حزب «كومله» الكردي.. معارضة إيرانية تستعين بإسرائيل في واشنطن
هذا التقرير جزء من مشروع «الحج إلى واشنطن» الذي أنجزه فريق ساسة بوست لتغطية أنشطة لوبيات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة بين 2010 و2020. ومعظم المعلومات الواردة في التقرير تستندُ لوثائق من قاعدة بيانات تابعة لوزارة العدل الأمريكية، تتبع لقانون «تسجيل الوكلاء الأجانب (فارا)»، الذي يُلزم جماعات الضغط بالإفصاح عن أنشطتها وأموالها، وكل الوثائق متاحة للتصفح على الإنترنت.
تأسس حزب «كومله» الكردستاني الإيراني في سنوات الستينيات بعد خلافات مع الحزب الشيوعي الإيراني «تودة» حول القضية الكردية؛ إذ رأى شيوعيو «تودة» أن الأولوية لمجابهة نظام الشاه، وركّز الأعضاء الذين سيؤسسّون كومله فيما بعد على الحقوق القومية للأكراد في إيران.
ويعارض حزب كومله على النظام الإيراني بالوسائل السياسية والعسكرية في أوساط أكراد إيران، الذين يقول الحزب إن عددهم يبلغ نحو 10-12 مليون نسمة من سكان إيران.
ويتمركز الحزب في الأساس في جبال قرداغ القريبة من السليمانية في كردستان العراق، ويسعى الحزب ويروِّج لتأسيس فيدرالية بين جميع المكوِّنات العرقية في إيران، مع التركيز على الحقوق الثقافية والاقتصادية والسياسية للأكراد، بحسب الموقع الرسمي للحزب.
يترأس الحزب حاليًا عبد الله مهتدي، 71 سنة، المولود في كردستان الإيرانية، وقد كان أبوه وزيرًا في جمهورية «مهاباد»، الدولة التي أسسها الأكراد وانتهت سنة 1946، وهو أحد مؤسسي حزب كومله سنة 1969.
وتشير وثائق وزارة العدل الأمريكية إلى النشاط السياسي الكثيف للحزب في واشنطن، لبناء علاقات بين الحزب وبين الولايات المتحدة، وبناء شبكات تأثير مع سياسيين في الكونجرس والخارجية، ويتواصل الحزب مع مراكز أبحاث يمينية الميول، وله علاقة خاصةً مع اللوبي الإسرائيلي في واشنطن. وفي هذا التقرير صورة شاملة ومفصّلة عن أنشطة الحزب الكردي في عالم اللوبيات.
تعاقد مع «آي إف إنترناشيونال» لاختراق أروقة واشنطن
تشير ملفات وزارة العدل الأمريكية عن تفويض الحزب لـصلاح بايزيدي، ليكون الممثل الرسمي للحزب في أمريكا ويؤسس لعلاقات مع الحكومة الأمريكية، وبدأت هذه العلاقة في 24 سبتمبر (أيلول) 2018، وبلغ مجموع مدفوعاتها حتى الآن 47 ألفًا و705 دولار، متضمنةً نفقات افتتاح مكتب للحزب هناك.
ولاحقًا في 2 يناير (كانون الثاني) 2019، مثّل بايزيدي الحزب في تعاقده مع شركة «آي إف إنترناشيونال – Af International»، شركة ضغط أمريكية، من بين زبائنها «مجلس سوريا الديمقراطية»، الجناح السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، إحدى أكبر الفصائل الكردية المسلحة المتمركزة في شمال سوريا والمدعومة أمريكيًا.
وتتلخّص الخدمات التي قدمتها الشركة بشكل رئيسي في التواصل والضغط على الكونجرس، خاصةً مع موظفي الكونجرس العاملين بلجان الخارجية والقوات المسلحة، وتتواصل الشركة نيابة عن الحزب مع مراكز أبحاث ذات توجّه يميني بشكل عام، أو ممولة من اللوبي الإسرائيلي ومناصرة له، بالإضافة للتواصل مع أكبر لوبي إسرائيلي في واشنطن، «أيباك»، لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية.
ويملك شركة «آي إف إنترناشيونال – Af International» آيال فرانك، وهو مستشار سياسي عمل لصالح حزب كومله، وله خبرة طويلة في مجال الضغط السياسي، إذ عمل سابقًا بشركات كبرى مثل «ميركوري – Mercury»، و«شركة – Qorivs»، وعملَ مساعدًا تشريعيًا في الكونجرس بين عامي 2000 – 2002.
وقد بلغ مجموع مدفوعات كومله للشركة الأمريكية 34 ألفًا و500 دولار، بحسب وثائقها في وزارة العدل الأمريكية.
