ليو ميسي 3-2 ريال مدريد: هل حسمها الليو وهو يتناول العشاء؟
لويس إنريكي – المدير الفني لفريق برشلونة الإسباني.
هكذا بدأ لويس إنريكي تصريحاته بعد انتصار فريقه على فريق العاصمة الإسباني ريال مدريد في معقله السنتياجو برنابيو بثلاثة أهداف مقابل هدفين في ليلة كان بطلها الأبرز هو البرغوث الأرجنتيني فاستحق ذلك الإطراء من مدربه الذي أنقذه الليو – كما أنقذه طوال الموسم – من سهام الصحافة الكتالونية التي لم تكن لترحمه إذا حقق أي نتيجة أُخرى غير الفوز في مباراة اليوم.
دخل الفريقان المباراة بمعنويات متباينة للغاية، فالميرينجي منتشٍ بفوزه على بايرن ميونيخ الأسبوع الماضي في دوري أبطال أوروبا وقائمته مكتملة العدد باستثناء الويلزي جاريث بيل الذي حامت حول مشاركته الشكوك قبل المباراة، ولكن زيدان فاجأ الجميع بنجم توتنهام السابق في التشكيلة التي ستبدأ اللقاء، مجازفة غريبة لم نعتد عليها من النجم السابق للديوك الفرنسية مما جعل الكثيرين يرجحون أن تلك البداية لم تكن قرار زيزو، لكنها كانت قرار الرجل الأول في البرنابيو.. فلورنتينو بيريز!
أما البرسا فقد دخل المباراة مفتقدًا واحدًا من أهم ركائزه في الثلث الأمامي وهو البرازيلي نيمار دا سيلفا صاحب الـ3 أهداف و الـ5 تمريرات الحاسمة في سبع مباريات كلاسيكو سابقة، مما يعني أنه من عشاق تلك المواجهات الكبيرة لا يهاب طقوسها وتقلباتها.
الشوط الأول، الفعل ورد الفعل
بدأ زيزو اللقاء بخطته المعتادة 4-3-3، راموس وناتشو قلبي دفاع، على اليمين كارفخال وعلى اليسار مارسيلو، وثلاثي خط الوسط المعروف لكل مشجع مدريدي، أما الاختلاف الوحيد كان في ثلاثي الثلث الأخير من الملعب، والبداية بجاريث بيل ناحية اليسار وكريستيانو ناحية اليمين بينهم مهاجم وحيد عاجز بطيء قليل الحلول هو الكريم اسمًا البخيل صفة، الفرنسي بنزيما.
في المقابل بدأ لويس إنريكي بخطته 4-3-1-2 دون أي مفاجآت سوى مشاركة جوردي ألبا ناحية اليسار في ظل غياب ماثيو الذي يحظى بثقة إنريكي بشكل غريب، ثقة لا يحمل لها تفسيرًا سوى إنريكي ذاته، وكذلك مشاركة ألكاثير لتعويض غياب نيمار كمهاجم ثانٍ بجانب لويس سواريز الحاضر الغائب في أحداث هذ اللقاء.
ما لبث حكم اللقاء أن يطلق صافرة اللقاء حتى انطلق الطوفان الأبيض تجاه مرمى تير شتيجن أسفر عن ضربة جزاء كانت جديرة بتغيير مسار اللقاء لكن تغاضى عنها الحكم الإسباني أليخاندرو هيرنانديز، ضغط عال متواصل أجاد لاعبو برشلونة التعامل معه، لكن دون نجاح في بناء الهجمة، 6 دقائق كاملة لم يعبر فيها لاعبو برشلونة الثلث الأخير من الملعب، وعشر دقائق كاملة حتى التقطت كاميرات الملعب الحارس كيلور نافاس فيما يعني أن لاعبي الميرينجي استغلوا عاملي الأرض والجمهور أفضل استغلال في بداية اللقاء، لكن دون فاعلية.
