الظاهرة يجيب: هل يستبدل ريال مدريد «كريستيانو» بـ«نيمار»؟
هكذا صرح الظاهرة البرازيلية «رونالدو دي ليما» في حفل أقامته شركة Nike للاحتفال بإطلاق أحد أحذيتها الجديدة منذ عدة أيام. تقارير عدة أشارت الفترة الماضية إلى وجود تكهنات عن قدوم «نيمار دا سيلفا» إلى العاصمة الإسبانية مدريد الفترة القادمة دون أن تضع حدًا معلومًا لهذه الفترة. بعضها أشار إلى أن هذه الفترة لن تطول لعدة أسباب أهمها هو تراجع مستوى البرتغالي «كريستيانو رونالدو» هذا الموسم بشكل لافت، وكذلك عدم ارتياح الجناح البرازيلي في نادي العاصمة الباريسي بالشكل الذي كان يتوقعه.
اقرأ أيضًا:لهذا السبب «نيمار» ليس سعيدًا في باريس سان جيرمان
الاتجاه الآخر من تلك التقارير استبعد فكرة تخلي القطري «ناصر الخليفي» عن نيمار بعد موسم واحد فقط من الصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم والتي قُدرت بـ 222 مليون يورو. تصريحات هنا واجتهادات هناك لم تلق اهتمامًا كبيرًا من متابعي كرة القدم طالما لم يرتبط الأمر بدليل قاطع في سوق الانتقالات، حتى هلّ علينا الظاهرة البرازيلية «رونالدو» بتصريحه السابق لصحيفة الماركا الإسبانية.
«رونالدو دي ليما» لاعب هادئ بطبعه، لا يميل للمشاحنات الإعلامية ولا الردود القاسية في الصحافة. لم يهتم بالرد على «مايكل أوين» الذي سخر من وزنه الزائد على تويتر بعد احتفالية نادي ريال مدريد بأساطيره الفائزين بالكرة الذهبية على ملعب سانتياجو برنابيو و اكتفى بالتنويه على أنه لا يحب هذا النوع من المزاح.
حاول مرارًا وتكرارًا الهروب من متلازمة «ميسي-كريستيانو»وتوضيح أنهما أسطورتان في تاريخ اللعبة رافضًا الكشف عن لاعبه المفضل فيهما. الشاهد في الأمر أن تصريحات «رونالدو» يجب النظر إليها بعين الاعتبار، فهو لم يهدف يومًا إلى تصدر المشهد الرياضي أو خطف أضواء لم تغب عنه في الأساس منذ اعتزاله حتى الآن.
الأجواء مهيأة؟
يومان فقط مرّا على هذا التصريح، حتى فاجأ «فلورنتينو بيريز» الوسط الرياضي العالمي بتصريح آخر لايقل أهمية عن تصريحات رونالدو، بل أنه يقر على حقيقة هامة بها، ألا وهي أن تقلبات كرة القدم سريعة للغاية.
تصريحات «فلورنتينو بيريز» رئيس نادي ريال مدريد لموقع جول العالمي.
نعم، لا دخان بدون نار إذن. الأمور واضحة الآن، ريال مدريد يريد «نيمار دا سيلفا». لكن هل يعلم أي من رفاق نيمار موقفه من الانضمام لنادي العاصمة الإسبانية؟
حسنًا، يبدو أن «تياجو سيلفا» قد تعلم الدرس جيدًا من الإسباني «جيرارد بيكيه»، هو يدرك أن أصداء «Se queda» لم تنتهِِ من صفحات التواصل الاجتماعي بعد.
جاءت تصريحات «مارسيلو» متزامنة ومتشابهة مع تصريحات رئيس ناديه قبل يومين من ملاقاة باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا. يبدو أن الأمر ليس مجرد صدفة.
هل الميرينجي بحاجة إلى نيمار؟
السؤال الذي يجب الإجابة عليه الآن هو: هل ريال مدريد بحاجة إلى نيمار؟ لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال دون التطرق إلى الحديث عن «كريستيانو رونالدو». الكل في مدريد يعلم أن البرتغالي لم يعد كسابق عهده، لم يعد يستطيع أن يتحمل مسؤولية ريال مدريد على كتفيه كما كان يفعل مسبقًا.
الجميع هناك يعلم أيضًا أن صفقة «نيمار» إن حدثت ستكون لتعويض «كريستيانو» لا لمشاركته في الملعب. أرقامه في هذا الموسم وإن كان يمكن وصفها بالسيئة، إلا أن رصيده في قلوب عشاق مدريد قد يدفعهم دفعًا للحديث عن كون الإحصاءات خادعة في كثير من الأحيان وأن شعورك بأداء اللاعب أهم كثيرًا من الإحصائيات.
حسنًا، لنلق نظرة على أداء اللاعب ولمساته. هل أصبحت تلاحظ عزيزي القارئ تراجع قدرة «كريستيانو» عن المرور من موقف لاعب ضد لاعب؟هل أصبحت تلاحظ تراجع لمساته النهائية وكذلك معدلاته التهديفية؟
هل يمكن أن تخبرني عن آخر هدف سجله الدون من خارج منطقة الجزاء هذا الموسم؟ هل أصبحت تلاحظ بطء تحركات البرتغالي وتوقعه لأماكن تواجد الكرة؟ الحديث عن البطء هنا بالطبع نسبي، فبطء «كريستيانو» هو سرعة يتمناها العديد من اللاعبين ولكننا هنا بصدد الحديث عن لاعب عودنا دائمًا على مستويات خارقة للعادة.