كومله يغازل مراكز أبحاث يمينية وأخرى مرتبطة باللوبي الصهيوني
عقدَ بايزيدي في الفترة ما بين أكتوبر (تشرين الأول) 2018 ومارس (أذار) 2020 اجتماعات مع باحثين ومستشارين متخصصين في الشؤون الإيرانية، والإسلام السياسي، والعالم العربي، يعملون بمراكز أبحاث ذات توجّه يميني، أو مرتبطة باللوبي الصهيوني في واشنطن، أهمها «معهد واشنطن»، و«منظمة الدفاع عن الديمقراطيات»، وكلاهما شديدا القرب من إسرائيل، بالإضافة لـ«معهد هودسون».
من بين الباحثين باتريك كلاوسون، وبلال وهاب، ودايفيد بولوك، وهم باحثون في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، وهو مركز أبحاث يميني من أهم المراكز البحثية بواشنطن، وأسّس بمساعدة وتبرعات من «أيباك».
ومن مركز هودسون، التقى بايزيدي كلًا من إيريك براون، وأبراهام شولسكي، المختصين في شؤون الشرق الأوسط و«مكافحة الإرهاب».
أما منظمة الدفاع عن الديمقراطيات، فهي مركز أبحاث يميني مموّل من شخصيات داعمة لإسرائيل، ويدعم في الغالب التدخلات الخارجية العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية، خاصةً ضد إيران، في توافق مع خط اليمين الإسرائيلي تجاهها. ومن باحثيه جون هانا، المختص بالسياسة العربية والخليج وإيران، وجوناثان شانزر نائب رئيس المركز، ومن منسقي التعاون المباشر بين المركز والإسرائيليين، بحسب تحقيق مصوّر للجزيرة عن اللوبي الإسرائيلي في أمريكا.
وأما من «أيباك»، أهم ذراع في اللوبي الإسرائيلي، فتواصل الحزب مع كولين وينستون الذي يعمل في اللوبي منذ 30 عامًا.
والتقى بايزيد بواحد من أبرز وجوه اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، جوش بلوك، الذي كان مديرًا لـ«مشروع إسرائيل – The Israel Project»، وهي واجهة من واجهات اللوبي الصهيوني في أمريكا، وعملَ المشروع في الضغط السياسي والعلاقات العامة والإعلام لصالح إسرائيل، وقد كشفَ تحقيق الجزيرة تأثير مشروع إسرائيل على وسائل إعلام أمريكية كبرى وعريقة، مثل صحيفة «واشنطن بوست»، ووكالة الأنباء الدولية «أسوشيتد برس».
ثم أغلق المشروع بعد شهور من ظهور وثائقي الجزيرة، وأعلن عن إغلاقه لـ«نقص التبرعات». ويعمل جوش بلوك حاليًا في مؤسسة «المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي»، مركزٌ بحثي لتعزيز الشراكة الأمنية الإسرائيلية الأمريكية بشكل خاص.
والتقى بايزيدي بشوشانا براين، مديرة أولى في «مركز السياسة اليهودية»، وهي باحثة مختصة بالسياسات الدفاعية الأمريكية والشرق الأوسط، وتكتب في صحف مختلفة عن الشؤون الإيرانية من وجهة نظر منحازة بالكامل لإسرائيل.
لبايزيدي تواصل أيضًا مع بريان كاتوليس، من «مركز التقدم الأمريكي»، وهو مركز أبحاث ديمقراطي ليبرالي، بميول مؤيدة لإسرائيل، وقد تعرّض المركز لانتقادات شديدة بعد تسريب إيميلات تكشف ممارسة رقابة شديدة على كُتابه عندما يتعلق الأمر بانتقاد إسرائيل ولوبي «أيباك».
ومن الجدير بالذكر أن الإمارات كانت متبرعًا سخيًا للمركز، وكاتوليس من الشخصيات التي يتواصل معها السفير الإماراتي في أمريكا يوسف العتيبة بشكل متكرر.
كاتوليس هو باحث أوَّل مختص بالشرق الأوسط و«محاربة الإرهاب» في المركز ذاته، وكتب مساهمات إعلامية ركّز في بعضها على الاحتجاجات في الداخل الإيراني، من بينها احتجاجات أكراد إيران.
لقاءات مع سياسيين ومعارضين
التقى وتواصل بايزيدي في الفترة ما بين أكتوبر (تشرين الثاني) 2018 ومارس (أذار) 2020 بالعديد من الشخصيات الحكومية الأمريكية ونواب وشيوخ الكونجرس أو تواصل مع مكاتبهم.
