مراثي الأندلس: ملاحم الشجن الخالد
528 سنة مرت على سقوط مدينة غرناطة، آخر الممالك الإسلامية في الأندلس، في قبضة الإسبان المتعصبين، الذين توجوا بهذا الحدث حرب استردادِهم الشهيرة، التي بدأت منذ الشهور الأولى للوجود الإسلامي في الجزيرة، قبل ثمانية قرون من السقوط النهائي.
ولذا، فلا يُمكن أن يُختزل سقوط الأندلس في يوم احتلال غرناطة عام 1492م = 897 هـ، إنما بدأت إرهاصات ذلك المصير الأليم مع بدء الحروب الأهلية والصراع على الحكم والثروة منذ السنوات القليلة الأولى بعد الفتح، ثم شيوع استبداد الحكم، وتوريث العروش كثيرًا إلى من لا يستحقونها.
استغرقت جولات السقوط الفعلي 4 قرونٍ على الأقل، بدأت مع تفكك الأندلس في القرن الخامس الهجري إلى أكثر من 20 دويلةً متناحرة في أعقاب تفكك الدولة المركزية جراء الفتنة الأندلسية الكبرى 399هـ – 422 هـ، ليُعرف هذا بعصر ملوك الطوائف، الذي انتهى بسقوط أولى حواضر الأندلس الكبرى، طليطلة، عام 478 هـ، ثم فقدان الأندلس استقلالها بعد بضع سنوات، وخضوع ما بقي منها لسلطان المغاربة بدلًا من المسيحيين، فسيطر عليها المرابطون ثم الموحدون قرابة قرن ونصف القرن، قبل أن تنهار دولة الموحدين في النصف الأول من القرن السابع الهجري، وتسقط معها معظم قواعد الأندلس، فلا يبقى سوى مملكة بني الأحمر في غرناطة في أقصى جنوب الأندلس، والتي صمدت بأعجوبة لقرابة قرنيْن ونصف القرن.
اقرأ: الأندلس في مرآةِ الشعر .. شذراتٌ من رحلةِ الصعود والهبوط
ولم تظلمِ الأندلس نفسَها فحسب بتلكَ النهاية المؤلمة، إنما ظلمت غيرها من مآسي الفناء في تاريخ الدول والشعوب الإسلامية، في أفريقيا وآسيا وسواهما، إذ أنْستْنا الأندلس كل تلك المآسي، وكادت توقع عقد احتكار حصري لمراكز ذاكرة الآلام في عقولنا وقلوبنا، فصدق فيها قول راثيها الأبرز أبو البقاء الرُّندي:
طُليطلة.. أولى الطعنات الغائرة
كانت طليطلة هي العاصمة القديمة للأندلس قبل الإسلام، وظلَّت من أكبر حواضرها، وأكثرها حصانةً ومنعة، وكانت هي معقل ما يسمى الثغر الأوسط في الأندلس، فكانت دائمًا على خطوط المواجهة الأمامية ضد هجمات الممالك المسيحية في شمال الجزيرة.
في عصر ملوك الطوائف، سيطر على طليطلة أسرة بنو ذي النون البربرية، وكان أهمهم المأمون بن ذي النون والذي حكمها 33 عامًا اشتغل فيها بالحروب ضد ممالك الطوائف المجاورة، بخاصة إشبيلية وقرطبة وسرقسطة، ولم يتردد أحيانًا في الاستعانة بمملكة قشتالة المسيحية، ودفع الجزية لها، مقابل الحصول على حمايتها، وتجنب نقمتها. واشتهرت طليطلة آنذاك بالقصور الباذخة، وجلسات الطرب والسُّكر التي غاص فيها نُخَب المدينة.
