«داعش» يتحدث الفارسية: هل يضرب التنظيم في عمق إيران أخيرا؟
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
نشر تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» مؤخرا إصدارا باللغة الفارسية بعنوان «بلاد فارس بين الأمس واليوم»، قام خلاله للمرة الأولى بتهديد إيران، وحث المسلمين السنة داخلها على التمرد ضد السلطة الشيعية الحاكمة.
ويشير مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» إلى أن التنظيم لم يهدف من خلال الفيديو في المقام الأول لردع إيران عن مساعدة الدول الإقليمية كسوريا والعراق لمحاربته، بل للتحريض على صراع ديني داخل إيران الشيعية.
ويوضح المقال أن توقيت نشر الفيديو له مغزى، حيث يؤكد أنه على الرغم من خسارة التنظيم للكثير من مناطق سيطرته في العراق وسوريا، فإن لايزال عازما على خلق الفوضى والصراعات في شتى أنحاء الشرق وغرب آسيا.
وفي التفاصيل، يصور الفيديو إيران بالعدو الدائم للمسلمين، ويتماشى ذلك الخطاب مع النظرة التاريخية للتيارات السلفية الجهادية التي تربط بين التكافؤ الثقافي والأيديولوجي وبين ماضي إيران قبل الإسلام وهويتها الشيعية المعاصرة.
وخلال الفيديو تظهر عبارات كساسانية وصفوية للإشارة إلى إيران، فضلا عن إشارات أخرى لجأ إليها التنظيم من خطاب حزب البعث العراقي كوصف إيران بالمجوسية.
يصور الفيديو السنة بإيران بالمظلومين اجتماعيا واقتصاديا وجغرافيا من قبل الأغلبية الشيعية، لكن المقال ينوه بأن ذلك الخطاب لم يؤتِ أُكله خلال الحرب بين إيران والعراق ولم ينجح في إثارة الانقسامات داخل إيران.
الأكثر من ذلك، هو أن تحريف وصف إيران بالحليف السري لأمريكا وإسرائيل يتفق مع الخطاب القومي العربي الذي يقدم إيران كقوة شبيهة بالحرباء التي تتلون لتخريب الحضارة الإسلامية من الداخل.
ويؤكد المقال أن السرد التاريخي الضخم خلال الإصدار يتسم بالعديد من الأخطاء التاريخية، فضلا عن سوء إنتاج الإصدار، على عكس ما كانت تتسم به الإصدارات السابقة.
يظهر خلال الفيديو 4 إيرانيين، لكن أيا منهم لم يتحدث الفارسية، فتحدث أحدهم بالبلوشية والثاني بالعربية والثالث بالفارسية باللكنة الكردية، أما الشخص الذي يقوم بدور الراوي فمن المحتمل أن يكون عربيا من خوزستان.
ينتقل المقال ليحلل الإصدار على مستويين، الأول هو أن داعش يهدد بشكل مباشر قادة ودولة إيران، أما الثاني فيتمثل في أن التنظيم يحرض من خلاله السنة الإيرانيون على ثورة مسلحة ضد الدولة، بهدف استعادة الإسلام السني بوصفه الدين الحاكم في البلد.
أيضا نجح التنظيم من خلال الفيديو في تصدير التهديد للدولة الإيرانية من خلال تقديم مجموعة من مقاتليه الفارسيين والمنضوين فيما يُعرف بـ «كتيبة سلمان الفارسي».
ويظهر خلال الفيديو 16 مسلحا مقنعا من الكتيبة يقومون بالتدريب على الرماية ويصوبون على صور قادة إيرانيين، مثل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري.
ولا يعد تنظيم داعش أول جماعة سلفية جهادية تهدد بشن هجمات إرهابية داخل إيران، ففي يونيو عام 2015، هدد زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني بتنفيذ هجمات داخل إيران ردا على تدخلها في الحرب السورية.
على الرغم من ذلك لم تقع أي هجمات إرهابية داخل إيران، نظرا للتحديات العملياتية فيما يتعلق بالهجوم على إيران داخليا فضلا عن خبرات أجهزة الاستخبارات وقوات مكافحة الإرهاب الإيرانية على مدى العقود الماضية في مواجهة الجماعات الإرهابية والاستخبارات الإسرائيلية والغربية.
ويعتبر المقال أن الوجه الآخر من التهديد، وهو تحريض السنة على تنفيذ أعمال إرهابية، يُعد الأكثر مصداقية يعززه في ذلك تنامي ميل التنظيم للتحريض على تنفيذ هجمات «ذئاب منفردة» في عواصم خصومه.
ويختتم المقال تحليله لذلك الإصدار بالإشارة إلى أن التنظيم نجح من خلاله في الربط بين معاقله في الشام والعراق وتنامي وجوده في جنوب آسيا لاسيما باكستان وأفغانستان.
ومن خلال ذلك الفيديو، وهو الأول باللغة الفارسية وبالتركيز على إيران، فإن داعش قد اتخذ أولى الخطوات المؤقتة لتحقيق ذلك الهدف.