ونذكر منها محادثة مع آندرو بيك، الذي عملَ نائبًا لمساعد وزير الخارجية الأمريكية للعراق وإيران، بمكتب شؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية بين 2017-2019، وعملَ قبلها ضابط استخبارات متخصصًا بأفغانستان وباكستان، ومساعدًا لشؤون المخابرات لأكثر من جنرال قادوا الحرب الأمريكية في أفغانستان.
والتقى بايزيدي بنجم الدين كريم، محافظ كركوك العراقية السابق، والمسؤول عن استفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق سنة 2017، والذي عمل جسرًا في العلاقات بين إقليم كردستان العراق والولايات المتحدة الأمريكية، وقد توفي كريم في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 في أمريكا.
واجتمع بايزيدي أيضًا مع المعارض الإيراني علي رضا نادر، مدير المركز البحثي «إيران جديدة»، ويعمل نادر مع رابطة مكافحة التشهير، وهي منظمة يهودية أمريكية مناصرة لإسرائيل، ويكتب أيضًا في منظمة الدفاع عن الديمقراطيات.
وتواصل بايزيدي مع جهات حكومية أمريكية رفيعة، من بينها ريان عبد النبي، الذي يعمل بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، ونايثان كروك، موظف بوزارة الخارجية.
كومله في الكونجرس.. لقاءات وتواصل مع نواب وشيوخ
التقى بايزيدي بعدد كبير من أعضاء الكونجرس، نذكر منهم ديفيد سيسلين، النائب الديمقراطي، عن ولاية رود آيلند التي تحوي جالية معتبرة من الأكراد، وهو عضو في لجان الخارجية والقضاء.
وقد اعترض سيسيلين على سحب الرئيس الأمريكي ترامب للقوات الأمريكية من شمال سوريا، كما اعترض على اتفاق ترامب مع الرئيس التركي أردوغان حول المنطقة الآمنة في شمال سوريا، والتي اعتبرها تأتي على حساب الأكراد.
وتواصل بايزيدي مع دون بيكون، النائب عن الحزب الجمهوري، وعضو لجنة القوات المسلحة، الذي عمل في القوات الجوية الأمريكية في حرب العراق وصرّح بأنه «حارب إلى جانب الأكراد في العراق».
والنائب الجمهوري راندي ويبر، عضو لجان النقل، والتقنية، والفضاء، والبنية التحتية، الذي عارض سحب القوات الأمريكية من مناطق شمال سوريا، حيث تتواجد القوات الكردية.
والتقى بايزيدي بمجموعة من موظّفين يعملون بلجان: الخارجية والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ، بالإضافة لموظّفين لدى مجموعة من نوّاب الكونجرس، من بينهم موظّفون لدى السيناتور الجمهوري تيد كروز، المرشح السابق لرئاسيات 2016، وعضو لجان الخارجية والقضاء والقواعد واللجنة الاقتصادية المشتركة، وقد أعلن السنة الماضية عن دعمه لاستقلال كردستان العراق باعتباره معزّزًا للأمن القومي الأمريكي.
والتقى أيضًا موظفي النائب مايك جالاجر، عضو لجان القوات المسلحة والأمن القومي، وقد اعترض على قرار سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، واعتبر ذلك «تخلّيًا على الأكراد الذين أثبتوا أنفسهم في القتال ضد «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)» حسب قوله.
تضمّ القائمة تواصلًا مع النائب الديمقراطي ديفيد ترون، عضو لجان الخارجية ونائب رئيس لجنة فرعية عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والإرهاب الدولي واللجنة الاقتصادية المشتركة، والذي عارض بدوره قرار الرئيس ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، واعترض على دعوات الحرب مع إيران بعد إسقاط طهران لطائرة من دون طيار في يونيو (حزيران) 2019، اخترقت المجال الجوي الإيراني.
وتواصل الحزب مع السيناتورة الديمقراطي ديان فاينستاين، زعيمة الأقلية بلجنة القضاء وعضوة لجان الاستخبارات والقواعد والمخصصات، وقد دعت فراينشتاين إلى اتفاقية سلام مع إيران بسبب جائحة كورونا، وذلك برفع مؤقت للعقوبات الاقتصادية، ومساعدة إيران على الحصول على قرض ب 5 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، والسماح بإدخال الأدوية، والمعدات الطبية لمواجهة الجائحة. وعارضت أيضًا انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا حيث المواقع الكردية، أما تواصل الحزب معها فجاء تحت بند «مناقشة العلاقات الإيرانية – الأمريكية والشؤون الإيرانية – الكردية»، وهي سيناتورة من أهم الديمقراطيين في المجلس.