آل عرش طليطلة عام 467 هـ إلى القادر حفيد المأمون، والذي كان اسمه على غير مُسمى، فكان حاكمًا ضعيفًا منصرفًا إلى العبث، فساءت أحوال المدينة، وتكررت الثورات، وطمع فيها القتشاليون، حتى استولوا عليها عام 478 هـ، واختلَّ التوازن لأول مرة منذ 4 قرون بين المسلمين وخصومهم في الجزيرة، فما كان من حكامها وفي صدارتهم المعتمد بن عباد ملك إشبيلية إلا الاستنجاد بدولة المرابطين المغاربية الفتية، لتكسر عدوان ألفونسو السادس، ملك قشتالة القوى، ولو إلى حين، فهزمه في موقعة الزلاقة 479 هـ جيش أندلسي – مرابطي قويٌ وموحَّد.
اقرأ: موقعة الزلاقة .. الأندلس تختار بين الجمال والخنازير
لكن لم تمر سنوات قليلة، إلا واستدار المرابطون إلى الأندلس، مستغلين السخط العام من أهلها ضد حكام الطوائف، وعودة بعضهم إلى خطب ود القشتاليين للحفاظ على عرشه، ونجح المرابطون في سنواتٍ قليلة في ضم معظم أجزاء الأندلس إلى دولتهم، لكن تخلَّل هذا الضم بعض المآسي، كما وقع للمعتمد بن عباد، الذي قتل بعض أبنائه بسيوف المرابطين، وسُبِيت إحدى بناته في أجواء الفوضى والنهب التي صاحبت الدخول المرابطي، بينما نُفي هو وزوجته وابنتين إلى قرية أغمات في أعماق المغرب، يقاسون ألم المنفى، وشظف العيش، والذلة بعد العز.
المعتمد بن عباد .. رثاء الملك الأندلسي الأخير
كان المعتمد بن عباد ملك إشبيلية، أبرز ملوك عصر الطوائف، فقد كانت دولته الأكثر تمدُّدًا على الخارطة الأندلسية، فتمكَّن من ضم قرطبة- عاصمة الأندلس الإسلامية الموحدة – والعديد من مدن وسط وجنوب الأندلس، لكن هذا التضخم لم يكن سوى ترهلٍ، إذ فرض عليه ألفونسو السادس ملك قشتالة أن يدفع جزية باهظة مقابل السلام، وهكذا كان يتقوَّى عدو الأندلس من خيرات أقوى ممالك الأندلس للاستيلاء عليها لاحقًا.
بعد سقوط طليطلة، وأمام العجز التام في الأندلس المفكَّكة عن مواجهة جيش ألفونسو الضخم، قاد المعتمد الاتجاه الداعم للاستنجاد بالمرابطين المسلمين ضده، فلحقت به هزيمة قاسية في موقعة الزلاقة. لكن في السنوات القليلة التالية، وقعت الهوة بين المعتمد والمرابطين، لأسبابٍ مركبة، منها طمع المرابطين في ثروات الأندلس، ووصول الفتاوي من الأندلس ومن الشرق الإسلامي لابن تاشفين زعيم المرابطين بانتزاع الأندلس من حكام الطوائف الطغاة، المنخذلين أمام العدو، وإقامة الوحدة والعدل فيها.
استغلَّ المرابطون عودة الاتصالات بين المعتمد وألفونسو- للتنسيق ضد المرابطين! فبدأوا هجومهم على مملكة إشبيلية، واستولوْا عليها في بضعة أشهر، ليبدأ المعتمد رحلة المنفى القاسية، التي عانى فيها مر الهزيمة ورقَّة العيش، ووفاة زوجته الأثيرة اعتماد. فما كان منه إلا أن رثى نفسه قبل وفاته بقصيدةٍ متفجرة الشجن الممتزجِ بألمِ كرامةٍ مغدورة، يصف فيها قبره، ومشهد جنازته، وأوصى أن تُكتَب على قبره، وقد كان.