لنذهب إذن للجانب الذي لن يحبه بالطبع عشاق الدون البرتغالي، تدرج إحصائيات اللاعب البرتغالي في المواسم الثلاثة الأخيرة والتي توضح الهبوط التدريجي في أداء اللاعب. ففي موسم 2015/2016 نجح الدون في تسجيل 35 هدفًا في 36 لقاء من مواضع مختلفة من الملعب، خارج وداخل ومن على أطراف منطقة الجزاء، أما الموسم الحالي فقد نجح «كريستيانو» في تسجيل 11 هدفًا فقط حتى الآن وأغلبها من على مقربة من منطقة الست ياردات ومن نقطة الجزاء كما هو موضح بالصورة.
أما من حيث دقة التصويبات، ففي موسم 2015/2016 نجح البرتغالي في تصويب 190 تصويبة، 98 منهم على المرمى و92 جانب المرمى بدقة تصويب وصلت إلى 55%. أما الموسم الحالي فقد نجح حتى الآن في تصويب 90 تصويبة، 44 منهم فقط كانت على المرمى و46 خارج المرمى.
أما من حيث صناعة الفرص فإن هناك فرقًا واضحًأ في صناعة الجناح البرتغالي للفرص من أماكن متأخرة نوعًا ما في منتصف الملعب كما هو موضح بالشكل، ففي موسم 2015/2016 نجح البرتغالي في صناعة 20% من تمريراته الناجحة من منطقة منتصف الملعب بجانبيها، أما في هذا الموسم لم يمرر «كريستيانو» تمريرة وحيدة ناجحة من هذه المنطقة، وهو ما يعني أن مردود الدون البدني لم يعد يسعفه لتقديم مجهودات كبيرة كسابق عهده.
أماكن تمريرات كريستيانو رونالدو الحاسمة في موسم 2015-2016 (أعلى) وكذلك في موسم 2017-2018 (أسفل)
كل تلك الأرقام تصل بنا إلى نتيجة واحدة وهي أن الجناح البرتغالي لم يعد قادرًا على القيام بلعب دور الرجل الأول في معقل السنتياجو برنابيو، وأنه يجب الآن البحث بجدية عن خليفة «كريستيانو». بالطبع لن يكون الويلزي «جاريث بيل» هو الرجل المنوط بهذا الأمر، فلا استبعد إصابته من فرط الفرحة عند إبلاغه بهذا الدور مستقبلًا، ليخرج علينا الموقع الرسمي للنادي ببيان يخبر فيه مشجعيه عن غياب «جاريث بيل» ثلاثة أشهر للإصابة.
ماذا عن الجانب الباريسي؟
تصريحات «ناصر الخليفي» رئيس نادي باريس سان جيرمان لشبكة «Bein Sports».
«الخليفي» يحاول لقاء تلو الآخر التأكيد على أنه لن يترك «نيمار» بهذه السهولة. قبل هذا التصريح بأسبوعين خرج علينا السيد «ماركوس موتا» محامي اللاعب البرازيلي ليؤكد في لقائه مع صحيفة الآس الإسبانية على أن عقد لاعبه مع النادي الباريسي لا يحتوي على شرط جزائي ولا أي بنود خاصة بفوز نيمار بجائزة هداف الدوري الفرنسي أو فوزه بالكرة الذهبية. هذا يعني أن رحيل «نيمار» لا يمكن أن يتم إلا من خلال بوابة «الخليفي».
السؤال الآن: هل ينجح بيريز في إقناع الخليفي في التفريط في «نيمار»؟ المهمة قد تبدو مستحيلة ولكنها ليست كذلك. فمن الناحية المادية فإن باريس سان جيرمان لن يخرج خاسرًا بالطبع من هذه الصفقة كما أن المالك القطري في كل تصريحاته يصر على بقاء الجناح البرازيلي «الموسم المقبل» وهو ما يعني أن الحديث عن انتقال «نيمار» بعد الموسم المقبل لن يكون على نفس القدر من الصعوبة الذي هو عليه الآن.
أما من الناحية الفنية فإن النادي الباريسي لديه ما يعوضه عن رحيل «نيمار». «مبابي» و«دي ماريا» و«إديسون كافاني» و«دراكسلر» وغيرهم ممن يستطيع «الخليفي» التعاقد معهم بقيمة صفقة «نيمار» التي لن تقل عن 300 مليون يورو وفقًا لتدرج الأسعار على موقع «Transfermarket». فقيمة «نيمار» عند انتقاله من برشلونة إلى باريس كانت تُقدر بـ 150 مليون يورو، ولكنها تمت بـ 222 مليون يورو، وهو ما يعني أن صفقة انتقاله إلى مدريد إن تمت فإنها قد تصل إلى 300 مليون يورو لأن قيمته التسويقية على الموقع الآن حوالي 180 مليون يورو.