وتواصل الحزب مع موظفين يعملون لدى السيناتور الديمقراطي مارك وارنر، نائب رئيس لجنة الاستخبارات وعضو لجان الميزانية والمالية والقواعد. وبالإضافة لاعتراضه على قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا في أكتوبر 2019، وقدّم وارنر مشروع قانون يتيح إعطاء فيزا للأكراد الذين عملوا مع القوات الأمريكية في سوريا.
تمتدّ قائمة اتصالات الحزب مع أعضاء الكونجرس، ويظهر تركيزه على أعضاء لجان القوات المسلحة، ولجان الاستخبارات، والشؤون الخارجية، واللجان المعنية بالمساعدات المالية والعسكرية الأمريكية، ومن هؤلاء: السيناتور الديمقراطي بين كاردين، والسيناتور الجمهوري جوني إساكسون.
كما تواصل كومله مع موظّفين لدى النائب الديمقراطي يان شاكوفسكي عضوة لجان الميزانية والطاقة والتجارة، والنائب الديمقراطي كولين بيترسون، عضو لجان الزراعة، وعقد بايزيدي اجتماعات مع موظفي النائب الجمهوري بول كوك، عضو لجان القوات المسلحة والخارجية والموارد الطبيعية.
لبايزيدي تواصل مستمر مع موظفين لأعضاء مهمين في الكونجرس، من بينهم ستيف شابوت، النائب الجمهوري عضو لجان الخارجية والقضاء والموارد الطبيعية، بالإضافة إلى موظفي السيناتورة الديمقراطية تامي داكوورث، عضوة لجان القوات المسلحة والتجارة وغيرها، والسيناتور الجمهوري دافيد باردو، عضو لجان القوات المسلحة والخارجية والميزانية.
وأيضًا التقى بموظفي السيناتور الديمقراطي جاري بيترز، زعيم الأقلية في لجنة الأمن القومي والشؤون الحكومية وعضو لجنة القوات المسلحة، وقد اعترض على قرار ترامب بسحب القوّات الأمريكية من سوريا واعتبره «خذلانًا للحلفاء الأكراد».
تواصل مع وسائل إعلام
حافظ بايزيدي والحزب على تواصل مع الإعلام الأمريكي، وبتركيز على المختصين بالشأن الإيراني، فمثلًا تواصلوا مع جوناثان برودر، من صحيفة «نيوزويك» الذي يكتب بشكل مستمر عن إيران، للحديث عن سياسات أمريكا تجاه إيران، بالإضافة لعقد عدة اجتماعات مع آديل نزاريان، وهي صحافية من أصول إيرانية تعيش في الولايات المتحدة، وتعمل في موقع «بريتبارت» اليميني.
واجتمع بايزيدي مع المحرر كريستيان كاريل من صحيفة «واشنطن بوست»، والصحافي دافني ساليداكيس من وكالة «رويترز»، وآدم أنتوس من «نيويوركر». وتواصل الحزب مع صحيفة «ذا هيل» الأمريكية، لمناقشة انتهاكات حقوق الإنسان في إيران. ومقابلات مستمرة مع مؤسسات إعلامية تابعة لجهات كردية أو إيرانية.
صفحة «ويكيبيديا» واجتماعات بـ40 ألف دولار
بالإضافة إلى العقدين سابقيْ الذكر اللذيْن وثّقتهما ملفات وزارة العدل الأمريكية، وجدنا عقدًا آخر بين الحزب و«مجموعة كوجنيت القانونية – Cogent Law Group»، في 20 ديسمبر (كانون الأول) 2019، وينصّ العقد بأهداف محددة: اجتماع واحد مع مسؤول رفيع بالحكومة الأمريكية، وتنسيق مقابلة بوسيلة إعلام أمريكية، واستشارات قانونية لتأسيس جمعية خيرية للحزب في الولايات المتحدة، والعمل على تحرير ونشر مقالة رأي، بالإضافة لتطوير صفحة الحزب في موسوعة «ويكيبيديا».
وقد وقّع على العقد من جانب حزب كومله مصطفى علي العريان، وهو محامٍ يقدم خدمات قانونية للحزب، ويحمل الجنسية الفرنسية. أما من جانب الحزب وقّع على العقد الأمين العام عبد الله مهتدي، وقد بلغت الكلفة الإجمالية للخدمات والعقد 40 ألف دولار.
هذا التقرير جزءٌ من مشروع «الحج إلى واشنطن»، لقراءة المزيد عن «لوبيات» الشرق الأوسط اضغط هنا.