ثم يسترسل المعتمد في تعداد مآثره… الحلم، والعلم، المحارب بكل أسلحة العصر من رماح وسيوف وسهام، مغيث الملهوفين، ومهلك المعتدين. ولا يفوته أن يُشبِّهَ غضبه بسطوة الدهر، وعطاءَه بكرم البحر، ونور مكارمه ببدرِ التمام.
ثم يوصي قبَره أن يرفق به، ولا ينسى في هذا السياق أن يذكر هذا القبر بعظمة ساكنه الذي بارى جودَه في غابر الأيام، الغيثَ المنهمر ذا البرق الخاطف والرعد المُزلزِل.
ولم تخلُ أشجانُ المعتمد من حِكمٍ باقية يُطلقُها لمن يغترون بالمُلك وأيام السطوة والحظوة من بني البشر، ولكن هل من مُعتَبِر؟!
بلنسية.. عروس الشرق وحاضرة العِبرَة والعَبرة
على مدار قرونٍ خمسة، كانت بلنسية- فالنسيا حاليًا- هي حاضرة الشرق الأندلسي، وكفل لها موقعها المتميز على ساحل البحر المتوسط مكانةً بارزة بين حواضر الأندلس خاصة، والحوض الغربي للبحر المتوسط بوجهٍ عام.
مرت بلنسية بمحنتيْن، كانت الأولى في عهد المرابطين أواخر القرن الخامس الهجري، إذ نجح مغامر قشتالي عُرف باسم السيد- مشتق من كلمة السيِّد في اللغة العربية- الكمبيادور أو القنبيطور، في الاستيلاء عليها بعد حصارٍ طويلٍ مهلك، وكان لسقوطها بعد سنواتٍ قليلة من سقوط طليطلة دويُّ هائل في الأندلس، خلَّده الشاعر المبدع ابن خفاجة في قصيدته التي مطلعها.
ومن الجدير ذكره هنا، أن من أهم عوامل إضعاف بلنسية آنذاك، الفترة التي حكمها فيها القادر بن ذي النون، الذي كان يحكم طليطلة لدى سقوطها، إذ كان من ضمن صفقة استسلامه لألفونسو السادس في طليطلة أن يعينه على انتزاع بلنسية تعويضًا، ليقتله أهل بلنسية في ثورةٍ عارمة عام 1092م = 485 هـ قادها القاضي ابن جحاف، بمعونة المرابطين، والذي قتله السيد حرقًا بشكلٍ شنيع بعد سقوط المدينة.
لكن في السنوات الثماني التالية، خاضت جيوش المرابطين معارك متصلة في شرق ووسط الأندلس من أجل تحرير بلنسية، وفرضوا على المدينة حصارًا طويلًا، تُوفي خلاله السيد مريضًا، وقادت زوجته الدفاع سنتين مكانه، قبل أن تسلمها إلى ألفونسو السادس ملك قشتالة والذي حاول الدفاع عنها بنفسه، لكن رأى مصيرها محتومًا لضخامة حشود المرابطين حولها، فخرَّبَها وأحرقها، قبل أن يغادرها ويتركها للمرابطين عام 495 هـ = 1102م. لتتعافى المدينة تدريجيًا من محنتها في العقود التالية.
لكن بعد أقل من قرنٍ ونصف القرن، سقطت بلنسية عام 636 هـ سقوطًا نهائيًا، بعد حصارٍ طويل، وهذه المرة رثاها شاعرها الأشهر الذي يحمل اسمها في لقبه، ابن الأبَّار البلنسي، والذي كان للمفارقة هو من خطَّ بيده كتاب استسلام المدينة، بعد أن استنفدت كل سبل الدفاع، ولم ينفعها النجدات المحدودة التي أرسلها ملك تونس بعد أن أتحفه ابن الأبَّار في بلاطه بقصيدته السينية المشهورة التي يستثير فيها حميَّته لإنقاذ الأندلس الذاهبة..
