نصائح إسرائيل لإدارة ترامب حول الشرق الأوسط
محتوى مترجم | ||
| المصدر |  | |
| التاريخ | ||
| الكاتب | ||
كان الجفاء هو المهيمن على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة من حكم باراك أوباما، وكان واضحًا لجميع المراقبين الاختلاف في وجهات نظر الطرفين حيال القضايا الشائكة في الشرق الأوسط، خاصة الاتفاق النووي مع إيران ووجهات النظر حول الصراع السوري، لذلك لم يكن مستغربًا أن يقابل فوز دونالد ترامب شعور بالارتياح في الأوساط الإسرائيلية.
ولكن ما الذي تريده إسرائيل من تلك الإدارة الجديدة؟ وكيف ترى مستقبل الشرق الأوسط في وجود إدارة أمريكية يسيطر عليها صقور الجمهوريين الذين كانوا يؤيدون دائمًا التدخل القوي في الشرق الأوسط والدعم المطلق لإسرائيل؟
كان هذا موضوع مقال كتبه وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون، بعنوان: «توصيات حول سياسات الشرق الأوسط لإدارة ترامب»، والذي تمحور حول الممارسات السياسية التي انتهجتها إدارة أوباما في المنطقة، وكيف أسهمت تلك الممارسات في اضمحلال مكانة الولايات المتحدة الرائدة في منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، حسب وصف الكاتب. وأنه على الإدارة الجديدة تبني إستراتيجية جديدة مغايرة، تضع المزيد من الإملاءات على دول المنطقة، وتُكرّس التقسيم الطائفي في سوريا من خلال التدخل الأمريكي المباشر في المنطقة.
ويوضح يعلون أن قرار الإدارة الأمريكية بالابتعاد عن لعب دور فعال في منطقة الشرق الأوسط أدى إلى نشوء أزمة ثقة بين الإدارة الأمريكية وحلفائها من الأنظمة السنية في المنطقة، حيث خلق فراغًا ملأته عناصر سياسية أضرت بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
وأن هذا القرار قد اقترن بالتخلي عن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة (مثل الرئيسين المصريين مبارك والسيسي ودول الخليج، على حد قول الكاتب) والاقتراب من إيران. وقد تمثلت ذروة هذه الأزمة في دعم السنة لتحركات روسيا في المنطقة لوضع حل للأزمة السورية رغم تضارب المصالح بينهما، وصفقات الأسلحة التي اشترتها الدول السنية من روسيا وفرنسا بدلًا من الأسلحة الأمريكية.
ويشكو موشيه يعلون من تراجع الإدارة الأمريكية أمام المحور الإيراني الشيعي في المنطقة، حيث أدى عدم ضرب سوريا رغم تجاوزها للخطوط الحمراء واستخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية إلى إعطاء ضربة قوية لمكانة الولايات المتحدة وقدرتها على الردع.
كما أضعف الاتفاق النووي مع إيران مكانة الولايات المتحدة التي كان من المفترض أن تكون الأقوى في المنطقة. وعلاوة على ذلك، فإن الردود الأمريكية على استفزازات إيران – كاختبارات الصواريخ واحتجاز سفن البحرية الأمريكية ومضايقتها في مضيق هرمز، وإطلاق الحوثيين النار في اليمن على السفن الحربية الأمريكية باستخدام صواريخ إيرانية، والهجوم على سفينة إماراتية في باب المندب – قد فاقمت من اضمحلال مكانة الولايات المتحدة وقدرتها على الردع.