بعد العشر دقائق الأولى اختلف الأمر كثيرًا، البلوجرانا صار أكثر تماسكًا، ميسي يهبط كالعادة لدائرة المنتصف لاستلام الكرة تحت أي وضعية كانت من الضغط، فشل كاسيميرو كمن سبقه في إيقاف تلك المعجزة الأرجنتينية حتى اضطره لارتكاب خطأ ونيل إنذار مستحق، ولكنه مبكر جدًا في مباراة مثل تلك في الدقيقة الثانية عشرة. الأمر لم يقتصر على الإنذار فحسب، لكن لأن مراقبة ميسي لا يمكن أن تقترن بأي فعل آخر داخل الملعب فغاب كاسيميرو عن أي زيادة هجومية خلال الشوط الأول كاملًا عدا لقطة الهدف الأول.
لم تفرح جماهير الريال في البرنابيو بالهدف كثيرًا، فلم يمر أكثر من ثلاث دقائق حتى مرر سيرجيو بوسكيتس كرة إلى راكيتيتش خلف مارسيللو و في ظل حالة من التوهان من توني كروس الذي قدم واحدة من أسوأ مبارياته مع الريال سواء على مستوى التمريرات العرضية التي قُطعت أكثر من مرة أو على مستوى الركنيات التي لعبها على القائم القريب أربع مرات متتالية لتُقطع بنفس الطريقة! راكيتيتش مرر من لمسة واحدة لميسي الذي استلم قبل ناتشو وراوغ كارفخال ليحرز هدف التعادل في لقطة رائعة للغاية.
اعتمد ريال مدريد طوال هذا الشوط على الأطراف، فتوني كروس يميل كثيرًا ناحية مارسيللو وكذلك مودريتش مع كارفخال، ومع ذلك فإن أخطر لقطتين للريال من خلال انفرادي بنزيما وجاريث بيل كانتا من العمق، لكن يبدو أن هذا لم يكن مقنعًا لزيدان لإحداث أي تغييرات على أرضية الملعب!
الشوط الثاني، ماذا فعلت يا زيزو؟!
بدأ الشوط الثاني على نفس النسق الذي بدأ عليه نظيره الأول، ضغط عال من لاعبي الميرينجي، هجمات هنا و أُخرى هناك بتفوق واضح لأسينسيو الذي نزل بديلًا لجاريث بيل الشوط الأول، نشاط ملحوظ من مارسيللو وكارفخال، حتى أن الفريق الكتالوني لم يظهر في الثلث الهجومي له إلا بعد مرور إحدى عشرة دقيقة من زمن الشوط الثاني، لكن هذا الظهور كان بمثابة جرس الإنذار لما هو آتٍ، فانفراد ألكاثير الذي أساء التعامل معه تبعته رأسية بيكيه التي أنقذها كيلور نافاس أحد نجوم اللقاء ببراعة.
استمر الوضع على ماهو عليه حتى قرر زيزو التدخل بتبديل غريب حيث قام المدير الفني الفرنسي بسحب كاسيميرو والدفع بالكرواتي صاحب الـ22 عامًا ماتيو كوفاسيتش، تبديل كان له أكبر الأثر في تحرر ليونيل ميسي بشكل أكبر في منتصف الملعب، وبعد ثلاث دقائق فقط من هذا التبديل أحرز راكيتيتش الهدف الثاني لبرشلونة من تصويبة قوية بعد مراوغة الألماني توني كروس. بعد هذا الهدف ارتفعت معنويات الفريق الكتالوني، وبدأ في استعادة أمجاد الماضي القريب، وانخرط لاعبوه في لعب التمريرات القصيرة بينهم و كأنهم يخبرون بعضهم البعض: «نعم، لقد عادت التيكي تاكا من جديد».
توترت أجواء اللقاء بشكل متوقع حتى التحم القائد سيرخيو راموس مع ميسي التحامًا عنيفًا أخرج على إثره الحكم البطاقة الحمراء في وجه راموس ليخرج وهو منفعل على زميله في المنتخب جيرارد بيكيه متهمًا إياه بالتدخل والضغط على الحكام في قراراتهم من خلال تغريداته المثيرة للجدل على موقع التواصل الاجتماعي تويتر فقط لنيل رضا الإدارة الكتالونية.
