ركلات باسم يوسف التي دفعت خالد صلاح إلى الأمام
«ليلة بكى فيها أرامل هيلاري كلينتون»؛ عنوان باليوم السابع كان كفيلًا بأن يشعل السوشيال ميديا لمدة يومين بمصر، حيث وصفت جريدة اليوم السابع في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 باسم يوسف وعدد آخر من المعارضين للسلطة المصرية ب«أرامل كلينتون» بعد خسارتها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفوز ترامب، مما اعتبره البعض نصرة للدولة المصرية وهزيمة للتحالف الإخواني القطري الأمريكي الماسوني ضد مصر.
هاشتاج مسيء لخالد صلاح يتصدر عالميا
لم يمر عنوان اليوم السابع مرور الكرام على باسم يوسف، فقد عبر عن رأيه بما حدث من خلال 3 تويتات على حسابه الشخصي على تويتر يصف فيها خالد صلاح وجريدة اليوم السابع بالتدليس، كما وصفهم بالوصف الشعبي الدارج للمرأة التي تعمل بالجنس التجاري.
إلا أن خالد صلاح قرر أن يرد على باسم يوسف من خلال الجريدة التي يرأس تحريرها، فنشرت اليوم السابع موضوع صحفي أخر بعنوان «أيوة يا باسم يوسف أنت أرملة هيلارى كلينتون وعندنا الدليل.. هل تنكر أنك اشتغلت فى برنامج كتالوج الديموقراطية بتمويل من حملة كلينتون ؟ وهل تنكر حصولك على مئات الآلاف من الدولارات للترويج لها وسط العرب؟»
وأتهمت الجريدة باسم يوسف بتلقي الأموال من حملة هيلاري كلينتون، حيث كتبت: «دا أنت أرملة مقهورة ومتشحتفة عياط طول الليل، صحيح أنت لهفت مبلغ خرافي من وراء هذا البرنامج الأمريكاني السبوبة، بين 700 ألف إلى 800 ألف دولار بخلاف مصاريف الإنتاج، لكنك كنت تمني النفس بأن اللي جاي أحلى، وإن فوز هيلاري مضمون، وإنها هترجع تاني تقول لمصر والمصريين «الآن يعني الآن» لإعادة المقاطيع إلى الحكم ومعهم الطابور الخامس وطابور المنتفعين من أموال برامج الخارجية الأمريكية والسفارة!، وبعد ما راح الحلم بسقوط الحيزبون الديموقراطية،تبقى من أراملها ولا لأ يا باسم؟»
مما أدى إلى رد باسم يوسف لمرة أخرى على الجريدة ولكن بشكل أقوى، حيث دشن هاشتاج من ثلاث كلمات ليصبح في ربع ساعة الأكثر تداولا في مصر، وفي خلال ساعتين وصل للأكثر تداولا على مستوى العالم، ليتحول إلى حملة إلكترونية ضد خالد صلاح في ساعات. ركلة من باسم يوسف جعلت خالد صلاح يطير عاليا فى تويتر، يطير مركولا!
التراشق عبر تويتر
شارك الملايين على موقع تويتر خاصة وفيسبوك للتدوين على الهاشتاج، للنيل من خالد صلاح ومؤسسته الصحفية التي أعتبرها البعض أحد أذرع الدولة الأمنية، لما تنشره من أخبار مضللة في بعض الأحيان أو لأساليبها الغير مهنية في أحيان أخرى، فقط لنصرة السلطة القائمة.
وقام باسم يوسف بإعادة نشر تويتات المشاركين على الهاشتاج المسيء لشخص خالد صلاح، حتى أصبح حديث السوشيال ميديا على مدار يومين، تضاعفت الركلات من كل جانب مما استفز خالد صلاح واتخذ من جريدة اليوم السابع منبرًا لشخصه يهاجم فيه باسم يوسف ويرد عليه من خلال مقال ثالث بعنوان «أرملة هيلارى ..باسم يوسف يجمع بين المسلمين والشواذ جنسيا لدعم كلينتون»، و كُتب فيه: «وفور إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية وخسارة هيلاري، بدأ باسم يوسف التغريد والنحيب عبر حسابه الرسمي الموثق على تويتر، بتغريدة غريبة من نوعها كتب فيها: اليوم الذي وجد فيه المسلمين، واللاتينيين، والأمريكيين من أصل إفريقي، ومجتمع الشواذ والمتحولين جنسيا LGBT، أشياء تجمعهم معا أكثر من أي يوم مضى.».
