تعرف على المرشح الإسرائيلي الضعيف الذي قد يطيح بعرش “الملك نتنياهو”
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
في حال فوزه في الانتخابات المقبلة، سوف يكون بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل لفترة تاريخية رابعة ويستحق لقب «الملك بيبي» ( لقب نتنياهو في إسرائيل ).
ولكن هناك منافس على التتويج باللقب وهو الخاسر في السياسة الإسرائيلية وابن السلالة الأرستقراطية الحاخامية والعسكرية والسياسية: المحامي العنيد اسحاق هيرتسوغ وهو الذي يمكن أن يحرم منافسه من نصر آخر.
هذا حدث نادر في السياسات الإسرائيلية الحالية، فاستطلاعات الرأي قبل الانتخابات التشريعية المقررة في 17 مارس تظهر تقارب شديد في المنافسة. ومن شأن فوز هيرتسوغ أن يمثل تراجعاً مذهلاً لحظوظ اليمين المتشدد المتصاعد في إسرائيل وهو الذي يعتبر أعضاءه أنفسهم شركاء لنتنياهو في حال فوزه. وفي الصور الفوتوغرافية التي تم التلاعب بها على مواقع التواصل الإجتماعي أظهرت هيرتسوغ فيها يرتدي الكوفية الفلسطينيية.
المنتصر سوف يواجه علاقة مقطوعة مع البيت الأبيض ورئيس أمريكي هو بطة عرجاء، وقيادة فلسطينية مصرة على الدفع باتهامات ارتكاب جرائم حرب ضد إسرائيل أمام الأمم المتحدة؛ ومواجهة محتملة مع إيران بسبب طموحاتها النووية.
وعلى السطح، فإن المرشحين مختلفين كما يجب أن يكون، نتنياهو يتقاتل مع الرئيس أوباما فيما يبدو أن هيرتسوغ يريد أن يكون الرئيس أوباما: فزعيم حزب العمل يروج لحملته بإصدار إسرائيلي من «الأمل والتغيير».
إعلانات هيرتسوغ تعد الآباء الإسرائيليين بمعلم إضافي في كل الفصول الدراسية لرياض الأطفال. فيما يحذر نتنياهو من «الناس الذين يريدون قتلنا». ويركز اهتمامه على نظام الملالي الإيراني والذي يقول عنه إن يشكل تهديدا وجوديا على الدولة اليهودية وأماكن أبعد منها.
نتنياهو مستعد للمخاطرة وأن يغضب البيت الأبيض والديمقراطيين بهدف تقديم قضيته أمام جلسة مشتركة للكونغرس في 3 مارس. فهو يعتقد أن أي معاهدة تسمح لإيران بأن تحوم على أعتاب تحقيق اختراق نووي هي «صفقة سيئة».
ومن ناحية أخرى فإن هيرتسوغ يقول إن كل ما قام به نتنياهو هو إغضاب أقرب حليف لإسرائيل. وأضاف إن رحلة نتنياهو المقررة الى واشنطن من دون دعوة الرئيس أوباما هو خطأ يضر ويؤثر على دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإسرائيل والتي تتلقى دعماً أميركياً ثابتاً ونحو 3 مليارات دولار من المساعدات سنوياً بما في ذلك أسلحة متطورة.
وبالنسبة لإيران قال هيرتسوغ «أنا أثق في أوباما للحصول على صفقة جيدة». وأضاف في مقابلة مسجلة «أوافق على أن إيران نووية أمر خطير للغاية وأعتقد أنه يجب منع ذلك» مضيفاً «لا يوجد زعيم إسرائيلي قد يقبل بإيران نووية. بالنسبة لي جميع الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة». بما في ذلك الضربات العسكرية الإسرائيلية.
مضيفاً إنه بدلاً من العمل ضد أوباما أو مواجهة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأعضاء الديموقراطيين في الكونجرس فأنا «أفضل أود أن اجري محادثات ودية وأن أجدد الثقة التي هي ضرورية بين الولايات المتحدة وإسرائيل».
فيما رفض إتهام إيران بأنها تمثل «تهديدا وجوديا» قائلاً إنها «تهديد كبير» خاتماً قوله «وهذا يكفي».
كل شيء عن نتنياهو
يقول النقاد إن السباق هو في الأساس استفتاءً على نتنياهو. تعتمد الحملات الإنتخابية كثيرًا على إعلانات ساخرة على الانترنت وليس على الأفكار الجوهرية. فركزت الأخبار الكبرى الأسبوع الماضي على المال الذي صرفه نتنياهو وزوجته على الطعام الجاهز وخدمة تنظيف الغرف.
لم يقم المرشحون بإجراء مناظرات ومن غير المحتمل أن يقوموا بها. لا أحد يتحدث عن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، فيما يتم تناول مسألة إيران من خلال وجهة النظر عما إذا كان نتنياهو يجب أن يتحدث إلى الكونغرس – وليس حول ما قد يقوله عن إيران.
يريد أنصار هيرتسوغ التغيير، لكنهم قلقون من هيرتسوغ. فيما يريد المصوتين لنتنياهو أن يحافظ على المسار حتى لو لم يكونوا متأكدين من أين يقودوهم رئيس الوزراء.
يبدو بشكل واضح أن الناخبين لديهم شكوك حول هيرتسوغ، الذي تم توصيفه من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية – ونتنياهو – بأنه رجل لطيف ولكنه سمكة صغيرة.
