«كاسبرسكاي» لمايكروسوفت: كفاكم احتكارا لسوق الحماية الرقمية
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
اتهم «أوجين كاسبر سكاي»، الرئيس التنفيذي لشركة كاسبر سكاي الروسية المتخصصة في حماية الحواسيب، شركة مايكروسوفت باحتكار سوق برمجيات أمن المعلومات. وقال كاسبر سكاي في مدونته: «إن سوق البرامج الأمنية يشهد في الوقت الحالي حربا بين الشركات تستخدم فيها أسلحة احتكارية من العيار الثقيل لنسف فكرة المنافسة».
وتابع: «من سيعاني من تلك الأمور هم مستخدمو الويندوز الذي قد يضطرون لتشغيل حواسيبهم دون برامج بجودة أفضل، أو حتى أن تكون لديهم الحرية في اختيار تلك البرامج».
وأشار إلى أن مستخدمي ويندوز 10 اشتكوا من قيام نظام التشغيل بتغيير الإعدادات وإلغاء تثبيت برامج قاموا بتثبيتها واستبدال برامج من شركة مايكروسوفت بها.
ويوضح كاسبر سكاي: «عندما تقوم بالترقية لنظام تشغيل ويندوز 10 تقوم مايكروسوفت أوتوماتيكيا ودون أي تحذير للمستخدم بإلغاء تنشيط جميع برامج الأمن غير المتوافقة مع النظام؛ لتستبدل بها تطبيقات مضادة للفيروسات من إنتاجها».
ويشير إلى أنه في حال حصول المستخدمين على حماية من مطور مستقل تتوافق مع نظام التشغيل ويندوز 10، يظهر برنامج ويندوز ديفيندر بنافذة تحذيرية تشير إلى وجود تطبيقات مضادة للفيروسات أخرى مثبتة على الحاسوب.
ويقول أيضا إن هناك زر «شغل» أصفر اللون كبير لإيجاد وإلغاء تثبيت أي برامج مضادة للفيروسات موجودة على الحواسيب. مضيفا أن مايكروسوفت لم تكتف بذلك، بل قيدت المطورين المستقلين عن تحذير المستخدمين من انتهاء تراخيص تشغيل البرنامج في الأيام الثلاثة بعد انتهائها، وهذا التحذير يكون موجودا لكنه مخفي داخل مركز إشعارات الأمن بالويندوز، ونادرا ما يظهر.
ويشير إلى أن المستخدمين يبحثون خلال الأيام الثلاثة عن تمديد تراخيص عمل برامج الأمن على حواسيبهم، وإذا نسي أحدهم تجديد الرخصة تقوم مايكروسوفت بإلغاء تنشيط مضاد الفيروسات الموجود على الحاسب وتشغيل ويندوز ديفيندر.
ويضيف أن مايكروسوفت لم تقف عند ذلك الحد، بل أتاحت عددا محدودا من مضادات الفيروسات التي يمكن استخدامها على الحواسيب، أحدها ويندوز ديفيندر، ربما يعطي ذلك الأمر انطباعا بتجربة مريحة للمستخدم، لكن هناك تفاصيل أخرى في ذلك الصدد.
ويوضح: «لنفترض أن لديك مضادا للفيروسات مستقلا، وقمت عمدا أو عن غير عمد بتثبيت نسخة تجريبية لمضاد فيروسات مختلف، ونسيت إزالة أو الحصول على رخصة لذلك البرنامج التجريبي، فعند انتهاء الفترة التجريبية، يقوم الويندوز بإيقاف عمل البرنامجين ويقوم بتشغيل الويندوز ديفيندر».
ويقول: «إن مايكروسوفت تخالف قانونها الخاص باستخدام مضاد للفيروسات واحد على نظام التشغيل، لكن ذلك القانون لا يسري على برنامج ويندوز ديفيندر، فعلى الرغم من وجود مضاد للفيروسات مستقل، يقوم الويندوز أحيانا بتشغيل كاشف مضادات الفيروسات الخاص به».
ويؤكد كاسبر سكاي أن ويندوز ديفيندر لا يوفر الحماية الأفضل لحواسيب المستخدمين، فوفقا لمختبرات مستقبلة فإن البرنامج لا يقدم الحماية الأفضل لحواسيب المستخدمين بل إن مستوى الحماية يكون أقل من المتوسط.
ويشير إلى أن ويندوز ديفيندر يفتقر لإمكانات برامج الحماية مثل الرقابة الأبوية وحماية كاميرا الويب وإدارة كلمة السر والنسخ الاحتياطي وحماية الخدمات المصرفية والتسوق عبر الإنترنت والحماية الاستباقية ضد أي تهديدات مستقبلية، والعديد والعديد من السمات الأخرى المفيدة في توفير أكبر حماية وأفضل تجربة للمستخدم.