سيرجيو راموس عقب المباراة.
بعد الطرد قرر زيدان الاستجابة لنداء مئات الملايين من عشاق النادي الملكي الذين يطالبون بسحب كريم بنزيما، وبالفعل يدفع زيزو بالكولومبي خيمس رودريجيز في الدقيقة 83 ليحرز هدفًا بعد تحرك أكثر من ممتاز في الدقيقة 86 ليحتفل وهو يشير بأن عقله وتفكيره في البقاء بين أسوار النادي الملكي، فرحة استمرت لخمس دقائق فقط، لم تكتمل هي الأُخرى مثل نظيرتها الأولى نظرًا لاندفاع لاعبي الريال وطمعهم في نقاط المباراة الثلاث بشكل هستيري، فكان العقاب من سيرجيو روبيرتو الذي اخترق منتصف ملعب الريال برشاقة كبيرة، ثم أحرز الليو الهدف الذي كان بمثابة الرصاصة في قلوب 90 ألف متفرج من عشاق الريال في البرنابيو، الهدف رقم 500 له في مسيرته مع البرسا.. أرقام مجنونة!
محمد أبوتريكة – أسطورة كرة القدم المصرية.
ما هذا يا راكي!
قدّم راكيتيتش واحدة من أروع مباراياته مع برشلونة هذا الموسم، ليس على مستوى التهديف فحسب، ولكن أيضًا على مستوى الانتشار الجيد طوال المباراة ودقة تمريراته التي وصلت إلى 96% و قيامه بـ6 عرضيات كانت إحداها هي تمريرة الهدف الأول بعدما تسلل بنجاح خلف مارسيللو وكروس.
أرقام اللاعب الكرواتي من أفضل ما يكون في تلك المباراة ولولا التألق الاستثنائي لليو لكان راكي هو رجل المباراة الأول دون جدال.
تيرشتيجن أم كريستيانو رونالدو؟
من الإحصائيات الغريبة في هذا اللقاء هو أن عدد تمريرات كريستيانو رونالدو في هذا اللقاء لم يتخط الـ16 تمريرة في حين وصل عدد تمريرات تيرشتيجن خلال اللقاء إلى 24 تمريرة، وهو ما يضع علامات استفهام على أداء الدون البرتغالي خاصة في الشوط الثاني الذي فضّل فيه البقاء في أحضان صامويل أومتيتي وجيرارد بيكيه، هل هو الإرهاق بعد لعب 210 دقائق أمام العملاق البافاري وتسجيل خمسة أهداف، أم أنه سوء التوفيق فقط لا غير؟
لم نعد نحتمل يا بنزيما !
سَل أي طفل مُحب لكرة القدم عن واجبات المهاجم الصريح وسيجيبك بالآتي: المهارة،القوة،السرعة، استغلال أنصاف الفرص. هل تذكر عزيزي القارئ آخر مرة رأيت فيها كريم بنزيما يمر في موقف واحد لواحد؟ هل تذكر آخر مرة التحم فيها كريم بنزيما ولم يسقط على الأرض سقطته الشهيرة على جانبه؟ هل تذكر آخر هجمة مرتدة قادها كريم بنزيما ولم يكن هو المتسبب الأول في إفسادها ببطء حركته وافتقاده للقدرة على المراوغة؟ هل تذكر آخر مرة سجّل فيها كريم بنزيما من نصف فرصة فانتزع إطراء منك لجمال اللعبة؟ بالطبع لا تذكر، لأن كريم بنزيما في آخر موسمين مع الريال لم يقم بأي شيء من تلك الأشياء.
تواجد كريم بنزيما على رأس مهاجمي النادي الأعظم في العالم بتلك اللياقة والافتقاد لأبسط مقومات مهاجم الصندوق إلى حد الآن لا يمكن فهمه أو تفسيره إلا في نطاق الجنون أو الفساد!