كتب آشر شيشتر وهو أحد مؤيدي هيرتسوغ في صحيفة هآرتس الإسرائيلية «أمل كبير ملقى على أكتافه الصغيرة». وقارن بينه وبين منافسه بقوله «إنه حيوان صغير يستخدم المكر والدهاء للبقاء على قيد الحياة في الغابة».
أحدث استطلاع للرأي أجراه الباحث في جامعة تل أبيب لصالح القناة الإخبارية العاشرة الإسرائيلية وجد أن نتنياهو وهيرتسوغ يتعادلان في عدد المقاعد التي سيحصل عليها أحزابهما في البرلمان. ولكنه سألهم عن أي منهما يفضلون رئيسا للوزراء فاختار 44% من الاسرائيليين شملهم الاستطلاع نتنياهو، مقارنة مع 36% اختاروا لهيرتسوغ.
هيرتسوغ خبير بالتلاعب
إذا كان «بيبي» نتنياهو هو باريتون (الصوت الجهوري) في الأوبرا السياسية الإسرائيلية، فإن منافسه «بوجي» هيرتسوغ هو ألتو (الصوت الهافت) مع قليل من الحدية. وتمت السخرية منهما بطريقة شريرة من النقاد الإسرائيليين. فخلال عرض أسبوعي شهير يسمى «أرض رائعة» ظهر بيبي بصفته كسيد الظلام الإمبراطور بالباتين من فيلم «حرب النجوم» فيما ظهر بوجى بصفته الشاب لوك سكاي ووكر مع سيف ذو شفرة ليزر مترهل وغير منتصبة.
يقول أنصار نتنياهو إنه متغطرس ولكنهم يعجبون بعجرفته. فهو رجل قوي لمنطقة صعبة الجيران كما يقولون. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ربما قد يكون الناخبين الإسرائيليين قد تعبوا من نتنياهو، ولكن الكثير منهم لا يستطيع تخيل مكتب رئيس الوزراء من دونه.
ملعب نتنياهو هو أنه هو البالغ الوحيد في الغرفة. منتقديه يرونه بلطجي يرصد التهديدات في كل مكان والفرص في أي مكان، ويسعى لإدارة الوضع الراهن غير القابل للإستمرار بدلاً من أخذ إسرائيل إلى المكان التالي.
هيرتسوغ زعيم حزب العمل، يروج لنفسه بإعتباره لاعب في فريق، ومستمعاً، ومستعد لبناء تحالف. وكان اللاعب البالغ من العمر 54 عاما من المشككين المدهشين ويعد أن يفعل ذلك مرة أخرى في مارس. حيث قال في المقابلة «لقد أظهرنا أن نتنياهو يمكن أن ينهزم».
وكان هيرتسوغ قد فاز بقيادة حزب العمل في العام الماضي في خطوة مفاجئة وجريئة ضد سياسي ذو شعبية راسخة.
«انتخابات صعبة ولم يعطني أحد فرصة واحدة لعينة»، ثم دعم تحديه لنتنياهو من خلال تشكيل شراكة سياسية مع وزيرة العدل السابقة ومفاوضة السلام تسيبي ليفني واختارها كمرشح شريك.
ويقول يوسي ألفر وهو مؤلف وضابط سابق في الموساد عن هيرتسوغ «يبدو أن هذا الرجل جبان مع صوت مرتفع جداً ولا يملك خبرة أمنية ولكن ما يقدمه هيرتسوغ لنا، وما يبيعه هو أنه في واقع الأمر سيد التلاعب السياسي».
خلفيات المتنافسين
محل ولادة نتنياهو هو تل أبيب، وهو ابن ليهود علمانيين. كان والده مؤرخ لليهود في إسبانيا تحت حكم المورسيكيين والمسيحيين. ودرس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد. وكان قائد لفرقة من القوات الخاصة خلال أيام عمله بالجيش. قبل أن يصبح رئيساً للوزراء، وخدم نتنياهو كسفير إسرائيل في الأمم المتحدة ووزيراً للخارجية.
محل ولادة هيرتسوغ هو تل أبيب، وهو حفيد الحاخام الأكبر لإسرائيل. كان والده جنرالاً عسكرياً والرئيس السادس لإسرائيل. درس هيرتسوغ في كورنيل وجامعة نيويورك. خدم في مشاة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. عمل في مكتب محاماة أنشأه والده، ثم عمل بعد ذلك وزيراً للرعاية الاجتماعية والسياحة.
الجنرال الإسرائيلي المتقاعد عمير بارليف هو حليف هيرتسوغ، يرفض فكرة أن الأمن هو شهادة اعتماد نتنياهو الرابحة كمرشح.
يقول الجنرال عمير بارليف «كلاهما خدم في الجيش، ودعونا نكون صادقين، فكلاهما خدم في مستوى منخفض جدا جدا».
ويضيف بارليف إنه يعتقد أن هيرتسوغ، بعيداً عن كونه ضعيفاً أو غير حاسم، يمكنه أن يهاجم إيران. ويضيف «انظر إلى نتنياهو»، «لمدة 6 سنوات كانت القضية النووية الإيرانية على رأس أولوياته. لقد وضع كل جهوده في هذا الأمر، وبعد 6 سنوات، ما الذي حققه ؟ فشل. هذه صفقة سيئة من وجهة النظر الإسرائيلية».
في حال انتخاب هيرتسوغ فإنه يتعهد أن أول مهمة له ستكون إصلاح العلاقات مع واشنطن. يقول هيرتسوغ «شعب إسرائيل يفهم أكثر بكثير مما تعتقد، ويمكنك أن ترى كيف أنه لا يعجبه كلية هذا الصدام أو هذا التوتر مع الولايات المتحدة».