ويخلص كاسبر سكاي إلى أن جميع ما سبق يشير إلى أن مايكروسوفت تقوم تدريجيا بالضغط على المطورين المستقلين لإبعادهم عن النظام البيئي للويندوز، في حال امتلاكها لبرنامج حماية خاص بها، وبذلك فهي تتصرف ضد مصالح المستخدمين لأن الكثير من منتجاتها يكون أقل جودة بداية من المتصفحات ومراكز الألعاب (جيم هب) وبرامج معالجة ملفات الوسائط المتعددة ووثائق (بي دي إف) وحماية الإنترنت، والكثير منها يسبب المعاناة للمستخدمين.
واستعرض كاسبر سكاي البرامج التي قامت بإنتاجها مايكروسوفت، وهي (إم إس إيه في) و (وان كير) و (سيكيوريتي إيسينشالز) و (فورفرونت)، مشيرا إلى أنها استنفدت وقتا وأموالا كثيرة على مثل تلك المشروعات، لكن أيا منها لم يحصل على مكانة مميزة.
ويقول كاسبر سكاي: «نعتقد أن مايكروسوفت لاتزال تستغل مكانتها المرموقة في سوق أنظمة التشغيل لخلق مزايا تنافسية لمنتجها الخاص، لذا فهي تقوم بفرض برنامج ويندوز ديفيندر على المستخدم، الذي لا يراه مفيدا على مستوى الحماية للحاسوب ضد الهجمات الإلكترونية».
ويضيف أن الشركة تضع معوقات أمام الحواسيب للوصول إلى سوق برامج أمن المعلومات، بل تنتهك مصالح المطورين المستقلين للمنتجات الأمنية، لذا فقد قررنا مخاطبة الجهات الرسمية في عدة دول، من بينها دول الاتحاد الأوروبي وروسيا، وقدمنا طلبا لإجبار مايكروسوفت على وقف انتهاكاتها لقانون المنافسة وإزالة تبعات ذلك الانتهاك.
ويتابع: «لإرغام مايكروسوفت على توفير إصدارات وتحديثات جديدة من الويندوز للمطورين المستقلين في وقت مناسب، يمكنها الإبقاء على توافق برامجها مع ويندوز وإخطار المستخدم صراحة بوجود برامج غير متوافقة قبل ترقية الويندوز، وتذكيره أيضا بتثبيت إصدار متوافق من البرامج بعد الترقية ومطالبته بموافقته على تفعيل عمل ويندوز ديفيندر».
ويشير كاسبر سكاي إلى أن المستفيد الأكبر من طمع مايكروسوفت واحتكارها لسوق الأمن الإلكتروني هو «مجرمو الإنترنت»، بمعنى أن هؤلاء المجرمين لن يكونوا في حاجة للتعامل مع عشرات الحلول الأمنية للمطورين، وسينصب تركيزهم بشكل كبير على «الويندوز ديفيندر» فقط.
ويتابع: «الأكثر من ذلك هو أن حصول مايكروسوفت على حصة إضافية جديدة في السوق سيصعب عليها بشكل التعامل مع مجرمي الإنترنت». مضيفا أن التنافس يعطي دفعة لظهور أفكار جديدة ويساعد على صقل التقنيات وتطوير البنية التحتية لمجال أمن المعلومات ولن يتكلف ذلك كثيرا حتى لمايكروسوفت نفسها.
ويلمح إلى أن ما تقوم به مايكروسوفت يتسبب في تدمير مناخ عمل المطورين المستقلين وتقويض ثقة مستخدميها ونسف الميزة التنافسية لبرنامجها الذي يتسم بالانفتاح والديمقراطية.
وعلى الرغم من أن مايكروسوفت تقتل ببطء صناعة التطبيقات الأمنية للمطورين المستقلين، بحسب كاسبر سكاي، فإن شركته هي الوحيدة التي استطاعت تحمل الألم والتصريح عن ذلك بكل صراحة، على عكس ما فعلت العديد من الشركات الأخرى غير الراضية من تصرف مايكروسوفت، حيث اكتفت بالتعبير عن عدم رضائها من خلال مجموعات غير رسمية.
ويرى أنه من الضروري أن يشكل جميع مطوري البرامج المستقلين جبهة موحدة ومحاربة مايكروسوفت.. مؤكدا حق المستخدمين في اختيار الأفضل، وأن حرية الاختيار من شأنها تفعيل تطور المنافسة، الأمر الذي يؤدي إلى تطور على الصعيد التقني.