطفاء الأجنبية والتي ساهمت في تعزيز القدرات الداخلية على التجاوب بمرونة مع الحرائق.
وينوه عن أن عملية إجلاء المدنيين عن منازلهم تتصف بالتعقيد، حيث تتطلب إعدادًا دقيقًا مسبقًا؛ ففي ذروة الحرائق يتم إجلاء عشرات الآلاف من منازلهم، لكن القليلين منهم يستخدمون مواقع الإخلاء المفتوحة لهم.
وفي تلك النقطة تحديدًا، يقول ألران إن عمليات الإجلاء خلال الحرائق الأخيرة لا ينبغي أن تكون مثالاً نستخلص منه دروسًا لتطبيقها في سيناريوهات مستقبلية قد تتطلب عملية إجلاء أوسع، مع توفير حلول متطورة لفترة طويلة لمن تم إجلاؤهم.
وينوّه الكاتب عن أن ذلك الأمر ظهر فعليًا مؤخرًا على أجندة عمل الهيئات المعنية، وفي الوقت نفسه لا يبدو أن هناك استجابة شاملة ملائمة للتعامل مع المواقف الخطيرة، لاسيما الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويشير الكاتب إلى أن نظام إعادة التأهيل فيما بعد الحرائق لا يزال قيد التجربة، مضيفًا أن مواجهة التحدي المتمثل في التعويض المالي السريع وإعادة البناء الكامل للمباني المتضررة جراء الحرائق، ستكون معيارًا على مدى استعداد الحكومة وقدرتها على التعامل مع هذه القضية الحساسة.
ويوضح ألران أن ثلث الحرائق التي وقعت في مناطق مفتوحة خلال العامين الماضيين بإسرائيل، وجميعها قيد التحقيق، تم تصنيفها على أنها حالات حرق متعمد، مشددًا على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية وعقابية للحد من تلك الظاهرة.
ويختتم الباحث مقاله بالقول: