هل تكون مدينة دير الزور «المعقل الآمن» الجديد لداعش؟
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
يبرز ذلك المقال جهود تنظيم داعش في خلق جبهة قتال جديدة بمدينة دير الزور السورية الغنية بالنفط، لاسيما مع تعرضه لخسائر عدة بالرقة والموصل أكبر معاقله داخل سوريا والعراق على الترتيب.
ويشير المقال الذي نشرته مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، إلى أن التنظيم قام بتحصين دير الزور على مدار الأشهر الستة الماضية، وقام في سبيل ذلك بسحب الكثير من زاده البشري والمادي من الرقة والموصل.
ويوضح أن وقوع دير الزور بين الرقة والموصل يجعلها تحظى بأهمية استراتيجية، لتكون مركزًا عسكريًا للإمدادات للتنظيم، يضاف إلى ذلك الجبال المحيطة بها ونهر الفرات الذي يمر بها مما يجعلها قلعة حصينة يصعب على أي قوات برية شن هجوم مباغت عليها ويجعل أيضًا مسألة شن غارات جوية غير فعالة.
ويستمر المقال في سرد مميزات المدينة، حيث يقول، إن دير الزور تمتلك أكبر قدر من إمدادات النفط في عموم سوريا، الأمر الذي قد يساعد التنظيم على تغطية خسائره المالية الأخيرة.
وينوه المقال عن أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة حاول إيقاف إنتاج وتجارة النفط في دير الزور، إلا أنه جعل غاراته قاصرة على شاحنات النفط، حيث إن تدمير حقول النفط بالمنطقة، قد يتسبب في أضرار بيئية.
ويسلط أيضًا الضوء على ما يحظى به تنظيم داعش من دعم العديد من القبائل المحلية المنتشرة على الحدود العراقية، فضلاً عما قام به التنظيم لتمكين قادة القبائل المحلية ليحكموا لمساحات جديدة من الأراضي.
ويؤكد المقال أنه منذ بداية عملية استعادة الموصل، شهدت دير الزور تدفقًا كبيرًا لمقاتلي داعش وعائلاتهم من العراق وسوريا سواء قبل بدء الحملة العسكرية على الموصل أو قبل قصف التحالف الدولي للرقة وشمال حلب.
وينقل عن طبيبة تعمل في مستشفى محلي بدير الزور، إن الكثير من مرضاها الإناث الجدد من زوجات لمقاتلين أجانب بالتنظيم، وقد لاحظت أن الكثير من النساء اللاتي يأتين لا يتحدثن العربية.
ويوضح المقال أن التنظيم استثمر في الخدمات المحلية بالمدينة بغرض كسب الدعم المحلي، حيث استغل الأموال التي يحصل عليها من بيع النفط والتجارة والضرائب في زيادة مرتبات الموظفين العموميين لتشجيع السكان المحليين على الانخراط في الخدمة المدنية.
أيضا، قام التنظيم بزيادة لوازم المستشفيات فضلاً عن بناء مدرستين جديدتين، في حين انتقل العديد من الأطباء والمعلمين من العراق إلى المدينة لتقديم العون.
أما على صعيد الوجود العسكري، فيوضح المقال أن التنظيم بدأ في بناء خنادق على الخاصرة الشمالية من المدينة فضلا عن قيامه بنقل الكثير من أسلحته ومعداته إلى المدينة.
ويوضح أن زيادة التنظيم لعدده وعتاده في دير الزور أدى فعليًا إلى انتصارات عسكرية حيث نجح في السيطرة في يناير الماضي على الطريق الواصل بين المطار العسكري والمناطق الخاضعة لسيطرته بالمدينة.
ويرى أنه في حال قامت معركة أخرى بدير الزور، فلن تكون سهلة مع عدم اتضاح الرؤية لمن يمكنه محاربة التنظيم داخل المدينة.
ويفسر المقال تلك النقطة بالإشارة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية هي الأقرب لخوض تلك المعركة، لاسيما وأنها تخوض معارك ضد داعش شرق سوريا، إلا أن مهمتها لن تكون سهلة في مجابهته، نظرًا للعداء الشديد بين الأكراد وسكان المدينة.
ويشير أيضًا إلى أن فصيلي جبهة فتح الشام وجيش أسود الشرقية قد توعدا بقتال داعش بدير الزور، إلا أنه ليس واضحًا إلى أي مدى سيحقق هؤلاء النجاح وبأي سرعة يمكنهم التقدم إلى ملاذ داعش الجديد.
ويختتم بالقول إن الشئ الجلِي هو أن المعركة ضد التنظيم لم تنته، وفي حال لم يتم حرمانه من ملاذه الآمن الجديد، فستكون المدينة مكانًا لحماية أنشطته المسلحة، مما يتسبب في مزيد من زعزعة الاستقرار بالمنطقة.