وقد عاش ابن الأبَّار لاجئًا في تونس 22 عامًا بعد سقوط بلنسية، وحاول التشاغل عن محنته بالتأليف الأدبي والعلمي، فترك واحدًا من أهم المصادر عن الأندلس وهو كتاب «الحلة السيراء»، قبل أن يلتحق بمدينته الأثير في كتاب المصائر المؤلمة، فيُقتَل ضحية الوشايات والدسائس في بلاط الحفصيين عام 658 هـ = 1260م.
العقاب.. اسمٌ على مسمى؟
معركة العقاب عام 609 هـ = 1212م ، والمعروف لدى الأوروبيين بموقعة لاس نافاس دي تولوسا، كانت من أسوأ الهزائم العسكرية في التاريخ الحربي الإسلامي بوجهٍ عام، والتاريخ الأندلسي بوجهٍ خاص. في تلك المعركة التي دارت في منطقة جبلية في وسط الأندلس، على مقربةٍ من حصنٍ يعرف بحصن العقاب، تلقَّت جيوش دولة الموحدين التي كان يقودها الناصر الموحدي- الذي لم يكن على مثل كفاءة أبيه أبي يعقوب المنصور في الحرب والسياسة- ضربة قاضية من جيوش مملكة قشتالة وحلفائها الصليبيين من أوروبا، حيث قُتل عشرات الآلاف من خيرة فرسان ومقاتلي المغرب والأندلس، واختلَّ الموقف الدفاعي كثيرًا في الجزيرة الأندلسية، فبدأت سلسلة التفكك والسقوط السريع للحواضر الكبرى للأندلس عام 633 هـ بسقوط قرطبة، العاصمة التاريخية للأندلس الإسلامية، ثم تبعها في العقود الثلاثة التالية معظم قواعد وسط وجنوب الأندلس، باستثناء غرناطة.
ولذا فلم يُبالغ الشاعر الأندلسي المعاصر لتلك المحنة الموجعة، أبو إسحاق إبراهيم بن الدبَّاغ الإشبيلي، عندما دعا أهل الأندلس إلى الرحيل من جزيرتهم التي أحاطت بها المصائب، وطوَّقَها الأعداء المتعطشون من كل جانب، وعاقبتها يد القدر على خنوعها وغفلتها، وخضوعها كثيرًا لحكامٍ لا يبارى عجزهم إلا جشعهم وخيانتهم.
أبو البقاء الرُّندي .. المرثية الأبقى
هو صالح بن شريف الرُّندي، نسبة إلى مدينة رُندة في الجنوب الأندلسي. عاش هذا الشاعر الاستثنائي الشطر الأكبر من مأساة السقوط الأندلسي، فقد وُلِد عام 601 ه،ـ بينما كانت الأندلس خاضعةً لدولة الموحدين المغاربية القوية، التي كانت تنافح آنذاك عن الوجود الإسلامي الكبير في شرقي ووسط وجنوبي شبه جزيرة أيبيريا- إسبانيا والبرتغال الحالييْن- لكنه تُوفي عام 684م بعد عمرٍ طويل، شهد في الأندلس الإسلامية وقد تقلصت إلى مملكة غرناطة الصغيرة في أقصى الجنوب، بينما تساقطت حواضر الأندلس الكبرى وعلى رأسها قرطبة وإشبيلية وبلنسية وجيَّان .. أمام ناظريه في بضعة عقود.
بدأ الرُّندي مرثيته الطويلة الشجيَّة ببعض أشهر أبيات الحكمة النابعة من قلب الشجن والأسى في تاريخ الشعر العربي..
ثم ذكر بعض كبريات المدن الأندلسية التي احتلَّها الإسبان والبرتغاليون، وأحالوا مساجدها العامرة كنائس، وتركوا سكانها الذين تعاقبت أجدادهم فيها قرونًا، بين خياراتٍ مُرة، أحلاها الفرار، أو الموت خوفًا على دينهم ونسلهم من الفتنة..
