خاميس رودريجيز: رجل التسعينيات الذي أتى هنا بالخطأ
رسالة إلى الوالي: أرجوك اتركني أعود
فيلم مصري يظهر فيه بطلنا فارس من زمن قديم في زمننا الحالي ولا يستطيع التأقلم حتى يعود في النهاية إلى زمنه. الفانتازيا تلك هي التوصيف الأقرب لحالة خاميس رودريجيز، تخيله خلف انزاجي وفييري أو أمام فييرا وبيتيت يستلم ويمرر ويسدد ويراوغ.
الآن خاميس رودريجيز هو لاعب محدد له مساحة تحرك ومطلوب منه أدوار للتغطية. يشعر بغربة ذلك الفارس ويريد أن يعود إلى وطنه الحقيقي. الحالة التي يعيشها خاميس تشبه قصص الأفلام التي يقول فيها البطل للبطلة: «لو كان الزمان غير الزمان وكان المكان مختلفًا لكانت النهاية أجمل». تشعر الآن وأنه يلعن تطور التكتيك والاهتمام بالتفاصيل ويود أن يصرخ إلى الجميع بأن يتركوه يعود حيث ينتمي.
لا يمكن أن يحدث ذلك سوى في أجمل أحلام خاميس فقط، أما الواقع الحزين هو أنه لا يستطيع إغراء عملاقي أوروبا باللعب في صفوفهما وهما في طور التطوير والبحث عن تشكيلة للمستقبل بعد موسم صعب؛ لذلك يجب أن تهبط رأس رودريجيز من أحلام اليقظة إلى أرض الملعب ليبحث عن أفضل خيارات تعيده نجمًا كما كان، أو بالأحرى يجب أن يبحث عن أشخاص يؤمنون به.
إلى أين المفر؟
يعلم خاميس رودريجيز أن أفضل أيامه كلاعب في أوروبا كانت تحت إمرة العجوز الإيطالي كارلو أنشيلوتي في ريال مدريد بصحبة كريستيانو رونالدو والبقية كمستوى فني وكأرقام، لذلك يجب أن يلهث وراء هؤلاء لأنهما من يمتلكان مفاتيح سعادته. المثير أن كلا المذكورين ينتميان الآن لناديين يبحثان عن لاعب مثله، فنابولي بعد رحيل هامسيك يفتقد لصانع ألعاب مميز واليوفي بعد رحيل أليجري وقدوم ساري يبحث عن لاعب مهاري يستطيع ربط الخطوط لتقديم كرة القدم التي يحبها مدرب تشيلسي السابق خصوصًا بعد تعقد موقف ديبالا في الفترة الأخيرة.
كل هذا بالإضافة لسحر إيطاليا للاتينيين الذين يفضلون الكالتشيو لتقارب الثقافة وكذلك لعوامل مثل درجة الحرارة. فهل سيمارس أنشيلوتي هوايته في التعاقد مع خاميس رودريجيز للمرة الثالثة، أم ستظهر سطوة رونالدو في يوفينتوس كما ادعى لوثار ماتيوس بأنه يريد أن يجلب صديقه القديم لتورينو؟
تبدو خيارات أخرى منطقية للكولومبي في الشمال الغربي لقارة أوروبا وبعيدًا عن إيطاليا آلاف الأميال وتحديدًا في إنجلترا، حيث يفتقد يورجن كلوب للاعب ذي لمسة في وسط الملعب يستطيع تحريك ثلاثي الهجوم بكرات ساحرة منذ رحيل كوتينيو إلى برشلونة وعدم تأقلم كيتا. كذلك تلمع فكرة أكثر جنونًا وهي أن يشغل رودريجيز مركز روبيرتو فيرمينو أو يتبادله معه استغلالًا لقدراته الرائعة أمام المرمى مع التعامل مع أجنحة هدافة قد يصنعون شيئًا جميلًا. من ناحية المدير الفني فكلوب متميز في إعادة اللاعبين لطريق النجاح بعد السقوط، تستطيعون سؤال روبيرتسون وفينالدوم وشاكيري!
من سيختار خاميس من بين كل هؤلاء ومن منهم سيصمم على الحصول عليه؟ بالتأكيد سنعرف ولكن لا يجب أن ننسى المشروع الأكثر جنونًا الذي قد يشترك به صانع الألعاب الكولومبي وهو التعاقد مع ولفرهامبتون. في البداية قد تندهش وتتسع حدقة عينك ولا تدري ماذا تقول، قد يسبّك رودريجيز نفسه إذا قلت ذلك أمامه، ولكن هل فكرت بأن مالك ولفرهامبتون هو خورخي مينديز الذي يذير أعمال خاميس أيضًا؟ مينديز رجل يستطيع فعل أي شيء، هكذا علمتنا الكرة، أضف إلى ذلك تواجد البرتغاليين بشكل مكثف في النادي وهو ما قد يساعد خاميس حيث قضى 3 سنوات في بورتو.
القصة ستنتهي هذا الصيف إما بإعلان وفاة مركز 10 نهائيًا من عالم الكرة الحديثة، أو أن يرتد خاميس على الجميع ويصنع أسطورته الخاصة.