كما نشر خالد صلاح عبر حسابه على موقع تويتر عدد من التويتات يحث فيها متابعيه على إرسال معلوماتهم عن باسم يوسف وتمويلاته، لينشر من خلال جريدته تلك الأدلة على الجماهير المختلفة، ليثبت صحة اتهاماته لباسم يوسف.
باسم يوسف يفضح الجميع
نشر باسم يوسف من خلال صفحته على فيسبوك منشور تناول فيه عدد من النقاط حول ما حدث خلال يومين بينه وبين خالد صلاح، وتطرق لعدد من النقاط من بينها استخدامه للفظ (خارج) ليصف به خالد صلاح، بالإضافة إلى توجيه رسالة إلى النظام الأمني وأبو هشيمة المتمكنين من جريدة اليوم السابع وخالد صلاح، كما وصفهم.
قال يوسف أن ماحدث بينه وبين خالد صلاح ليس شجارا على تويتر بينما هو ردًا على اتهامات الإعلام والدولة له ولغيره بالعمالة والخيانة على مدار 5 سنوات، وأنه فرد بمفرده في مواجهة مؤسسة إعلامية كاملة تعمل لصالح الأمن والدولة، حيث قال: «خالد صلاح و بكري و أحمد موسى و عبد الرحيم علي و غيرهم من خيرة شباب الأمنجية أثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أنهم جيش من الناضورجية الرخاص مهمتهم أنهم يرموا بلاويهم على أي حد السلطة بتشاورلهم عليه زي كلاب سعرانة بتنهش في لحمه مع اعتذاري للكلاب السعرانة».
1. أستخدام الألفاظ أضعف الإيمان
واعتبر باسم يوسف أن الرد عليهم من خلال استخدام الألفاظ الخارجة ليس عيبًا، وهو نفس المنطق الذي يتبعه العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي للرد على خصومهم خاصة من السلطة، باعتبار أن «الشتيمة» في ظل دولة لا تحترم حقوق الإنسان وتخفي قسرًا وتعذب وتقتل شبابها هو أضعف أنواع الغضب والتعبير عن النفس،فمحاولة النيل من شرف القتلة أو وصفهم بالألفاظ النابية هو السبيل الوحيد أمامهم.
كما عبر باسم يوسف عن كونه فرد حر يتصرف كما يحلو له، ومن يجب لومه هي جريدة مثل اليوم السابع تنتمي إلى مؤسسة الصحافة المصرية وصحفييها من أعضاء النقابة، حيث قال: «بمناسبة المؤسسة، أنا واحد فرد عندي حساب شخصي، يعني زيي زي غيري باهرتل براحتي، باغلط، باهبل،إن شاالله حتى باردح، أنا فرد بطولي . لكن أنتم المفروض مؤسسة إعلامية ليها قامة كبيرة و اللي بيكتبوا فيها عندهم كارنيهات نقابة الصحفيين و كدة. اللغة المنحطة اللي بقالكم تلات أيام بتكتبوا بيها و لا فيه قواعد لغوية و لا أسلوب صحفي و شغل ردح رخيص عشان تردوا على فرد.فعلا ، تستاهل يا خالد الشتيمة اللي لازقة فيك.»