ثم يوجهُ أبو البقاء سهام اللومَ للمسلمين على الضفة الأخرى من البحر المتوسط لغفلتهم عن مآسي الأندلس، وعجزهم عن نصرتها حقَّ النصرة، وإنقاذها من مصيرها المؤلم، لا سيَّما وهو يلقي تلك القصيدة في بلاط ملوك تونس من أسرة الحفصيين، الذي كانوا من أبرز حكام الغرب الإسلامي آنذاك.
وفي الجزء الأخير من القصيدة، يصوب أبو البقاء سبَّابته نحو الأسباب التي ألقت بالأندلس في طريق الفناء، وأهمها سقوط همة نخب الأندلس وقادتها نحو العلا، والرضا بالهزيمة، والقنوع بالذل، وكذلك الاحتراب على الثروة والحكم في معظم فترات التاريخ الأندلسي، وأيضًا تفرق المسلمين بوجهٍ عام، وانصراف كل دولةٍ إلى قضاياها وشئونها الخاصة.
وفي دلالة على ما تحظي به تلك المرثية الخالدة من حضورٍ عبر القرون، فمنذ بضع سنوات، قدَّمت فرقة الفارابي الشبابية بعض أبياتها في قالبٍ غنائي وموسيقيٍّ حديث، بعنوان «يا غافلًا» .. وهو مقتبس من أحد أبياتها «يا غافلًا ولهُ في الدهر موعظةٌ ــــــ إن كُنتَ في سِنةٍ فالدهرُ يقظانُ».
نزار يبكي معشوقته
بقيت مأساة الأندلس حاضرة في عقول وقلوب العرب والمسلمين رغم قصف القرون المتعاقبة عليهم بأنواع المحن والأشجان وصنوف النسيان. ولذا فلا غرابة أن شهدنا أحد أبرز شعراء العصر الحديث، وهو الراحل نزار قباني، يرثي الأندلس بأبياتٍ فريدةٍ في الرقة والشجن.
تدور أحداث القصيدة في قصر الحمراء بغرناطة، أبرز الآثار الإسلامية الباقية في الأندلس، وواحد من أعظم آثار العصور الوسطى قاطبة، حيث يتخيَّل نزار أنه قابل إحدى الفاتنات الإسبانيات في مدخل ذلك القصر، فهاجه الحنين إلى الأندلس، لا سيَّما وقد رأى في ثنايا ملامحها وجهًا عربيًا دمشقيًا، يحمل عيون بلقيس العربية، وتحمله عنق سعاد، المحبوبة الأثيرة لدى شعراء العرب قديمًا.
ولم يفُت ابن الشام نزار، أن يترحَّم على أيام دولة الأمويين في الأندلس، وجيوشها التي جاست في ديار الأعداء في سنوات العظمة والعنفوان..
ذاب نزار بين روعة آثار التاريخ الأندلسي، وفتنة الجميلة الأندلسية ذات الشعر الذهبي التي صادَفَ طيفَها، وسرى صُحبتَها في جنبات القصر الفريد كطفلٍ استخفَّت حواسَه اللوامع.
كان لزامًا أن يسيطر الشجن والحنين على ختام تلك القصيدة، وأن يتجسد له التاريخُ والشوق والأمنيات في صورة فاتح الأندلس الشهير، ومُفتَتِحُ فصلِها الاستثنائي في كتاب الأمة الإسلامية، طارق بن زياد، فلا يملك إلا أن يعانقه كعدميّ تراءى له المعنى في صحراء التيه.
وقبل سنواتٍ قليلة، غنَّى المطرب العراقي الشهير كاظم الساهر أبياتًا مُنتقاة من تلك المرثية التي صاغها شاعره الأثير، وحظيت بملايين المشاهدات ومرات الاستماع، دلالةً على أن لرثاء الأندلس معينًا لا ينضب في نفوس كل جيلٍ من أجيال أمتنا، مهما تزاحمت حوله المآسي والملاحم المستجدَّة.