التطلع إلى إدارة أمريكية جديدة
يشير يعلون إلى الخطوات التي يجب أن تنتهجها الإدارة الأمريكية الجديدة التي ستتولى المسئولية في 20 يناير/كانون الأول 2017، حيث سيتوجب عليها صياغة إستراتيجية كبرى للشرق الأوسط بناءً على عدد من القرارات، سيكون لها تأثير على الموقف في المنطقة على الأمدين الطويل والقصير، كما يوضح أن السؤال الجوهري هو: هل ستلعب الولايات المتحدة دورًا نشطًا أو مبادرًا في المنطقة أم لا؟
يذكر يعلون أن على الولايات المتحدة اعتماد دور مبادر في المنطقة لاستعادة مكانتها كقوة عظمى، حيث سينعكس ذلك على مكانتها في مناطق أخرى من العالم، ويحول دون انتقال مشاكل المنطقة إلى مناطق أخرى في العالم لاسيما أوروبا وأمريكا، ويحدد يعلون المحاور التي يجب أن تتبناها الإستراتيجية الأمريكية الجديدة كما يلي:
1. استمرار القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية:
وسيكون ذلك من خلال قيادة الولايات المتحدة للتحالف المضاد للتنظيم، ومساعدة الأكراد والمنظمات غير الجهادية التي تحاربه (وتحارب نظام الأسد أيضًا).
2. تغيير السياسة الحالية تجاه إيران:
حيث يجب أن يُوضع النظام الإيراني تحت ضغوط سياسية واقتصادية خاصة بسبب خرقه لقرارات الأمم المتحدة الخاصة بتطوير وتصنيع الصواريخ غير المرتبطة بالاتفاق النووي، ونتيجة لنشاطاتها الإرهابية في المنطقة وفي القارات الخمس (حيث توجد خلايا إرهابية إيرانية نائمة على حد وصف يعلون). ويُضاف إلى ذلك انتهاكات حقوق الإنسان في الداخل الإيراني.
ويضيف يعلون أنه على الإدارة الأمريكية قبل كل ذلك اتخاذ تدابير فورية لمنع إيران من امتلاك قدرات نووية عسكرية، فحتى لو التزمت إيران بالاتفاق النووي، فستكون قادرة على امتلاك أسلحة نووية في أقل من خمسة عشر عامًا. وسيؤدي تغيير السياسة الأمريكية تجاه إيران إلى تقوية العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين من العرب السنة وسيؤدي إلى استعادة الثقة بينهم.
3. تغيير السياسة الحالية تجاه تركيا:
وذلك من خلال وضع خطوط حمراء وصفراء صريحة أمام تركيا، بحيث إذا تجاوزتها يتم الإضرار بالمصالح التركية، وهي كالتالي: وقف الهجرة غير الشرعية من الدول المسلمة إلى أوروبا عبر تركيا، وإنشاء «منطقة آمنة» في شمال سوريا أو معسكرات للاجئين على الجانب التركي من الحدود. إلى جانب وقف الهجمات التركية على الأكراد دون تمييز، والسماح فقط بالهجمات على الإرهابيين. إضافة إلى التوقف عن استضافة «إرهابيي حماس» (على حد تعبير يعلون) في إسطنبول.
4. تغيير السياسة الحالية تجاه روسيا:
يجب على الولايات المتحدة التشدد تجاه القصف العشوائي الروسي ضد المدنيين السوريين والجماعات غير الجهادية من الثوار، كما يجب التنسيق حول العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية مع موسكو، وعدم السماح للمحور الإيراني الشيعي بالسيطرة على سوريا تحت مظلة الحماية والدعم الروسي. ومن الممكن الوصول إلى تفاهم أمريكي روسي بشأن تأسيس دولة علوية في سوريا (في المنطقة التي تتركز فيها المصالح الروسية).
5. تغيير التوجه الحالي حيال الصراع السوري:
يجب على الولايات المتحدة التخلي عن فكرة إعادة توحيد سوريا الممزقة بسبب الحرب، وقبول حقيقة أن سوريا الآن مُقسمَة إلى ثلاث مناطق إثنية/دينية: علوية وكردية ودرزية، وضرورة تأسيس قيادة للمناطق السنية من سوريا بمجرد سقوط تنظيم الدولة الإسلامية.