وأضاف: «لا و إيه بقى. اللي زاد و غطى مقالات التطهر و المهنية و عيب كده و ما يصحش كده و لغة الحوار و الأدب. لا يا رااااجل؟ طب و المقالة اللي كان عنوانها «أولاد القحبة» دي كانت إيه ؟ المقالة اللي أنتم نشرتوها في الجورنال بكل فخر. ده تمام؟ عادي؟ دي مهنية و أخلاق و ألفاظ لطيفة؟ و لا أنتم بتعيطوا بس لما يتحط عليكم؟»
2. الدولة تلاحق باسم يوسف
هذا إلى جانب، تطرق منشور باسم يوسف إلى فضح أجهزة الدولة المصرية في ملاحقته في البلدان المختلفة، حيث عمل الدولة على إفساد بعض حفلاته في لندن، ومطالبة السفير المصري وليد جنبلاط لإلغاء حفلة لباسم يوسف بلبنان. ووجه كلامه إلى السلطات التي يتبعها خالد صلاح قائلا: «نصيحة للرتبة اللي مشغلة خالد صلاح. قولوله كفاية كده عشان هو و الجريدة اللي مسرحها لحسابه و الأجهزة الأمنية بتاعتكم بتتهزق مع كل تويتة بالهاشتاج. الناس عارفة من زمان أنه واحد من الأمنجية بتاعتكم بس مطنشين و ساكتين.يعني كله عارف أنه كارت محروق و مالوش مصداقية. مايبقاش ده و كمان تجيبوا لنفسكم الإهانة.»
وأضاف: «ماعدش حد بقى يصدق مواضيع التمويل والخيانة والكلام الأهبل ده سواء عليا أو على غيري من المعارضين لنظامكم. الحملة دي عشان رد غيبة ناس كتير أنتم ماسكينهم تخوين و اتهامات و فبركة. سواء دول هربانيين من وشكم بره أو لسة جوه مصر و ما اتحبسوش. التجريسة دي يا خالد حق الناس دول اللي أنت مسخر جرنالك عشان تنشر عليهم كلام قذر وواطي بشكل شبه يومي. كلامكم مكرر و ماحدش بيصدقه زيكم زي الغيطي لما بشرنا بالقبض على قائد الأسطول السادس. زيكم زي عبد العاطي لما بشرنا بجهاز الكفتة. لازم اللي بيصرف كل الفلوس دي يعرف أن فلوسه ماعدش ليها قيمة لأن فرد واحد بحساب تويتر واحد حط على أكبر جورنال عندكم و فشخ أكبر مؤسسة صحفية أمنجية بتشتغل لصالحكم.»
وسائل الإعلام في يد الدولة
فرحت وسائل الإعلام المصرية بفوز ترامب واعتبرته نصرًا لمصر والرئيس السيسي وهزيمة ساحقة للإخوان، حيث هنأه أحمد موسى، وأعرب أسامة كامل عن سعادته بفوز ترامب باعتباره أقل ضررًا على الشرق الأوسط ومصر. كما عبر جمال عنايت عن كون تلك النتيجة ستحجم من الإخوان ودورهم بالخارج، وهو ما يعد مصلحة لمصر.
والجدير بالذكر أنه تم تداول الكثير من الأخبار مؤخرًا حول اللجان الإلكترونية التي تعمل لحساب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد أن تم تسريب أحد منشورات جروب «اتحاد مؤيدي الدولة» والذي يضم عدد كبير من النشطاء المؤيدين للسلطة الحاكمة، ومن الواضح أن للصحفي المصري إبراهيم الجارحي دور قيادي بالمجموعة، وهو ما تكلم عنه باسم يوسف في منشوره.
مما يكشف عن منظومة الإعلام الرسمي والغير رسمي التي تتبع خطى الدولة وتأيد السلطة على طول الخط، وهو ما يُعد ظاهرا فيما حدث بين باسم يوسف وخالد صلاح، حيث أنها ليست معركة شخصية ولكن معركة سلطة تتحكم في وسائل الإعلام المختلفة للمهاجمة والتشهير بكل من يحاول أن يعارضها، فتمنعهم من الظهور أو تلاحقهم دوليا أو تكتفي بالتشهير بهم واتهاهم بالخيانة والعمالة، إلا أنها ليست دائمًا تأتي الرياح بما تشتهي السفن.