خافيير زانيتي: أن تترك حفل زفافك لتذهب إلى التمرين
أطلقوا عليه الجرار، الكابيتانو ولكن شهرته بالفعل هي اسمه الحقيقي، خافيير زانيتي. زانيتي هو الاسم الذي سيجلب في خيالك بمجرد ذكره عدة صور متعددة: إنتر ميلان، وقصة الشعر المميزة الثابتة، كذلك المعلومات التي يعلمها الجميع بأنه لعب أكثر من 1000 مباراة رسمية وهو أكثر من مثل الإنتر ب 856 لقاء على مدار أكثر من 19 عامًا حتى وصل لسن 41 تقريبًا. لكن هل يعلم الكل أيضًا ما هي الطريقة التي استطاع بها زانيتي الوصول لكل هذا؟
وضع زانيتي دون أن يدري أسسًا للاعب الكرة الناجح بغض النظر عن ظروف فريقه، من يتبعها سينجح بلا شك. قصص كثيرة وضحت دليل اللعب حتى سن الأربعين بلياقة تجعلك تبدو أصغر بسنوات من عمرك الحقيقي، أو باختصار تجعلك تبدو كخافيير زانيتي.
استغل الفرص، الصدف وكل شيء
جعلت الصدفة من لا شيء موراتي ينظر للظهير الشاب ويطلب التعاقد معه كأول تعاقد في حقبة جديدة بتاريخ الإنتر، في صيف جلب فيه الإنتر نجومًا بحجم بول إينس من مانشستر يونايتد وشبابًا واعدين يتحدث عنهم مجتمع الكرة مثل روبيرتو كارلوس والمهاجم الأرجنتيني الواعد رامبيرت. كان زانيتي الأضعف موقفًا والأقل سمعة بلا شك بين كل هؤلاء!
ذهب خافيير لموراتي في أول الدروس لموراتي وطلب منه إبقاءه في قائمة النادي وعدم إعارته في مشهد غريب. تخيل شابًا في الثاية والعشرين من عمره في أولى تجاربه في أوروبا وفي أقوى دوريات العالم وقتها، يتحدث في مسألة كتلك مع رئيس النادي ويقف كالرجال ويضع وعودًا بالتألق. على حد تعبير موراتي أن كلمات زانيتي كانت بلهجة إيطالية مترددة صدمته وجعلته يقرر بقاءه.
تأتي الفرص حينها بسلاسة لأنك تمتلك الرغبة والشغف، ولأن الحظ لا يأتي سوى لمن يستحقه. أصيب سباستيان رامبيرت في ركبته إصابة مزمنة جعلت زانيتي هو من يقيد في قائمة الفريق ويخرج رامبيرت معارضًا لتبدأ القصة الجميلة.
تدرب جيدًا، تدرب دائمًا حتى يوم زفافك
ظل يركض بلا تعب في الملاعب الأوروبية حتى سن 40، ولكن في التاريخ الكروي رياضيين كُثر لعبوا إلى هذا العمر وأكثر، فما المميز إذن؟ المميز هو أن زانيتي كان يلعب بنفس الكفاءة التي يلعب بها الشباب وهو بعمر الأربعين، مما جعل مورينيو يمدحه ساخرًا بأن جواز سفره لا يخبر الحقيقة فيما يخص عمره، فهو لا يصدق على حد تعبيره.
تروي زوجة زانيتي بأنه ترك حفل الزفاف لدقائق ليُجري بعض التمارين وكان قد أحضر ملابس التدريب معه، ويبرر هو ذلك التصرف الغريب بأن الزفاف كان في عطلة الكريسماس ويريد أن يتدرب يوميًا كي لا يفقد لياقته! لا غرابة إذن في أنه عندما ذهب برفقة باولا إلى عطلة في تركيا ولم يجد صالة ألعاب رياضية بالفندق جعل منها حاجزًا ثم ظل يحملها على كتفيه قبل ممارسة تمارين القرفصاء.
تلك القصص لا تعبر عن التزام بالعمل فقط ولكن عن حب وشغف، فمن المستحيل المواظبة على التدريب يوميًا بنفس الكفاءة لمدة 19 عامًا وأنت لا تحب ما تفعل، لذلك تجد هذا المشهد الرائع في ديربي ميلانو في الدقيقة 82 وزانيتي بعمر 38 والمبارة محتدمة ليقطع الملعب طولًا بسرعة لا تصدق ويقود هجمة عنترية بالكرة لفريق الإنتر!
العب في كل مكان وأي مكان بنفس المهارة
بدأ زانيتي حياته كظهير أيمن أو ظهير جناح في خطة الثلاثة مدافعين، ولكن بمرور الوقت أثبت قدرته على اللعب في كل مراكز الفريق ما عدا حراسة المرمى وقلب الهجوم. زانيتي من الجيل الذي تعلم لعب كرة القدم في الشارع، يلعب بكلتا قدميه بنفس الكفاءة ولا يعترف بمراكز الملعب فهو سيؤدي أينما لعب.
كوّن زانيتي مع الإنتر دائرة مغلقة بسبب لعبه في مراكز متعددة خصوصًا كظهير أيمن وأيسر ولاعب وسط، حيث أصبح من الصعب الاستغناء عنه وبالتالي يستمر في الملعب حتى يتغير عليه 17 مدربًا خلال مسيرته، فأصبح جزءًا من إرث النادي الذي يثق به موراتي ويضحي سببًا من أسباب استقرار الفريق ودعم المدرب الجديد.
جعل كل هذا استمرار زانيتي لسنوات أمرًا ليس باختياره ولا باختيار الإدارة، فوجوده أصبح لسد العجز الفني في الملعب ولتعليم الصغار تقاليد النادي وللركض والركض والركض حتى عمر الأربعين بنفس الوجه الذي لم تضربه الشيخوخة، حتى سخر منه الجميع بأن صوره في ألبوم بانيني هي نفس الصورة. زانيتي لم يكن مجرد رمز لإنتر أو للكرة الإيطالية، زانيتي كان أيقونة لكرة القدم لن تتكرر كما قال توتي.